أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمود الجبوري - الفرصة الأخيرة














المزيد.....

الفرصة الأخيرة


محمود الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 4305 - 2013 / 12 / 14 - 23:54
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


منذ اكثر من عشر سنوات والمواطن العراقي البسيط ( وأشدد هنا على العراقي البسيط ) قد عاش الأمرين في كنف حكم الأحزاب الأسلاموية التي جاءت بعد حقبة من الديكتاتورية المتسلطة , فبعد أن أحتلت بغداد من قبل القوات الغازية قد قامت بفتح الأبواب على مصراعيها لكل من هب ودب من المتزلفين والسراق والأنتهازيين وبعض من هواة السياسة على أعتبار أن فترة ثلاثين عاماً من حكم الحزب الواحد قد قضت على وجود ساسة محترفين وقادة نزيهين , فأختلط الحابل بالنابل , و ادخلت البلاد في فوضى عارمة كما أرادها المحتل , من أجل اشعال الفتن و الهاء الشعب بتوافه الأمور التي تمس وجدانه الداخلي من دون أن يدري وتؤجج عليه جراحه و مصائبه , عشر سنوات مرت بحكم غير مستقر و بخسائر بشرية هائلة ومعنوية كارثية وعواقب وخيمة , فأصبحت البلاد في حكم المنتهية أو الميتة , وسط تصارع كارثي وصل الى مافوق القذارة بين من يدعون أنفسهم بالساسة , اللذين اصبح القتل والتفجير والخراب والدمار واللعب بعقول ومشاعر المواطنين البسطاء هواية لهم , فاصبح هؤلاء الساسة مدججين بكل أنواع الرفاه والعيش الرغيد والأمن والسلام والحماية والسفر على حساب هذا المواطن الذي اصبح لايأمن على نفسه في منزله الشخصي او حتى في غرفة منامه , هذا المواطن البسيط أصبح يائساً تماماً حتى من رحمة ربه , فالجوع والخوف والذل أصبحا لا يفارقانه لحظة , لا يؤمن بكل ما يتفوه به هؤلاء الساسة من حلول , لا ديمقراطية ولا انتخابات , لا تظاهرات لا اعتصام ولا اضراب ولا حتى ثورات , هذا المواطن اصبح مؤمناً بان كل شيء او حركة يقوم بها يمكن أن تأوله حكومته الرشيدة ارهاباً فتمرده وتسحق اضلاعه , ولكن ربما هناك أملاً قريب وفرصة سانحة لهذا المواطن أن ينقذ نفسه ويقف موقفاً تأريخياً يشهده لنفسه لتغيير واقعه وواقع ابناءه والاجيال القادمة , هذه الفرصة هي ثغرة وضعها هؤلاء الساسة للخلاص منهم بطريقة سلمية وبيضاء تتلائم مع واقع حال هذا الأنسان البسيط الذي لايهمه سوى قوت يومه وأمن عائلته وسلامتها والعيش ببعض ولو قليل من الأنسانية , ثغرةٌ يمكن أن تحدث تغييراً شاملاً في واقع الحال السياسي من دون تلاعب او تدخل خارجي أو التفافات على القانون من قبل المتنفذين , ألا وهي الأنتخابات , نعم أنها الانتخابات السبيل الوحيد للخروج من مأزق مظلم ومستقبل حالك الظلام , فبأمكان هذا المواطن الفرد أن يتخذ قراراً تأريخياً مع نفسه ويقف وقفة تأمل شجاعة , يميز فيها بين الصالح والطالح , ويفكك فيها شفرات الساسة القذرة , ويحرر نفسه من كل القيود التي فرضتها عليه المرحلة من طائفية وعنصرية وقومية وعشائرية ومناطقية ومذهبية بائسة كان قد رضخ تحتها لطول عشر سنين ذاق الويلات منها و يختار مشروعاً بعيداً كل البعد عن المشروع الاسلاموي الذي تدار به البلاد هذه الأيام , ويكفكف الدم الذي سال ومايزال يسال على أرض يسكن فوقها , ويأكل من خيراتها , هذه الفرصة لايمكن أن تفوت هذه المرة فقد سئمنا الموت والخراب سئمنا الجهل الذي دمرنا وأصبح يظلم علينا مستقبلنا ومستقبل اولادنا والاجيال التي تعقبه , هذه الفرصة هي السبيل الوحيد للحلم بل لليقين أن يكون مستقبلنا ومستقبل ابنائنا كما نتمنى و نشتهي , دعونا نخرج كلنا كمواطنين افراد بعيداً عن كل القيود وننتخب ضميرنا ونمنع هؤلاء الساسة من اللعب بنا وبمشاعرنا وبتحديد مصائرنا ونبعدهم تماماً عن الساحة من خلال فوز ساحق للقوى المدنية التي تؤمن بالأنسان مهما كان انتمائه ,فبدون فوز القوى المدنية سنخسر ارواح عزيزة علينا كما خسرناها سابقاً , لأجل دماء الذين رحلوا ودماء الذين قد يرحلوا , لنخرج ونقتنص الفرصة الأخيرة ونغيــــر



#محمود_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى أين ؟؟
- الى من يهمه الأمر ( القوى المدنية العراقية )
- فلسفة المسافات
- رسالة
- ( مريم )
- مغرور ومتكبرة
- عيد ميلادي
- رسائل اتمنى الا تصل(7)
- رسائل اتمنى الاتصل (6)
- هذه الليلة
- رسائل على جدار الوطن
- انا لا أشبه أحد
- رسائل اتمنى الاتصل (5)
- ثرثرة
- رسائل اتمنى الاتصل (4)
- رسائل اتمنى الا تصل (3)
- رسائل اتمنى الا تصل (2)
- رسائل اتمنى الا تصل (1)
- بيننا امتار
- نائمون


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمود الجبوري - الفرصة الأخيرة