أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني - الفيلانتروبيا: (الخيرية) philanthropy














المزيد.....

الفيلانتروبيا: (الخيرية) philanthropy


اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني

الحوار المتمدن-العدد: 4243 - 2013 / 10 / 12 - 00:10
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الإحسان والأعمال الخيرية كتجلي محدود تاريخياً لانسانوية الطبقات الاستغلالية, وهي جملة من التصورات والأفعال الأخلاقية, الى تقديم المساعدة الى الفقراء وذوي العاهات والضعفاء وغيرهم من الأشخاص, الذين إصابتهم مصيبة في الحياة, ويعيشون في وضع بائس. ان المجتمع البدائي والعصور القديمة لم تعرف الفيلانتروبيا, أما ما كان يتم في اليونان القديمة من ولائم عامة, وتوزيع للأموال, وبناء المعابد والحمامات وغيرها, فكانت من طبيعة أخرى, لأن المساعدة كانت تشمل كل المواطنين الأحرار, ولم تكن تصدر عن (السماحة والكرم), وانما كانت فرضاً على الدولة والأغنياء. وقد ظهرت الفيلانتروبيا في روما الإمبراطورية, حيث أن ضرورة تهدئة الأعداد المتزايدة من الأحرار الفقراء, الميالين الى التمرد والفتن, قد دفعت أثرياء المدينة والدولة للقيام بأعمال خيرية طوعية, وقد استخدمت الكنيسة المسيحية الناشئة الفيلانتروبيا لاجتذاب جمهور الفقراء الى طرفها في الصراع من أجل السيطرة, وفي العصر الوسيط ربطت المسيحية الفيلانتروبيا بالدوافع الدينية (التكفير عن الذنوب, ضمان مكان في الجنة, الخ) فحولتها الى مصدر إضافي لإعادة إنتاج التسول, أما البرجوازية الفتية فأدانت الفيلانتروبيا إدانة حازمة, اذ رأت فيها عنصر من الاضطهاد الإقطاعي, وسبباً في الطفيلية والخمول, من ذلك مثلاً, أن الثورة البرجوازية الفرنسية الكبرى, قد أصدرت مرسوم خاص عام 1793, يعتبر الصدقة جنحة. ولكن البرجوازية, بعد توطيد سيطرتها, غيرت موقفها من الفيلانتروبيا, وصارت تمارسها على نطاق واسع, سواءاً في صيغ حكومية أو خاصة, وتشغل الجمعيات الخيرية والنشاط الخيري مكانة هامة في الالية الاجتماعية بالبلدان البرجوازية.
أما في الاسلام, فقد تجلت الفيلانتروبيا على شكل صدقة وزكاة, قام عليها الدين, كونها احد أعمدته الرئيسية, وتتجلى الزكاة والصدقة في الإسلام بشكل ديماغوجي, حيث يعلن بأن (الإسلام كفل حقوق جميع الفقراء), وتتجلى الأعمال الخيرية في الإسلام كأداة في يد رجال الدين السياسيين لجمع اكبر عدد من الفقراء الى جانبهم, ويتم تعويض (افتقار هؤلاء الى أي برنامج اقتصادي اجتماعي, وعدم قدرتهم على فرض حلول حقيقية لمجتمعاتهم) ب ( استخدام المال والأعمال الخيرية), يقوم الإسلام بنقل الفيلانتروبيا الى أذهان الناس, بوصفها (آلية اقتصادية) الهية, قادرة على حل جميع مشاكلهم.
إن الفيلانتروبيا, إذ تندرج في منطق العلاقات الطبقية, التناحرية, تكف عن كونها شكلاً إنسانيا بسيطاً من العلاقات بين الناس, لتغدو وسيلة للتستر على الاستغلال, وتعبيراً عن الرياء والنفاق الأخلاقي, فمن خلالها يسعى المستغلون لإظهار رفقهم بهؤلاء, الذين وقعوا ضحية نهبهم, لكنهم في الحقيقة لا يردون (الى المضطهدين الا واحد بالمائة من حقهم), كما قال ماركس وانجلز.
إن الفيلانتروبيا تشكل عند الناس الذين يتلقون الصدقات, مشاعر التفاهة والحقارة, وعند من يعطيها مشاعر التفوق الكاذب.يقول كارل ماركس وفريدريك انجلز:(حتى البؤس البشري, والنبذ اللامحدود, المضطر لأخذ الصدقة, يجب ان يشكل لون من اللهو بالنسبة للأرستقراطية الثقافية).
في المجتمع الاشتراكي, لا يكون تقديم العون للآخرين في المصائب, عطية سخية من قبل جهة ما, وانما حالة خاصة من الصيغ المألوفة للعلاقات بين الناس, وبين الفرد والمجتمع, وتصبح الإنسانية الحقيقية محبة للبشر, تكف عن كونها استعراض في الحالات الاستثنائية, ويؤسس المجتمع الاشتراكي الظروف للقضاء على المصائب والفقر والبطالة.

المصادر:
1- كتاب علم الأخلاق, ل ايغور كون, اصدار الاتحاد السوفييتي
2- النفسية والسلوك الطبقي, فاسيلي ديميتريف
3- اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني



#اللجنة_الاعلامية_للحزب_الشيوعي_الاردني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هي الوطنية؟
- الانسانية كخصلة سلوكية, والانسانوية كمبدأ رؤية للكون
- سلسلة دور الجماهير والفرد في التاريخ
- عناصر مستويات المعرفة.. التفكير التجريدي التعميمي والتفكير ا ...
- فكرة خاطئة حول كارل ماركس و فلاديمير لينين
- رفاقي شبيبة الحزب الشيوعي.انها لهجمة مسعورة وأظل أفديكم
- ما هي اصل القيمة الزائدة وآجر العامل
- سمات المجتمعات التناحرية ما قبل الرأسمالية
- الأخلاق الدينية, والتأسيس الديني للأخلاق.
- العلاقة بين الفلسفة والعلم..
- الفهم الدياليكتيكي للعملية التاريخية
- ما هي الحقيقة؟
- الرأسمالية, اقتصاد التبديد و الفوضى
- في التاريخ و التراث والدين... ينبغي فصل الدين عن الدولة
- الجذور الفكرية للسلفية
- أحادية الزواج
- رسالة من فريريك انجلز الى كارل ماركس في لندن/26 ايار 1853
- في التاريخ و التراث و الدين...ليست دولة اسلامية
- الموت , و تقييمه الروحي...
- اسس التعاليم الماركسية اللينينية...القسم الثالث: الحزب الشيو ...


المزيد.....




- لليوم الخامس.. احتجاجات عمال” مياه القاهرة” مستمرة للمطالبة ...
- نتنياهو يواجه انتقادات عنيفة من اليمين المتطرف بعد بيان أمري ...
- بالأرقام.. حقيقة ادعاء اليمين المتطرف أن 85% من اللاجئين حول ...
- فيكتور أوربان زعيم -جيل ما بعد الشيوعية- في المجر
- الذاكرة العمالية: إضراب الموظفين (20 دجنبر 1961)
- ماكرون يعلن إطلاق سراح الفرنسي كاميلو كاسترو الموقوف في فنزو ...
- مصر.. فيديو وجملة -انقلاب جمال عبدالناصر على الديمقراطية- ور ...
- استمرار الوقفات في “مياه القاهرة”.. العمال يرفضون وعود رئيس ...
- م.م.ن.ص// وقفة احتجاجية بالقليعة، ذكرى الشهداء تصفع آلة الق ...
- العمود الثامن: لماذا خسرت القوى المدنية ؟


المزيد.....

- الأسس المادية للحكم الذاتي بسوس جنوب المغرب / امال الحسين
- كراسات شيوعية(نظرية -النفايات المنظمة- نيقولاي إيڤانو& ... / عبدالرؤوف بطيخ
- قضية الصحراء الغربية بين تقرير المصير والحكم الذاتي / امال الحسين
- كراسات شيوعية(الفرد والنظرة الماركسية للتاريخ) بقلم آدم بوث2 ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (العالم إنقلب رأسًا على عقب – النظام في أزمة)ق ... / عبدالرؤوف بطيخ
- الرؤية الرأسمالية للذكاء الاصطناعي: الربح، السلطة، والسيطرة / رزكار عقراوي
- كتاب الإقتصاد السياسي الماويّ / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(النمو السلبي: مبدأ يزعم أنه يحرك المجتمع إلى ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (من مايوت إلى كاليدونيا الجديدة، الإمبريالية ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (المغرب العربي: الشعوب هى من تواجه الإمبريالية ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني - الفيلانتروبيا: (الخيرية) philanthropy