أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني - ما هي الحقيقة؟















المزيد.....

ما هي الحقيقة؟


اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني

الحوار المتمدن-العدد: 4202 - 2013 / 9 / 1 - 00:41
المحور: الارشيف الماركسي
    


ان الحقيقة هي المعرفة الموضوعية، التي تتطابق مع أهم صلات وقوانين الواقع ذاته، والتي هي من حيث مضمونها لا تتوقف على الانسان والبشرية، إلا انها ترتبط ارتباطاً وثيقاً مع ذلك (وبفضل عملية احرازها واختبارها وتدقيقها واستخدامها) بالممارسة الاجتماعية التاريخية وبعملية المعرفة الاجتماعية من حيث طبيعتها.
ويكتسب التوصل إلى الحقائق واستخدامها أهمية خاصة بالنسبة لزيادة فعالية العملية الثورية ولزيادة ابعاد النشاط الواعي للجماهير. ولقد قلنا سابقا ان المعرفة الحقيقية تعتبر انعكاساً للصلات الجوهرية والسنن الموضوعية في الطبيعة والمجتمع والتفكير البشري. وكانت الفلسفة المادية السابقة تؤكد دائما وبصورة محقة في تعريفاتها للحقيقة على التطابق العام بين المعرفة الحقيقية والقوانين والصلات الموضوعية للواقع. وان الفلسفة الكلاسيكية السابقة لماركس ربطت عن صواب المعرفة الحقيقة بتطور العلم: فمن حيث الجوهر كانت تقيم اسمى منجزات الفكر العلمي النظري على انها مجموع للحقائق. وان نظرية المعرفة الماركسية اللينينية تقصد بالدرجة الاولى في مفهوم (الحقيقة الموضوعية) الوجود الموضوعي، اي غير المتوقف على الوعي، لتلك الصلات والعلاقات والسنن التي تسترجعها وتعكسها المعرفة الحقيقية. ونتيجة هذا الامر هي ان المعرفة الحقيقية تكتسب طابعا شاملا، اي اهمية موضوعية لجميع الناس الذين يستطيعون ادراكها واختبارها واستخدامها واستكمالها بحقائق جديدة. مثلا، ان النظرية الماركسية عن الصراع الطبقي هي حقيقة موضوعية من حيث الجانبين التاليين. اولاً، هي تعكس الصلات والسنن الهامة للتطور الاجتماعي، الامر الذي تقره ممارسة التاريخ البشري بأسره. وثانيا، ان كل انسان، يراقب ويحلل تطور المجتمع بلا تحيز، لا يسعه إلا ان يعترف بالاهمية الموضوعية لمفاهيم واستنتاجات النظرية الماركسية عن الصراع الطبقي.
وان صيغة لينين بصدد ان المعرفة الحقيقية تتخذ طابعا مستقلا عن الانسان والبشرية تتعلق بالمغزى الموضوعي وبالاهمية الموضوعية للمعارف الحقيقية التي احرزت في يوم من الايام. ولكنها لا تعني اطلاقا ان هذه المعارف قد اصبحت غير ذات نفع وانها لا تدخل في العملية المعقدة والمتناقضة لتطور المعرفة البشرية. بل ان الحقائق، التي تكتسب الموضوعية والاستقلالية عن الانسان والبشرية من حيث مضمونها، هي في الوقت ذاته نتائج واشكال لعملية المعرفة الحقيقية المتطورة تاريخياً والمعقدة والمتناقضة. ذلك هو دياليكتيك العملية المعرفية الذي تدرسه بصورة شاملة نظرية المعرفة الماركسية اللينينية. وان فصل الحقائق عن عملية المعرفة الحقيقية وعن عملية النشاط العلمي النظري يعني التشويه الميتافيزيائي لجوهر عملية المعرفة البشرية.
ولا يمكن للمعرفة الحقيقية ان تفهم على انها معرفة (ناجزة) حصراً، وعلى انها نتيجة معطاة مرة واحدة وإلى الابد ومفصولة عن عملية المعرفة. بل ان المعرفة الحقيقية تكوّن شكلا خاصة ونتيجة خاصة للنشاط الحيوي البشري. فهي تعتبر شكلا ونتيجة لتفكير ونشاط افراد محددين بما فيه الكفاية، أو لجماعات العاملين العلميين هذه او تلك، الامر المميز بصورة خاصة للمرحلة المعاصرة من تطور العلم. ولكن حتى هذا لا يكفي. ومن الهام جدا التأكيد على ان النظرية العلمية لا يمكن تعريفها بأنها حقيقية اذا ربطت على وجه الحصر بمرحلة نشوئها وصياغتها فقط، وحتى ولو كان ذلك في الشكل الكلاسيكي وغير المتناقض. فمن اجل اظهار اية افكار واحكام في هذه النظرية يمكن اعتبارها حقائق، وما هو موضوعها الفعلي وما هي الصلات المتعددة للموضوع التي تثبتها فعلا، من أجل ذلك كله لابد من مراعاة التطور اللاحق للعلم ولا سيما تلك المراحل التي يتكشف فيها تناقض وعدم كفاية النظرية السابقة. اذن، لا بد من مراعاة المعطيات الاجتماعية التاريخية من اجل فهم عملية التوصل إلى الحقيقة. وتتضح بدقة في عملية المعرفة العلمية خاصية العملية المعرفية بوصفها حركة دياليكتيكية متواصلة عبر التناقضات.
وبكلمات اخرى لابد من تعريف عملية المعرفة العلمية الحقيقية على انها عملية تاريخية. ولا بد ايضا من دراسة وتأويل عملية إلى الحقائق على انها عملية اجتماعية من حيث طبيعتها تتطور تاريخيا ولا نهائية بهذا المعنى والتي يتم في سيرها اختبار حقيقة مسلمات المعرفة العلمية وتشغل بعد ذلك مكانها في منظومة العلم. وبعد ان يتم التوصل إلى الحقيقة واختبارها وادخالها في قوام المعرفة العلمية فإنها تصبح حقيقة موضوعية، اي مستقلة عن الانسان والبشرية.
ولابد من التذكير بخطرين اشار إليهما لينين في كتابه (المادية والمذهب النقدي التجريبي). الخطر الاول هو انكار الحقيقة الموضوعية. وان الانتقاد الذي قدمه لينين بهذا الصدد يحتفظ بأهميته بالنسبة لكافة اتجاهات وتيارات الفلسفة البرجوازية المعاصرة والتي تجمع على انكار الحقيقة الموضوعية وتؤكد على نسبيتها. ومن الضروري النضال ضد هذه النظريات والبرهنة على ان مضمون المعرفة العلمية يعتبر مستقلا عن الانسان والبشرية.
والخطر الثاني هو فصل الحقيقة الموضوعية عن قضية الحقيقة المطلقة والنسبية. وهذا الفصل على اوضح ما يكون عند ممثلي الفلسفة الدينية: فهم يفسرون الواقع الحقيقي (للاستقلالية عن الانسان والبشرية) المميزة لمضمون المعرفة الموضوعية الحقيقية وكأن (الحكمة الالهية) هي مستودع الحقيقة، أما العقل البشري فلا يستطيع سوى الاقتراب فقط من الحقيقة التي هي غير بشرية على حد زعمهم.
في مفهومي الحقيقة المطلقة والحقيقة النسبية تتوصل عملية المعرفة العلمية النظرية إلى اهدافها من خلال الحركة المتواصلة واللانهائية نحو المعرفة الجديدة والمتعمقة على الدوام والشاملة عن الصلات والقوانين الجوهرية، اي في خلال الحركة الدائمة لعملية المعرفة نحو الحقيقة. وعندما يرد الكلام عن الحقيقة بمعنى الهدف الذي يتحقق بصورة دائمة وتدريجية وينبثق من جديد وجديد على مستويات جديدة - اي توصل إلى المعرفة الاكمل والاشمل والاكثر دقة وتنوعا والمبرهن عليها من العالم - فعندها يستخدم مفهوم الحقيقة المطلقة في نظرية المعرفة الماركسية اللينينية.
ان الاعتراف بنسبية معارفنا هام جدا لفهم الحركة المندفعة (الحلزونية) لعملية المعرفة، عملية التعمق الدائم والاختبار الدقيق للمعارف الملموسة، وللتغلب على الجمود العقائدي.
كتب لينين: "ان كل درجة في تطور العلم تضيف حبات جديدة إلى هذا الاجمالي للحقيقة المطلقة، ولكن حدود كل حكم علمي هي نسبية نظراً لكونها تتسع تارة وتتقلص تارة اخرى بسبب النمو اللاحق للمعرفة".
وان الدياليكتيك يؤكد هنا على جبروت عملية المعرفة البشرية وسعيها وقدرتها على اكتشاف اسرار الطبيعة التطور الاجتماعي المستترة بعمق وعلى اظهار القوانين الموضوعية لتطور الواقع المحيط بالانسان وتطور الانسان نفسه وحياته الاجتماعية، ويجري التأكيد على الامكانيات الهائلة والمنجزات العملية الضخمة للعلوم الاجتماعية والطبيعية التي تدل بصورة مقنعة على امكانية معرفة العالم الموضوعي وتدحض الشكوك بالامكانية المبدئية لمثل هذه المعرفة، تلك الشكوك المميزة للمذهب الفلسفي اللاأدري.

باختصار و تصرف اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني بما لا يخل بمضمون النص، من كتاب،الفلسفة والعملية الثورية لـ زاموشكين، سولوفيوف، موتروشيلوفا

دار التقدم، الاتحاد السوفييتي



#اللجنة_الاعلامية_للحزب_الشيوعي_الاردني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرأسمالية, اقتصاد التبديد و الفوضى
- في التاريخ و التراث والدين... ينبغي فصل الدين عن الدولة
- الجذور الفكرية للسلفية
- أحادية الزواج
- رسالة من فريريك انجلز الى كارل ماركس في لندن/26 ايار 1853
- في التاريخ و التراث و الدين...ليست دولة اسلامية
- الموت , و تقييمه الروحي...
- اسس التعاليم الماركسية اللينينية...القسم الثالث: الحزب الشيو ...
- جانب الديمقراطية في مسألة الثورة الوطنية الديمقراطية
- في التاريخ و التراث و الدين...ثلاث نماذج من التراث
- اسس التعاليم الماركسية اللينينية...القسم الثالث: الاقتصاد ال ...
- التابو
- في التاريخ و التراث و الدين... تراث بشري لا تعاليم دينية
- في التاريخ و التراث و الدين... الحقبة التركية
- الاستكانة .... طبقيا
- في التاريخ و التراث و الدين... الانعطاف السلفي في التاريخ ال ...
- اسس التعاليم الماركسية اللينينية...القسم الثاني: المادية الت ...
- اسس التعاليم الماركسية اللينينية...القسم الثاني 3-8
- اسس التعاليم الماركسية اللينينية...القسم الثاني: أقسام المار ...
- الفيلسوف ألكسندر راديشيف Alexander Radishchev


المزيد.....




- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...


المزيد.....

- تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)* / رشيد غويلب
- مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق ... / علي أسعد وطفة
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين / عبدالرحيم قروي
- علم الاجتماع الماركسي: من المادية الجدلية إلى المادية التاري ... / علي أسعد وطفة
- إجتماع تأبيني عمالي في الولايات المتحدة حدادًا على كارل مارك ... / دلير زنكنة
- عاشت غرّة ماي / جوزيف ستالين
- ثلاثة مفاهيم للثورة / ليون تروتسكي
- النقد الموسَّع لنظرية نمط الإنتاج / محمد عادل زكى
- تحديث.تقرير الوفد السيبيري(1903) ليون تروتسكى / عبدالرؤوف بطيخ
- تقرير الوفد السيبيري(1903) ليون تروتسكى / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني - ما هي الحقيقة؟