أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - المريزق المصطفى - بنكيران أصغر من دستور 2011














المزيد.....

بنكيران أصغر من دستور 2011


المريزق المصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 4248 - 2013 / 10 / 17 - 18:12
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    



لم أختر إعتباطا التعليق على ما جاء في كلام السيد رئيس الحكومة في جلسة الحوار الخاص الذي أجراه مع القناة الأولى ليلة الأحد الماضي، و الذي أبان فيه عن عنف دفين يسكنه اتجاه كل من يختلف معه في الرأي حتى و لو كان من أهل الدار أو من أهل السلطة الرابعة، و هذا لا يليق بمسؤول سياسي و برئيس حكومة، يدعي النزاهة و المصداقية.
يخضع هذا الإختيار كذلك، لمواكبة الخرجات الإعلامية للسيد بنكيران، الذي لما إكتشف مؤخرا "الزمن" في بعده المادي الملموس و جد نفسه متورطا في الوجدان: "يحب الخير و يفعل الشر" كما يقولون؛ يتغنى بالمصارحة و يسقط في الضبابية، يشغل نفسه بالشعارات أكثر مما يشغل نفسه بالإجتهاد، يتهم و يفزع، و يشرعن الإرهاب الفكري.. و هو ما عكسه المزاج و التوجهات المفضوحة و الأكثر فجاجة خلال لقاءه الأخير مع الصحفيين.
إن السيد عبد الإله بنكيران، يعرف المغرب جيدا و الذي من سماته الخاصة أنه ليس بلدا نفطيا، و لا غازيا، و ليس بلدا صناعيا، و ليس مهما بالنسبة للشركات متعددة الجنسية و الإحتكارات التي تشرف عليها البلدان الرأسمالية الكبرى.
المغرب، يعيش الملايين من أبنائه من الإقتصاد التضامني غير المهيكل و من الاقتصاد الاجتماعي المنتعش في الظلام، و هو ما يعرقل الظروف الموضوعية الناضجة لإقامة التغيير المنشود. لإن التغيير يلزم نضج الظروف الذاتية، و أبرزها وجود تنظيمات سياسية قائدة و قادرة على الحركة و متميزة بالديمومة و بقوة تأثيرها على القطاع العريض من الشعب المغربي.
و هذا الأمر واضح تماما، و أكدته العديد من القراءات السوسيو- إقتصادية للواقع المغربي، كما أن عشرات الشهادات تؤكد الإنقلاب الحقيقي الذي يقوده السيد رئيس الحكومة على الحكامة و الديمقرطية و على الدستور. فبدلا من أن يشرح للمغاربة مواقف أغلبيته و ما ذا تحقق في الميدان الإقتصادي و الإجتماعي، وجد نفسه متورطا أكثر من أي وقت مضى. فقد دعا بشكل واضح للتراجع عن المسار الديمقراطي الذي عززه الحراك المغربي الذي خذله و أقفل في وجهه أبواب "الدولة الدينية هي الحل".
و رغم ذلك، يخطئ من يعتقد أن بنكيران في نهاية مرحلة من عمره السياسي. و هو ما أكدنا عليه سابقا، ذلك أن جوهر الفعل السياسي الذي عبر عنه أثناء اللقاء الصحفي، تضمن ما هو خطير على حزبه و على الديمقراطية في بلادنا بشكل عام: و هو عزم‘‘ من جهات تحتضنه و تدعمه على المضي قدما في طريق نسف مسار الانتقال الديمقراطي، الذي كان المغاربة ينتظرون أن ينتهي بتحديد علاقة الحاكم بالمحكوم و علاقة السلطة بالمجتمع و التفاعل بينهما.
فمثلا، حينما يضع السيد رئيس الحكومة التيقنوقراط و الأحزاب السياسية في كفة واحدة، فهو يقول للمغاربة لا تهتموا بالسياسة، المهم هو تلبية الخواطر (خواطر الأحزاب و رجال الأعمال و النساء و غيرهم). إنها بداية معالم إجهاض تحقيق شروط التحول الديمقراطي.
إن تبرير العبث بإحراج الصحافيين من خلال تكرار ما من مرة لكلمة "جلالة الملك هو الذي..."، لا يشجع أبناء الشعب و خاصة الشباب منهم على المشاركة السياسية الفعالة. لقد نسي بنكيران يوم كان يطالب صباح مساء، الطبقة السياسية التي تعارض حزبه بعدم إقحام الملك في السياسة. فماذا تغير اليوم عند السيد بنكيران؟
لقد تبين اليوم بالملموس، أن بنكيران أصغر من دستور 2011، و علينا أن ننتظر زمنا سياسيا آخرا يزحزح العناصر التي تظل ثابتة و مستقرة ليكون لنا المعيار الأساسي الذي تقاس على أساسه درجة التغير.
لقد تحول السيد بنكيران في هذا اللقاء الصحفي من رئيس حكومة إلى محافظ على الأنساق التقليدية، و هو ما يؤكد عدم قدرته على تمثل مسار التحول السياسي و الإجتماعي الذي تشهده بلادنا، و عدم فهمه لميكانيزمات مؤسسات المجتمع الحديثة التي تثور كل يوم على العالم التقليدي المحافظ.
إن نعت الصحفيين بممارسة التأويل العبثي و السفسطائية و عدم فهم الديمقراطية التي نعيشها في المغرب، أظهر قوة استخدام السيد رئيس الحكومة للعنف الرمزي في حق هؤلاء الصحفيين، لكن في نفس الوقت بخس القوة التشريعية و المجالس التي ينتخبها الشعب.
إنه تعويض نفسي عن عجز سياسي...



#المريزق_المصطفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركة الطلابية ليست إرهابية
- -إئتلاف مرضي- جديد
- من التنابز و الفذلكة إلى الحكومة رقم 2
- المسألة التعليمية في المغرب: من أجل بديل ممكن
- نبش في ذاكرة الصراع السياسي في مصر
- رسالة مفتوحة
- بيان الى الرأي العام الوطني
- جبهة المستقبل
- من أجل الحقيقة كاملة
- لا دين في السياسة و لا سياسة في الدين
- دفاع عن الحرية
- الخصوصية و الضرورة التاريخية
- اغتيال شكري بلعيد...كلنا معنيون
- ايمن لم يمت...
- من قتل محمد؟
- رسالة مقتوحة الى السيد رئيس الحكومة
- بنكيران أفيون الشعب


المزيد.....




- أبو شحادة يدعو لمشاركة واسعة في مسير يوم الأرض
- الوقت ينفد في غزة..تح‍ذير أممي من المجاعة، والحراك الشعبي في ...
- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - المريزق المصطفى - بنكيران أصغر من دستور 2011