ليلى مختار منو
الحوار المتمدن-العدد: 4300 - 2013 / 12 / 9 - 21:59
المحور:
الادب والفن
أحبها بصمت وقرر ان يتعرف عليها عن بعد..
فصار يبحث عنها في كل رواية تصدر عنها..
حقا..
مسكينات هن الكاتبات يتم تلبيسهن بكل جريمة جاد بتفاصيلها خيالهن.
بين رواية واخرى يصر القارئ ان كاتبته الأثيرة هي تلك الخائنة..
ثم ما تلبث ان تصبح تلك الزنديقة..
وهي نفسها تلك الرقيقة البريئة بطلة الرواية الأولى!...
........
وظل يبحث عنها هنا وهناك، في السطور وبين السطور..
تارة يحسد نفسها عليها، وتارات كثيرة يتحسر على حظ قلبه العاثر اذ اسره عشقها...
........
وهو يلتهم رواياتها الواحدة تلو الأخرى،استوقفته هاته الكلمات :
" نميل الى الربط بين الشخص وكتاباته..
وفعلا..
كل ما يصدر عنا ينتمي الينا..
وتلك الكلمات التي حبلت بها مخيلتنا هي بعض منا..
وبنات افكارنا ليست الا بنات لنا..
لا نقبل ان تنسب لغيرنا حتى تقبل الام ان تنسب ابنتها لغيرها!..
وما اشد تعلقنا بهن حين يستمدن حبرهن من دموع ألمنا!...
لكن..
ليست كل معاناة نسطر قد جربناها..
وليست كل قصة نحكيها قد عشناها..
فالكاتب لا يكون كذلك حتى يستطيع العيش خارج حياته..
.. يبدو اننا فعلا نحتاج ارفاق كل رواية بصفحة ارشادات توضح الحدود بين الواقع والخيال..
بين واقع الكاتب وبين قصص أبطاله.."
توقف..
تنفس الصعداء..
حمد الله انها لم تكن ايا من تلك الشخصيات!..
ودون ان يشعر جلس يقرأ روايتها الاولى مرة ثانية وثالثة ورابعة!
........
والتقيا..
ولم ينبس ببنت شفة حول مشاعره..
"لعله الخجل" هكذا ظن للوهلة الاولى..
"ولكن.. لا اشعر باي شيء اتجاهها لاعبر عنه!" حدّث نفسه مستغربا..
........
لم يكن قد علم بعد انه لم يحبها هي.. بل احب تلك الفتاة البريئة الرقيقة بطلة الرواية الأولى! !
#ليلى_مختار_منو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟