أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد السماوي - إذن رئاسة الجمهورية لهيئة رئاسة مجلس النواب باطل وغير دستوري














المزيد.....

إذن رئاسة الجمهورية لهيئة رئاسة مجلس النواب باطل وغير دستوري


أياد السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 4291 - 2013 / 11 / 30 - 15:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكن لأحد بمكان أن يتصوّر بأنّ الدستور الذي صوّت عليه الشعب العراقي بالرغم من كل سيئاته , سيهان ويداس تحت الأقدام بهذا الشكل المخزي والفاضج , ولم يكن لأحد أن يتصوّر أنّ القضاء العراقي ممثلا بالمحكمة الاتحادية العليا التي منحها الدستور العراقي صلاحيات الرقابة على دستورية القوانين والأنظمة النافذة , تقف مرتبكة وعاجزة أمام هذه الفوضى القانونية .
فالجميع يعلم أنّ التفسير الذي جائت به المحكمة الاتحادية العليا حول تفسير المادة 60 من الدستور العراقي والمتعلقة بمشاريع ومقترحات القوانين , لم يكن مبررا ولا صحيحا من الناحية القانونية , لأنّ هذا التفسير الخاطئ يعد تجاوزا على مهام مجلس النوّاب في تشريع القوانين , لكنّه برغم خطئه أصبح قاعدة قانونية معمولا بها بعد قراري المحكمة الاتحادية رقم 41 , 42 لسنة 2010 , وبموجب هذه القاعدة القانونية الجديدة الملزمة أصبحت مقترحات القوانين التي يقدمها النوّاب أو اللجان في المجلس هي أفكار بحاجة أن تتحوّل إلى مشاريع للقوانين , وهذه المشاريع يجب أن تأتي حصرا أما من رئاسة الجمهورية أو رئاسة مجلس النوّاب , وبموجب هذا ردّت المحكمة الاتحادية عدّة قوانين , أهمها قانون تحديد ولاية الرئاسات الثلاث وقرار إلغاء رواتب تقاعد النوّاب الذي صدر قبل فترة قليلة , وأصبح التمييز بين مقترح القانون ومشروع القانون تعرفه حتى رّبات البيوت في القرى .
ولهذا فعندما بدأ مجلس النوّاب بمناقشة مقترح قانون الانتخابات الجديد المقدّم من قبل اللجنة القانونية في المجلس , تفاجئ الجميع لهذا الخرق الدستوري , حيث يعلم الجميع بما فيها رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء ورئاسة مجلس النوّاب ولجنته القانونية وكل الكتل السياسية , إنّ هذا المقترح المقدّم من قبل اللجنة القانونية لا يجوز التصويت عليه ما لم يقدّم كمشروع قانون من رئاسة الجمهورية أو رئاسة مجلس الوزراء , لكنّ الجميع قد تغاضى متعمدا على هذا الخرق الدستوري , بل والجميع أراد من هذا الخرق الدستوري أن يكون وسيلة بيده للابتزاز والتهديد بنقضه في حالة عدم الاستجابة إلى املائاته , والمشكلة الأكبر أنّ بعض الكتل السياسية قد هددت رئاسة البرلمان بنقض هذا القانون في حالة عدم الاستجابة لمطالبها , ورئاسة البرلمان تدرك جيدا أنّ هذا القانون يمكن نقضه بسهولة أمام المحكمة الاتحادية العليا كونه مقترح قانون وليس مشروع قانون مقدّم من السلطة التنفيذية .
وقبل أيام فاجئتنا رئاسة الجمهورية بإضاءة قانونية موجهة إلى هيئة رئاسة مجلس النوّاب , تجيز بموجب هذه الإضاءة وتعطي الإذن لمجلس النوّاب التصويت على مقترح قانون الانتخابات الجديد الذي جرى قبل فترة قليلة , وذلك بموجب المادة 928 من القانون المدني العراقي رفم 40 لسنة 1951 والتي تنص على (( الإذن والأمر يعتبران توكيلا إذا دلّت القرينة عليه , والإجازة اللاحقة كالوكالة السابقة , أما الرسالة فلا تعتبر توكيلا )) , وبدورنا نريد أن نتوجه لأصحاب الشأن والقرار ببعض الاسئلة , ولو إننا ندرك تماما أنّ هذه الاسئلة لن تلقى آذانا صاغية ولن يجرأ أحد على الإجابة عليها , لكنّه موقف نسجله للتأريخ كشهود على هذه البلوى وهذه المصيبة التي حلّت على رؤوس العراقيين .
أولا / لماذا تعمدّت اللجنة القانونية في مجلس النوّاب بالإبقاء على مقترح القانون وعدم ارساله للسلطة التنفيذية من أجل تحويله إلى مشروع قانون , وهي تعلم أنّ المضي في إقرار هذا المقترح هو مخالفة صريحة للمادة 60 من الدستور العراقي ؟
ثانيا / لماذا تغاضت رئاسة مجلس النوّاب على هذا الخرق الدستوري ولم تبادر لإرسال هذا المقترح إلى السلطة التنفيذية التي خوّلها الدستور حصرا بتقديم مشاريع القوانين ؟ .
ثالثا / لماذا تغاضت الكتل السياسية عن هذا الخرق الدستوري ولم تنبه رئاسة مجلس النوّاب لمخاطر نقض هذا القانون في حالة الاستمرار في التصويت عليه وإقراره ؟ .
رابعا / رابعا أين كنت يا سيادة نائب رئيس الجمهورية عن هذا الخرق الدستوري وأين كانوا مستشاروك القانونيين وخبراء الدستور الذين استأنست برأيهم والذين أفادوك ببدعة الإجازة اللاحقة بحكم الوكالة السابقة ؟ وألم يخبروك هؤلاء الخبراء أنّ الدستور العراقي هو القانون الاسمى والأعلى في العراق ولا يجوز لاي قانون أن يعلو عليه ؟ وكيف تمنح رئاسة الجمهورية توكيلا من خلال هذا الإذن والنظام في العراق هو نظاما برلمانيا وليس نظاما رئاسيا ؟ .
خامسا / وكيف تطالب المرجعيات الدينية ومعتمديها من ائمة الجمعة بعدم الاعتراض على هذا القانون اللادستوري ؟ أليس من الأولى لهذه المرجعيات الدينية أن تطالب مجلس النوّاب بتقديم تفسير لهذا التعمد في عدم احترام الدستور وخرقه ؟ .
سيادة نائب الرئيس .. الشعب يعلم جيدا أنكم جميعا كسلطة تنفيذية وسلطة تشريعية لم تصونوا هذا الدستور ولم تحترموه يوما , وجميعكم قد داس عليه تحت أقدامه , وحتى السلطة القضائية وللاسف الشديد هي الأخرى أصبحت دمية بأياديكم تسيّرونها كيفما تشاؤون , حيث كان من المفترض بموجب الصلاحيات الدستورية الممنوحة للمحكمة الاتحادية العليا , أن تقوم بدورها الرقابي على دستورية القوانين والأنظمة النافذة دون الحاجة لإقامة دعوى على هذه القوانين اللادستورية , وبالتالي اختزال هذا الدور المباشر في الرقابة على الدور غير المباشر .
في الختام أقول أنّ البرلمان الذي لا يحترم دستوره غير جدير بالاحترام , والقضاء الذي يتواطئ ويسكت على هذه الخروقات الدستورية هو الآخر غير جدير بالاحترام , وللتاريخ أقول إنني ماض في مسعاي بإسقاط هذا القانون اللادستوري بالرغم من إنني أدرك أنّ المحكمة الاتحادية العليا سترد هذه الدعوى بذريعة الحاج خضير الخزاعي نائب رئيس الجمهورية (( الإجازة اللاحقة كالوكالة السابقة )) .
أياد السماوي / الدنمارك



#أياد_السماوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة للدكتور حسين الشهرستاني
- المالكي متواطئ مع المتمرّد مسعود البارزاني في سرقة نفط العرا ...
- من لا يقبل بعبعوب فليضرب رأسه بالجدار
- محافظ بغداد السابق صلاح عبد الرزاق نموذجا لفساد الحكم في الع ...
- السبب بك أنت يا نوري المالكي
- شجاعة حمودي نوري المالكي وشجاعة حسين عبيد الزيّادي
- والله أنّك لكاذب يا نوري المالكي
- المالكي لن يعود للسلطة وسيكون نسيا منسيا
- المجكمة الاتحادية العليا والدور المفقود
- مجلس النوّاب العراقي متواطئ ومتآمر على الشعب العراقي
- سكوت مجلس الوزراء عن سرقة نفط العراقيين يرتقي لمصاف الخيانة ...
- مسعود البارزاني يسرق نفطنا فأين أنتم يا دعاة حقنا ؟
- السقوط في المحظور
- الشعب يريد يعرف أنت نوري المالكي لو هارون الرشيد ؟
- المالكي راح ينطيها وهو الممنون
- إلى رئاسة المحكمة الاتحادية العليا
- قرار عادل ... ولكن
- لصوص دولة اللاقانون
- عرقوب العراق نوري المالكي
- من أجل إنقاذ العراق وشعبه ( الجزء الثالث )


المزيد.....




- أحدثت صراخًا ورعبًا.. عاصفة تُسبب انهيارات طينية في كاليفورن ...
- نظام صوتي ذكي ثلاثي الأبعاد لعشاق الألعاب الإلكترونية
- عشرات القتلى في قصف للدعم السريع على مسجد بمخيم للنازحين بدا ...
- نتنياهو يتهم بن غفير بتسريب تفاصيل حول زيارات الصليب الأحمر ...
- بعد وساطة قطرية.. طالبان تعلن إفراجها عن زوجين بريطانيين كان ...
- واشنطن توقف الدعم.. ومالاوي تدفع الثمن
- أفغانستان: طالبان تفرج عن زوجين بريطانيين بعد نحو 8 أشهر من ...
- ابنة رئيس الكاميرون تدعو لعدم التصويت لوالدها في الرئاسيات
- عاجل | غارة إسرائيلية تستهدف محيط بلدة أنصار جنوبي لبنان
- سياسة -إغلاق الأبواب-.. كيف تغيرت قوانين الهجرة إلى روسيا وم ...


المزيد.....

- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد السماوي - إذن رئاسة الجمهورية لهيئة رئاسة مجلس النواب باطل وغير دستوري