أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الخزرجي - فنّ الكتابة و الخطابة - ج2ح9














المزيد.....

فنّ الكتابة و الخطابة - ج2ح9


عزيز الخزرجي

الحوار المتمدن-العدد: 4313 - 2013 / 12 / 22 - 19:53
المحور: الادب والفن
    


فنّ آلكتابةُ و آلخطابَةُ – ألجزء ألثّاني ح9
طرق إنماء ألصّفات ألحميدة:
هاء: لا تيأس أبداً و أدِمِ ألأعمال؛

كمْ من آلشّباب و آلأرواح تذهب سُدىً و تنتهي بسبب فقدان آلأرادة و "آلأمل", و عكسها هو "آليأس", لعدمِ عنايتهم و معرفتهم بأهميّة آلحفاظ و آلأستمراريّة على آلأعمال و إستدامتها, فآلأرادة عندما تهتزّ و تضعف – كما بيّنا سابقاً – يتقلّبُ معها آلشّخص ذات آليمين و ذات آلشّمال بسبب تشتت قوى آلنّفس و إهتزاز آلقلب, تارةً بهذا آلأتجاه و مع هذا آلطرف و تارةً بآلأتّجاه ألمُعاكس مع آلطرف آلآخر, مُتململاً بين هذا و ذاك لنيل ألأهداف, فأنّهُ مع هذا آلوضع يفقد آلأرادة و حريّة ألأختيار و يُسيطر عليه آليأس تماماً.

ألعجول ألّذي يُريد ألوصول بسرعةٍ لأهدافهِ و أعمالهِ؛ مصابٌ بعقدة ألحقارة و آلشّعور بآلنّقص, و آلسّبب؛ أنّ طلب ألجّاه و آلمقام عبر آلقفزات ألكبيرة ألتي تتحدّى آلطبيعة و تتجاوز إمكانيات ألواقع و قوانين الحياة؛ تؤدّي بآلأنسان إلى آليأس و آلقنوط و آلفشل.

ألأنسان ألواقعيّ ألّذي يتّصف بآلثّبات و بنظرةٍ موزونةٍ و بِبُعد آلنّظر يُعطي أهمّيةً للزّمن و آلآليات . . و قوانين ألحياة, و مثل هذا آلأنسان لا يعرف التّعبَ و آلأستسلام, و لو صادفتهُ بعض ألمصاعب أو ظروف قاسية حاولت دون تحقيق أهدافه, فأنّهُ لن يتوقفَ و لن يستسلمَ, بل يُعاود سعيهُ و جهده و يُضاعف عملهُ و يستديم آلياته و خططهُ لتحقيق هدفه.

ألخسارة لا تعني له شيئاً, و عندما يُريد آلبدء بعملٍ جديدٍ؛ فأنّهُ يستحضر كلّ إمكاناته و يجتهد كثيراً لمعرفة ألمزيد عن ألعمل و وضع آلأحتمالات ألمُعقدة القويّة و آلضّعيفة, و دراسة كلّ أبعاد ألقضية, و يُعدّ نفسه من كلّ الجهات للبدء من جديد, هذا الوضع يصدق و يتطابق مع آلذين بنوا أنفسهم و شخصياتهم, و تمرّسوا في آلحياة و تعرّضوا مراراً إلى آلصعوبات و آلضّربات ألموجعة, لكنهم لم يستسلموا و لم يستكينوا و لم يتقوقعوا على أنفسهم, بل صمدوا و بدؤا بمشاريع جديدة و حياة جديدة.

ألصبر و المواظبة و الأستقامة صفة المُميّزين من آلنّاس .. و لها أهمية خاصة, و مصاديقها نراها عند آلرّياضيين ألّذين ينتمون إلى آلنّوادي لأجراء برامج و تمارين معينة, ثمّ يُمارسونها لمدة معينة, و بسبب عدم وجود حسّ المواظبة و الصمود عند آلبعض منهم نراهم يتركون التمارين و النادي و ينصرفون إلى أعمالهم, و كذا حال آلذين يتركون إكمال دراساتهم الجامعية بعد قبولهم فيها للأنصراف إلى مزاولة أعمال أخرى!

فمع تقوية ألأرادة و آلأستعداد بجانب ألأستدامة؛ يتقوّى آلأنسان و تضاف إلى قوّتهِ .. قوّةٌ إضافيّةٌ, بلْ نؤكّدُ على أنّ مسألة ألمواظبة و آلأصرار لا تعني أللجاجة و آلتّصلّب و آلتّعنتْ ألأعمى و آلأستمرار على آلخطأ, بلْ آلعكس تماماً, تعني النّظر ألواعي و إجراء ألتعديلات أللازمة و آلتّصحيحات كلّما تطلّب آلأمر لذلك.

لنفرض أنّك إشتركتَ في دورةٍ لرياضة "ألجيمناستك" بغرض ترشيق جسمك, و بعد مدّةٍ من آلتّمارين و آلمحاولات, قال لك المُدرّب ألمُختصّ؛ إنّ هذه آلرّياضة لا تُناسب جسمكَ, فهُنا سيكون أمامكَ خياران:
أمّأ أن تُصِرّ على آلتّمرين, أو أن تستسلم لرأي ألمدرّب!؟
فلو أصرّيتَ بآلبقاء في آلدّورة فهذا تعنّتٌ و إصرارٌ و ضياعٌ للهدف و للعمر, و لا يُعتبر مواظبة و إستمراراً لنيل آلهدف, بل يُعتبر ألأصرار هنا خسارةٌ إضافيّةٌ لا تزيد صاحبها سوى تلف ألمزيد من آلوقت و آلجّهد و آلمال.

كذلك لو فرضنا أنّك تُريد أنْ تتعلّم لغةً أجنبيّة, فهنا عليك آلأستمرار و عدم ترك ألسّاحة حتّى مع بروز بعض ألعوائق و آلصُّعوبات و آلمشكلات آلجّانبيّة, و بآلتالي إتّخاذها أعذاراً واهية, من قبيل عدم وجود آلميل أو آلدّافع ألقلبيّ, أو ألأستعداد للأستمرار في آلدّرس, فهنا يجب أنْ تقول لنفسكَ: (لو كنتُ ذا عزيمة و إرادة؛ فأنّ آلموفقية ستكون من نصيبي)!

و بغير ذلك ستكون قد هدرتَ وقتكَ و أموالكَ و جهودك و ربّما حياتكَ!

و للأسف فأنّ آلكثيرين يُغيّرون أعمالهم و يتحوّلون في كلّ مرّةٍ من حالٍ إلى حالٍ بسبب إهتزار إراداتهم و فساد أوساطهم و عدم ثباتهم أمامَ بعض ألصّعوبات ألّتي تُواجههم, و في آلنّهاية يُصابون بإختلالاتٍ نفسيّةٍ, أو ما يسمى بعلم ألنّفس بـ (ألأزدواجية) أو (الدبل بل), بل و يتعرّضون لأمراضٍ عقليّة تُسبّب لهم آلهزيمة و آلأنكسار و آلفشل في كلّ مشروعٍ يقدمونَ عليه.

إنّ آلدّرس آلّذي نستفيدهُ من هذا آلعرض كبيرٌ و مهمٌّ أيضاً, خصوصاً للخطيب ألهادف ألّذي يُريد إيصال رسالته في وسطٍ أكثريتهُ لا تُريد أن تسمع أو تعيّ أو تفهم حقيقة آلحياة و فلسفة ألوجود بسبب ألتّخريب و آلفوضى و آلظلم آلذي أحاط به, و لا حول و لا قوّة إلا بآلله العليّ ألعظيم.
عزيز الخزرجي




#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين المفكر و الكاتب الصحفي
- أمامة آلأمّة بين آلتقليد و آلمعاصرة
- فن الكتابة و الخطابة - الجزء الثاني ح6
- فن آلكتابة و الخطابة ج2ح5
- فن الكتابة و الخطابة - الجزء الثاني ح4
- فنُّ آلكتابة و الخطابة - ج2 ح2
- رسالة هامة للمفوضية العليا و للعراقيين
- فنّ الكتابة و الكتاب - القسم الخامس(4)
- فن الكتابة و الخطابة - القسم الخامس(3)
- فنُّ آلكتابة و الخطابة - القسم الخامس(2)
- فن آلكتابة و آلخطابة - القسم الخامس(1)
- فنُّ آلكتابة و آلخطابة - القسم آلرّابع(9)
- فن الكتابة و الخطابة - القسم الرابع(8)
- فنُّ آلكتابَة و آلخطابَة -القسم الرابع(7)
- فنّ الكتابة و الخطابة - القسم ألرابع(6)
- فنّ آلكتابة و آلخطابة - القسم الرابع(4)
- فنُّ آلكتابة و آلخطابة - القسم الرابع(3)
- فن الكتابة و الخطابة - القسم الرابع(2)
- ألموت لِحِيتان المال الحاكمين!
- فنّ آلكتابة و آلخطابة - القسم الرابع (1)


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الخزرجي - فنّ الكتابة و الخطابة - ج2ح9