علي رياض حسين
الحوار المتمدن-العدد: 4308 - 2013 / 12 / 17 - 15:49
المحور:
الادب والفن
احاور صديقا قديما بلسان قديم, نفتت الخبز لطيور منقرضة, ونركب جملا في نيويورك سكوير.
اخبره: ان البحر القبيح يرتدي السماء لإغواء عاريات الشاطئ, السفن على صدره دبابيس لامعة في الليل, يغرقهن حين ينمن الجميلات.
يخبرني: ان البحر مسكين, لم يشاهد وجهه بمرآة, ارتدى السماء حين رأى المصلين يرفعون رؤوسهم, فتعبد متلونا بلون الله.
يخاطب بائع الساعات في الجوار: لقد هزمنا لعبتك السحرية, سحقنا رؤوس العقارب, وشربنا سمها مع النبيذ.
يرد البائع ساخرا: جملك وان مشى بطيئا, ما زال في حيز الزمن. لقد قَطعتَ رأسك هنا ورميته الى الوراء.
اقول: لقد هجرنا البحر والسماء, وركبنا الافق غير مباليين, نثرثر عن قصص عشق زائفة, ونصلي لحقائق مقنعة ترتدي بعضها للتجمل, وتخلع بعضها للتفرد, تشعر حينا بالضياع, وحين تضيعنا بالتخفي. يا بائع الساعات, لقد وهبنا لك الوقت, وقررنا ان نقطع الزمن, على جمل بطئ, نعود كثيرا الى الوراء, نشاهد اكثر مما ينبغي.
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟