مُخَطَّط براڤ-;-ر أكثر من يوم أرض، أقل من نكبة

زاهر بولس

الحوار المتمدن-العدد: 4289 - 2013 / 11 / 28 - 17:46
المحور: الادب والفن
    

مُخَطَّط براڤ-;-ر، أكثر من يوم أرض، أقل من نكبة:
ليس صدفة أن تختار حكومة اسرائيل هذه المرحلة بالذات لتنفيذ مخطط مصادرة الأرض وتهجير أصحاب الأرض وتدمير عشرات القرى في النقب. بتفكير متأنّ، إنه ليس يوم أرض ثانٍ، بل أكثر، فالأصح أنه نكبة مصغّرة تستوجب ردّا لا يقل عن رد جماهير يوم الأرضٍ، بل يفوقه. لكن لماذا الآن، وأعني بالآن السنوات الأخيرة، ونحن نعلم أن المُخطط قائم من قبل قيام دولة إسرائيل في أدمغة قادة صهيون وخرائط الإستعمار البريطاني؟ الآن لأن التهجير والمصادرة يتمّان على مراحل، حين تنضج شروط محليّة (وهي الأهم) وإقليميّة، والإقليمي دومًا انعكاس للتوازنات العالميّة. حين تنشغل الدول العربية بربيعها المزعوم وتتراجع عن دورها الإقليمي والعالمي، وحين تتراجع الجاهزيّة النضاليّة للجنة متابعة قضايا الجماهير العربية تراكميّا على مدى سنوات بسبب التراجعات الذاتية للأحزاب تجد لها مخطّطات حكومة إسرائيل منفذًا، باعتقادها، فتحاول.
لجنة متابعة ولجنة رؤساء تقودها قوى محافظة تمثّل العائلات والحمائل والطوائف لا يمكن أن تقود نضالا قوميّا في خضم معطيات شائكة. ولن اتحدّث هنا عن دور أحزاب انتحرت لإسقاط أحزاب أخرى انتصارا لقوى محافظة، بعض هذه القوى المحافظة مغالية في الرجعيّة، في انتخابات الحكم المحلي الأخيرة، في العديد من المدن والقرى، لتأمين سيطرة مستقبلية موهومة، أمّنت ومهّدت بنهجها، من حيث لا تدري، معبرًا لمثل هذه المخطّطات، وبدل أن تكون نتائج انتخابات الحكم المحلّي رافعة للجاهزيّة النضالية، جاءت محبطة، مما سيفتح شهيّة حكومة إسرائيل على التمادي واستغلال الفرصة لتمرير مخططها التهجيري الذي بات معروفا بمخطّط براڤ-;---;--ر.
إن هذا السيناريو ليس حتميا، والحراك الشبابي القطري الذي تقف في مركزه الشبيبة الشيوعية وشبيبة حركة أبناء البلد وشبيبة التجمع بالإضافة إلى قوى شبابية محلية في قرانا ومدننا، يعطي بذرة الأمل، علّ أحزابنا تتعافى سريعا من جراح الانتخابات، لأن الجماهير ستتجاوزها إن لم تعِ ملامح المرحلة ودورها القيادي كما فعل الحزب الشيوعي الى جانبه حركة أبناء البلد في سبعينيات القرن الماضي حين أدركا وقادا فاجترحت الجماهير مأثرة يوم الأرض الخالد. فالأرض قضيّة وجوديّة، ويطيب الموت في سبيلها لتطيب حياة الأجيال القادمة، لأننا نعشق الحياة.

#زاهر_بولس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات