نورالدين النصيري
الحوار المتمدن-العدد: 4323 - 2014 / 1 / 1 - 02:42
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
تؤرخ الأعياد اليهودية المغربية لحظة التقاء التاريخ و الجغرافيا و الدين,لتشكل ارثا ثقافيا طبع حياة اليهود المغاربة روحيا و طقوسيا,وقبل البدء في التحليل أود الاشارة أن الأعياد اليهودية تتبع الدورة القمرية,مثلها مثل اعياد المسلمين,فمعظم الاعياد اليهودية هي ذات طابع ديني ,الا أن هناك أيضا أعيادا ذات طابع تاريخي,"فاليهودي دائم الحديث عن موعد هذه الأعياد اما تقدما أو تأخرا,وهذا راجع بطبيعة الحال الى اليومية تالقمرية التي تسلكها الأعياد اليهودية",فالأعياد اليهودية عموما ذات طابع تاريخي معين أو حتى فصلي مرتيط بأحد الفصول الزراعية,فالديانات الأخرى مثلا تربط أعيادها بمولد أو وفاة نبي,فاليهودي في المقابل لا يحتفل بميلاد أ وفاة موسى عليه السلام,أو غيره من أنبياء بني اسرائيل,فعيد الفصح مثلا مرتبط بخروج بني اسرائيل من مصر,وفي نفس الوقت بفصل الربيع,وكذلك المثال في عيد الاسابيع المرتبط بتلقي التوراة وبموسم الحصاد.وتستخدم اللغة العبرية مصطلحات موعاديم و زمانيم وحاجيم للدلالة على الأعياد ولها معنى واحد,الا أن هناك فروقا بسيطة بين هذه الاسماء,فموعاديم هي الايام المحددة سلفا في العام لتحديد ذكرى حدث معين,أما زمانيم فهو مصطلح وضع من أجل يام حددت لغرض واحد,كايام الزواج وتاريخ الهجرة الى اسرائيل,وبخصوص كلمة حاجيم فترمز الى الفرح كعيد الحصاد مثلا.
أولا عيد الحصاد
ويطلق على هذا العيد اسم شافوعت اي عيد الأسابيع,أو البواكير,أو عيد الخمسين ايضا,حيث يمكن للمزارع اليهودي المغربي أن يستريح معبرا عن فرحه بالرفاه خصوصا بعد ىحصاد المحاصيل الاولى و المبكر ةوويأتي بعد سبعة أسابيع من ثاني يوم عيد الفصح,أي في اليوم الخمسين من عيد الفصح,أي في اليوم الخمسين من عيد الفصح.عموما ان هذا العيد هو في الاصل عيد زراعي يأتي بعد حصاد محصول القمح,حيث تقام الصلوات و الأدعية ليغني الرب كل الايدي بمحصول الارض و نعيمها,وليحسن الرب اغناء كل مجتهد بحسن الأرض و خيراتها,لان العمل مقدس في الدين اليهودي,فيتعطل استثناء العمل في هذا اليوم,بمناسبة نهاية فترة الحصاد,ليتمتعوا بأول ثمار الأرض,ومن طقوس الاحتفال بهذا اليوم, أنه كان يتحتم على الذكور أن يجتمعوا معا للعبادة,وتحضير رغيفين من الدقيق الذي يطحن من أول غلة الحصادج,حيث تعرف البيعاحتفالا خاصا يقام بعد الظهر,فتتلى الاشعار اليهوديية الدينية خصوصا,والمسماة بأزهروت,حتى اذا أخطأ أحد الابناء,يصحح له الجميع و يرشونه بالماء’كما أن على النساء تحضير الوجبات التقليدية,وخصوصا مرق الخروف مع البصل و الزيت,وتزين الوجبة بالقرفة,ويوزع الطعام هلى أفرب الجيران.
ثانيا عيد البوريم
يحتفل اليهود بهذا العيد بكثير من الفرحة و البهجة و المرحووتقوم النساء في هذا العيد بطبخ حلويات متعددة ,ككعب الغزال و المحنشة ,ويتم تبادل الحلوى بين جميع الأسر,مع تحضير الشاي بالنعناع,فعيد البوريم عيد سعيد بالنسبة لجميع اليهود,حيث يكون على ايقاع سرد النكات و النوادرمع اللعب الجماعي,كالجري و لعب الأوراق مثلا,لأنهم يعتقدون أنه يوم حظ,لهذا يسمى يعيد النصيب,وترجع كلمة يوريم الى كلمة بور,وتعني القرعة,حيث كان الوزير هامان قد اجرى القرعة لتحديد اليوم الذي سيتم فيه اعدام أكثر عدد من اليهود ,ورست القرعة حينئذ على اليوم الثالث عشر من اذار,لكن استير و عمها مردخاي استطاعوا أن يقنعوا الملك احشويروش بأن هامان يدبر مؤلمرة للملك,وبالتالي قاموا باعدامه و أنصاره في نفس اليوم الذي كان مقررا فيه اهلاك اليهود.
ولما يقترب "بوريم",تزدحم الفرارين بسبب كثرة الحلويات,ويحول الأطفال جمع النقود لشراء الحلوى,وعندما يصل الليل,يشربون الشاي بالشباكية,وينشدون شعر لبيوط
بوريم بوريم لانو
باربوخ اشر بحر بنو
ها نوقيم نبي ماتينوا
بمعنى
بوريم هو لنا
تبارك الذي اختارنا
الذي انتقم من اجلنا
ثالثا عيد شباط
هو العيد الـأسبوعي لدى اليهود,وفيه يكف اليهود عن أي عمل في ذلك اليوم.لأن الرب حسب زعم سفر التكوين قد استراح فيه بعد أن تعب من خلق السماوات و الارض,وتعالى الله تعالى و عز عن ذلك,وقد جاء في سفر الثثنية,احفظ يوم السبت بتقديسه كما أوصاك اله ربك,وتقدم العقيدة اليهودية لهذا اليوم بعادات مهمة كتقديم الذبيحة,اذ جاء في سفر العدد" و في يوم السبت خروفان صحيحان",لأن الرب كما يزهمون يحب اللحم المشوي,كما اعتبرت التقاليد اليهودية المغربية هذا اليوم أهم بنود الوصايا العشر,التي جاء بها موسى,فهم يمتنعون عن الكتابة و التعاقد و البيع و الشراء.
ولهذا السبت أسماء كثيرة,كسبت السلام" شفات شالوم",و السبت المقدس "شفات قودش",فالأجواء الخاصة بهذا اليوم تسبقه طقوس تبتدأ من يوم الجمعة كتحضير الطعام,وشموع السبت,فحتى الرجال والخدم يبدون الفرحفي هذا اليوم بما يليق,ويلبس الأطفال أحسن اللباس,ولعله من المفيد الاشارة الى أن اشهر اكل يحضر هو طبق الدفينة,حيث يحضر بلحم الخروف و البطاطس و الحمص,وكان يهود المغرب في الشمال و بسبب ساحلية المنطقة يحضرون أنواعا مختلفة من السمك,وعند نهاية هذا اليوم يعم الحزن المكان,وتشدو الأمهات بلحن حزين,لفراق هذا اليوم العظيم,ويدعو الأطفال مع جميع من في المنزل بأن يبارك لهم الرب الأسبوع الحالي حتى الأسبوع القادم,كما يتم توزيع أرغفة الخبز على الفقراء لكي يستطيعوا أيضا الاحتفال بهذا اليوم.
رابعا عيد راس السنة,أو "روش هاشانا".
روش هاشانا,أو عيد راس السنة أو كما يسمى أيضا بعيد الابواق,لكون اليهود في هذا العيد ينفخون في قرن كبش للاعلان عن ميلاد سنة عبرية جديدة ,وتعبيرا منهم عن قدرة الرب في هذا اليوم,حيث يقوم اليهود بالتكفير عن الخطايا التي ارتكبوها طوال السنة بتقديم قرابين غالبا ما يكون من الدواجن,وتدوم مدة الاحتفال يومين,وفي يومه الأول ينفخ في البوق "بوقر ,تعظيما للحدث ولخالق الكون,الا اذا صادف اليوم الأول يوم السبت,ويقضي اليهود يومهم في التوبة" تشوبه ,والصلاة و الصدقات,كما ياكل اليهود كل طعام حلو كالتمر و العسل حتى يمر العام حلوا.
#نورالدين_النصيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
