أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الخزرجي - فن الكتابة و الخطابة - القسم الرابع(8)















المزيد.....

فن الكتابة و الخطابة - القسم الرابع(8)


عزيز الخزرجي

الحوار المتمدن-العدد: 4264 - 2013 / 11 / 3 - 03:37
المحور: الادب والفن
    


فنُّ آلكتابَةُ و آلخطابَةُ – ألقسمُ ألرّابعُ(8)
حول آلمنهج آلجّديد للتّأريخ:
علينا أن نفهم و بوعيّ كامل ألتأريخ, لأعادة إنتاجه وفق آليات و مناهج معاصرة لدرأ ثغرات ألواقع و ما آل إليه آلوضع ألعربي و آلأسلاميّ و حتّى آلعالميّ!

فآلتأريخ ألأسلاميّ ألمنتشر أليوم بين أكثريّة ألمُسلمين, و حتّى آلتأريخ ألأنسانيّ(1) .. لا تُمثل كلّ آلحقيقة و فيها آلكثير من آلمغالطات و آلتزوير و آلأدلجة, و لا تتطابق مع آلنّصوص آلمقدسة آلتي نزلت من آلله تعالى و لا تُساير فلسفة آلوجود و خلق آلأنسان بعد ما بيّن أحداثها و تفاصيلها آلكتب ألسّماوية و ختمهُ آلرّسول(ص) و أهل بيته ألأطهار, ألتّأريخ أشياءٌ مُتعدّدة .. يتطلّبُ نُزولاً للسّاحة لمراجعة ألماضيّ من خلال ما نلمسهُ بأنفسنا و أيدينا؛ هو آثارٌ و نقودٌ و حجرٌ و صورٌ و مواقفٌ و أشياءٌ مُتعدّدة, بجانب لآلئ عظيمة إستقرّت في آلقاع بعيداً عن مُتناول أكثرنا, هُناك مُشكلةٌ كبرى في آلتُّراث ألّذي كُتِبَ و كما بيّنا ملامحهُ؛ تزويرٌ و تلاعبٌ و أدلجاتٌ من قبل ألمُغرضين ألمُتعصبين .. أنصاف ألمؤرخين كأبن خلدون, و آلباقلاني و حتّى آلصّحاح و (آلكتب ألأربعة) لما ورد فيها من روايات و أحاديث و تواريخ تحتاج إلى نخلٍ و تصفيةٍ للكثير منها, و قد جرتْ مُحاولات لكنها ما تزال ناقصة, و نحتاج إلى مثيلاتها في كتابة ألتّأريخ بآلرّجوع إلى مُكمّلاتهِ و آلمنهج آلجّديد لكشف حقائق آلكثير من جوانبه أّلّتي لم يُسلّط آلضّوء عليها, و يحتاج هذا آلتّجديد إلى إعادة ألنّظر خصوصاً في منعطفاتهِ آلمصيريّة و إلى ألبدء من أساس ألتعليم و أصلهُ و مبدئهِ سائراً في نفس آلأتجاه, بحيث يُكتب بشكلٍ جديد تماماً!

فما هو هذا آلشّكل ألجّديد؟
ليس من شكٍّ أنّ هذه ألإسهامات و آلدّعوات إلى تطبيق ألوسائل ألكميّة وآلإحصائيّة و استخدام ألتّقنية في دراسة تأريخ وحضارة أمّتنا ألعربيّة وآلإسلاميّة تعكس جهوداً تستحقّ آلتقدير، بيد أنّ من آلصحة بمكان ألقول إنّها ليست إلّا مبادرات فرديّة لم تجد بعد لها صدىً في دوائر و أقسام ألتاريخ في الجامعات العربيّة وآلإسلاميّة و بخاصة في خطط الدّراسات الأوليّة و آلعليا كما أنها ما تزال غائبة عن المعنيين بدراسة التاريخ في آلحوزة ألعلميّة ألّتي ربما لم يسمع بها ألمعنيون لحدّ آلآن إلا في الحدود التي أشير إليها آنفا .

إن غياب ألمنّهج ألكميّ(2) و آلوسائل ألتّقنيّة و آلإحصائيّة في تعاملنا مع آلنّصوص ألتراثيّة و في دراساتنا آلتاريخيّة وآلأدبيّة و آلفقهيّة وفي أدبيّاتنا ألفهرسيّة ، يعني غياباً لجوانبٍ كثيرةٍ من آلحقيقة ألتاريخيّة ، فإذا ما أخذنا بنظر ألاعتبار أنّنا أمّةٌ تعيش تاريخها, و تقيم كثيراً من جوانب حياتها ألحاضرة و آلمُستقبليّة على أسسٍ وقيمٍ تاريخيّةٍ؛ أدركنا كم هو حجم ألأميّة ألتاريخيّة ألتي نعانيها!

إن دراسة ألتاريخ و آلبحث عن ألحقيقة عبر آلمُجايَلة ألتأريخيّة ثمّ إيصالها للأمّة على آلصّعيدين ألأكاديميّ و آلثقافيّ بموجب قواعد منهج ألبحث ألتاريخيّ، و آلّذي يقع ألمنهج ألكميّ ألإحصائيّ في صميمهُ؛ هي من أولى آلضّرورات ألعلميّة و آلتي لا يُمكن للأمّة أنْ تنهض دونها و يأتي مرادفاً مع آلتّفسير ألموضوعيّ للقرآن ألكريم ألّذي فسّره آلعلماء فيما مضى تجزيئيّاً للأسف ألشديد فوقعوا في أخطاء كبيرة سبّبت تدمير آلأمّة و آلأنسانيّة.

إنّ تطبيق (ألمنهج ألكميّ) يتلازم مع آلأدراك ألمُعمّق للعلوم ألأقتصاديّة و آلرّياضيّة و آلحسابية و آلأحصائية و آلسّيسولوجيّة و آلبيوغرافية(علم آلرّجال), بجانب ألقُدرة على آلتحكم و آلسّيطرة و آلجّدولة و توصيف ألرّموز و آلأعداد, و كذلك رسم آلخطة و آلمنهج على ضوء ألأفكار ألّتي يستنبطها بإستخدام آلحاسب ألأليكتروني بعد تغذيته بآلمعلومات و آلأسماء و آلرّموز و آلأرقام.

بهذا آلمنهج ألمزدوج – أيّ ألكميّ و آلموضوعيّ لدراسة ألتّأريخ – يُمكننا تحويل آلعلوم ألتأريخيّة من حيز ألتّحقيق ألضّيق و حالة ألغائميّة إلى مجال آلأستدلال ألمنهجيّ ألواسع و آلدّقيق لنكونَ بوضوح أمام آلتأريخ ألحقّ ألّذي يستحقّ آلتفاخر به و آلأستشراق من أنواره و آلتّزود من معالمهِ!

في آلتّاريخ ألحقّ ، نكتشف ألذّات ، و نُحدّد ألهويّة ، و نُشخص ألخطأ، و نقيّم تجربة ألحاضر، و نكون أقدر على تحديد حركتنا نحو آلمستقبل!
فهل بإمكاننا ذلك؟
ألمطلوب كما أشرنا في آلحلقة ألسّابقة, عدم آلأهتمام بطبقة مُعيّنة أو مذهبٍ مُعيّن, أو حتّى أشخاصٍ مُعيّنين و آلّتي عادةً ما تكون طبقة آلنّخبة ألّتي يُمثّلها آلطلبة و آلمثقفون و آلعلماء ألتقليديّون .. فهذا خطأ يجب تجاوزهُ .. فهناك مجموعات هذه آلدائرة و هناك طفيّليّون يجب أنْ يتعلّموا منهج دراسة ألتّأريخ بجانب كهول يجب أن يقرؤا آلتأريخ غادروا آلمؤسسة ألتّعليمية ألأكاديميّة .. و هناك أجانبٌ يجب أنْ يعرفوا تأريخنا, كلّ هذه ألمحاور يجب أنْ تُؤخذ بنظر ألأعتبار في عدد من آلاعمال ألتحقيقة ألمنهجية ألجديدة.

كما يجب ألتّحقيق من آلمصادر و عدم ألتّساهل فيها, و مُحاولة نقدها و بيانها, علماً أنّ أغلب مصادر ألتّأريخ ألأسلاميّ تمّ تصنيفها في ظروفٍ و مُلابساتٍ أقلّ ما يُقال عنها أنّها مُتحيّزة و محدودة و لا تسمح بموضوعيّة ألتّأريخ, و هذه مسألة لا جدال فيها, و أهمّ ملاحظة في تصنيف آلمصادر:
هو آلأعتماد على آلمصادر ألقريبة من آلأحداث زمانيّاً و مكانيّاً,
ملاحظة آلعوامل ألأخرى, كآلأقتصاديّة و آلسّياسيّة و آلنفسيّة و آلتّراجم و آلسّير,
و كذلك ألمعلومات ألمُقدّمة من قبل ألمُؤلّفين و آلرّواة ألأصليين,
هل هم ثقاة أولاً؟
هل آلمعلومات موثوق بها؟
و هل توافق كتاب الله؟
أو آلعقل؟
و لو تقاربتْ معلوماتُ آلمصادر و ساند بعضها بعضاً و وافقه آلعقل .. فتلك هي آلحقيقة, أو على آلأقل نكون أقرب إلى آلحقيقة, و يبقى كتاب آلله عزّ وجلّ ألمنهج ألأمثل و آلأكمل و آلأدّق كمعيار لوزن آلحقائق ألتأريخيّة و تقيّمها, فما هي مناهج آلقرآن؟
في آلحلقة ألقادمة سنُسلّط آلضّوء عليه إن شاء الله.
و لا حول و لا قوّة إلّأ بآلله العليّ ألعظيم.
عزيز الخزرجي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تبقى دراسة ألتّاريخ بوصفها تحدٍّ لجهلِ ألإنسان بنفسهِ و ماضيهِ؛ إحدى هموم ألإنسان و إنشغالاته، و آلتّاريخ علمٌ معنيٌّ بدراسة ألتجربة ألإنسانيّة على آلأرض دراسة شاملة، و ما آلأرتسامات ألّتي خلّفها أشهر فلاسفة آلتأريخ كالفيلسوف الألماني هيغل (1770-1831) خلال مساره ألنّظري ألمضني سوى رؤية ناقصة بنظرنا لم تُبيّنُ كلّ آلحقيقة، و لذلك ما زال آلتّأريخ بوصفه تحدٍّ لجهل آلأنسان بنفسهِ و بآلوجود أحد أهمّ آلهموم ألأنسانية, إنّ كلّ ما وصل إليه "هيغل" و أمثاله هو أنّه أعطى للتّاريخ محتوىً عقليّاً، كما حدّد للعقل مساراً تاريخيّاً، فرموز كتاب آلله آلخاتم – ألقرآن ألكريم – و إشاراته آلتأريخية ألعميقة و ألكثيرة لم يستطع أحدٌ حتّى آللحظة من تحليلها و فكّ ألغازها بشكلٍ دقيقٍ لنعرف حقيقةِ آلـتّأريخ و آلوجود بوضوحٍ تامّ, فما زلنا لا نعرف بآلضّبط حتّى تأريخ وجود ألأنسان على آلأرض بدّقة, و تفاصيل ما جرى لهذا آلأنسان مُذ وضعَ قدماهُ عليه, و كذلك حقيقة آلزّمن, و هل يتقدّم علينا أم يتأخر مع مرور ألوقت, و هل آلأنسان وحده من سكن هذه آلأرض؟ أم هناك مخلوقات أخرى سبقه فيها أو مازالت تعيش معنا و تتقاطع في حياتنا و غيرها من آلأسئلة ألكبيرة ألمصيريّة ألتي ما زلنا لا نعرف عنها آلكثير, رغم أن تأريخ بعضها تتعدى ألآلاف من آلسنين.
(2) إستُحدث ألمنهج آلكميّ ألأحصائي خلال آلعقود ألأخيرة من آلقرن ألماضي و يُمكننا إستخدامهُ في آلمجال ألتّأريخي لبحثهِ بشكلٍ مُنظّمٍ بعد إيجاد ألرّوابط و آلعلاقات ألّتي تجمع بين آلحقول ألأقتصاديّة و آلأجتماعيّة و آلسياسيّة و آلثقافيّة و آلعقائديّة ألمُتداخلة في آلزّمان و آلمكان و فهمها فهماً علميّاً موضوعيّاًّ, فآلتّأريخ المنظم لم يعد تاريخ رواية و حكايات و طرائف أو غرق فى آلتّفاصيل ألسّرديّة للأحداث ألمشدودة إلى بطلٍ أو عصرٍ أو عقيدةٍ أو مذهبٍ بعينه، حيث لم تَعُدْ مهنة ألمُؤرّخ تقف عند حدود ألتنزه فى كنوز ألماضى مع شيئ من آلتّعصب لإحياء ألذّكريات, و إنّما أصبحتْ مهنتهُ أمامَ تطوّر ألمعارف و ثورة ألمعلومات و وسائل ألإتصال و علم ألمناهج .. و هذه تستلزم تطوير أدوات ألبحث و تغيير ألرّؤية لمحتويات و سجلّات ألماضى ألتى تختزن عدداً من آلوقائع و آلأحداث وضعت فى آلتأليف حسب مدارك ألمُصنّف و أغراضه.



#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فنُّ آلكتابَة و آلخطابَة -القسم الرابع(7)
- فنّ الكتابة و الخطابة - القسم ألرابع(6)
- فنّ آلكتابة و آلخطابة - القسم الرابع(4)
- فنُّ آلكتابة و آلخطابة - القسم الرابع(3)
- فن الكتابة و الخطابة - القسم الرابع(2)
- ألموت لِحِيتان المال الحاكمين!
- فنّ آلكتابة و آلخطابة - القسم الرابع (1)
- فنُ آلكتابة و آلخطابة - القسم الثالث(2)
- ألشّباب و آلشّيب الحقيقي!
- فنُّ الكتابة و الخطابة - القسم الثالث(1)
- رسالة خاصّة .. لكنها عامّة!
- فنُّ الكتابة و الخطابة - القسم الثاني(12)
- فنُّ الكتابة و الخطابة - القسم الثاني(10)
- فنُّ آلكتابَة و آلخطابَة -القسم الثاني(8)
- (8)فنُّ الكتابة و الخطابة - القسم الثاني
- فنُّ الكتابة و الخطابة - القسم الثاني(5)
- فنُّ آلكتابَة و آلخطابَة -القسم الثاني(4)
- فن الكتابة و الخطابة - القسم الثاني(3)
- الأسباب التي غيّرت موقف الغرب من الهجوم على سورية
- فنُّ آلكتابَة و آلخطابَة(7)


المزيد.....




- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الخزرجي - فن الكتابة و الخطابة - القسم الرابع(8)