أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تجمع اليسار الماركسي في سورية - طريق اليسار - العدد 54















المزيد.....



طريق اليسار - العدد 54


تجمع اليسار الماركسي في سورية

الحوار المتمدن-العدد: 4290 - 2013 / 11 / 29 - 08:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



طريق اليســـــار
جريدة سياسية يصدرها تجمع اليسار الماركسي في سورية / تيم /
* العدد 54 ـ تشرين ثاني / نوفمبر 2013 - [email protected] E-M: *


* الافتتاحية *
ـ النزعة الإرادوية في لمعارضة السورية ـ

في يوم 2شباط1982 قاد ثلاثة مهندسين انتفاضة مسلحة ضد النظام السوري في مدينة حماة،هم عمر جواد ورياض الشقفة وفاروق طيفور،انبنت حركتها على أساس أن تكون بؤرة لتفجير الوضع السوري من جديد وصولاً إلى اسقاط النظام: قتل الأول وهرب الإثنان الآخران إلى العراق إثر فشل تلك الحركة بعد عشرة أيام من بدئها،تاركين أبناء المدينة يواجهون مصيراً بائساً ومؤلماً.كان التنظيم الذي ينتمي إليه هؤلاء الثلاثة،وهو "تنظيم الطليعة المقاتلة"،قد قام بمحاولة سابقة في يوم16حزيران1979،عندما ارتكب مجزرة في مدرسة المدفعية بحلب أودت بحياة المئات من تلاميذ الضباط على أساس طائفي، لتفجير الوضع السوري الاجتماعي من خلال "بؤرة حلبية"،وهو مافشل فيه بين صيفي1979و1980،ممادفعه للتوحد في الشهر الأخير من عام1980مع "التنظيم العام للاخوان المسلمين"(عدنان سعد الدين)و"تنظيم الطلائع الاسلامية"(عصام العطار)ولوضع البيض كله في سلة صدام حسين الذي لم يكن بعيداً عن الايحاء والدفع نحو ماجرى في حماة للضغط على النظام السوري المتحالف مع طهران أثناء حربها مع بغداد(منذ22أيلول1980).
كان المهندسون الثلاثة تلاميذ للشيخ مروان حديد(مواليد حماة عام1934)الذي تأثر أثناء دراسته للهندسة الزراعية في مصر بأفكار سيد قطب حول دور"الطليعة المؤمنة"في "احداث الانقلاب الاسلامي " ضد "المجتمع الجاهلي":منذ نيسان1964حاول الشيخ مروان تطبيق نظرية "البؤرة" ضد نظام البعث انطلاقاً من مدينة حماة وفشل،لينصرف بعدها إلى تأسيس "تنظيم الطليعة"بالنصف الأول من عقد السبعينيات في حركة انشقاقية عن (التنظيم العام للاخوان المسلمين) قبل أن يعتقل عام1975 ومن ثم يموت في السجن عام1976 إثر اضرابه عن الطعام . بين شباط1976ومجزرة مدرسة المدفعية دخل "تنظيم الطليعة"في سلسلة من الإغتيالات لمسؤولين سوريين،عسكريين ومدنيين تم انتقائهم على أساس طائفي،من أجل الدفع نحو احداث شرخ طائفي داخل الجهاز السلطوي الحاكم،قبل أن ينتقل إلى توسيع البيكار نحو المجتمع من خلال ماجرى في مدرسة المدفعية بالراموسة.
انبنت استراتيجيات"تنظيم الطليعة" من خلال نزعة من "الإرادة الثورية" عند "طليعة"لتحريك مياه راكدة(= المجتمع) عبر بؤر تفجيرية(16حزيران1979و2شباط1982)بعد فشل الصواعق التفجيرية التي حاولها هذا التنظيم لبنية السلطة السورية من خلال عمليات الاغتيالات:لم يتجاوب غالبية سنة سوريا مع "تنظيم الطليعة" ولامع (الاخوان المسلمين) طوال أحداث حزيران1979- شباط1982عندما أظهرت برجوازية دمشق وأرياف حوران ودمشق وحلب وديرالزور قوة القاعدة الاجتماعية للسلطة وعبورها للطوائف،فيمااقتصرت حركة(الاخوان) على فئات مدينية وسطى متعلمة في غالبيتها بمدن حماة وحلب واللاذقية مع استثناء ملفت في بلدات وقرى محافظة ادلب حيث كان(الاخوان)ذوي قاعدة اجتماعية قوية.
لم تكن هذه "النزعة الإرادوية الثورية"شبيهة أومماثلة ل(نظرية الطليعة الثورية)عند لينين،عندما يقتصر على "تصدير الوعي السياسي الثوري إلى جسم اجتماعي ناهض ومتحرك ولكن لايستطيع لوحده من دون طليعة منظمة الوصول لأكثر من الوعي العفوي"،وإنما تهدف عبر "الإرادة الثورية" إلى "الإستنهاض" عبر صدمات كهربائية تمثلها"البؤرالمشتعلة". في روسيا السبعينيات من القرن التاسع عشر حصلت تجربة مماثلة ل(جماعة الاخوان المسلمين) عند (النارودنيين:"الشعبيين")الذين أرادوا اشعال الثورة ضد السلطة القيصرية من خلال الفلاحين.كان (النارودنيين)بأغلبهم من المثقفين وغالباً من المدن والعديد منهم كانوا يهوداً.عندما لم تحصل استجابة اجتماعية عند الفلاحين الروس،الذين تم تحررهم حديثاً من القنانة بمرسوم من القيصر في عام1861، اتجه قسم من (النارودنيين)في آب1879بعد ثلاثة سنوات من البدايات نحو (العنف الثوري) من خلال تأسيس منظمة (نارودنيا فوليا:"إرادة الشعب")قالت ب"النضال عبر الإرهاب والتآمر الفردي". في 1آذار1881اغتالت هذه المنظمة القيصروقد كان منفذوا عملية الاغتيال من الطلاب ومعظمهم يهوداً.خلال ربع قرن تقريباً حتى ثورة1905 كانت ممارسة "الإرادوية الثورية" لخلق ثورة في محيط راكد عبر "العنف الثوري"سبباً في عهد من الإرهاب القيصري لم تكسره سوى الهزيمة أمام اليابان التي كانت مقدمة لثورة1905وبداية نهوض ثوري سياسي انطلق من الجسم الاجتماعي ولاقته الأحزاب ببرامجها ولم تخلقه "إرادوية ثورية".
مثل (الاخوان المسلمون) كان (النارودنيون) الذين أسسوا (حزب الاشتراكيين الثوريين)،في1902من الحلقات النارودنية ، ينوسون بين(السلمية)و(العنف)على ضوء انقساماتهم بين ليبراليين يمينيين يعتمدون على قاعدة فلاحية غنية(الكولاك) ويساريين أقرب للنزعة الفوضوية عند باكونين وللنزعة التآمرية عند أوغست بلانكي كانوا يستندون لقاعدة عند الفلاح العادي(الموجيك).في فترة حكومة كرنسكي بعد ثورة شباط1917اقترب(الاشتراكيون الثوريون)من (حزب الكاديت) الليبرالي،ولكن مع انتصار البلاشفة في ثورة أوكتوبر كان (الاشتراكيون الثوريون)أول من قرر حمل السلاح ضد السلطة الجديدة وبالتشارك مع بقايا سلطة القيصر وبالتعاون مع الأجنبي،قبل أن يلحق جناحهم اليساري بهم،بعد تعاون قصير مع البلاشفة استغرق حتى آذار1918،ويدخل في سلسلة اغتيالات ضد القادة البلاشفة كانت ذروتها محاولة اغتيال لينين في 30آب1918.
مع بداية(الحراك السوري)منذ18آذار2011كان واضحاً أنه عفوي وغير منظم من أحزاب أو"طليعة"،ولكنه كان مختلفاً عن أحداث1979-1982من حيث أنه (مع استثناء مدينتي درعا وحمص) حراك ريفي من حيث القاعدة الاجتماعية في أرياف حوران وحمص وحماة وادلب وحلب وديرالزور،مماكان نتيجة لتدهور الزراعة وتحول القاعدة الاجتماعية للسلطة من قواعدها الريفية القديمة نحو قاعدة برجوازية جديدة أتت حصيلة تراكمية بطيئة لتحولات فترة1974-2008 الاقتصادية- الاجتماعية.في فترة "الحراك السلمي- حتى أيلول2011"لم تشتغل "النزعة الإرادوية"عند الأحزاب بل حصلت "نزعة شعبوية" أرادت ملاقاة "الإرادة الشعبية"،ولكن عندما حصل استعصاء سوري تمثل بعدم قدرة (الحراك)على تحقيق شعاراته،وإثر فشل الرهانات على الخارج بعكس ماجرى في العراق وليبيا،حصل استيقاظ ل(النزعة الإرادوية الثورية)عند أصحابها القدامى من الاسلاميين،وعند بعض اليساريين السابقين الذين اتجهوا نحو الليبرالية الجديدة في فترة مابعد السوفيات وعند " معارضي ربع الساعة الأخيرة"،كان (العنف المعارض)هو عنوانها الرئيسي.
خلال مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية في 2-3تموز2012طلب الدكتور ناصر القدوة،معاون المبعوث الأممي – العربي المشترك كوفي عنان،من مجموعة من قادة الفصائل المعارضة لاتتجاوز أصابع اليد الواحدة،أن يختلوا معه في غرفة جانبية:طلب منهم الموافقة على (بيان جنيف) الصادر قبل ثلاثة أيام. قام نائب المراقب العام ل(جماعة الاخوان المسلمين في سورية) وعضو المكتب التنفيذي ل"المجلس الوطني" فاروق طيفور بالرد من خلال الكلمات التالية:"ليس لنا من حليف سوى الله.سنأخذ الأمر بأيدينا وعبر السلاح".
في خريف2013وضح وتبين وتكشف فشل "النزعة الإرادوية"من خلال وسيلة "السلاح المعارض" بعد استعماله الممنهج والكثيف بين صيفي2012و2013،كمافي فترة16حزيران1979- شباط1982...................




هيئة التنسيق الوطنية
لقوى التغيير الديمقراطي
"تـــــــــوضيــــــــــــــــح"

لم يصدر عن هيئة التنسيق الوطنية أي موقف اعتراضي على مشاركة أي طرف في مؤتمر جنيف(2). وهي تركز على ضرورة مشاركة القوى الأساسية، ولم تتعرض للشخصيات والأطر الأخرى. أما عن رؤيتها في توصيف "المعارضة" فهي تنطلق من ضرورة التفريق بين المعارضة والموالاة من أجل تنظيم التفاوض وعدم خلط الأوراق، وليس معرض تقييم أي فريق. وهي ترى بالضرورة أن أي إطار سياسي يشارك في السلطة "الوزارة " سواء عبر ممثلي الإطار أو أي من أحزابه فهو بالضرورة وبحكم التضامن الوزاري جزء من الموالاة وهذا يشمل حكومات "الوحدة الوطنية" حيث يصبح اعضاء هذه الحكومة فريقاً واحداً يدير البلاد. ولا يستقيم أن يكون الحزب او الإطار أو الفرد معارضاً وموالياً في ذات الوقت، وبما أن قادة من الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير هم أعضاء في الحكومة، وأعضاء في الجبهة الشعبية في ذات الوقت مما ينسحب توصيف الموالاة على الجبهة الشعبية بكامل أعضائها وأحزابها.
12/11/2013 المكتب التنفيذي

هيئة التنسيق الوطنية
لقوى التغيير الديمقراطي
بـــــيـــــــان صـــــحفـــي
18112013

شهدت سورية في الأيام الأخيرة الكثير من التطورات سواء على الصعيدين الميداني والأمني أو على الصعيد السياسي، وناقش المكتب التنفيذي في اجتماعه هذه التطورات وآثارها على مستقبل البلاد وأكد المكتب التنفيذي على:
أولاً: أن مطالب الشعب في التغيير الديمقراطي الجذري كانت وستبقى في مقدمة أهداف هيئة التنسيق الوطنية، وستبقى متمسكة بها بعيداً عن التطورات العسكرية الميدانية ومدى تقدم أي طرف في الميدان العسكري، فهي أساساً كانت ضد استخدام السلاح ومع النضال السلمي والحل السياسي، وأن نضالات وتضحيات المواطنين السوريين والقوىالسياسية الوطنية الديمقراطية المستمرة منذ عقود لن تذهب هدراً وإنما هي تؤسس لكفاح مستمر حتى إنجاز التغيير الديمقراطي الشامل وإقامة الدولة المدنية الديمقراطية والنظام البرلماني الذي يقوم على احترام التعددية السياسية ويكفل مشاركة جميع أبناء الشعب السوري بكل مكوناته في إدارة شؤونهم.
ثانياً: من منطلق الحفاظ على وحدة سورية وإيقاف تداعيات الانقسام والتشرذم ومخاطرهما على المجتمع السوري، ترفض الهيئة وتدين تشكيل الحكومة المؤقتة التي أعلنها "الائتلاف الوطني" وتدين أي تشكيل لكيان سياسي أو حكومة أو أمارة وترى في تلك الحكومة المؤقتة خطراً ووسيلة لتقسيم سورية وتكريساً لانقسام المعارضة وتشتتها، وخدمة للمصالح الخارجية ومحاولة جديدة لقطع الطريق أمام مؤتمر جنيف(2) وتجاوز ما ورد في تفاهمات جنيف(1) لجهة تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة، وهي تعبير دقيق عن تلك النزعة الاستئثارية التي تسم أطرافاً من الائتلاف تسعى لاحتكار السلطة والوطن باسم الممثل الشرعي للمعارضة و للشعب السوري.
ثالثاً: تؤكد الهيئة على ثوابت موقفها تجاه الوجود القومي الكردي باعتباره جزءاً أصيلاً من النسيج الوطني السوري وضرورة إيجاد حل عادل ...وفق ما جاء في وثيقة تأسيس الهيئة التي تؤكد على وحدة سورية وأنها جزء من الوطن العربي. و على قرارات المجلس الوطني (المؤتمر العام للهيئة) والمجلس المركزي في دوراته المتعددة المتعلقة بحق الدفاع المشروع عن النفس لكل السوريين، وبمطلب اعتماد اللامركزية الإدارية في جميع الأراضي السورية، كما تؤكد على حق المواطنين السوريين في جميع المناطق غير الخاضعة لسلطة النظام بسبب الظروف الراهنة. بإدارة شؤونهم المدنية عبر إرادتهم الحرة بصورة مؤقتة لا تنشئ واقعاً سياسياً جديداً إلى أن تنتهي هذه الظروف ويتم التوافق على بناء السلطة الديمقراطية الجديدة.
رابعاً: نظراً لإصرار بعض أطراف المعارضة على رفض تشكيل وفد موحد للمشاركة في مؤتمر جنيف(2). والتوافق على برنامج تفاوضي يعتمد الحل السياسي، ولما يبدو من خلافات ومشاحنات وتجاذبات ضمن تلك الأطراف ،وغياب رؤية سياسية تفاوضية قادرة على إدارة مفاوضات ناجحة، فإن هيئة التنسيق تعلن استعدادها للمشاركة في مؤتمر جنيف(2) بوفد مستقل يضمها مع حلفائها في الهيئة الكردية العليا والقوى والمنظمات والشخصيات الوطنية الديمقراطية سواء في المؤتمر الوطني لإنقاذ سورية أو غيرها من قوى المعارضة الديمقراطية الجادة ذات التاريخ الواضح في النضال من أجل التغيير الديمقراطي والتي لم تكن جزءاً من فريق موالاة السلطة أو مساهمة بارتكاب الجرائم بحق الشعب.
إن هذا الموقف لا يلغي استعدادها للتنسيق مع المعارضة الخارجية فيما إذا تم التوافق على نهج تفاوضي مشترك.
وبهذه المناسبة تبدي الهيئة استعدادها لأي حوار بين أطراف المعارضة يمهد ويساعد على إنجاح مؤتمر جنيف(2) ولا يتجاوز أو يقطع الطريق عليه وتحت رعاية دولية مشتركة.
المكتب التنفيذي

2013/11/03 | M-NCB |
المصنف رغماً عنه
هيثم مناع

من جنايات المأساة السورية أن هناك أطراف قررت منذ البدء تحديد المسار والمآل من الخارج على حساب الحراك الشعبي المدني السلمي. ويذكر الجميع كيف انطلقت من عناصر إخوانية صفحة “الثورة السورية ضد بشار الأسد” منذ شهر كانون الثاني 2011 وطالبت بالانطلاق في 4 و 5 شباط/فبراير أي ذكرى مجزرة حماه. ونتذكر كيف كتبت الصحف صباح 16 آذار عن مظاهرات وضحايا في التاريخ الذي حددته الصفحة المذكورة.
لم يكن قد سقط أي جريح أو قتيل في ذاك الوقت وكان الخطاب جاهزا عند البعض بل والتضليل الإعلامي أيضا. الجميع يذكر أيضا الحراك الأول في مدينة درعا والذي ركز على ضابط الأمن عاطف نجيب الذي كان رمزا للقمع والفساد في المحافظة وتحدث في الفساد والإصلاح ورفع حالة الطوارئ وحمل شعارات الكرامة والحرية ووضح التخوم بين الخارج والداخل عندما رفعت يافطة تقول “لا إخوان ولا سلفية بدنا دولة مدنية”.
كان صوت الإنسان السوري ابن المعاناة والألم المزمن من منظومة فساد ونظام استبداد وبشعارات محلية خارج العالم الافتراضي: “سلمية ولو قتلوا كل يوم مية، لأن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين، طالبناهم بالإصلاح واجهونا بالسلاح، ما في بدرعا عصابات وسلاح ومؤامرات..”. فقد خلقت الحركة الشعبية في تونس ومصر بيئة عامة للتغيير السلمي وأيقظت المقاومة المدنية في الوجدان الجماعي من الماء إلى الماء. مشكلتنا في سورية كانت منذ البدء في محاولة الخارج والإعلام السيطرة على الحراك الشعبي لأجندات لا تتناسب مع وتيرة الحراك الشعبي ووتيرة المتطلبات الداخلية. صار التدخل في أسماء أيام الجمعة واضحا، وصار بعض الميسورين يطلبون يافطات محددة من دول الخليج. وبدأنا نسمع من رجال دين في الجزيرة العربية جملا مثل “ألف ناتو ولا مجوسيون وصفويون..”.
صوت الخارج غطى على صوت الداخل في العالمين الفضائي والافتراضي، وليس من قبيل الصدفة أن الستة الداعين لمجلس انتقالي سوري من اسطنبول كانوا من الخارج ويحملون جنسيات أوربية وأمريكية ولم يكن بينهم مواطنا واحدا من الداخل. وليس من قبيل الصدفة أيضا أن يتم تسويق هذا المشروع غربيا وخليجيا على حساب النضال الداخلي المنبثق من طين الأرض ورحم المجتمع. لقد حاولنا منذ اجتماع الدوحة الأول في حزيران 2011 تغليب حسن النوايا وإعطاء الصوت للداخل وطلبت من أحد المبشرين بمنصب في المجلس أن يعود لسورية حتى لا نصبح معارضة منفى تتقاذفها دول الجوار والقفار. ذهبت كل صيحاتنا هباء، وانهال الدعم الإعلامي والسياسي والمالي على معارضة الخارج لتصبح ناطقا باسم الشعب والثورة. ومازلت أذكر جملة عزمي بشارة الذي قال “إذا اتفقتم على هيئة مشتركة الطائرة جاهزة للسفر لعدة بلدان للاعتراف بها”. وكأن الأنموذج الليبي قابل للتكرار؟؟ غداة إجهاض أول اتفاق بين هيئة التنسيق الوطنية والمجلس الوطني بعد ساعات من إعلانه بأمر خارجي، قال لي ميشيل كيلو في منزل سمير عيطة: هذا عمل أجهزة أمنية؟ فلماذا يستهجن البعض قول مسئول أمريكي كبير مؤخرا بأن بلده كانت وراء صناعة المجلس والائتلاف؟
قالوا أسبوعين وتنتهي فقلنا لهم القصة طويلة، اتهمونا بكل الخيانات وخانوا كل الأمانات. ويوم أطلقنا شعار إسقاط السلطة الدكتاتورية واللاءات الثلاث (لا للطائفية، لا للعنف، لا للتدخل العسكري الأجنبي) قال المتحدث باسم حركة الإخوان المسلمين لا يوجد لاءات مقدسة. وفي العاشر من آب/ أغسطس بعد يومين على استشهاد الفقيد معن العودات نشر موقع الإخوان المسلمين ومواقع سلفية مقالة تقول نعم للتسلح تحت راية الجهاد ونعم للرد على طائفية السلطة بتعبئة أهل السنة ونعم للتدخل العسكري الخارجي لأننا بدأنا مرحلة الهدنة بين القوى الغربية والإسلام. تحدثت مع صديق من الإخوان جاء يعزيني بشقيقي فقال لي هذا المقال لا يمثل وجهة نظر الحركة. تصاعدت بعدها أحاديث الجهاد وضرورته لإسقاط النظام، وبدأت القصة بطلب مُبالغ فيه لأكياس الدم من الجمعيات الخيرية والطبية. فقلنا لمن لنا معه تواصل ستخسرون الأغلبية التي تحتضن الحراك المدني السلمي وستخسرون رهان العسكرة.
من جديد أكيلت التهم وتوظفت الشبكة العنكبوتية والفضائيات لتشويه صورة المناضلين السلميين. ما زلت أذكر جملة أحدهم عندما قلت بعد عيد الفطر في 2011: “إذا تسلحت تأسلمت فتطيفت فتطرفت وذهب ريحها”. وقف مجلسي عائد للقضية السورية من بعيد يقول لي: “سنوظف مئة شخص للرد عليك إذا لم تتوقف عن هذه التصريحات”. أجبته ببرود: “المثل يقول قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق على الأقل تصرفون جزءا مما تقبضون للناس″. حتى أعز الناس إلي حذروني من صعوبة مواجهة تيار جارف تقوده دول كبرى وصغرى وإعلام قاتل. لن أطيل في التذكير، فالغاية منه القول أن هذا الموقف يعبر عن عشرات بل مئات الآلاف التي أرادت تحولا سياسيا سلميا. وكانت تكرر جملة الصديق المعتقل عبد العزيز الخير “يجب أن نعضّ على أصبعنا وأوجاعنا ونبقى سلميين حتى لا نقع في الفخ المنصوب لنا بالذهاب من الثورة للحرب”. هؤلاء الذين أعطوا أجمل صورة للعالم عن الحركة المدنية الشعبية دفعهم العنف العشوائي لقطاع من المعارضة المؤيدة للتسلح إلى الانكفاء وفي أحسن الأحوال للقيام بواجبات إنسانية. فإن كانوا من الأقليات الدينية والمذهبية صنفوا بالموالين للنظام، وإن كانوا من متنوري الأغلبية العددية الإسلامية صنفوا بالجبناء. وإن انتقدوا ما يحدث صاروا من الشبيحة. وجرى تهميش كل محاولات العمل المدني السلمي. ومقابل هذا التهميش تم تعويم فكرة العمل المسلح. لم تستنكر معارضة الخارج ما جرى من قتل لجنود بسطاء في جسر الشغور مبكرا.
ولم يستفسر أحد لماذا بني أول معسكر للاجئين في اسكندرون من قبل السلطات التركية قبل وصول اللاجئين. وكم ناديت أهل الجنوب للبقاء في منازلهم ورفض اللجوء لدول الجوار فكان البعض ممن يشجع على اللجوء في مناطق هادئة ولا خطر على أهلها يستنكر موقفنا. وكيف ننسى مهزلة أحد البهلوانات الذي قال بأن وجود عشرة آلاف لاجئ سوري في بلد عضو في الناتو سيجعله يتدخل وفقا للمادة الثامنة من نظامه الأساسي.. طبعا لم تحقق الجزيرة والعربية في وجود تلك المادة وقد ضحك أحد المسئولين الكبار في حلف شمال الأطلسي عندما رويت له القصة. اليوم يترك اللاجئون لمصير أسود بل وتنهب المساعدات التي تأتي باسمهم من كل الأوصياء دولا ومنظمات وأشخاص. فهل كان كل من حذر من هذه المآسي مواليا للنظام؟
أحضر لي يوما مناضل أمضى في السجن 14 عاما شريطا لأبي عمر الحسيني القرشي البغدادي قائلا: هذا من كلف أبو محمد الجولاني بقيادة جبهة النصرة. استمعت للفقرات التسعة عشرة التي يتحدث بها ومنها (وجوب هدم وإزالة كل مظاهر الشرك وتحريم وسائله، الرافضة طائفة شرك وردة، العلمانية على اختلاف راياتها وتنوع مذاهبها كالقومية والوطنية والشيوعية والبعثية هي كفر بواح، طوائف أهل الكتاب وغيرهم من الصابئة ونحوهم اليوم أهل حرب لا ذمة لهم، نرى وجوب قتال شرطة وجيش الطاغوت…). هذا المناضل من أسرة مسيحية رفض الصمت عن جبهة النصرة وداعش يوم غازلها الائتلافيون، فهل كان مواليا للنظام وكانوا بموقفهم المدافع عن النصرة أصحاب مشروع ديمقراطي حقا وصدقا؟ عندما ضربت منشآت البنيات التحتية السورية كيف كان موقف معارضة اسطنبول؟ عندما ذبح محام في حرستا لأنه من أسرة شيعية هل اعترض أحد من الائتلاف على هذا السلوك رغم أنه فقد قدمه في مقاومة إسرائيل مع المقاومة الفلسطينية؟ عندما جرى الخطف على الهوية الطائفية ماذا كان موقف “المعتدلين”؟ عندما سقطت التماثيل ونسفت أضرحة الأنبياء والصحابة وهدمت الكنائس هل سمعنا موقفا صارما قبل مطلع هذا الشهر؟ عندما قتل مدنيون وعسكريون على الهوية المذهبية هل صدر ولو بيان تبرئة ذمة؟ ألم يقل شيخ الحقوقيين عندهم أن الخطف “وسيلة ناجعة مجربة” وألم يستبح دم كل مواطن روسي باسم “الثورة”؟ في كل هذه المواقف كان ثمة ضمير مواطني يصرخ لا.. في كل طلب لتدخل للناتو كان ثمة من يقول لا.. هؤلاء لم يكونوا يوما مع الدكتاتورية ووقفوا بحزم ضد الدولة الأمنية ودفعوا غالي الثمن في حريتهم وعملهم.
فباسم من يحق للبعض تصنيفهم بالموالاة أو بالمعارضة المحدودة السقف؟ وهل الشرطي الذي ينظم السير خادما للدكتاتورية؟ وهل الجندي الذي يُقتل على حاجز مستباح قتله؟ وهل الأحياء والقرى التي تستهدف بشكل عشوائي من هذه المجموعة المسلحة أو تلك مشروعة الهدم والردم؟ وهل تزر وازرة وزر أخرى؟ وأين عين الرقيب الأخلاقية والثورية عند مقاولي معارضة الخارج؟ مثّل مقاتلو قريش بجثث أنبل الناس فمنع الرسول الكريم (صلعم) المثلة والإساءة لميت. فأين إسلامهم من الإسلام؟ ولماذا يتهم كل من يشجب جرائم الغرباء بالعمالة لنظام أو حلف؟ أما آن الأوان لوضع حد لهذه المهازل؟ ألم يفكر السياسي والعسكري الصامت أو المشارك في هذه الممارسات أن سورية ستبقى لأهلها وبأهلها وأنه محكوم عليه بالعيش مع جاره وليس مع الطالبان والشاشان وشذاذ الآفاق حملة رسالة الموت من أي بلد جاءوا ولأي معسكر انضموا؟
ما زال في سورية رغم عمق المأساة أغلبية برنامجها التغيير الديمقراطي المدني، وما زال إيمان هؤلاء رغم كل ما يرون من محبطات أقوى من معارضة الفنادق. هؤلاء المغيبون لهم صوت وموقف وحقوق، من خسر حياته منهم ومن مازال حيا. وهم بناة سورية المستقبل، والأحرص على الكرامة ودولة القانون ذات السيادة. وعلى كل من يوجه لهم سهام تكفير أو نقد، أن يعلم بأن ذاكرة الشعب أقوى من ذاكرة المؤرخين، وأن المحاسبة لن تكون فقط لمجرمي السلطة الدكتاتورية، وإنما أيضا لمن سرق وسمسر وباع واشترى وتواطأ مع الظلامية الإقليمية والهيمنة الخارجية على حساب وحدة البلاد وكرامة العباد.

رسالة مفتوحة للسيد أحمد عوينان عاصي الجربا

- محمد عبد المجيد منجونه -

بداية أتساءل إن كان لديكم فسحة من الصبر على الرأي الآخر .
أكتب هذه الرسالة العلنية للسيد أحمد الجربا وذاكرتي تحتفظ بصور الاعتداء على وفد الهيئة أمام صرح الجامعة العربية بالقاهرة ، كسرت يد أحد أعضاء الوفد ورمي آخر على الأرض ، والوفد كان مكلفاً بتقديم رؤية وبرنامج هيئة التنسيق لمواجهة الوضع السوري وصولاً لإيقاف سيلان الدم في كل مواقع الثورة والمقاومة . وهيئة التنسيق تمثل الرأي الأخر ... وهذا ما دفعني لطرح السؤال إضافة لحساسية موضوعه ... وأتطلع إلى أن يكون جوابكم إيجابياً بالممارسة على الأرض ....
قرأت كلمتكم أمام الاجتماع الطارئ لجامعة الدول العربية بـ 3/11/2013 ووقفت عند عدة مفاصل منها:
1- تتمسكون بكون الائتلاف الممثل الشرعي للشعب في سورية ، ورغم أن هذه الصفة أطلقتها أمريكا ودول محورها ، وهؤلاء قطعاً لا يمثلون الشعب في سوريا ولم تجري أي عملية سبر حقيقية لرأي الشعب خاصة وأن جهات عدة في الداخل ومن الحراك الثوري تعلن أن الائتلاف لا يمثلها ... والمسألة أن هذه الصفة ليست عباءة نسجت من دماء شعبنا ولحمه ... بل هي كما تعلم متكأً غير ظاهر ممن يعتبر نفسه ولادة الائتلاف ... وأعتقد أن هذه الصفة التي أطلقت عليكم زادت من ارتهان إرادتكم والائتلاف لمن أطلقها حتى ولو كانوا أحد عشر جهاز مخابرات ( كما أشار بذلك سمير نشار ) !! وهذه العباءة تخدم من أطلقها أكثر مما تستجيب لحاجة وطنية نضالية ... وجاء تمسككم بها ليؤكد أنكم لم تقرأوا هذه التسمية ومنعكساتها السلبية على محاولات إيجاد إطار يوحد أو ينسق بين فصائل المعارضة في الداخل والخارج ، بل أمسك بها بعض أطراف الائتلاف وكأنها تمسك براية النصر ؟؟؟
2- شعرت وأنا أقرأ كلمتكم بانزياح قراءتكم السياسية لمرتكزات طائفية وتوجهات عدائية للشيعة واعتبار أن إيران العدو الأول ليس لسوريا بل العرب ( باعتبار المعركة في سورية معركة العجمى .... احتلالاً لا يرحم .... لا لحضور المحتل الإيراني .... إعلان أن إيران دولة محتلة لسوريا . وهنا أريد أن أذكركم بأن أمريكا والصهاينة كانوا يعملون لسنوات خلت على تضخيم الخطر الإيراني وجعله العدو رقم واحد للعرب وإشغال دول الخليج بذلك ومعهم الدول العربية الأخرى ... كما اعتقد جازماً أنكم تحرصون على عدم استثارة ملايين الشيعة في العالم ( بمسمياتهم العديدة ومنهم العرب أقحاح ... كما ليسوا في موقف واحد تجاه السياسات الإيرانية وما يسمى ولاية الفقيه )
3- وحتى لا نتهم بأننا في خندق إيران نشير إلى أن هيئة التنسيق رفضت المشاركة بمؤتمر المعارضة الذي دعت إليه إيران ... كما أصدرت بياناً وبمقابلات تلفزيونية طالبت بخروج حزب الله من سوريا وغيره ممن دخلوها تحت الراية الإيرانية كما اعتبرت أنها لم تعد طرفاً محايداً في الصراع بسورية ... وهذا كله أصدرناه ونحن مقيمين بالداخل ؟؟ وأحد شعاراتنا الأساس (لا للطائفية) مما دفعني إلى حزمة من المشاعر نقول منها أن السيد جربا والائتلاف ذهبا بعيداً عن ساحة المواجهة الحقيقية ، النظام الفاسد الديكتاتوري وتحقيق تغيير جذري ديمقراطي في سورية واستعادة الدولة إلى حوضها الحقيقي ، التحرير للأرض والإنسان مما يدفعني لتذكيركم بشعار الهيئة الثاني لا للتدخل الأجنبي العسكري ، وهنا أريد أن أذكر بتصريح " لكولن باول " وزير خارجية أمريكا الأسبق ألقاه في تركيا في عام 2004 بعد احتلال العراق ( جئنا إلى المنطقة لإعادة صياغتها وفق مصالحنا ) لم يخطر بباله أن المنطقة تقطنها أمة عربية لها مصالحها وسياساتها بحيث يقول على الأقل وفق مصالح شعوبها ومصالحنا ( ولو على سبيل المتاجرة ) ثم هل تعتقد أن شعبنا غافل عما يجري على الأرض الأردنية والتركية والترتيبات التي تدرب وتسلح الآلاف من شتى بقاع الأرض ( شيشان – يمن – عراق – ماليزيين – باكستانيين – سعوديين – ليبيين ) وعناصر المخابرات الأمريكية والإنكليزية والفرنسية ( وخاصة الفرنسية المملوءة بمشاعر الانتصار على ليبيا والدفع لتكرار ذات السيناريو وبتمويل سعودي ) . ولا أريد أن أذكركم ( لأني واثق أنك لا تنسى قول وزير الخارجية الأمريكية : نحن ندعم من يوافق سياساتنا ) والسياسة الأهم أمن إسرائيل لأن أمنها أمن للولايات المتحدة .
4- ألا يدعو الوضع الحالي في سورية ومن مع نظامها ومن ضده التساؤل الكبير لماذا هذه الحمية العالية لضرب الكيميائي السوري ( الأصل ضرب النظام لأنه استعمل السلاح الكيماوي كما تدعي أمريكا ) في الوقت الذي يتم السكوت عن الأسلحة الكيمائية والجرثومية والذرية التي تملك إسرائيل منها لكميات والأعداد التي يمكن فعلاً أن تهدد الوطن العربي بأكمله وأسيا بكل قياداتها ... خاصة وأن الكيان الصهيوني بما يخص به من معونات وإمداد تسليحي دقيق ومتنوع ومتفوق على الدول العربية مجتمعة , والعديد من هذه الدول يتعاون تحت وفوق الطاولة مع الكيان والاستعانة به مخابراتياً ومحاولة جر العرب إلى تسوية ظالمة لفلسطين شعباً وأرضاً ولعل مبادرة الجامعة العربية والإضافات التي تتم على نصوصها ( السعودية ) خير مؤشر على استعداد هذه الأنظمة للصلح مع الكيان وإنهاء القضية وتتويج هذا الكيان مهيمناً على الإرادة والسياسة العربية .
5- أطلت عليكم وعذري أنني أنتمي لهذه الأمة التي تتعرض لفترة خطيرة على حاضرها ومستقبلها . ومن ذلك أن يستسيغ ويحبذ ويدعو ويلح ويستجدي البعض ممن يصنفون أنفسهم بالمعارضة وتحت راية الائتلاف الوطني الدعم الأمريكي الانكليزي والفرنسي لضرب سورية وتدمير ما بقي فيها ويبررون ذلك بأنهم يطلبون الدعم لإسقاط النظام ( وكأني بالطائرات والبوارج سترسل صواريخها إلى نقاط معزولة عن المدن والأحياء والمساكن وستتجنب ضرب البشر ؟؟ ماعدا بشار الأسد ..) وثارت ثائرة هؤلاء لأن أمريكا وحلفائها لم يحققوا غرضها ( وتركوا الشعب السوري لوحده يذبحه بشار الأسد ) يحرق هذا البلد وتدمير ما بقي منه ... والغريب في الأمر أن غضبة مضرية هبت رياحها على صانعي السياسة السعودية الذين اكتشفوا الآن مجلس الآمن والأمم المتحدة لا تلتزم بالعدل والدفاع عن الشعوب ( 72 مرة استعملت أمريكا حق الفيتو تجاه القضية الفلسطينية – ولم تسجل وقائع المعارك مع الكيان مشاركة السعودية بأية معركة منها رغم وجود حدود مشتركة في خليج العقبة وجزر تيران وغيرها ..؟؟) لذلك لم تقبل أن تشغل الموقع بمجلس الأمن كعضو مؤقت وتعيد النظر بمسيرتها السياسية مع الولايات المتحدة كما تدعم كل من يقف ضد جنيف 2 بكل الوسائل متناسية مسيرتها الصلحية مع الكيان الصهيوني وتوافقها المطلق مع ما تريده أمريكا .
وأخيراً لا استطيع أن اعلق آمالاً على ما يمكن أن تفعله وتعلنه .
إذا وجدت برسالتي ما يستحق ذلك – لكن أقدر أنك أمضيت جزءاً كبيراً من حياتك بعيداً عن السياسة وأضرارها وتعارضها مع مبدأ السلامة والانتظار – وأعذرك إذا لم تقف عند ما يمكن أن يكون حقائق ثبتها الناتو وأنظمة التخلف العربي وعملت تحت رايتها أنت ولم تجد في ذلك ما يستدعي هذه الكلمات ( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد أن هديتنا ... ربنا أرنا الحق ومكنا من إتباعه( .
حلب 9/11/2013


رجاء الناصر أمين سر هيئة التنسيق في سوريا لـ "الزمان":
سنتبع معارضة الخارج بالذهاب إلى مؤتمر جنيف واشتراطات الأسد على إقامته يعقد مهمة الإبراهيمي
حاوره ــ مصطفى عمارة القاهرة- 18112013

شهدت الساحة السورية مؤخرا جهودا سياسية محمومة عربية ودولية لعقد مؤتمر جينيف في الوقت الذي استمرت فيه المعارك بين قوات النظام والجيش السوري الحر دون ان يحرز اي طرف انتصار حاسم على الطرف الاخر ، وفي ظل استمرار الجمود على الساحتين السياسية والعسكرية أدلى السيد رجاء الناصر امين سر هيئة التنسيق الوطنية للتغيير الديمقراطي من القاهرة بحوار ل الزمان تناول فيه وجهة نظره ايذاء التطورات الاخيرة
*- في ظل غموض موقف النظام من مؤتمر جنيف والخلافات بين المعارضة السورية ، ما هي فرص عقد مؤتمر جنيف ؟
**- لقد أعلن النظام أنه موافق على حضور مؤتمر جنيف من دون شروط مسبقة ولكن هذا الإعلان شكلي فقد أرفقه بمجموعة من الشروط غير المقبولة والمتناقضة مع المبادئ والتفاهمات التي طرحت من الجهات الراعية للمؤتمر تلك التفاهمات المعروفة بإعلان جنيف 1 . الصادرة في 30»6»2012 وخصوصاً لجهة تشكيل هيئة حكم لها كل الصلاحيات التنفيذية، وتمسكه باستمرار هيئات الحكم الحالية خلال المرحلة الانتقالية وهو بالقطع ينسف قبول المشاركة من جهة أخرى أطراف من المعارضة السياسية المتمثلة بالائتلاف ترفض وجود قوى معارضة أخرى وخصوصاً هيئة التنسيق الوطنية التي تمثل التيار القومي بجناحيه العربي والكردي، والتيار اليساري وقوى الوسط الليبرالي والتي تشكل قوة سياسية أساسية، والمسلحون بدورهم لهم اشتراطات ولا تستطيع القوى السياسية ادعاء تمثيلهم وهم عملياً يخضعون لإملاءات خارجية واضحة بسبب التمويل، كما أن قوى مسلحة أخرى تقود حرباً ضد الدولة السورية وليس ضد النظام فحسب.
*- وهل لديكم استعداد للذهاب الى جنيف والمشاركة في حكومة انتقالية اذا رفضت المعارضة الخارجية ذلك ؟
**- نحن متأكدون ان المعارضة الخارجية سوف تذهب الى جنيف وان ما يحدث حاليا هو اختلاف في الاراء ومادام هناك توافق دولي على عقد مؤتمر جنيف فإن المعارضة الخارجية ستذهب وسنذهب ايضا معها .
*- وما تعليقك على تصريحات المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي والتي حمل فيه المعارضة السورية مسئولية الفشل في التوصل الى اتفاق حول عقد هذا المؤتمر ؟
بالتأكيد هذه صورة مانعة ومحبطة لعقد مؤتمر تسوية رغم أن الجميع يدركون عبثية الصراع المسلح بسبب التوازن الفعلي وعدم قدرة أي فريق على حسم الصراع لصالحه، يضاف إلى ذلك تعقيدات الموقف الإقليمي. هناك صراع إقليمي حاد قطباه السعودية وإيران كما ان هناك قوى خلفية يمثلها تحالف قطر تركيا الإخوان.
**- هذا الواقع لا يلغي حكم الضرورة ..الضرورة تقتضي البحث عن حل سياسي، ونافذته الوحيدة الآن هي مؤتمر جنيف 2 ، ولكن بين الضرورة والواقع مسافة وهوة تحتاج إلى تجسير . وإلى قوة قادرة على فرض هذا الحل، وليس هناك اليوم سوى التوافق الأمريكي الروسي، إذا كان هذا التوافق جدياً يمكن التوصل إلى حل سياسي، عبر الضغط الجدي على الأطراف المعرقلة.
توافق جدي
بين روسيا وأمريكا
*- وهل ترى ان هناك توافق امريكيا روسيا على بقاء الاوضاع كما هي ؟
**- هذا ما يدفعنا للحديث عن هل هناك توافق جدي بين روسيا وأمريكا على إنتاج حل سياسي.
أم أن هناك تفاهماً ضمنياً على استمرار الأوضاع كما هي عليه حتى إنضاج تفاهم شامل يتجاوز المسألة السورية بين الطرفين..الأمر الأخير ليس مستبعداً ولكنه قد يكون ضمنياً، الروس يرون أنهم غير مستعجلين بطرح حلول نهائية فخصومهم ضعفاء على الأرض وفي السياسة، على الأرض هناك تقدم للنظام وانحسار للقوى المسلحة المدعومة من التحالف الغربي سواءً أكان هذا الانحسار لصالح النظام أو لصالح المسلحين المتطرفين، ولكنهم مع ذلك لا مانع لديهم من تسوية تضمن مصالحهم ومصالح أصدقائهم. الأمريكيون مترددون، فهم من ناحية يتشاركون مع الروس حول مخاطر التنظيمات المتطرفة التي باتت قوة لا يستهان بها ولكنهم في ذات الوقت لا يمانعون في تفكك الدولة السورية باعتباره أحد مخرجات الأزمة السورية، وهذا ما لمح إليه السفير فورد في مطالعة له أمام لجنة الخارجية في الكونغرس، ولا تبدو أيضاً إدارة الرئيس الأمريكية تملك الحزم السياسي المطلوب في اتخاذ أي موقف جريء، كما أنهم غير مقتنعين بأن أي تسوية سياسية ستكون في صالحهم، فأنصارهم في الداخل السوري ضعفاء وغير موحدين، وموزعو الولاء بين القوى الإقليمية وبين أمريكا. وقسم كبير منهم يمارس الانتهازية السياسية حتى في علاقاته مع مموليه.
*- وهل ترى ان الضغوط السعودية على الادارة الامريكية والخلافات بينهما يمكن ان تسهم في تغيير موقف الادارة الامريكية ؟
**- المملكة العربية السعودية لاعب مهم في الأزمة السورية، ولها تأثير واضح عبر دعمها للعديد من الفصائل المسلحة وعبر التمويل الكبير لقوى أخرى، وهي تخوض الحرب في سوريا بالواسطة ضد خصمها الإيراني الذي يمارس الدور المقابل عبر مسلحي حزب الله وكتائب أبو الفضل العباس وعبر متطوعين أجانب وإيرانيين ولها وزن مهم ولكن السعودية ليست الوحيدة ولا يبدو أنها وصلت إلى إمكانية تسوية بينها وبين ايران، ومن هنا لا أعتقد أنها تستطيع أن تشكل حامل منفرد للتسوية، هي قادرة على تشكيل قوة ممانعة للتسوية وبالتالي لاستمرار الصراع المسلح، وهي بالقطع مستاءة من الموقف الأمريكي الذي تجاهل المملكة في مواقفه الأخيرة سواء في الانفتاح على ايران، أو في التفاهم الأمريكي الروسي حول سورية.
الإدارة الأمريكية تضع الموقف السعودي في حسبانها فهي دولة إقليمية مؤثرة ولكنه بالقطع لا تخضع للضغط السعودي الذي بات يأخذ شكلاً فجاً، ولكن هذا الضغط يمكن أن يساعد على إعطاء الأمريكان فرصة للسعوديين لممارسة دور مشاغب أكثر وإعطاءهم مهلة لتحسين أوضاع أتباعهم على الأرض السورية، ومن ثم تحميلهم مسؤولية فشل هذه السياسة.
*- اتهم قادة في الجيش السوري الحر جماعة الاخوان المسلمين بالانتهازية السياسية ومحاولة تسلق الثورة السورية . فكيف ترى هذا ؟
داعش والنصرة
**- إذا توقفنا عند موقف المسلحين من القوى السياسية وخصوصاً الائتلاف والإخوان فالصورة أكثر تعقيداً، حيث أن المسلحين ليسوا طرفاً واحداً بل هم مئات الكتائب المنفصلة وإن كان يجمعها تيارات رئيسية ثلاثة :
التيار الأول هم جماعة القاعدة داعش والنصرة وهؤلاء ضد الجميع ولهم مشروع إقامة دولتهم على أي شبر يتم تحريره باعتباره أرض الإسلام ولا يعترفون أصلاً بالدولة المدنية الوطنية، وهم ضد الإخوان كما هم ضد النظام وكما هم ضد القوى الوطنية الديمقراطية، وهم خارج العملية السياسية.
التيار الثاني الكتائب الإسلامية ذات النزعة السلفية، وهؤلاء أقرب إلى المملكة السعودية ولكنهم لا يخفون رغبتهم بإقامة الخلافة الإسلامية في سورية، ويشكلون جزءاً أساسياً ولكن منفصلاً من الجيش الحر، وقد هدد هؤلاء بإقامة كيان عسكري وسياسي خاص بهم، وهم يتفقون مع السعودية في رفض جنيف 2 والتسوية مع إيران.
التيار الثالث ويتشكل من كتائب وجماعات علمانية ضباط وجنود منشقين، وجماعات محلية مناطقية، وإلى جانبها كتائب صغيرة قريبة وممولة من الإخوان المسلمين، وهي موزعة الولاء بين الدول الممولة قطر، السعودية، الدول الغربية، تركية. وهي أقرب إلى التعامل مع التحالف القطرية التركي.
بالتأكيد معظم القوى المسلحة تتهم الإخوان بالانتهازية حتى الأقرب إليهم لأنهم ليسوا قوة فعلية على الأرض ويستولون على حصة سياسية وإغاثية كبيرة عبر الإيحاء بأنهم أقوياء وبالاستناد إلى قوة الإخوان المسلمين العالمية.
*- في ظل وصول التسوية السياسية الى طريق مسدود وصعوبة الحل السياسي ما هي البدائل المطروحة امامكم ؟
**- أعتقد أن صعوبة الحل السياسي ليست بمستوى استحالة الحسم العسكري والبديل أمامنا المزيد من الضغط من أجل إزالة العقبات أمام الحل السياسي، وقد تكون إحدى وسائل الضغط تخفيض الدور السياسي للائتلاف وربما تجاهله عبر تعزيز دور المعارضة السياسية الداخلية، وربما انتظار النتائج المتوقعة لانحصار الصراع العسكري بين القاعدة وبين النظام إلى جانب قوى الحماية الشعبية في المناطق ذات الكثافة الكردية، وهو انتظار مكلف ومدمر ولكنه محتمل وواقعي، بالتأكيد تلك الوضعية ستضع بعض القوى المعرقلة للحل خارج إطار التأثير، أو سيدفعها للوقوف وراء خيار ونهج هيئة التنسيق التي تمثل الإطار الأوسع لمعارضة الداخل.
وربما تكون إحدى الوسائل هي السعي لعقد مؤتمر جنيف 2 بمن حضر كوسيلة من وسائل الضغط ….على كل الأمور مرهونة بالعديد من القضايا المرتبطة بالتفاهم الأمريكي الروسي وبالعلاقات الأمريكية الإيرانية، وباستنهاض دور مصري فاعل بعيد رسم موازين القوى الإقليمية.
بالنسبة لنا يبقى الحل السياسي هو خيارنا الأساسي إلى جانب الحماية الذاتية في المناطق التي تخضع لنفوذ بعض أحزاب الهيئة ونراهن على دور مصري فاعل ومتوازن وعلى مزيد من الضغط على القوى الدولية والإقليمية مع استنهاض حركة شعبية معارضة للعنف ومساهمة في إعادة الاعتبار للنضال اسلمي من أجل إسقاط النظام الديكتاتوري وبناء الدولة الديمقراطية .
حل الأزمة السورية
*- بعد اعلان النظام السوري التخلص من ترسانته الكيماوية كيف ترى تاثيرذلك ؟ وهل ان الامر مجرد مناورة ؟
**- أما عن موضوع الكيماوي السوري وتأثيره فإننا نعتقد أنه باستخدام الكيماوي في الصراع بين النظام ومعارضيه كان لابد من إخراج هذا السلاح من أيدي المتصارعين نظراً لمخاطره الكبيرة على الشعب السوري ونحن نعتقد أن استخدام هذا السلاح كان مغامرة خطيرة وغير حكيمة أفقدت سورية قوة ردع مهمة تجاه العدو الصهيوني وقدمت خدمة كبرى لذلك العدو، ولعل الأثر الأكبر أن الدول الكبرى وخصوصاً الدعمة للكيان الصهيوني أصبحت أكثر تلكؤاً في البحث عن حل للأزمة السورية بعد أن تحقق أحد الأهداف المهمة للعدو الصهيوني.
*- خلال زيارتكم الاخيرة لايران هل لمستم امكانية تخلي النظام الايراني عن مساندة النظام الحالي في إطار صفقة سياسية للوصول الى حل يضمن مصالح ايران ؟
**- أحب أن أنوه إلى ان زيارتنا لإيران جاءت ضمن التعرف على ملامح الإدارة الجديدة في ظل الرئيس روحاني، ولا أعتقد أن هناك تحولاً درامياً في الموقف الايراني من الأزمة السورية لأن النظام السوري يشكل خط دفاع أمامي لإيران كما يراه القادة الإيرانيون وهم على استعداد تام للدفاع وهم شركاء حقيقيون له ومن هنا جاء موقفنا بدعم مشاركة إيران في مؤتمر جنيف 2 لأنها طرف رئيسي في الصراع وعليها أن تلتزم بالحل وخصوصاً أن غيابها يعفيها من تحمل أية مسؤولية في التوصل للحل بل يضعها في موقف المشاغب على أي حل.
*- ولماذا لم تدن هيئة التنسيق تدخل حزب الله والمسلمين المؤيدين له بينما انصب اعتراضها على الكتائب المسلحة الاخرى ؟
**- هذا غير صحيح فنحن اول من اعترض على تدخل قوات حزب الله في سوريا وطالبنا بسحبها وسحب كل المسلمين غير السوريين بل رفعنا مذكرة الى الامين العام للأمم المتحدة تطالب بمعاملة كل من يقاتل في سوريا من غير السوريين على انه ارهابي ويجب ملاحقته .
*- وهل ترى ان المفاوضات الامريكية الايرانية حول الملف النووي يمكن ان يتبلور عن صفقة على حساب الملف السوري؟
**- لا أعتقد أن إيران ستضحي بالنظام السوري بأية صفقة خاصة لأنه الضمان الحقيقي لمصالحها، ولكنها قد تدعم تسوية سياسية ضمن صفقة شاملة يعترف بها كقوة إقليمية فاعلة.
*- في النهاية وفي ضوء الاجتماع الاخير لوزراء الخارجية العرب ما هي مطالبكم من العالم العربي في المرحلة القادمة ؟
**-تبقى نقطة أخيرة تتعلق بموقف الدول العربية وما نطلبه من الدول العربية ومن القوى الشعبية. انطلاقاً من إيماننا بأن الأمن القومي العربي واحد، هو استقلال القرار العربي والتمسك بالحل السياسي والتخلي عن الموقف المتطرف ضد القوى الوطنية الديمقراطية والذي تجسد بقرار الجامعة العربية الاعتراف بالإطار الذي شكله السفير الأمريكي فورد كممثل للشعب السوري، وخصوصاً بعد ما تبين ضحالة ذلك الائتلاف وعجزه كقوة مصنعة في الخارج. إننا نأمل بأن يقف هؤلاء إلى جانب القوى الديمقراطية السورية في نضالها ضد الاستبداد وضد الارتهان للخارج وفي سبيل وقف العنف وإسقاط ما ساد من أوهام في المرحل السابقة وبذل كل الجهود من أجل تأمين استقلال ووحدة الأراضي والشعب السوري، وتحقيق أهدافه في الحرية والكرامة وبناء الدولة الديمقراطية.

2013/10/28 | syrianncb |
لاءات الجربا الثلاث
*عريب الرنتاوي

استحضر السيد أحمد العاصي الجربا رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارضة، لاءات الخرطوم الثلاث للتعبير عن موقفه من النظام السوري: لا صلح، لا تفاوض ولا اعتراف بهذا النظام، ليبني على هذا الموقف شروط مشاركته في مؤتمر “جنيف 2″، والتي يمكن تلخيصها بتنحي الأسد وخروجه من مستقبل سوريا.
ولست أدري لماذا يظن الجربا، بأن مصير لاءاته الثلاث، سيكون مختلفاً عن المصائر التي انتهت إليها لاءات قمة الخرطوم، التي انقلبت جميعها إلى “نعمات”، واندرجت مؤخراً في سياق نظرية “التوسل والتسول” التي أسسها لها وزير الخارجية القطري السابق حمد بن جاسم، وصح في قائليها قول الشاعر: لولا التشهد لكانت لاؤه نعم” … حتى أن القمم العربية المتعاقبة، عمدت إلى إتباعها بـ”بسلة مغريات” تستجدي الصلح والتفاوض والاعتراف، حتى وإن تطلب الأمر، التطبيع قبل التوقيع، وتعميم “الصفقة المذلة” على 57 دولة إسلامية، وعدم حصرها في 22 دولة عربية فقط.
فكرة “جنيف 2″ ، كما “جنيف 1″ تقوم على الاعتراف المتبادل والتفاوض المباشر وصولاً إلى الصلح والمصالحة … النظام يعترف بالمعارضة ويقر باستحالة اجتثاثها، والمعارضة تعترف بالنظام وتقر بتعذر اسقاطه، وكل من النظام والمعارضة، يتفاوضان ويتحاوران، وصولا للصلح والتوافق حول “خريطة انتقال سياسي” بسوريا من أتون الحرب الجائرة الدائرة فيها وعليها، إلى فضاءات الحل السياسي والوفاق الوطني وإعادة الإعمار، دع عنك مسائل من نوع الحرية والديمقراطية والتنمية والعيش الكريم.
وفيما كان الجربا في لندن يردد بقوة لاءات الخرطوم، ويحمل على المجتمع الدولي الذي يريد تحميل المعارضة ما لا قبل لها به أو عليه، كان نظيره في المجلس الوطني السوري جورج صبرا يقود اعتصاماً رمزياً متواضعاً أمام القنصلية الروسية في إسطنبول، احتجاجاً على الموقف الروسي الداعم للنظام المجرم، بل وتنديداً بالمجتمع الدولي والدول الكبرى والمنظمات الحقوقية والإنسانية والاجتماعية، بل العالم بأسره، الذي يقف صامتاً حيال مجزرة الغوطة وحصارها.
مثل هذه المواقف، المشحونة بالغضب والتشنج، تعكس إحساس المعارضة السورية بالخيبة والإحباط، فقد سقطت جميع رهاناتها على العسكرة والتدخل والحسم والحظر الجوي والضربات الخاطفة … وبات مطلوباً منها اليوم، أن تنضوي تحت لواء الحل السياسي للأزمة السورية، وقد يطلب منها غداً أن تعمل تحت إمرة الجيش السوري لمطاردة النصرة وداعش، ولا أحد يدري كيف ستتطور الأمور وتتداعى.
إن كان هناك من ينبغي أن يُلام على الحالة التي آلت إليها المعارضة السورية، فهو المعارضة نفسها، ولا أحد غيرها … فهي وحدها من ظل يعتقد بأن التدخل العسكري سيأتي وإن بعد حين، وأذكر ذات مرة، أن سفيرة دولة كبرى لدى المعارضة السورية سألتني إن كنت أعرف وسيلة لإقناع المعارضة بأنهم لن يتدخلوا عسكرياً في سوريا، بعد أن “عيل صبرها” وهي تحاول إقناعهم بأن لحظة التدخل لن تأتي أبداً …. وأذكر مرات ومرات، قمنا فيها بترتيب لقاءات بين معارضين سوريين وجهات دولية، بُحّت خلالها حناجر المتحدثين الدوليين وهو يؤكدون انتفاء الرغبة لديهم بالتدخل العسكري، من دون أن تجد أحاديثهم آذناً صاغية لدى مستمعيهم السوريين.
لقد بنت هذه المعارضة استراتيجية ذات بعد واحد، قائم على فكرة التدخل، وما العسكرة التي تحمست لها أطياف عديدة، بدفع من دول الإقليم وبعض العواصم الدولية، سوى استدراج للتدخل واستدرار للصواريخ والقذائف الأطلسية، ولهذا السبب بالذات، ما زالت جريمة الكيماوي في الغوطة – بالنسبة لنا – سؤالاً مفتوحاً، يحتمل اتهام النظام وغيره، فثمة أطراف عديدة، رأت في التدخل العسكري الدولي، فرصتها الوحيدة للانتصار في معركة سوريا، بدليل ما نشهده من سورة غضب سعودية، عبرت عنها الرياض بالمواقف والإجراءات التي اتخذتها مؤخراً، وكذا يفعل حلفاء الرياض في المعارضة السورية، من الجربا إلى صبرا.
في التجارب الديمقراطية، وحتى الثورية المحترمة، ينسحب القادة من المسرح ما أن يتأكد فشل سياساتهم وعقم خياراتهم، مفسحين في المجال أمام قيادات جديدة وبدائل أكثر صدقية، أما في حالة المعارضة السورية، فإن القوم يجنون الفشل تلو الأخر، وهم لا يفكرون إلا بتنحية الأسد، أما أن يتنحوا هم بفعل ما قارفوا من أخطاء وما طاش لهم من “رهانات” فهذا لا يبدو أمراً مألوفاً أو مدرجاً على جداول أعمالهم.
يؤسفنا أن نطمئن الجربا وصبرا، بأنهما سيعترفان ويتفاوضان مع النظام بل وسيتصالحان معه، وأن هذا الأمر سيحدث في وقت قريب، بل وأقرب مما يتوقعون، فمفاتيح الأزمة السورية، باتت اليوم في جيبي بوتين وأوباما، لا في جيبيهما ولا في جيوب حلفائهم الإقليميين، الذين أعماهم الغضب فجاءت ردات أفعالهم مثيرة للعجب.
مركز القدس للدراسات الاستراتيجية

الائتلاف السوري : مُبتلى بالمعاصي.. يُفتضح ولا يستتر !
*صبحي حديدي
November 14, 2013

‘مَنْ يهُنْ يسهل الهوان عليه’، قال أبو الطيب المتنبي ذات يوم، فاختصر في شطر واحد شريحة إهانة واستهانة وهوان ومهانة، واسعة عريضة متعددة، سوف تطبع الكثير من سمات شخصية المُذلّ المُهان؛ في السياسة بادىء ذي بدء، ثمّ في الاجتماع الإنساني عموماً، بما ينطوي عليه من تعاقدات اقتصاد ومال وأعمال، وما يشترطه من أنساق سلوك، فضلاً عن ميادين تربية وثقافة وفلسفة… الشطر الثاني، من البيت إياه، يستكمل توصيف العاقبة التالية لامتهان الذات، وبالتالي ابتلاع المذلة والتطبّع عليها، وفيها: ‘ما لجرحٍ بميّت إيلام’؛ كما يقول أي رصد منطقي لسكنات جثة هامدة !
ولكي يكتمل انطباق بيت المتنبي على حال المعارضة السورية الخارجية، و’الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية’ بصورة أولى، خاصة في هذه الأيام، بعد سلسلة ‘الإنجازات’ الكبرى المتمثلة في واقعة الصفعة، و’الموافقة المشروطة’ على حضور مؤتمر جنيف ـ 2، وتشكيل الحكومة الائتلافية برئاسة أحمد الطعمة؛ لا مفرّ من العودة إلى بيت الاستهلال في قصيدة المتنبي: ‘لا افتخار إلا لمَنْ لا يُضام/ مدرك أو محارب لا ينام’. هذا في نطاق الكرامة والإباء والشمم (إقرأها عند غالبيتهم الساحقة هكذا: زلفى وملق ونفاق…)؛ وليس في صدد المعاصي الأخرى الكثيرة، السياسية والمالية والسلوكية والأخلاقية، التي ابتُلي بها الائتلاف، جرّاء ابتلائه لنفسه بنفسه، وليس بسبب أية بلوى ناجمة عن أيّ بلاء !
والحال أنّ الصفعة ـ التي تلقاها لؤي المقداد (عضو الائتلاف، والذي يسير لقبه الرسمي هكذا، ما شاء الله: ‘المنسّق الإعلامي والسياسي للجيش السوري الحرّ’!)، من أحمد العوينان العاصي الجربا (الذي يتولى هذه المسؤوليات الجسام: أنه أحد شيوخ عشيرة شمّر، وعضو الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري، ورئيس الائتلاف)، لم تكن القشة التي قصمت ظهر البعير (القاعد القعيد، أصلاً)؛ بل كانت ذلك الدبوس، الصدىء مع ذلك، الذي فقأ الدمل، فأخرج إلى العلن ما كان خافياً فيه من قيح تجمّع طيلة أسابيع وأشهر، حتى تضخّم وتدرّن وتسرطن. ولم يكن ينقص هذا الائتلاف، في صيغة مهانة الذات التي انحطّ إليها، وفي المستوى البذيء من الاستهانة بآمال السوريين وآلامهم؛ إلا اصطدام شيخ عشيرة بمحارب ضدّ طواحين الهواء، ولجوئهما إلى اللغة الوحيدة الجديرة بهما، معاً: الصفع واللطم والركل والرفس !
وقد يتساءل بريء حسن الطوية منحاز إلى انتفاضة الشعب السوري، أو ساذج غير متفقه في أصول وقواعد عمل هذا الائتلاف: علام الخلف بينهما، الجربا والمقداد؟ على المشاركة في جنيف ـ 2 أو مقاطعته؟ على الحوار مع نظام الاستبداد والفساد والفاشية والهمجية؟ على برنامج سياسي وإغاثي للائتلاف في المرحلة القادمة؟ على طرح الثقة في حكومة الطعمة العتيدة، أو حجبها؟ على جنس الملائكة، أو حجر الفلسفة؟ كلا، بالطبع؛ فهذه من سفاسف الأمور التي لا يتناطح عليها السيد بونتيلا وتابعه ماتي (كما في مسرحية بريخت الشهيرة، أو ‘علي جناح التبريزي وتابعه قفة’ في عمل الراحل الكبير ألفريد فرج). لقد اختلفا، فصفع الرئيس مرؤوسه، حول أمر آخر جلل، أعظم شأناً وأكثر خطورة: عدد المقاعد المخصصة لهيئة الأركان في الائتلاف، من جانب المقداد؛ وضمّ 11 عضواً جديداً يمثلون الكرد، من جانب الجربا !
ما يزيد الطين بلّة، والفضيحة قباحة، أنّ هذا الاجتماع المهيب كان قد صال وجال حول ‘لاءات’ المشاركة في جنيف ـ 2، وتنافخ أعضاؤه ملء رئاتهم وأفواههم وألسنتهم حول المشاركة أو المقاطعة، و’لحس′ البعض تصريحات سابقة ساجلت ضدّ الذهاب إلى المؤتمر (بينها ذاك الدراماتيكي السوبرماني الذي نطق به ميشيل كيلو، رئيس ‘كتلة اتحاد الديمقراطيين’، من أنه لن يذهب شخصياً إلى مؤتمر جنيف بالشروط الحالية، حتى وإن قطعوا رأسه؛ وأنه سينصح رئيس الائتلاف بعدم المشاركة)؛ ثمّ صوّتوا على الذهاب ‘المشروط’… كأنّ ائتلافهم، أو سادة اتئلافهم ممّن تعاقبوا على رعايته وتمويله وتوجيهه، يمتلكون أصلاً حقّ الاشتراط، أو فرض ‘لا’ واحدة يتيمة. أو كأنّ ‘الشروط الحالية’، التي جعجع البعض حول رفضها بالأمس، تغيّرت اليوم فانصاعت واشنطن وموسكو لحزمة شروط جديدة فرضها الائتلاف.
صنف آخر من القيح، الذي فقأته صفعة الجربا، كان حكاية تشكيل ‘حكومة للمعارضة’، وإطلاق صفة ‘الإنجاز التاريخي’ على خطوة قيل إنها تتوسل ‘الكفاءات’ و’الخبرة التكنوقراطية’ الصرفة، فانتهت إلى سلسلة من المهازل، والمزيد من إضافة الإهانة على جراح السوريين. فما الكفاءة التكنوقراطية التي اكتشفها الائتلاف في شخص عمار القربي (طبيب الأسنان)، لكي يتولى حقيبة الداخلية؛ إذا تغاضى المرء عن سؤال أكبر يخصّ وظائف هكذا وزارة، وأجهزتها؟ وما السجلّ الثقافي الذي يبرر تعيين تغريد الحجلي وزيرة للثقافة، إذا كانت لا تملك من ناصية اللغة العربية ما يتيح لها التمييز بين ‘الذي’ و’اللواتي’ عند الحديث عن المعتقلات السوريات، على الفضائيات؟ وأية ‘تربية’، تعددية وديمقراطية، لكي لا نقول: علمانية وعلمية وعصرية، تلك التي سيعتمدها عبد الرحمن الحاج، وزير التربية والتعليم الإسلامي الإخواني؟ وهل نسبة التصويت على أسماء الوزراء، وحقيقة أنها تراوحت بين الإقرار والرفض تبدّل من جوهر خطيئة اختيارهم في الأصل؟
إلا أنّ جوهر الحال المزرية التي يعيشها الائتلاف تبدأ، مع ذلك، من حقائق أخرى تتصل بطبائع هؤلاء ‘المعارضين’ أنفسهم، سواء في ما شابوا عليه، بعد أن شبّوا في كنفه؛ أو في ما بدأوا منه، وانقلبوا عليه بعدئذ؛ أو في منازل بين هاتين المنزلتين، تتنقل بهم من حال إلى حال أخرى على طرف نقيض، وبين عشية وضحاها أحياناً. وفي وسع المرء ان يستعرض ثلاثة نماذج على الأقلّ، أو في التمثيل الأعمّ، تشكّل باطن الائتلاف مثل سطحه، وتتربع على المستوى القاعدي مثل ذاك القيادي، وفي الهيئات السياسية مثل تلك الإعلامية والعسكرية والإغاثية. ولا يعفّ المرء عن ذكر أسماء محددة، بعينها، إلا لأنّ التمثيل النموذجي أشدّ أمانة في التمثيل الوظيفي من الاسم ذاته؛ بمعنى أن الإفصاح عن اسم فلان من هؤلاء، لن يكون أعلى بلاغة من ممارساته على الأرض، ولن يضيف إلا جرعة فضيحة… هي، للإنصاف، في غنى حتى عن التفضيح !
النموذج الأوّل هو ذاك الذي كان، قبل الانتفاضة أو حتى خلال أسابيعها الأولى، متذبذباً بين موشور عريض من الصداقات: النظام، والمعارضة، وخصوم النظام، وخصوم المعارضة؛ وكان يتحدث تارة عن بشار الأسد، بوصفه ‘الرئيس الشاب’ الطامح إلى التغيير والإصلاح؛ وطوراً عن مشكلات المعارضة السورية، وعجزها عن تطوير ‘خطاب’ معارض ملائم، ‘هادىء’ و’معتدل’؛ ولكنه، في كلّ حال، لم يكن داخل أيّ من قوى المعارضة وتجمعاتها وأحزابها، وكان آمناً من الاعتقال (عند أقامته داخل البلد)، ومرحّباً بزياراته (حين يكون في الخارج). وهذا نموذج وجد ضالته في الانتفاضة، بالطبع، فركب الموجة سريعاً، وقرّر أن يثوّر صورته إلى الدرجة القصوى الممكنة، فلم يتأخر في الانضمام إلى ‘مؤسسات’ المعارضة الخارجية، المجلس الوطني والائتلاف خاصة، وانخرط في كلّ مزاد يشهد مزاودة، وهيهات أن ينافسه منافق أو متملق !
النموذج الثاني كان، قبل الانتفاضة، معارضاً بالفعل، على نحو أو آخر؛ عمل في صفوف المعارضة، حتى وإنْ اقتصر دوره على التنظير أو الكتابة أو المهامّ الإعلامية، فلوحق، أو اعتُقل، أو نُفي، أو نفى نفسه بنفسه. لكنه، بعد الانتفاضة، امتهن وظيفة ‘المعارض’ الذي يبدّل مواقفه بصفة يومية، أكثر مما يبدّل جوربيه أحياناً؛ فيتنقّل من الصفّ ‘العلماني’، إلى صفّ ‘الإسلام المستنير’، قبل أن يعرّج على ‘جبهة النصرة’؛ ويتباكى يوماً على الانتفاضة من أمراض ‘العسكرة’ التي طرأت عليها، لكي يمتدح ‘الجيش الحرّ’ في اليوم التالي، فيعتبره جيشاً وطنياً يخوض ‘حرب تحرير شعبية’؛ وإذْ يتمرّغ شهراً على شاشة ‘الجزيرة’، وتحت ظلال الرعاية القطرية لمؤسسات المعارضة الخارجية؛ فإنك ستجده، الشهر التالي، على شاشة ‘العربية’، في رعاية السعودية للمؤسسات ذاتها؛ وهكذا دواليك… تتكاثر التمثيلات عليه أينما يمّم المرء وجهه في أرجاء انتشار هذه المعارضة الخارجية.
النموذج الثالث، المأساوي حقاً، ولعله الأكثر إثارة للأسى والسخط معاً، هو ذاك الذي كان في قلب الانتفاضة، يشارك في المظاهرات أسوة بتنظيمها وصياغة شعاراتها وحمايتها؛ ويجمع بين مختلف أنشطة العمل الوطني المعارض، من الأحزاب المحظورة، إلى ‘إعلان دمشق’، إلى المنتديات والتجمعات والهيئات على اختلافها… حتى قُدّر له أن يغادر سورية، وينضمّ إلى واحدة من مؤسسات المعارضة الخارجية. هذا المناضل/ الناشط، سواء أكان مخضرماً متمرساً أم مستجداً متدرباً، انقلب إلى رهينة في يد المؤسسة؛ ينحني صاغراً لمتطلبات وجوده فيها، حتى عندما تتناقض مع قناعاته، ويدافع عنها من باب غريزة القطيع في أغلب المواقف. كذلك صار أسير الأسفار والفنادق والمؤتمرات والزيارات، محاطاً بالسكرتير الشخصي والمريد الشخصي والحارس الشخصي، وباتت لقاءاته مع ممثّلي الأمم والدول والمنظمات العالمية، من رؤساء أو وزراء أو مستشارين أو خبراء، بمثابة قوت وجودي يُشبع لديه نرجسية الذات، وينمّي حسّ البقاء الشخصي؛ تحت ذريعة العمل النضالي، هذه التي تغنيه عن التبصّر في الخطأ، أو تعميه عن رؤية الصواب.
هؤلاء ثلاثة نماذج من سدنة ائتلاف ينطبق عليه، اليوم، مقدار من السوءات أكبر من تلك التي انطبقت ذات يوم على المجلس الوطني، سواء على مستوى هيئاته المختلفة أو الأفراد في قيادته: سلسلة أخطاء فاحشة، على أصعدة العمل كافة وبلا استثناء، تكررت وتعاقبت وكأنّ وضوح الخطأ يستدعي أن يعمهوا فيه أكثر فأكثر، لا أن يجتنبوه. كذلك غرقوا، ويغرقون، في مستنقع الحوارات البيزنطية العقيمة (داخل الإقامات الفارهة، خلال مؤتمرات غامضة التمويل)؛ وأساؤوا إدارة أموال الإغاثة على نحو جعلها تضلّ السبيل إلى مبتغاها الإنساني والكفاحي، فصارت مصيدة كاشفة لمعادن الرجال؛ وتخبطوا في توظيف العلاقات الخارجية، بحيث انقلبت هذه إلى مراكز استقطاب تركية أو سعودية أو قطرية أو فرنسية أو أمريكية أو بريطانية؛ وكان طبيعياً أن ينقلبوا إلى إمّعات عند أمثال روبرت فورد (السفير الأمريكي)، أو إريك شوفالييه (السفير الفرنسي)، لكي لا يرتقي المرء بمستويات اتصالهم، فيشير إلى جون كيري ولوران فابيوس !
إذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا، تقول العبارة المأثورة؛ على نقيض ما يفعل الائتلاف وأهله: كلما زادت المعاصي، خاصة تلك التي من صنع أيديهم، وتفاقم افتضاحهم في أعين السوريين، والعالم بأسره، زادوا غيّاً وضلالاً، وتنابذوا… صفعاً ورفساً !
2013/11/19 | syrianncb
هل حققت أميركا غاياتها في سوريا؟
* حسين العودات

يشار إلى السوريين عادة من قبل المؤرخين والصحافيين والسياسيين بأنهم فتحوا باب الانقلابات العسكرية، فقد حصل أول انقلاب عسكري في العالم الثالث في سوريا عام 1949، وهو انقلاب المرحوم الزعيم حسني الزعيم، الذي حكم ثلاثة أشهر ونيف، صدق خلالها على اتفاقية مرور أنابيب نفط شركة (التابلاين) الأمريكية، من سوريا، ثم وقع انقلاب عليه وأُعدم. وكان انقلاب الزعيم صناعة أمريكية، وقد أكد ذلك الملحق العسكري الأمريكي في سوريا بعد عدة سنوات.
وكرت سلسلة الانقلابات بعدها في سوريا وفي غيرها من البلدان النامية، وصارت حادثاً تقليدياً في بعض البلدان، حتى كادت تصبح نمطاً من أنماط الحكم المتداولة. ومنذ ذلك الوقت بدأت إشكالية العلاقة السورية – الأمريكية، التي أحيطت دائماً بالحذر والشك والخوف، والاتهام بالتآمر والمؤامرة من قبل السوريين، وترسخت قناعاتهم بأن السياسة الأمريكية، تهدف للحلول محل الاستعمار الأوروبي (الكولونيالي) المنسحب..
وتعززت بذلك نظرية (المؤامرة والتآمر)، بسبب الموقف من مشروع الرئيس أيزنهاور (ملء الفراغ في الشرق الأوسط)، الذي عبر عن رغبة بالهيمنة على المنطقة، واكتشاف بعض التدخلات الأمريكية السرية، و(التآمرية) في الشأن السوري، ودعم بعض السياسيين في الانتخابات (مالياً ومعنوياً)،ودعم التهديدات العسكرية التركية لسوريا عام 1957..
ومعاداة السياسة الأمريكية للوحدة السورية -المصرية، وللإجراءات التحررية التي قامت بها مصر قبل الوحدة وأثناءها، مثل كسر احتكار السلاح، (وكانت سوريا هي الوسيط لكسره بين عبد الناصر والسوفييت)، وبسبب استمرار الدعم الأمريكي غير المحدود لإسرائيل.
وهكذا عززت الممارسات الأمريكية قناعة السوريين بعدائها لهم، وتأكد وعيهم أن الأمريكان يتآمرون عليهم. منذ مجيء حزب البعث للسلطة، أطلق دفقاً غزيراً من الشعارات ضد السياسة الأمريكية، تنطلق جميعها من مقولة، إن هذه السياسة تتآمر على التحرر العربي والحقوق العربية، وعلى سوريا ونظامها التقدمي..
كما تنطلق من قناعة أن الولايات المتحدة هي زعيمة الإمبريالية العالمية، وبالتالي فالعداء كان عميقاً ودائماً معها، ومع الزمن وانتشار الاتصال، دخلت هذه القناعات في أعماق وعي غالبية الشعب السوري، ولم تتغير هذه المفاهيم رغم العلاقات السرية المباشرة أو غير المباشرة، التي قامت بين السياسة الأمريكية وبين النظام السوري..
وقادته خلال العقود الأربعة الأخيرة، التي كان لها عرابون سوريون معروفون، يلعبون دور صلة الوصل، رغم أن هذا النظام خلال هذه العقود، كان يلقي كل فشل أو نقص أو إخفاق، على التآمر الأمريكي على سوريا، و(ثورتها).
ما إن انطلقت شرارة انتفاضة الشعب السوري عام 2011، حتى فوجئ أهل النظام السوري بأمرين: أولهما بأعداد المنتفضين الهائلة، التي انطلقت في شوارع مدينة درعا التي كانوا يعتقدون أنها آخر مدينة ستنتفض، باعتبارهم (بعد ما جرى في تونس ومصر درسوا مختلف الاحتمالات)، وثانيهما أن المطالب كانت بسيطة (وعميقة)..
ولا يمكن رفضها (الكرامة، الحرية، كف يد أجهزة الأمن عن القمع والابتزاز..الخ)، وحسب التقاليد التي مارستها السياسة السورية طوال عقود، فقد أعلنت السلطة فوراً ومن دون تبصر أن هذه الانتفاضة (مؤامرة خارجية مزودة بالسلاح والمال من الخارج..الخ).
كان هذا موقف النظام، وهذه معاييره لتوصيف الموقف، أما من طرف السياسة الأمريكية فقد كانت الانتفاضة فرصة لها (كما يبدو)، لتحقيق أهداف ثلاثة رئيسة وهي: المساهمة في إيجاد الظروف المناسبة ليدمر السوريون بلدهم، ونزع السلاح الكيميائي من أيادي الجيش السوري، وكبح النفوذ الإيراني الإقليمي، ومنع تسلحه بالسلاح النووي، أما ما كان الشعب السوري ومعارضته ينتظرونه من السياسة الأمريكية..
واستطراداً من السياسة الغربية عموماً، أي مساعدتهم لإسقاط النظام وإقامة نظام جديد ديمقراطي تعددي تداولي، فإنه مجرد أمنيات وأوهام لا أرضية واقعية لها في السياسة الأمريكية، وقد وضح الآن أن الأمريكيين والغرب عموماً، يهتمون بمصالحهم غير المعلنة، ولا يهمهم لا حاضر الشعب السوري ولا مستقبله، ولا يهتمون بالتدمير والقصف والعسف، الذي تقوم به قوات النظام السياسي القائم..
ولا يجهدون أنفسهم بإنقاذ هذا الشعب مما هو فيه، ووقف شلال الدم السوري والدمار الاقتصادي والغلاء والجوع والفقر، ويتلقون ببرود وراحة ضمير أعداد القتلى السوريين الذي تجاوز (120) ألف، وأعداد المعتقلين والمفقودين والنازحين عن بيوتهم، وملايين السوريين المشردين، ومعظمهم من لأطفال والنساء الذين (يتلجلجون)، ويهانون في دول الجوار، حيث يواجهون ظلماً واستهانة وعسفاً، لا تقل عما كان يفعل بهم نظامهم.
لقد حققت السياسة الأمريكية أهدافها الرئيسة الثلاثة التي ذكرت، وقضت وطراً مما يجري في سوريا، ولم يعد يهمها بشيء، حاضر الشعب السوري ومستقبله، ويبدو أنها على استعداد للتحالف مع النظام السوري القائم تحالفاً آثيماً بين طامع ومستبد، والمفارقة أن بعض السوريين ما زالوا يأملون خيراً بالسياسة الأمريكية، وأن بعضهم الآخر مازال موالياً للنظام السياسي السوري القمعي الذي لا يرحم ولا يشعر بمسؤولية تجاه شعبه.
جريدة "البيان"

دور العامل الخارجي في الصراعات الداخلية
- محمد سيد رصاص –

في9تشرين أولأوكتوبر1944،و أثناء قمة موسكو بين ستالين وتشرشل،قدم رئيس الوزراء البريطاني للزعيم السوفياتي قصاصة ورق صغيرة تحوي التالي من حيث رسم خرائط النفوذ الداخلية في بلدان عديدة:(رومانية:90%للسوفيات،بلغارية:75%للسوفيات،اليونان:90%للبريطانيين،يوغسلافية والمجر:50%لكليهما).قرأها ستالين للحظات وخطً عليها كلمة(موافق).
بعد أربعة أيام دخلت القوات البريطانية إلى أثينا عند انسحاب الألمان من اليونان،بعد خشيتهم من قطع خطوط امداداتهم مع تقدم الجيش الأحمر في البلقان:خلال ثلاثة سنوات ونصف من الاحتلال النازي كانت المقاومة الشيوعية المسلحة ،تحت اسم"جيش التحرير الشعبي اليوناني"،هي الفصيل العسكري الأقوى للمقاومة اليونانية بالمقارنة مع الفصائل الأخرى التي كانت تتبع لحكومة الملك اليوناني اللاجىء في القاهرة تحت رعاية ودعم بريطانيين.مع انسحاب الألمان كان الشيوعيون في حالة سيطرة على أغلب الريف والمدن وكان بمقدورهم أخذ البلد بأكمله عبر القوة،وقد كان جهازهم السياسي حاضراً من خلال(اللجنة السياسية للتحرير الوطني)،المسماة ب"حكومة الجبل"،التي نافست منذ آذارمارس1944"حكومة القاهرة" ذات الميول القومية- الملكية.
كان اتفاق تشرشل- ستالين هو المظلة للوجود العسكري البريطاني في العاصمة اليونانية ،وقد مارس الزعيم السوفياتي الضغط على الشيوعيين اليونانيين لكي لايأخذوا العاصمة خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى تحطم علاقات الكرملين مع لندن،وعندما حصلت معارك لسبعة وثلاثين يوماً بعد مقتل38من المتظاهرين الشيوعيين بيوم3كانون أولديسمبر1944على يد القوات البريطانية وذراعها المحلية المتمثلة في حكومة بابندريو لم تنبس صحيفة"البرافدا" ببنت شفة تجاه الهزيمة العسكرية التي حاقت بالشيوعيين اليونانيين في شوارع أثينا على يد البريطانيين. بدون هذه السلبية السوفياتية ماكان ممكناً حصول"الارهاب الأبيض" طوال عام1945الذي ذبح فيه آلاف الشيوعيين اليونان، برعاية بريطانية ،على أيدي منظمات يمينية عسكرية مثل(منظمةْ x ( بقيادة جورج غريفاس وسط حيرة القيادة الشيوعية اليونانية المنقسمة بين ضغط ستالين الكابح وضغوط قواعدها المطالبة بالتحرك العسكري ووسط تشجيع الزعيم الشيوعي اليوغسلافي تيتو الذي كانت بوادر خلافاته مع الكرملين أول ماظهرت من خلال الموضوع اليوناني.عندما اتجهت القيادة الشيوعية اليونانية نحو التشدد منذ شباطفبراير1946فقد كان هذا ليس بتشجيع من ستالين وإنما عبر استغلال محلي لبدء التوتر الدولي بين الغرب والشرق الناتج عن تجاوز ستالين لاتفاقياته مع الغرب في المجر وابتلاعه لبولندا،ولكن عندما نشبت الحرب الأهلية اليونانية بين آذارمارس1946وتشرين أولأوكتوبر1949فإنه لم يكن هناك أي غطاء سوفياتي للشيوعيين في صراعهم مع اليمينين القوميين- الملكيين برغم الغطاء الأميركي للأخيرين من خلال (مبدأ ترومان-آذار1947)الذي وصل لحدود التدخل الأميركي المباشر من خلال مساعدات ومستشارين،وهو ماساهم في هزيمة الشيوعيين بعد صراع دموي أودى بحياة عشرات الآلاف ،وبتهجير مئات آلاف الشيوعيين مع عائلاتهم لخارج اليونان،وبتحويل جزر بأكملها إلى سجون خاصة للشيوعيين. كانت الضربة القاضية للشيوعيين هي فقدان السند الاقليمي المتمثل في يوغسلافية بعد انفجار خلاف ستالين مع تيتو في حزيرانيونيو1948 واتجاه الأخير للتقارب مع الغرب أو ل "الحياد الايجابي"،مماجعلهم "أيتاماً"في أرض المعركة العسكرية أمام اليمينيين.
في الصراع الداخلي اليوناني(1944-1949) لم يكن(الداخل) هو المقرر- الحاسم بل(الخارج)،أي الاتفاق الدولي البريطاني- السوفياتي ثم دخول واشنطن على الخط ضد الشيوعيين منذ آذارمارس1947،وهنا يلاحظ أنه أمام الحائط الدولي لم تستطع القوة المتفوقة في الداخل للشيوعيين أن تترجم لاعسكرياً ولاسياسياً على الأرض،فيمارجح هذا العامل الدولي الخارجي(دعم غربي وسلبية سوفياتية متفرجة)غلبة قوة داخلية أضعف هي اليمين القومي- الملكي بالقياس لقوة الشيوعيين العسكرية والسياسية ذات الامتداد الاجتماعي الداخلي الأقوى في فترة نيسانإبريل1941- آذارمارس1946،كماأن الدعم الاقليمي للشيوعيين من يوغسلافية ،وإلى حد أقل من الشيوعيين الألبان،لم يستطع أن يهز بناء الحائط الدولي الغربي- السوفياتي أويصدعه أويخترقه.
في بولندا حصل شيء مشابه من حيث الآلية،ولكن في اتجاه معاكس:تركت بولندا غير محسومة بين الشرق والغرب في قمة موسكو حيث كانت تجري تطورات على الأرض في وارسو لماقامت قوات المقاومة البولونية التي كانت تتبع(حكومة لندن)ذات التوجه اليميني القومي- الكاثوليكي باستغلال تقدم الجيش الأحمر لكي تقوم بانتفاضة في العاصمة البولونية:وقف ستالين متفرجاً عند أبواب وارسو طوال شهري أيلول- تشرين أول1944على الجيش الألماني وهو يسحق المقاومين البولون اليمينيين المنتفضين قبل أن يدخل العاصمة البولندية مجبراً الألمان على التراجع نحو الحدود الألمانية. في مؤتمر يالطا (شباط1945)مع تشرشل والرئيس الأميركي روزفلت استطاع الزعيم السوفياتي انتزاع اعتراف لندن وواشنطن ب(حكومة لوبلين)الشيوعية بوصفها هي "الحكومة الشرعية" لبولندا على أن يضاف لها أعضاء من (حكومة لندن) اليمينية ،التي قادت المقاومة البولونية منذ بدء الاحتلال النازي في أيلولسبتمبر1939وكانت أقوى على الأرض من الشيوعيين، مع وعد غامض من ستالين باجراء انتخابات ديمقراطية لم يوف به الزعيم السوفياتي:لم تؤد التسوية الدولية التي فرضت على الداخل البولوني إلى حرب أهلية مثل اليونان ولكن قادت إلى حكم شيوعي ضعيف الجذور الاجتماعية الداخلية في بولندا،كان الأكثر تعرضاً للاهتزاز بين "نظم حلف وارسو"،كماحصل في عام1956وعامي1980-1981،ثم كان الأول في موجة سقوط نظم حكم (الكتلة الشرقية) بدءاً من شهر حزيرانيونيو1989.
خلال مؤتمر يالطا تكرست نتائج قمة موسكو إضافة إلى رسم معالم المسألة البولونية وتقسيم ألمانية:خلال أربع وأربعين عاماً لم يستطع العامل الداخلي اختراق جدار مارسم دولياً حتى من قبل الحاكم المحلي الذي أراد تجاوز المركز في موسكو،كماحصل في مجر1956مع رئيس الوزراء إيمري ناجي وفي تشيكوسلوفاكية1968مع سكرتير الحزب الشيوعي ألكسندر دوبتشيك،وفي كلا الحالتين عندما حسمت الدبابات السوفياتية الموقف كانت واشنطن متفرجة في عملية احترام لحدود النفوذ التي رسمت في يالطا. لم ينهر البناء السوفياتي الاقليمي في (دول منظومة حلف وارسو)إلا عندما اختل الميزان الدولي بين واشنطن وموسكو بعد طرح الرئيس ريغان في آذارمارس1983 ل(مبادرة الدفاع الاستراتيجية:حرب النجوم)التي تجاوزت حالة التعادل والردع النووي المتبادل التي انبنى عليها نظام الثنائية القطبية في فترة الحرب الباردة،ليجد هذا الاختلال الدولي ترجمته الاقليمية في انهيار نظم حلف وارسو عام1989ثم الداخلية مع تفكك الاتحاد السوفياتي في الأسبوع الأخير من عام1991. وعملياً، إذا أردنا الدقة رسم (الدولي)هنا حدود ومجالات (الاقليمي) و(الداخلي)في 1989-1991 تماماً كماحصل في الأربعينيات ،ولكن في اتجاه الانهيار هذه المرة فيماكان، في الأربعينيات، (الدولي) هو الرافعة التي أقامت (الاقليمي) و(الداخلي).
كانت تلك الورقة الصغيرة المقدمة من تشرشل لستالين ،المسماة ب"اتفاقية النسب المئوية"(موجودة في مكتب السجلات العامة بلندن تحت رقم:(PREM 3667،مثالاً على دقة خرائط النفوذ في أوروبة مابعد الحرب العالمية الثانية:عندما لم تكن تلك الحالة الأوروبية موجودة في مناطق أخرى من العالم،أي عندما كانت هناك سيولة وانعدام للاتفاق الدولي على خرائط النفوذ في الاقليم ودواخله، فإن العامل الداخلي كان فاعلاً أمام العامل الخارجي،وهو مارأيناه في فييتنام1954عندما قادت معركة(ديان بيان فو)13مارس- 7مايو1954،التي انتصر فيها الفيتناميون على الفرنسيين،إلى رسم نتائج مؤتمر جنيف الرباعي26إبريل- 20يوليو1954 بين واشنطن وموسكو ولندن وباريس،من حيث تكريسه لوجود دولة شيوعية في شمال فيتنام.استطاع الشمال الفيتنامي من خلال امتداده الجنوبي في(جبهة الفيتكونغ)منذ1956زعزعة الجنوب وهو ماقاد لاندلاع الحرب الفيتنامية عام1964والتدخل العسكري الأميركي،وقد كان العامل الدولي في موسكو وبكين،والاقليمي في كمبوديا ولاوس،تحت ايقاع حركية العامل الداخلي الفييتنامي المنطلق من هانوي وصولاً إلى الفيتكونغ في الجنوب،حتى تحقيق الانتصار الفيتنامي في ربيع عام1975وسقوط سايغون وتوحيد فييتنام.

في حضرة الغياب
* فائق حويجة

عام مر على غياب ( أبي المجد ): عبد العزيز الخيِر ؛ دون خبر ... !!
وأبو المجد ؛ إنسان من هذا الوطن ، ولد ونشأ وترعرع ، ناشداً الحرية .....
في نشدانه هذا المطلق ؛ غابت عنه حريته الشخصية : تخفى واعتقل ما يقارب الربع قرن ..!!!! – هذا من طبائع الأمور في بلد يعاني ضروباً من الاستبداد والتخلف وضياع الحقوق - ...
عندما لاحت تباشير الحرية ؛ ألقى أبو المجد نفسه في خضمها ؛ ودخل التجربة من بابيها : باب الوطن ؛ الذي لا يريد له الاستبداد أن يكون من دونه : إما أن يبقى الاثنان معاً أو أن يزولا معاً ..!!!!
وتراجيديا الإنسان ؛ الذي في توقه للحرية يحرص على الوطن ولا يريده دون حرية ؛ في ذات الوقت يدرك أن حرية فوق دمار أو بقايا وطن ؛ ستكون جوفاء .. كذبة كبرى وأخرى في أحسن الأحوال .....!!
لأنه أراد الوطن الموحد ؛ سيد نفسه ؛ مع الحرية والكرامة ..... وضع نفسه في مرمى كل مطلق نار .. وما أكثرهم ...!!!
نيران الاستبداد التي اكتوى بنارها ؛ وخبرها؛ وعاش مقاوماً لها من جهة ؛ ونيران أخرى ؛ " ليست صديقة " شعبوية ؛ متنفجة ؛ تافهة .. من جهة أخرى ..... كان الخيار الأسهل له وهو " ابن الطائفة الكريمة .... " وصاحب التاريخ السياسي والنضالي الطويل أن يتصدر المشهد السوريالي : إما بالمداورة على خيار الحرية والكرامة – أي بالمداورة على كل التاريخ الشخصي ؛ على الأقل – أو باللحاق بالغريزة واختيار الصوت الأعلى ؛ على علاته ... لكنه تذكر مع ابن المقفع أن أعلى الأصوات لا تصدر إلا عن الأشياء الفارغة ......!!! لذلك فقد انحاز للأصالة التي تبحث في الجوهر : انحاز لسورية المستقبل .. سورية الإنسان..............
لم يكن أبو المجد وسطياً في يوم من الأيام ؛ لا في بنائه المنطقي ولا في تصوره للانتفاضة السورية ؛ لكنه كان ؛ كما أزعم ؛جذرياً في الرؤية ؛ عقلانياً في التحليل ؛ وجدياً في الممارسة ؛ الأمر الذي جعله من وجهة نظر – أصحاب الأصوات العالية - عرضةً لكل صنوف الاتهام التي تصل في كثير من الحالات حدود الابتذال والسفاهة .. لكن هذا الأمر لم يثنه عن ضرورة إحكام العقل والتصرف بحكمة من يريد الحفاظ على وطن بعيدا عن الأوهام والأكاذيب ...
لم يكن أبو المجد قديساً ؛ لكن نظرته المتألمة والمتأملة بعد ضربه بالبيض في القاهرة ؛ من قبل عتاة المعارضة كانت تحذر من أن الأفق الذي يرسمه الاستبداد ؛ بمعية ؛ هؤلاء العتاة لن يقودنا إلا إلى كارثة ؛ في أحسن الأحوال : إلى استبداد مكان استبداد....... كان يدرك أن الساكتين عن ) غزوة البيض ( قد شرعنوا ) موضوعياً ( كل الغزوات ؛ التي طالت أهداف الانتفاضة في الحرية والكرامة .............
إن تغييب عبد العزيز الخير ؛ قبل اختطافه ؛ وبعده .. ومن قبل جميع الأطراف ؛ باختلاف الدرجات .... هو محاولة لقطع الطريق أمام حق الإنسان في التوق والحلم والحرية والكرامة ؛ حقه في الذود عن اعتقاده وقناعاته حتى آخر صلب ،هو إيغال في الجريمة والنذالة حتى أبعد مدى ..
إنه في غيابه ؛ يمثل إدانة كبرى لضيق الأفق والهمجية والتفاهة التي تدعي احتكار الحقيقة في كل زمان ومكان ..
أبا المجد ؛ أدعي ؛ أنك في غيابك ؛ وفي خفوت صوتك ؛ أكثر حضوراً وعلوً كعب من كثيرين ........... !!!
الحرية تليق بالشعب السوري .......!!!!!!
الحرية تليق بك ..!!!!!!!!!

ذاكرة وطن


أحلا شي بالسوريين رغم كل هالبلاوي يلي بحياتون
لا شغل .. لا مازوت .. لا غاز .. وايام لا بيت ولا .. الخ
وبس تحكي معو تلفون بيقلك :
أمانة برقبتك لازمك شي !
بتوصيني شي! .. بدك شي!!!
تحية كبيرة لشعبنا السوري العظيم

حتى نلتقي
" تصبحون على وطن "!!!

....لو عاد ” نيرون ” ، لأدرك مدى تفاهة فعلته ..!
.... لو عاد ” هيروسترات ” لسخر من حرقه لمعبد ، ..!
ولو عاد ماركس ، لانتحر آلاف المرات..!
وبإحداهن : عندما يرى ”ماركسياً“ وذو تاريخ يشهد له ، لتصبح ”الماركسية“ ماركسية ”طائفية“ بالمنهج والتحليل والنقد ، و... يا لسخرية القدر .. !!،
وآخر كان رائداً في نقد الفكر الديني ، من منطلق المنهج المادي الجدلي ، يعود للمنهج الذي انتقده ويعتمده طريقاً ..!!،
وآخر ابتذل أغلى ما قدمته البشرية في تاريخها وهو اللغة ، وأصبحت لا تعني لديه أكثر من مجرد أصفار على يمين رقم يضاف لرصيده في أحد المصارف .. ! ثمناً لدماء السوريين .

الشيخ

تجمع اليسار الماركسي " تيم "

تجمع لأحزاب وتنظيمات ماركسية . صدرت وثيقته الـتأسيسية في 20 نيسان2007.
يضم (تيم) في عضويته:
1- حزب العمل الشيوعي في سوريا .
2- الحزب الشيوعي السوري - المكتب السياسي .
3- الحزب اليساري الكردي في سوريا .
4- هيئة الشيوعيين السوريين .











الموقع الفرعي لتجمع اليسار في الحوار المتمدن:
htt://www.ahewar.org/m.asp?i=1715



#تجمع_اليسار_الماركسي_في_سورية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طريق اليسار - العدد 53
- طريق اليسار - العدد 52
- طريق اليسار -العدد 51
- طريق اليسار - العدد 50 تموز / يوليو 2013
- القرارات الصادرة عن اجتماع المكتب التنفيذي
- طريق اليسار - العدد 49
- طريق اليسار - العدد 48
- طريق اليسار -العدد 47
- طريق اليسار - العدد 46
- وثائق اجتماع المجلس المركزي
- طريق اليسار
- بيان أعمال المجلس المركزي لهيئة التنسيق الوطنية في دورته الث ...
- طريق اليسار - العدد 44
- طريق اليسار - العدد 43 كانون أول / ديسمبر 2012
- طريق اليسار - العدد 42 تشرين ثاني / نوفمبر 2012
- طريق اليسار - العدد 41
- طريق اليسار - العدد 40 أيلول / سبتمبر 2012
- كلمة الحزب الشيوعي السوري – المكتب السياسي
- نحو مؤتمر وطني لإنقاذ سورية
- طريق اليسار - العدد 39


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تجمع اليسار الماركسي في سورية - طريق اليسار - العدد 54