أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المريزق المصطفى - الهدر السياسي














المزيد.....

الهدر السياسي


المريزق المصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 4288 - 2013 / 11 / 27 - 07:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الهدر السياسي
المريزق المصطفى
كم من الوقت ضاع منا و نحن نتابع مسار حزب وجد نفسه بين عشية و ضحاها في سدة الحكم، يحلل و يحرم ما يريد، يسب و يشتم من يشاء، يلهث في النهار و يسبح في الليل، يوهم المغاربة أن الخلاف يدور حول الدين و ليس حول مفهوم الدولة و سلطة الحكم و مرجعيتها، يعلق الدستور و القانون لأنه لم يقدم فيهما إجتهادا، يغطي عجزه باللغو ويقمع أي حوار حول البديل، يتجاهل مشاكل الناس و يزعم أن التشبث بالنصوص كافي للحكم على مشكلات المغاربة، يخلط بين القيم السماوية السمحاء من مبادئ و قيم و بين التلاعب بأرواح المسلمين و مصادرة حرياتهم، يستغل المساجد و المآتم و إعذار الأطفال و طقوس الأعياد لإعادة إنتاج التطرف الديني من خلال إستقطاب أبناء الوطن إلى فكره بحماسة جارفة و بلاوعي.
هذه بعض الأمثلة على صدقها لم يعد ينكرها أحدا اليوم، خاصة بعد ما تحولت شعارات السيد بنكيران و حزبه الى الدعابة و المهاترة و الهزل.
و لكن الأمر الذي يجب أن نعيره إلتفاتا خاصا هو كيف إستطاعت بعض الأحزاب الوطنية و التقدمية التعايش مع حزب لا يؤمن بالحداثة و ما بعد الحداثة. و في هذا نشاهد-عابرين- تراجع خطير على مستوى الإيمان بدور الفاعلين السياسيين و بتراكمات الذين أمضوا أزيد من نصف قرن في النضال من أجل الديمقراطية و الحداثة، و كيف إختلطت الأوراق
إذ ليست المسألة في التشويش على تجربة سياسة مغلفة بالدين أو عدم ترك أصحابها يشتغلون كما يقال في الشارع العمومي و فوق الأرصفة. المسألة أبعد من ذلك، حيث يتعلق الأمر بنقد جماعة تريد ممارسة السياسة بالفاتحة، أي من دون برنامج واقعي و من دون إستراتيجية سوسيو-إقتصادية، أو كما ما يقال " ممارسة السياسة بلا علوم".
إن الروابط السياسية التي أنتجها السيد رئيس الحكومة و حزبه مع محيطه الإقتصادي و السياسي، لا تنطبق عليها روابط التصورات و الأراء التي تنتج الوعي السياسي. كما أن السياسة بوصفها مجال العلاقات الطبقية، أضحت في بلادنا فضاء للانفعالات و العواطف و ممارسة النفاق الإجتماعي، و ماكينة لإعادة إنتاج العلاقات العبودية و التفاوت الإجتماعي و تعزيز سلطة "الدولة السياسية العميقة" و "السلطة الدينية الموازية" و تبرير سيطرتها، مما سيرفع من نسبة الهدر السياسى الى درجة كبيرة.
إن التغير الذي يعرفه مجتمعنا، و التغيرات التي شهدتها العلاقات السياسية المبتذلة، يتطلب قيادة سياسية جديدة منظمة على أرضية مشروع مجتمعي حداثي و ديمقراطي و ليس على أرضية مصالح سياسية ظرفية. حيث من المعلوم، و من أجل بناء الدولة المدنية الحديثة، يتوجب على هذه القيادة الجديدة أن تشد الجماهير الكادحة و الفئات المضطهدة و غيرها الى المساهمة في البناء و توطيد العلاقات السياسية بين المكونات الفاعلة سياسيا و مدنيا.
لآشك، أن بعض العناصر المكونة للحكومة الجديدة ليس لها مبررات تحمل شيئا من العقلانية، و عليها أن تلتحق فورا بالصف الديمقراطي من دون البحث عن تفسيرات ذاتية لإقناعنا.
إن الرصيد العام لأغلب القوى التقدمية الحداثية، ليس رصيد أفراد أو عائلات. و الغيرة على الوطن و المستقبل ليست سوداوية، إنها فقط إرادة واقعية و غاية عظمى لن نتخلى عنها مهما كان الثمن، خاصة أمام الإختيارات اللاشعبية و اللاديمقراطية التي ينهجها الحزب الأغلبي و حكومته المغلوب على أمرها.
لقد إخترنا طريق التراكم الإيجابي و العمل الميداني بكل مسؤولية و عزم، و مواصلة الثورة الهادئة واضعين نصب أعيننا المصلحة العليا للوطن و حق الشعب المغربي في الحياة الحرة الكريمة. فلن نتردد اليوم، كما لم نتردد بالأمس، في المقاومة و السير بكل ثقة نحو إنقاذ البلاد من التدهور و التفسخ و شق طريق المستقبل بكل عزم و نضالية.
لم يعد هناك ما يغرينا.. جربنا المحن، و تجرعنا المرارة و قسوة النظام. تركنا البكاء و النواح وراءنا، و تملكنا حب الجماهير و نضالاتها اليومية.
المعركة اليوم ضد الهدر السياسي، و ضد القيود بكل أنواعها و أشكالها، و ما نريده هو أن ننمو بدل أن نثرثر.
نضالنا اليوم يجب أن يكون نضال وطني-ديمقراطي بإمتياز كمرحلة إستراتيجية متكاملة، تسعى لحل التناقض بين قوى الهيمنة و قوى التحرر.
هذه الأبعاد أصبحت اليوم قضية.. و عليه، لا بد من إتساع الحلف الوطني الديمقراطي ضد قوى القهر و الإستغلال و التخلف من أجل بناء التنمية و آليات الإّستقلال و التحرر.



#المريزق_المصطفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروع قانون المالية 2014: - لا دين لا ملة-
- بنكيران و الجريمة السياسية
- بنكيران أصغر من دستور 2011
- الحركة الطلابية ليست إرهابية
- -إئتلاف مرضي- جديد
- من التنابز و الفذلكة إلى الحكومة رقم 2
- المسألة التعليمية في المغرب: من أجل بديل ممكن
- نبش في ذاكرة الصراع السياسي في مصر
- رسالة مفتوحة
- بيان الى الرأي العام الوطني
- جبهة المستقبل
- من أجل الحقيقة كاملة
- لا دين في السياسة و لا سياسة في الدين
- دفاع عن الحرية
- الخصوصية و الضرورة التاريخية
- اغتيال شكري بلعيد...كلنا معنيون
- ايمن لم يمت...
- من قتل محمد؟
- رسالة مقتوحة الى السيد رئيس الحكومة
- بنكيران أفيون الشعب


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المريزق المصطفى - الهدر السياسي