أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حكمة اقبال - هل انا دنماركي ؟؟؟















المزيد.....

هل انا دنماركي ؟؟؟


حكمة اقبال

الحوار المتمدن-العدد: 4316 - 2013 / 12 / 25 - 10:34
المحور: سيرة ذاتية
    


الصدفة وحدها فقط أوصلتني الى الدنمارك تحديداً لاجئاً سياسياً ، والصدفة وحدها فقط جمعتني بالعزيز علاء الذي رتب لي أمور الوصول بأقل الأجور وأقصر الأوقات وبشكل قانوني تام ، وسأظل ممتناً له دوماً . فاجئني جداً ، بعد أول خطوة خارج المطار ، طابور سيارات التكسي من نوع مرسيدس الحديثة ، والتي لا يركبها في بلادي وجيرانها سوى الرؤساء والوزراء ، قلت لزوجتي : أية بلاد هذه ؟ وقلت لنفسي : عليكَ ان تبني حياتك القادمة بأفضل ما يمكن . وسريعاً بعد تعلم بدايات اللغة وانهاء دراسة تخصصية في تبادل الثقافات وجدت طريقي الى سوق العمل في النصف الثاني عام 1996 كوسيط ثقافي في احد مشاريع تطوير بيئة السكن الاجتماعية ، بواجبات تتعلق بتعزيز عملية اندماج الجاليات الأجنبية في المجتمع الدنماركي ، وحققتُ نجاحات واضحة ابرزها تأسيس ورئاسة جمعية ثقافية ثلثيّ أعضاؤها من الدنماركيين ومن ثمان جاليات أجنبية تعيش في المنطقة كان من مهامها تحقيق التقارب الثقافي عبر نشاطات ثقافية اسبوعية متنوعة ، وكذلك حصولي على جائزة البيئة السنوية لمدينة كوبنهاكن عام 2003عن مشروع معلوماتي بعنوان " البيئة للأقليات العرقية " . وفي السنوات اللاحقة أسستُ وأدرتُ مركز ثقافي في مدينة كوكديل شمال كوبنهاكن وكان الجميع يتحدث بإيجابية عن نشاطات المركز من السياسيين وسكان المدينة ، وقد اختار حزب المحافظين ان يعلن سياسته في مجال الاندماج ، اثناء اجتماع مجموعة الحزب البرلمانية الصيفي ، ان يعلنها من المركز الثقافي الذي اديره وبحضور غالبية المجموعة البرلمانية التي ضمت من بينها ستة وزراء في عام 2009 .

في مناسبات كثيرة ، ومنها القاء محاضرات ومداخلات في اجتماعات وكونفرنسات عديدة ومختلفة ، اعلنُ دائماً اني تعلمت الديمقراطية هنا في الدنمارك ، والأمثلة كثيرة ، ولكن الأهم في الأمر استيعاب وتفهم طبيعة المجتمع الذي نعيش فيه ، والاستفادة والتعلم قدر الإمكان من إيجابيات هذا المجتمع ، الذي استقبلني ، بعد ان ضاق وطني بي ، ولم يعد لي مكان فيه ، استقبلني وقدم لي فرصة بناء حياة عائلية واجتماعية فعالة ، فرصة التعلم والعمل ، والشعور بأني جزء من هذا المجتمع . ولي الحق ان ادعّي اني تعلمت الديمقراطية من خلال ممارستها في الحياة اليومية عبر نشاطات تطوعية شاركت فيها وتعلمت منها الكثير ، فقد انتخبتُ الى عضوية هيئات عديدة أهمها عضوية ومن ثم رئاسة مجلس الاندماج في مدينة كوبنهاكن وهو هيئة استشارية تقدم رايها في كل القضايا التي تخص الجاليات الأجنبية قبل ان يصدر مجلس المدينة قرارات بشأنها ، واثناء رئاستي للمجلس ابتدأت فعالية يوم كوبنهاكن العالمي المستمرة منذ عشر سنوات ، وجائزة الاندماج السنوية . المجلس يضم 18 عضو يمثلون الجاليات الأجنبية الكبيرة في كوبنهاكن إضافة الى ممثلي شركات السكن والنقابات وثلاثة آخرين لديهم خبرات خاصة في مجال الاندماج . إضافة الى ذلك تم انتخابي لعضوية لجنة منطقة شرق آما ، وهي حلقة وسيطة بين مجلس مدينة كوبنهاكن والسكان حسب توزيع محدد لمناطق كوبنهاكن ، ولها ميزانية سنوية تقوم بإدارتها للمشاريع المتنوعة في المنطقة وهي تشبه المجالس المحلية في العراق . وكذلك عضوية الهيئة الإدارية للمدرسة التي ينتظم بها ابنائي ، وعضوية الهيئة الإدارية لمنظمة البيئة " اجندة 21 " ، إضافة الى عضوية لجان أخرى . كل ذلك قد وفّر لي شبكة من العلاقات مع عدد من السياسيين على الصعيد البرلماني والمحلي أعتز بها كثيراً .
هذا النشاط التطوعي وعملي الوظيفي وفّر لي فرصة تعلم الديمقراطية وممارستها ، تعلمت فيها الاستماع وتقبّل الرأي الآخر ، وتعلمت أيضاً طرق تهيئة وإدارة الاجتماعات ، وتنظيم مؤتمرات ، واعداد استراتيجيات للعمل ومتابعة تنفيذ القرارات ، تعلمت كذلك احترام الوقت والالتزام بجدول العمل ، وغير ذلك كثير .

سبب كتابة هذه المادة يعود الى حوار بيني وبين أحد الأصدقاء ، حول طريقة ادارتي للاجتماع الانتخابي الذي نظمه تيار الديمقراطيين العراقيين في الدنمارك حول انتخابات مجالس المدن في الشهر الماضي حيث قدم احد الحضور سؤالاً كان قد تم تقديمه مسبقاً وتمت الإجابة عليه من قبل احد الضيوف ، وعندما ابلغته ذلك توجه للزميل المترجم طالباً تقديم سؤاله ورفضت انا ذلك ، ولكنه فاجأني بالسؤال " هل انت دكتاتور ؟ " ، وفي نهاية الاجتماع ذهب يشتكي للضيوف اني لم اسمح بترجمة سؤاله ، ولحسن الحظ كان الضيفان يعرفان الحقيقة . عساه ان يعتذر لي يوماً .
خلال السنوات الماضية أدرتُ مئات الاجتماعات الدنماركية ، وبضع اجتماعات انتخابية برلمانية ومحلية ، والضيوف من الصفوف الأولى للمرشحين منهم وزراء سابقين ولاحقين ، لم أسمع خلالها نقد ولو لمرة واحدة ، بل على العكس كنت اسمع المديح ، ولكن الأمر مختلف عندما يجري الحديث عن الفعاليات العراقية . ( كل المعلومات السابقة موّثقة بالصور وسأضعها في صفحتي على الفيسبوك في وقت ما ) .

يُعيب عليّ بعض العراقيين ممن يتحدثون بالديمقراطية انني دنماركي أكثر من اللازم ، لأني ارغب بالالتزام بالوقت عند إقامة فعالية ما ، ولأني ارغب بالالتزام بجدول عمل ونظام إدارة اجتماع تم اقراره بينما يرغب آخرون بالالتفاف عليه بعد خمس دقائق ، ولأني أدير الاجتماعات بتنظيم عالٍ ، ولأني أحضَر الى الاجتماع وقد هيأت مداخلة جاهزة ومكتوبة ، ولأني أطالب بشفافية العمل المدني ، ولأني أطالب بدورة نقاش واحدة لمن لديه ملاحظات مسبقة وليس لدورة ثانية يقدم بعضهم ملاحظاتهم تكرارا لما سمعوه من الدورة الأولى ، ولأني أطالب بإجراء الانتخابات حتى لو كان عدد المرشحين يساوي العدد المطلوب ، ولأني استخدم أحيانا حق التحفظ عند التصويت ، ولأني أعترض عند خروج النقاش عن نقطة البحث المحددة في جدول العمل ، ولأني اتعامل بجدية عالية في العمل المدني ، وربما غير ذلك أيضاً .

الديمقراطية ليست في النصوص القانونية ، بل في الممارسة الحياتية اليومية في البيت والعمل الوظيفي والمهني والحزبي والمدني ، مع الأصدقاء والزملاء والجيران وغيرهم ، ولكنها تتطلب أولاً الرغبة في تعلمها وممارستها ، وعسى ان نستطيع نقلها الى أهلنا في العراق يوماً ما .
الطريق لازال طويلا ، وجواب السؤال عنوان المادة هو : كلا انا لست دنماركياً ، ولكني تعلمت القليل من النافع والجيد في المجتمع الدنماركي .

25 كانون الأول 2013



#حكمة_اقبال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات دنماركية 31
- يوميات دنماركية 30
- يوميات دنماركية 29
- نتائج انتخابات مجالس المدن في الدنمارك ، فوز وخسارة متبادلين ...
- يوميات دنماركية 28
- انتخابات مجالس المدن والأقاليم في الدنمارك 2013
- يوميات دنماركية 26
- يوميات دنماركية 25
- يوميات دنماركية 24
- حول توزيع مقاعد البرلمان الدنماركي
- يوميات دنماركية 23
- شكراً جزيلاً لنوري المالكي
- يوميات دنماركية 22
- يوميات دنماركية 21
- بالروح بالدم من جديد
- ثقافة الترشح والانتخاب
- يوميات دنماركية 20
- إمرأة واحدة على الأقل
- عالم زهاء حديد في كوبنهاكن
- الديمقراطيون ؟؟؟؟


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حكمة اقبال - هل انا دنماركي ؟؟؟