أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - بدر الدين شنن - لمن تقرع أجراس الميلاد ..














المزيد.....

لمن تقرع أجراس الميلاد ..


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 4315 - 2013 / 12 / 24 - 11:54
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


للعام الثالث تقرع أجراس الميلاد في سوريا ، في أجواء جحيم الحرب ، التي تقتل جسد الوطن الحاضن أحباءه المنتمين إليه .. وتقتل الإنسان الذي هو رو ح الوطن ، وتقتل قدسية الإيمان .. والأمان .. والرجاء ، التي بشر بها " يسوع المسيح " .. ومن بعده " محمد الأمين " .. وقبلهما " موسى وإبراهيم الخليل " .
وللعام الثالث ، يتحول قداس العيد .. وفرحة العيد .. إلى صلاة ، ودعاء للرب .. أن يتغمد ضحايا الوطن برحمته . وأن تنجلي عن سماء البلاد غيمة وباء الحرب .. والإرهاب .. والتقاتل .. والتذابح .. وأن يعم الجميع الإخاء والمحبة .

ومن أسف ، أن هذا العام هو أكثر إيلاماً وحزناً . لأن عدد الضحايا صار أكثر .. وبحيرات الدم صارت أكبر .. والخراب طال الكثير .. الكثير من العمران . وعواصف الثلج والأمطار والصقيع ، وغياب الرحمة والمسؤولية الوطنية والإنسانية ، تهز أجساد المهجرين .. والمشردين ، في الداخل والخارج ، و’تذبل الطفولة البريئة وتهددها بالأمراض والانقراض .

وأن هذا العام أكثر فقداً وإيلاماً أيضاً ، لأن الحقد المتوحش طال المطرانين " إبراهيم .. واليازجي " فاختطفهما وهما يقومان بمهمة إنسانية ، للإفراج عن مخطوفين أبرياء ، وطال إحدى عشرة راهبة من دير مار تقلا ، ليصبحن برسم التبادل أو الموت ، وطال قبل ذلك حياة الآباء " فادي حداد ، وفرنسوا مراد ، وباولو داليليو " . كما طال حياة العديد من الأبرياء بالقذائف والعبوات الناسفة ، في الأحياء ، التي تحيا في كنف الكنيسة وظلها ودفء رعايتها .

وأن هذا العام ، هو أكثر قلقاً على مصير مسيحيي الشرق ، ومسيحيي سوريا خاصة . ومصدر هذا القلق ، هو الدول الغربية ، التي طالما زعمت نفاقاً طوال قرون عديدة ، أنها حامية مسيحيي الشرق ، بينما هي تعمل على اقتلاعهم من وطنهم ، بحضهم على الهجرة إلى بلدانها ، " خوفاً عليهم " من الإرهاب الذي هي تشجعه وتدعمه ، وتعمل على تحويلهم إلى سلعة للمساومات والصفقات ، عبر التهجير السياسي ، لإعادة رسم خرائط مصالحها الجشعة على أرض هي مهد المسيح والمسيحيين ، لسرقة ما في باطنها من كنوز الطاقة ، ولتستخدم موقها الجغرافي كمحور استراتيجي يتوسط أهم القارات في العالم ، متناسية أنهم أبناء هذه الأرض .. وورثة حضارتها العريقة ، وأنهم عائلة السيد المسيح ، وحملة رسالة مدنية سامية وسط الفضاءات التي يعيشون فيها ، واقتلاعهم من موطنهم وتهجيرهم .. يعني موتهم الروحي ..

وللعام الثالث تقرع أجراس الميلاد ، مؤكة حضور الكنيسة ودورها التاريخي والراهن ، في حماية الوطن وبنائه . وهي تقرع الآن لإنقاذ الوطن .. ووقف الحرب .. والدعوة للإخاء والتسامح والمحبة . وهذا الحضور .. وهذا الدور ، بانسبة للمفوتين والجهلة ، هو مستهجن .. غير مفهوم .. ومرفوض . وهو مستهدف من قبل من لم يعرف بعد معنى المدنية والحرية والحضارة ، ومعنى أن يكون الإنسان مسيحياً .. في بلاد صدرت المسيحية إلى العالم ، ومعنى أن يكون الإنسان سورياً .. في البلد المحكوم وجودياً باحتواء واحترام التعددية الدينية والقومية والمذهبية . فأطلقوا الصواريخ وقذائف الهاون على الكنائس والأديرة ، وقتلوا واختطفوا من رجالاتها وراهباتها ، ليقتلوا ويمتهنوا ما تمثله الكنيسة السورية من رابط مقدس جامع . وبذلك أخطؤوا مرتين . مرة لأنهم تصوروا أن التطاول على الكنيسة السورية سيدمر هذا الرابط ، ومرة ثانية أن ذلك سيدمر الاجتماع السوري . فتمسك المسيحيون بكنائسهم .. وأرضهم .. ووطنهم أكثر من ذي قبل . وتعززت الأخوة السورية الرابط الأكبر أكثر فأكثر . وتغابوا عن فهم دلالة ، أن " يوحنا المعمدان " يرقد كريماً في المسجد الأموي بدمشق ، وأن " النبي زكريا " يرقد معززاً في المسجد الأموي بحلب ، الذي دمروا ضريحه في " غزوة " غبية للمسجد الذي كان يحتضنه .
بل ظهر وتجسد الاجتماع السوري ، أكثر وضوحاً ورسوخاً في ذروة الهجوم الإرهابي التكفيري على المساجد والكنائس ، معبراً عن الشراكة الإنسانية الحضارية .. التاريخية .. والأبدية ، وعن اليقين الثابت بوحدة المصير ، في مواجهة الإرهاب ، والدعدوات الغربية للهجرة الإنقاذية المنافقة ، ليتمكن الإرهاب من الفوز . ما عزز وحدة الشعور بالمسؤولية ، في الدفاع عن القيم المشتركة .. وعن الوطن العريق .. الذي يضم الجميع بين حنايا قلبه .

وفي هذا العام بالذات ، حيث طفح الكيل ، وفاض قبح الحرب .. وقبح الإرهاب .. وقبح الممارسات والسياسات ، اللاعقلانية ، واللامسؤولة ، واللاإنسانية ، بأسوا ما فيه ، وتحولت مدن وبلدات وقرى ، ومدارس ومشافي ، وبنى تحتية حيوية لحياة المواطن ، تحولت إلى أهداف مدمرة ويعاد تدميرها ، وتحول الإنسان السوري إلى ضحية يستهان بها أكثر من الاستهانة بالحجر والأشياء المستهلكة ، فإن أجراس الميلاد هذا العام تقرع أولاً للصابرين ، الصامدين ، رغم التهديد بالقصف التدميري القاتل المتوحش ، تحت مظلة الكنيسة .. متشبثين ببيوتهم .. ودور عبادتهم .. ووطنهم ..

وأجراس الميلاد هذا العام تقرع .. لكل من يعمل بشرف ..
من أجل القضاء على الإرهاب .. ووقف الحرب .. والتصدي للمشاريع الرجعية المفوتة والمخططات الغربية المعادية .
من أجل عودة السلام والأمان والحرية ، لكل مكان في سوريا .. ولكل إنسان في سوريا ..
من أجل عودة المشردين في الداخل والخارج .. وكل النازحين والمهجرين .. إلى الوطن .. إلى بيوتهم وأهاليهم ..
من أجل إعادة بناء ما هدمه الإرهاب ، ومجرمو الحرب ، من دور عبادة ومساجد وكنائس ومقامات عزيزة ..
من أجل إعادة بناء الأحياء والبلدات والشوراع والمشافي والبنى التحتية المدمرة ..
من أجل إحياء حب الحياة .. والكرامة .. وفتح الآفاق على مستقبل جميل واعد ..

طوبى لمن يدعون للسلام على أرض الوطن .
طوبى لمن ينشرون الإخاء والمحبة والتسامح .
طوبى لكل من يصلي ، ويشعل شمعة .. من أجل انتصار الحياة .. والحرية .
طوبى لكل من يصلي لرب الناس .. إله الناس .. من أجل أن يعم الأمان والفرح كل الناس .



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطن .. والحرية .. والجريمة
- الرهاب الأزرق - إلى من أعطى دمه .. وعمره .. للحرية -
- تراتيل سورية .. الوطن مرة ثانية بين الوحدة والتقسيم
- تراتيل سورية .. مقدمة لحوار تحت النار
- تراتيل سورية .. التحالفات السياسية 2 / 2
- تراتيل سورية .. التحالفات السياسية 1 / 2
- يوم للطفل السوري
- تراتيل سورية .. حرب لا كالحروب
- تراتيل سورية .. الاختلاف ..
- المملكة .. وزمن أفول الامبراطوريات
- عيد السوريين الأكبر
- سوريا إلى متى .. وإلى أين ؟ ..
- الأزمة السورية ولعنة أمراء الحرب
- ابرهيم ماخوس باق .. لم يرحل .
- اللحظة السياسية داخل وخارج الأسوار السورية
- عندما تقع الحرب
- ضد المذبحة الدولية في سوريا
- مصر والتحديات الإرهابية والتآمرية الدولية
- ثورة .. أم انقلاب .. أم ماذا ؟ ..
- أكبر من مؤامرة .. وأكثر من تدخل عسكري خارجي


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - بدر الدين شنن - لمن تقرع أجراس الميلاد ..