أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - روبير البشعلاني - في احتقار الإجتماع العربي/ صعلوكيات














المزيد.....

في احتقار الإجتماع العربي/ صعلوكيات


روبير البشعلاني

الحوار المتمدن-العدد: 4318 - 2013 / 12 / 27 - 18:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



مقالات كتاب جريدة “الحياة” السعودية الصادرة في لندن هذا الاسبوع حول الوضع السوري أعادتني إلى عقود مضت. إلى منتصف السبعينيات من القرن الماضي يوم أنصدمنا نحن التقدميين اللبنانيين بالحقيقة الجارحة لواقعنا الإجتماعي القرابي الطائفي بعد أم امضينا ردحا طويلا من الزمن نعيش في “الطوبى” الطبقية. لكن خطأنا وأحلامنا و”سذاجتنا” توقفت عند ذلك الزمن فلم نعد نقبل أن نجرّ الناس الى المقصلة، ديمقراطية كانت أم حقوق إنسانية، لا لشيء إلا لقلة فهمنا أو انصياعاً لفكر عالمي غالب يصوّر لنا ما يجب أن نقوله فنردده كالببغاء. فأمام الصورة الطائفية التي تتوّجت بخطف الثوار الطائفيين للثوار العلمانيين، اكتشف حسام عيتاني أنه “بين وحشين”. واعترف حازم صاغية ب”بعض السذاجة”، ليس لديه طبعاً، بل لدى “ثوار الطور الأول”. وحده حازم آخر، من آل الأمين، مصر على نظرية المؤامرة المقلوبة. ففيما اعتبره الكاتبان الأولان صدمة احتقار”الثوار” للواقع القرابي الطائفي أصر الأمين على أنه ليس إلا خطة ديوثة من النظام نفسه لكي يثبت للعالم انه كان على حق. إثر انتهاء الجولة الأولى من الحرب الأهلية في لبنان عام 1977 قررت مجموعة من اليساريين يومها الإنسحاب من معركة ” البرنامج المرحلي و الحكم الوطني الديمقراطي” بعد اضطرار الحركة الوطنية البنانية إلى تبني شعار المشاركة في الحكم. المشاركة ، للأجانب، مفهوم يعني مطالبة آل السنة في لبنان باقتطاع حصة إضافية من السلطة على حساب الموارنة آنذاك. اضطرار الحركة الوطنية للتخلي، ولو “مرحلياً”، عن شعاراتها ب”الانتقال الديمقراطي” لتتبنّى شعار آل السنة بالمشاركة لم يكن بالطبع وليد خطأ في التحليل. كما لم يكن وليد الصدفة. لكن كان إبن القراءة الخطأ للإجتماع اللبناني والعربي عموماً، وليد اصطدامها بالواقع وشعورها بأنها خرجت عن السياق.اصطدامها وانصدامها أيضاً. فعندما تقوم الأحزاب التقدمية بتعيين أهدافها إنما تفعل ذلك بناء على قراءة ملموسة لواقعها الملموس تحدد من خلالها طبيعة وماهية الصراع ونوع القوى المتصارعة واهداف كل منها كما تعيّن القوة التاريخية صاحبة المصلحة فيه بالتقدم التاريخي فتصطف خلفها وخلف أهدافها. شرط ذلك نجاح التحليل والتشخيص والقراءة. وهكذا فإن القوى التقدمية اللبنانية مرّت بعدة أطوار في دراستها للواقع اللبناني.ففي البداية كانت قد شخّصت العلّة في النظام البورجوازي اللبناني الذي يقوم باستغلال الطبقة العاملة. وعليه بنت برنامجاً لإقامة الإشتراكية في لبنان. ثم انتبهت إلى تناقضات مركبة تتناقض مع رؤيتها المبسّطة فانصدمت وتراجعت عندها إلى هدف أدنى يتمثل بضرورة قيام مرحلة انتقالية يجسدها نظام وطني ديمقراطي يضم ” اوسع القوى والطبقات…..” الخ. لكن مع بدء الحرب الأهلية التي، للعلم، لم يتوقع وقوعها اليسار اللبناني، لا الطليعي ولا غير الطليعي، بل تفاجأ بها تماماً، فوجئت الحركة الوطنية بكافة أحزابها بالطابع الطائفي للإنقسام في البلاد. وبدلاً من فهم الإنقسام والعمل على فهمه لإيجاد العلاج قامت هذه الحركة بالإنخراط به كما هو. من هنا شعار المشاركة، أي التخلي بكل بساطة وبأقل من ربع ساعة عن “الحكم الوطني الديمقراطي” لمصلحة شعار إحدى القوى الطائفية الممثلة بالقوى المسلحة الفلسطينية المتواجدة على الأرض اللبنانية بمحض الصدفة. بالطبع لن نوسّع كثيرا في المجريات التاريخية لهذا الانحياز. فقط نقول أنه قاد إلى نجاح آل السنة بالحصول على حصة أكبر من النظام الطائفي على حساب آل الموارنة لكنه فتح في ذات الوقت صندوقة باندورا للمزايدات الطائفية والحروب الأهلية المفتوحة. هذا على صعيد الحكم أما على صعيد القوى السياسية على الأرض، فالنتيجة كانت اضمحلال القوة “الوطنية”، “الثورية”، التي ساهمت بنصر آل السنة. فقد عقد مؤتمر تسوية في الطائف لم يدعَ إليه إلا القوى الفعلية. اما قوى الحركة الوطنية اللبنانية فقد زالت تقريباً من الوجود، السياسي على الأقل. الاصطدام بالحقائق الاجتماعية القرابية قديم إذن، ولا يحتاج الى خيبة جديدة في سوريا أو العراق لكي نكتشف “بعض” سذاجتنا. معروف بالعلم الصحيح أن العودة لتجربة جديدة مع الاحتفاظ بالعوامل الأولى لن تغيّر بالنتيجة شيئاً. فلماذا عدتم ؟ حتى الحقد الشخصي والثأر أو الخبث لم يعودوا أسباباً تخفيفية أو تبريرية. رمي مسؤولية القراءة الخاطئة، قراءتنا، على “النظام” هي مواصلة سياسة السذاجة نفسها. العلّة ليست هنا والعدو هناك. هذه معارك تجري على أرض المحتل الأجنبي لروحنا الاقتصادية والسياسية والفكرية، هذه شعاراته التي أقنعنا ب”عصريتها”، هذه شعارات تستثير الحروب الفتنوية بين قبائلنا الروحية والرحمية. غيّروا القراءة الساذجة تتغير المواقع والتموضعات. لا يمكن الاستمرار بالوقوف في نفس المواقع مع الاعتراف بسذاجة الرؤية الاساسية للإجتماع والسياسة.



#روبير_البشعلاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهوى والشباب والأمل المنشود
- «اليسار لبس» بعد «اليسار شلح»/ صعلوكيات
- بين الحرية والتفتيت
- مأزق اليسار
- بعد القصير: نابليون ضد بونابارت
- غَزْلُ الأوهام أو الخروج من المأزق الطائفي
- صعلوكيات/ ولكن من هو العدو ؟ أسرائيل فقط ؟؟؟؟
- صعلوكيات/ -الارثوذكسي- نعمة أم نقمة على لبنان ؟
- اليسار إبن تركيبته الإجتماعية
- السياسوية -علم- الرغبات
- صعلوكيات / -إعلان دمشق- وجبهة النصرة : زواج العقل ؟
- فلسطين ,كرسي القش و-سفريات ابو عساف-
- الثورة الخرساء في سوريا ليست من اجل الحرية
- الطائفة مقولة فلسفية أم جسم اجتماعي قرابي حديث ؟
- اليسار شلح السوري يخوِن اليسار الفرنسي
- الاستبداد والحرية اوهام العمران البشري
- صعلوكيات / بيان من أجل الدولة العربية
- صعلوكيات/ الرأسمال الشكلي الطائفة و-الواسطة-
- صعلوكيات / نقطة على فاصلة جهاد بزي
- صعلوكيات/ يتحدثون بلغة السماء ويأخذوننا الى الجحيم


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - روبير البشعلاني - في احتقار الإجتماع العربي/ صعلوكيات