اننا ندمن متابعة حياة الآخرين، عندما لا تكون لدينا حياة تستحق المتابعة!

ليلى مختار منو

الحوار المتمدن-العدد: 4240 - 2013 / 10 / 9 - 19:00
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

أفترض اني لو سألت ايا كان: " لماذا تشاهد الافلام والمسلسلات؟" لأجاب: " للمتعة والتسلية.".. الا من رحم ربك

وهنا اتساءل هل الحصول على المتعة والتسلية يستحق منا انفاق ما يقارب مائتي ساعة؟

وعلى ذكر هذا العدد المرتبط بالمسلسلات المكسيكية والتركية.. لاحظت في احدى الفترات بالنت انتشارا مهولا لصور بطلة مسلسل "العشق الممنوع"، ومؤكد ان هذا الانتشار يعكس نسبة المتابعة الكبيرة التي يحظى بها المسلسل..
على الاقل باقي المسلسلات يمكن قبول مشاهدتها في حال غض النظر عن الضوابط الدينية والاجتماعية، وآنذاك فقط يمكن تقبل ممارسات الحب بما تتسم به من جرأة تتطور احيانا لاباحية والتي يحرص المخرج على صياغتها في اطار "بريء" بشكل يجعلك تتراجع عن فكرة اصبحت تبدو لك رجعية، بعد ان خدرتها بعبارة "الحب ليس حرام"...

هذا عن المسلسلات عموما، لكن هذا المسلسل (كما فهمت مما قرات عنه) يحكي عن قصة حب آثمة بكل المعايير الاخلاقية.
اتصور الان اني لو سألت احد متابعيه "لماذا تضيع وقتك في مشاهدة مسلسل قصته وفكرته منحطة اخلاقيا؟"، لبادر الى تعريفي بظروف البطلين، وبأنهما ضحيتي الحب ووضع من نوع خاص و... و ...
وآنذاك سأتمنى فعلا لو انتبه ذاك المشاهد الشغوف ان تغيرا سلبيا كبيرا حدث في منظومة الاخلاق والقيم لديه..

هل هناك من يقيم كل فيلم اخذ منه وقتا، بعد اتمامه؟
هل هناك من يتأسف على وقته بعد اكتشاف انه لم يستفد مما شاهد ولا حتى فكرة واحدة؟
وهل هناك اصلا من يتعدى هدف المتعة والتسلية ويشاهد الافلام والمسلسلات بحس نقدي؟
هل هناك من يتوقف في منتصف الفيلم ويقرر ان افكاره ومحتوياته مرفوضة لديه وتتعارض مع قناعاته ومبادئه، لذا لن يضيع وقته عليه؟

اسئلة اتمنى ان تأخذها يعين الاعتبار.. وتذكّر ان تتساءل دائما "ما الفائدة التي ستعود عليك في مقابل الجهد والوقت الذي ستنفقه في مشاهدة فيلم او مسلسل هدفه الجمع بين اثنين؟"
ثم عندما يجتمعان في نهايته (كالعادة طبعا) انظر لنفسك واسألها: " ماذا زاد او نقص فيك بعد ان اجتمعا؟!"

#ليلى_مختار_منو (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات