أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني - ما هي (البطولة), من وجهة نظرنا؟














المزيد.....

ما هي (البطولة), من وجهة نظرنا؟


اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني

الحوار المتمدن-العدد: 4301 - 2013 / 12 / 10 - 12:11
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


هي شكل خاص من السلوك البشري, حيث ينهض البطل (فرد, أو مجموعة من الناس, وأحياناً طبقة, امة) لحل مهمة, غير عادية في نطاقها وصعوبتها, وبأخذ على عاتقه قدراً أكبر من المسؤولية والالتزامات والواجبات بالمقارنة مع ما تطالب به الناس قواعد السلوك المقررة في الظروق المألوفة والاعتيادية, ويذلل على هذا الطريق عوائق خاصة.
وقد طرحت مشكلة البطولة مراراً في تاريخ الفكر الفلسفي والأخلاقي. وحصر بعض مفكري الماضي (فيكو, هيغل) البطولة بما يدعى ب(العصر البطولي) أو (الملحمي) في تاريخ اليونان القديمة, الذي انعكس في الأساطير اليونانية. هنا يتمتع البطل الاسطوري بقوة خارقة, ويحظى برعاية الالهة وحمايتهم, ويقوم بالأعمال البطولية باسم البشرية. ويذهب فيكو وهيغل الى انه لم يبقى للبطولة مكان في الظروف المعاصرة لهما, حيث رسمت لكل شخص قواعد مقررة في السلوك, تفترض التوازن بين حقوق الشخصية وواجباتها.
حقاً, ان المجتمع البرجوازي يرفع البطولة من حياة الناس اليومية, ففيه تسيطر روح الحسابات العملية, والمالية, والحقوق الخاصة, والدوغمائية في الأخلاق. ولكن توطيد العلاقات البرجوازية في عصر النهضة كان يتطلب, هو الاخر, نشاط أبطال, نشاط شخصيات, متطورة من كافة النواحي وثورية في التفكير. لقد كان ذلك ((عصراً تطلب عمالقة, وانجبهم, عمالقة في قوة الفكر, والاندفتاع, والشكيمة, في الشمولية والتبحر. ان الناس, الذين اسسوا السيطرة المعاصرة للبرجوازية, يمكن ان ينعتوا بكل وصف, ما عدا المحدودية البرجوازية)) كما يقول ماركس وانجلز.
وقد بذل الرومانسيون البرجوازيون (شليغل, كارليل, واخرون) محاولات لاحياء فكرة البطولة, ولكن مفهوم البطولة عندهم, كان فردي الطابع. فالبطل في تصورهم, شخصية فذة, تسمو فوق (العامة) والحياة اليومية العادية, ولا تعترف بالقواعد الأخلاقية السائدة.
وجاء نيتشه, ليضمن مفهوم البطولة معنىً مفرطاً في الرجعية. ان بطل نيتشه هو (الانسان الأعلى "السوبرمان", الذي يقف "ما وراء الخير والشر", ويتمرد على اخلاق "العامة").
وفيما بعد, لقيت ارهاصات اللاأخلاقية هذه صياغتها الكاريكاتورية واللاانسانية في الايديولوجية الفاشية (نظرية العرق الأعلى), الذي له (كل شيء مباح), والفكرة التي روجها هتلر, التي تقول أن الفوهرر الزعيم يحرر رعيته من المسؤولية الأخلاقية.
وفي نظرية (البطل والعامة), التي طرحها الشعبيون الروس, صار لمفهوم البطولة معنىً اخر, فهم ينفون الدور الفعال للجماهير الشعبية في التاريخ, ليؤكدوا أن الجماهير لا تنهض للثورة الا اقتداءاً بهذه أو تلك من الشخصيات الفذة.

أما الفهم الماركسي للبطولة فيختلف اختلافاً جذرياً عن النظرة البرجوازية اليها, فدياليكتيك العملية التاريخية يتطلب, في فترات معينة (في عصور الثورات مثلاً), ان تضحي جماهير الشعب العريضة, لا شخصيات منفردة وحدها, في مصالحها الخاصة في سبيل القضية العامة, وأن تجترح ماثر غير مألوفة في الظروف (العادية). وقد ربط لينين مفهوم البطولة بتناقض ظروف العملية التاريخية في هذه اللحظة أو تلك: فمن جهة, تظهر الحاجة الملحة الى حل مهمات اجتماعية معينة, وهناك بالمقابل, الظروف القائمة التي تعيق ذلك. وعليه, فان البطولة الجماهيرية ترتبط بحالة استثنائية في حياة المجتمع, بعصور الانعطافات التاريخية.
ان الماركسية اللينينية لا تقول بفرق مبدئي بين البطولة الفردية والجماعية, فالبطولة الشخصية يمكن ان تلعب دور المبادرة أو المثال بالنسبة لكثرة من الناس, فتتحول بذلك الى بطولة جماعية.
ان الشخصية البطلة, كما تفهمها الماركسية اللينينية, لا تستثني نفسها من القاعدة العامة الا بمعنى انها تأخذ على عاتقها قدراً أكبر من المسؤولية بالمقارنة مع ما تفترضه الظروف العادية, وتضحي بمصالحها من اجل مصالح الاخرين أو المجتمع ككل. أما في باقي الأمور فلا يجعل (البطل الحق) لنفسه استثناءاً, بما في ذلك خضوعه لقواعد السلوك المعترف بها من قبل الجميع.
وتصبح البطولة ضرباً من السلوك اليومي في حياة المجتمع الاشتراكي, حيث يظهر الناس كأفراد مبدعين, يؤثرون مصالح المجتمع على مصالحهم الشخصية, ويضعون على عاتقهم مسؤوليات ارفع.

المصادر:
1- علم الأخلاق, ايغور كون, فيلسوف سوفييتي
2- النفسية والسلوك الطبقي, فاسيلي ديميتريف... فيلسوف بلغاري
3- اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني



#اللجنة_الاعلامية_للحزب_الشيوعي_الاردني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض جوانب النزعة اليسارية المغامرة
- التفاني Devotion
- التيوديسيا Theosdike
- الولايات المتحدة الأمريكية الاشتراكية
- الموقف من المرأة
- ماذا يعني مفهوم, الأخلاق البرجوازية؟
- ما هي رباطة الجأش عند الشيوعي؟
- نكران الذات, طبقياً
- الأنانية Egoism
- الحرص... تعريف
- الديماغوجية Demagogy
- سلسلة الوعي الاجتماعي
- الابتذال والبلدية
- الدوغمائية (الجمود العقائدي), والجمود كخصلة للشخصية
- من نداء الحكومة السوفييتية (الى جميع المسلمين الكادحين في رو ...
- وجهة نظرنا, في بعض سمات الفرويدية والفرويدية الجديدة
- الفيلانتروبيا: (الخيرية) philanthropy
- ما هي الوطنية؟
- الانسانية كخصلة سلوكية, والانسانوية كمبدأ رؤية للكون
- سلسلة دور الجماهير والفرد في التاريخ


المزيد.....




- الخارجية الروسية تدعو فرنسا إلى الامتناع عن استخدام القوة ضد ...
- إخلاء مخيم اعتصام في جامعة واشنطن بالاتفاق بين المتظاهرين وا ...
- -أعلى مراحل الرأسمالية-.. من الإمبريالية والاستيطان إلى الثو ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 مايو 2024
- بيان الحزب الشيوعي العراقي: إجحاف آخر بحق ثورة 14 تموز 1958 ...
- تجاهلت الحشود سؤالها.. عجوز بريطاني بين متظاهرين دعما لفلسطي ...
- بوتين يضع الورود على نصب تذكاري لجنود سوفييت قضوا دفاعا عن ا ...
- رئيس المكسيك ينصح بقراءة دوستويفسكي وتولستوي ولينين
- للمطالبة بالتثبيت.. احتجاج موظفي تحصيل “مياه الشرب” بأسيوط
- طلاب الجامعة الأمريكية يتظاهرون لمطالبة الإدارة بمقاطعة الشر ...


المزيد.....

- كيف درس لينين هيغل / حميد علي زاده
- كراسات شيوغية:(الدولة الحديثة) من العصور الإقطاعية إلى يومنا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية:(البنوك ) مركز الرأسمالية في الأزمة.. دائرة لي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رؤية يسارية للأقتصاد المخطط . / حازم كويي
- تحديث: كراسات شيوعية(الصين منذ ماو) مواجهة الضغوط الإمبريالي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (الفوضى الاقتصادية العالمية توسع الحروب لإنعاش ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني - ما هي (البطولة), من وجهة نظرنا؟