أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - اقليم كوردستان والسباحة ضد التيار .. كيف ؟ ولماذا ؟















المزيد.....

اقليم كوردستان والسباحة ضد التيار .. كيف ؟ ولماذا ؟


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 4291 - 2013 / 11 / 30 - 17:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يمكن الركون الى واقع الحال اليوم بمعزل عن توجيه البوصلة نحو الآفاق التاريخية وبالذات الى ما حصل لخارطة المنطقة اثناء وبعد الحرب العالمية الأولى ، وبشكل خاص الإشارات التي وردت في معاهدة المستر سايكس ـ والمسيو بيكو والتي ابرمت عام 1916 بين انكلترا وفرنسا ، الغريب انها سميت باسم الدبلوماسيين المستر والمسيو ، حيث تم الأتفاق على تفتيت اجزاء الأمبراطورية العثمانية التي عرفت بالرجل المريض ، وتقسيمها بين الدول المنتصرة ، فتأسست على انقاض تلك الأمبراطورية دول قومية ، لكن بعض القوميات التي اعتبرت صغيرة قد لحقها الغبن والإجحاف كالقومية الكوردية والقومية الكلدانية وبعض القوميات الأخرى .
بالنسبة الى الأكراد رغم كونهم قومية كبيرة إلا ان التقسيم كان من نصيبهم ، حيث وجدوا انفسهم مقسمين بين دول متاخمة ، هي أيران وتركيا والعراق وسورية ، ورغم ان معاهدة سيفر 1920 كان فيها بعض الضمانات لتأسيس كيان كوردي في المناطق ذات الأغلبية السكانية الكوردية ، إلا ان انتصار التيار القومي التركي الأتاتوركي المتشدد قد قوض تلك الأتفاقية وأصبحت في خبر كان ، ليبدأ الشعب الكوردي في مسلسل نضالي دام قرابة قرن من الزمان .
إن الدول التي قسمت كوردستان وهي تركيا ، ايران ، العراق ، سورية ـ لا ندخل في تفاصيل ذلك التقسيم وأسبابه ـ عملت تلك الدول على الحفاظ على الأمر الواقع ، وخلافاتها كانت تتبدد وتذوب في بودقة المصلحة المشتركة في رسم الخطوط الحمراء امام اي توجهات كوردية تحررية ، وهكذا بقيت القضية الكوردية في دهاليز السياسة ووفق ما تمليه مصلحة الكبار ، دون ان يسمح لها ان ترى النور في المحافل والمنظمالت الدولية .
إلا ان القائد الكوردي المعاصر ملا مصطفى البارزاني ( 1903 ـ 1979 ) استطاع ان يجد لشعبه موطئ قدم بين حركات التحرر العالمية ، ورغم الحملات العسكرية والحصار الأقتصادي ، والتعتيم الإعلامي التي فرضته الحكومات المتوالية على اخبار الثورة الكوردية ، فقد استطاع هذا القائد التاريخي ان يضع قضية شعبه امام وسائل الإعلام ، وان يبرز قضيته في المحافل الدولية كحركة تحررية لأي شعب يتوقى نحو الأستقلال والتحرر والبناء . لقد كانت تلك الظروف مأساوية وشاقة ، ولكن القيادة كانت متكئة على طبقات الشعب الفقيرة من العمال والفلاحين والطلبة ...
لقد نهجت الثورة منذ البداية وبالتحديد منذ ثورة ايلول بخلق اجواء تعايشية بين المكونات الكوردستانية دون تفرقة مما اكسب هذه الثورة تأييداً ودعماً من مختلف المكونات من الكلدان والتركمان والآشوريين والسريان والأرمن والمندائيين ، لقد كانت ثورة شعبية بكل معنى الكلمة .
اليوم اختلفت آلية العمل ، فالبندقية ، اصبحت من تراث الماضي ، وينتعش العمل السياسي المبني على اسس من الديمقراطية ، يتحكم فيها آلية الأنتخابات وصناديق الأقتراع ، وينبغي التعامل مع الجميع بمنطق التفاهم وبناء جسور التواصل لبناء علاقات تضمن المصالح المشتركة لكل الفرقاء .
لا ريب ان العملية السياسية ليست سهلة كما يبدو لأول وهلة فهي من التشابك والتعقيد بما يتناسب ومصالح الفرقاء والحكمة والعقلانية تتطلب المزيد من المرونة والخبرة والحنكة السياسية لمسيرة سياسية متوازنة في خضم الجيوبولتيك المحيط .
لقد استطاع الرئيس مسعود البارزاني من ان يمسك بيده قبان توازن للعملية السياسية العراقية بشكل عام في مواقف ومناسبات عدة ، كما استطاع ان يؤسس علاقات متوازنة مع الجيران تركيا وأيران والقوى الدولية عموماً .
لقد قام الرئيس مسعود البارزاني بزيارة رسمية وشعبية الى دياربكر ( آمد ) جنوبي تركيا يوم 16 تشرين الثاني نوفمبر للاجتماع برئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان والبحث معه العقبات التي تكتنف عملية السلام بين حزب العمال التركي والحكومة التركية ، الجدير بالملاحظة ان الآلاف من سكان دياربكر اشتركوا في استقبال الرئيس البارزاني ملوحين بالأعلام الكوردية ، وكان هذا مهرجان تاريخي للهوية الكوردية في تركيا ، إذ بعد سنين من التهميش والإقصاء للهوية الكردية ، واعتبار الأكراد عبارة عن اتراك الجبال وحظر التحدث باللغة الكوردية ، كل ذلك واليوم ترفع الأعلام الكوردية في تركيا وبحضور رئيس الوزراء ، ورغم انه عمل رمزي إلا انه يعتبر حدث تاريخي بالنسبة للشعب الكوردي والهوية الكوردية في الدولة التركية الحديثة ، ومن اجل تعزيز الثقة المتبادلة لا بد من الأعتراف الحكومي والدستوري بحقوق الشعب الكوردي وبقية الأقليات في تركيا ، لأن تركيا لها سجل ملطخ بالعنف وسفك الدماء في مسألة التعامل مع الأقليات الدينية والعرقية كمذبحة الأرمن والكلدان والسريان والآشوريون واليونانيون اثناء وبعيد احداث الحرب الكونية الأولى .
لنأخذ جانب آخر من المعادلة وهو ضغط الحكومة العراقية على الحكومة التركية للحد من العلاقات المتطورة بين اقليم كوردستان وتركيا ، لا سيما مجال المشاريع النفطية وبألأخص ما هو مطروح اليوم بشأن تصدير النفط من كوردستان الى تركيا عبر انبوب مشترك يمتد من الأقليم الى تركيا ، وكان رئيس وزراء اقليم كوردستان الأستاذ نيجيرفان البارزاني قد قام بزيارة الى تركيا لتوقيع العقد ، لكن يبدو ان الضغوط على تركيا قد حالت دون توقيعه او على الأقل تأجيل عملية التوقيع ،
لقد ورد في جريدة الشرق الأوسط اللندنية بتاريخ 29 / 11 / 2013 بأن الولايات المتحدة تعترض على مثل هذه العقود إذ ورد :
أعلنت وزارة الخارجية الأميركية على لسان المتحدثة الرسمية باسم الوزارة جين ساكي أن الولايات المتحدة الأميركية تؤكد على أنها «لا تؤيد أي خطوة في مجال تصدير النفط من أي جزء من أرض العراق دون موافقة الحكومة العراقية». وأكدت خلال مؤتمر صحافي في واشنطن أمس على ضرورة «موافقة الحكومة العراقية على مشروع تصدير النفط من الإقليم لتركيا لأن هذه المسائل هي من الاختصاصات الدستورية للحكومة المركزية»، داعية بغداد وأربيل إلى «الاحتكام للدستور في حل هذه المسألة».
أجل إن امريكا لها علاقات تاريخية واقتصادية وسياسية مهمة مع الدولة العراقية ومع تركيا ، كما انها ترتبط بعلاقات جيدة مع اقليم كوردستان ، ولا تريد ان تفرط بعلاقاتها ومصالحها مع اي طرف من هذه الأطراف . وبالنظر الى جوانب المعادلة نرى ان اقليم كوردستان هو الجانب الأحدث في المعادلة وإن الألتزمات الأخلاقية تقضي بالوقوف معه ، لكن تبقى المصالح هي المحركة .
هكذا يترتب على القيادة الكوردية ان تتميز بالحكمة والنضوج ، لقد اثبتت هذه القيادة كفاءتها بإدارة العملية السياسية في اقليم كوردستان ، ونستطيع ان نجزم بوجود عملية سياسية ناجحة في الأقليم بعيدة عن الميول الطائفية التي تمزق العراق . كما ان هنالك علاقات متوازنة مع دول المنطقة والعالم . لكن تأتي اللحظات الحرجة التي تتطلب الخبرة والتجارب السياسية ، والظاهر الى اليوم إن قيادة الأقليم تقود شعبها في الطريق الصحيح مع خلق علاقات متوازنة مع المركز . في الحقيقة ينبغي الأعتراف ان الطريق طويل وشائك امام القادة في الأقليم بغية خلق علاقات متوازنة لكي تصب في مصلحة كوردستان والعراق عموماً ، إنها السباحة ضد التيار والقيادة الكوردية مؤهلة لخوض هذه التجربة .
د . حبيب تومي / اوسلو في 01 / 12 / 2013



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو اصبح حبيب تومي رئيساً لوزراء العراق ..!!(3 ) القسم الثالث ...
- لو اصبح حبيب تومي رئيساً لوزراء العراق ..!!(2) الجزء الثاني
- لو اصبح حبيب تومي رئيساً لوزراء العراق ..!!! (1) القسم الأول
- البطريرك الكاثوليكي للشعب الكلداني من قلب العاصفة ينادي : يا ...
- مبروك الفوز الساحق للأحزاب الآشورية (بجميع) مقاعد الكوتا الم ...
- لقائي مع الأخ علي الكلداني في بغداد
- هل تبادر البطريركية الكاثوليكية الكلدانية لجمع سياسيي شعبنا ...
- نداء البطريركية الكاثوليكية الكلدانية لمساعدة قرانا ونوم الع ...
- حقوق الكلدان ليست ضد الآثوريين او السريان او ..
- لماذا أحجمت الأحزاب الكلدانية عن الأشتراك في انتخابات برلمان ...
- فلك الدين كاكائي الإنسان.. التواضع من خصال الكبار
- رئاسة اقليم كوردستان بين التمديد في البرلمان وبين العودة لأس ...
- الخطا في خلط المفاهيم الثلاثة لوحدتنا : القومية والسياسية وا ...
- باسم دخوكا وحبه في الزمن الصعب
- زوعا خسرت الكثير من شعبيتها بسبب غرورها وقصور افقها السياسي
- قبس من ذكرياتي في دشتة د نهلا وقرية جمه ربتكي قبل نصف قرن
- الرئيس البارزاني لا يمكن ان يسمح بالأعتداء او التجاوز على ال ...
- شمول واعتدال البيان الختامي لسينودس الكنيسة الكلدانية ولنا ب ...
- الرئيس البارزاني والدستور وكلمة الفصل تكمن في أستفتاء الشعب ...
- لا يليق بأقليم كوردستان إهمال وتهميش حقوق الشعب الكلداني وال ...


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - اقليم كوردستان والسباحة ضد التيار .. كيف ؟ ولماذا ؟