أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - المريزق المصطفى - جبهة المستقبل















المزيد.....

جبهة المستقبل


المريزق المصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 4183 - 2013 / 8 / 13 - 07:08
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    



ما أن رجعت من رحلة سياحية قصيرة قادتني إلى بعض مدن جنوب فرنسا، حيث شاهدت بأم عيني من جديد - و للمرة التي لا تحصى - كيف نمت الديمقراطية و انصهر الكل في المساواة، و كيف عمت الحداثة كل مظاهر الحياة، و كيف صارت علاقة الحاكم و المحكوم، و كيف يستنشق الناس طعم الحرية الجماعية و الفردية، و كيف يحترم الناس القانون، و كيف تسمو قيم التسامح والأخوة و الاحترام، و كيف تكرَم المتاحف و الآثار التاريخية حضارة الشعوب و ثقافتهم ... حتى سرح خيالي بين الماضي و الحاضر و المستقبل، غير غافلا عن وجود مئات من الرفاق و الأصدقاء و الأحبة جمعتني بهم مسارات و تجارب لا تعد و لا تحصى، ظلوا يحلمون بالأنوار و فاء لمبادئهم رغم قساوة الظروف و محن الحياة.
وفي اليوم الموالي، و ما أن استرجعت أنفاسي بعد رجوعي من رحلتي الصيفية إلى الوطن، و قبل الذهاب إلى مواعيدي المبرمجة، فتحت نوافذ بريدي الالكتروني، و بعد الإطلاع على الأخبار الرئيسية التي فاتتني، تابعت كل التعاليق التي واكبت إحدى مقالاتي المنشورة على صفحات إحدى الجرائد الالكترونية، و التي كانت كلها سبا و قذفا و تهجما و تهديدا ووعيدا وقسوة و عنفا و قمعا، لا لشيء إلا لكوني عبرت عن أرائي بكل احترام و تواضع، و هو ما لا يفهمه "الكومندو الأجير" و المجيش و الغبي الذي بدل أن يتناول و جبة طعام الفطور بالشاي المنعنع أو بالحليب المرشوش بالبن، يتلقى بعد صلاة الفجر أوامر الجهاد الأصغر في انتظار الجهاد الأكبر، في سبيل من يتضايق من الرأي الحر و من العقلانية و من كلام و خطاب الأحرار و مشاتل الفن و الإبداع.
أفجعني ما قرأته فعلا، و بدلا من وقعه السلبي على نفسي، أشعل قلبي بالحياة وألف من جديد بيني و بين بيئتي.
ترجلت متخلصا - كعادتي- من كوابيسي القديمة و من بقايا قيودي الفولاذية التي طوقت معاصمي في رحلة قادتني، في زمن الرصاص، إلى معالم قرسطوية. كانت ابتسامة أصدقائي و عيونهم البريئة ترقص أمامي من جديد و ترسم صور الكبرياء رغم شدة الحرارة و غليان الشارع على اثر قضية العفو عن المجرم "دانيال".
تذكرت الشعور الديني الذي كان يغمر بيت الوالدين رحمهما الله، و كيف كان بيتنا يعج بالهرج و المرج و الطرب بعد الصلاة و الابتهال. لم يكن أحدا في قريتنا يستبدنا أو يمارس سلطته الدينية علينا، أو يغوينا، أو يغزونا بتراتيله و أمداحه، فقلت مع نفسي: من شب على شيء شاب عليه، كما تقول العامة.
كان بيت الوالدين أول مدرسة تكونت فيها، و تعلمت فيه أصول الاحترام و بهجة الحياة و نور العلم، بعيدا عن أي سلطة دينية أو أيديولوجية. تربيت في الفرح و المرح، و في أحضان العطف و الحنان وفي حركة دائمة ضد الصمت و السكون، و لهذا صدمت يوم جاءني أحد التلاميذ بثانوية مولاي أسليمان بفاس، بداية الثمانينات، يدعوني أن أتقي الله و أن أكف عن قراءة كتب الملحدين و النصارى.
كان المسكين نحيل الجسم، أصفر الوجه، يقضي كل وقته في البحث عن "مؤمنين" جدد ليستكمل نصاب المطالبة بقاعة مخصصة للصلاة. بينما كان أغلب تلاميذ الثانوية يغنون و يرقصون و يلعبون في باحة الاستراحة كلما أتيحت لهم الفرصة.
اليوم، كل عادات و تقاليد الناس لا زالت حاضرة، لكن في زمننا هذا يتم إفراغها من محتواها التحرري لتكرس العبودية و الاستبداد في تناقض تام مع مغرب متحرك في طريقه نحو الحداثة و الديمقراطية، متحديا حواجز جعلها من له مصلحة في ذلك جدارا له.
حاولت أن أفهم ما يجرى هناك - من حيث أتيت - من حياة و أحداث، تختلط و تمتزج و تتفاعل مع الإنسان و من أجله من دون عظيم و لا حقير، و ما يدور في بلدي من فساد وعبث و سخط و حقد و أنانية و عقد نفسية و اجتماعية و طابوهات وحشية، لا إنسانية، تسكن الأفراد و الجماعات و تختبئ وراء العادات و التقاليد باسم الدين و قوانين الوراثة و الخلافة.
عجيب أمر هذه الدنيا، كل واحد منا لا يشبه الآخر أو كما يقول أحمد أمين في "حياتي" : "الحادثة الواحدة يبكي منها إنسان، و يضحك منها آخر، و لا يبكي و لا يضحك منها ثالث، كأوتار العود الواحد، يوقع عليها كل فنان توقيعا منفردا متميزا لا يساويه أي فنان آخر". أو كما يقول الأنتربولوجيون " جميعا مختلفين..و لكن تجمعنا بالرغم من ذلك كثير من الأشياء".
أكيد، الأمر سيزيد سوءا إذا لم نفهم أن كل واحد منا لا يشبه الآخر، و إذا لم نوقف زحف التطرف الذي تزرعه في مجتمعنا بعض الجماعات باسم الدين و الإيمان.
نزعتُ عني توتري الشديد و أنا أتذكر قصص و روايات سنوات المعتقل، و كل التضحيات الجسام التي قدمناها لكي نعيش أحرارا في وطننا، ثم أطلقت العنان لرغبتي الجامحة في إتمام الحديث مع أصدقائي الذين لم يتوقفوا لحظة عن طرح أسئلتهم حول مميزات عالم الحداثة و الديمقراطية و المساواة، هناك في الضفة الأخرى، و مطبات المواجهة الحالية: الدولة الدينية/و الدولة المدنية، و غياب الشعلة الحيوية في راهننا الفكري و السياسي المغربي.
حاولت أكثر من مرة أن أخفيهم دهشتي، لكن من دون جدوى. رجعت بي الذاكرة شيئا ما إلى الوراء، تذكرت إشكالات قديمة/جديدة، متميزة تناولها المفكر المغربي عبد الله العروي و غيره في أكثر من مناسبة، حول مفهوم الدولة في العالم العربي الحديث مستحضرا بعض العناصر مثل الاستقرار و البيروقراطية و النمو و مفهوم الريع و وظيفته و النظام العربي، الخ. تذكرت كذلك ما قاله المؤرخون عن حالة الوفاق الذي وصلت إليه دول أوروبا و هيمنة قطبها الواحد و الحداثي، بعدما مرت من حروب مدمرة عديدة مثل حروب نابليون و هتلر.
نعم، انهيار أوروبا الشرقية أظهر لنا جميعا أن القطيعة الإيديولوجية لم تعمر طويلا، حيث لم تتجاوز مائة سنة لتعود هيمنة الليبرالية لتمتد إلى أغلب بقاع العالم معتمدة على منظومة قيمها الاقتصادية، و معتمدة كذلك على التكنولوجية الحديثة و المتقدمة و على مزايا الثورة الإعلامية الناجحة، من دون أن ننسى ممارسة القوة أحيانا إذا كان ذلك يخدم مصلحتها الهيمنية.
إن عوالمنا السلفية، و الرجعية هي السبب في تخلفنا، قال أحد الأصدقاء معلقا على كلامي. كما أن النظام العالمي بقيادة الولايات المتحدة هو من يفرض على العالم، و بالقوة هيمنته الكلية، و حتى الصين سيطرت عليها أمريكا، أضاف صديق آخر.
طبعا، يمكن استحضار هذه العوامل و الاجتهاد في اكتشاف أخرى، لكن هذا لا يعفينا من الاعتراف بمدى انعكاسات كل أزمات العالم علينا، حتى سارت دول الجنوب، و المغرب جزء منها، مثقلة بالديون و مهددة بالانهيار و الانفجار في غياب أي فلسفة للوحدة و التضامن. بل هناك أطراف أخرى تشجع المآزق و الأزمات و تصفق لأي تناحر داخلي، و هذا ما يجب أن ننتبه له.
إن زمن السيطرة المطلقة قد ولى. لابد من و ضع المتغيرات الداخلية في سياقها العام، و لابد من الاعتراف بالدينامية التاريخية العميقة التي دشنها المغرب منذ سنوات عديدة. فهناك شعب مغربي أصيل يطمح للقطيعة مع الماضي و يريد أن يعانق المستقبل. له رصيد معنوي و تجربة عميقة في النضال الوطني التحرري و لا يمكن أن نتركه لقوى العنف و الاحتكار و الإرهاب الفكري و المادي، مهما كان الثمن. إننا مؤمنون بالنضال من أجل التحرر و مستعدون من جديد لأي ضريبة كيفما كان نوعها، و لن نقبل أ بدا بمحاكم التفتيش و بأي نوع من التهديد و الوعيد، و بأي فلسفة ظلامية ترجعنا إلى القرسطوية، و لن تخيفنا البعابيع كيف ما كان حجم رعبها.
وهكذا خلص الكلام إلى التركيز على مقاومة التشردم و استرجاع الثقة و إشراك كل المتنورين الحداثيين و الديمقراطيين في جبهة موحدة عنوانها العريض: جبهة المستقبل.
-2-
كم وددت أن أكون قد تابعت خطى الفانين و الشعراء...!
هذا ما شعرت به و أنا أستمتع بالقطع الموسيقية التي تُمتع مئات السياح كل مساء ب"ساحة لكوميدي" و على مقربة من نافورة "ثلاثة النعم/
« Fontaine des Trois Grâces »
(بمونبوليي) التي يرجع تاريخها الى أواخر القرن الثامن عشر. ربما بسبب الحنان الأمومي، حيث كنت أطرب أمي كل مساء، بعد صلاتها وعند عودتي من المدرسة. كانت المسكينة تعشق نغمات العود، و تغمرها الفرحة كلما سمعتني أغني.
"ساحة لًكوميدي" أصبحت منذ سنوات ساحة عالمية، تقدم لزوارها الموسيقى و الرقص و الشعر و الألعاب البهلوانية، كما تحتضن الحركات الاجتماعية في العديد من المناسبات، ناهيك عن كونها ملتقى للشباب العالمي التي يلتقي فيها للتعارف و الترفيه و الاستجمام.
بعد نهاية العطلة، و في مساء عودتي إلى البيت، فضلت إعادة قراءة بعض الرسائل القديمة أحتفظ بها في صندوق صغير منذ أزيد من عشرين سنة. لكن رغبتي هذه توقفت لحظة مع انقطاع التيار الكهربائي.
هكذا وضعت الرسائل جانبا.. و قمت أقاوم الظلام، بحثا عن بقايا الشموع التي احتفظت بها بعد ليلة رومانسية.
قلت مع نفسي: مهما على شأن ضوء الكهرباء، تبقى الشموع شروقا للعتمات، ثم تابعت قراءة رسائلي التي ذكرتني بأيام الجد و النشاط، و بما كنا نتقاسمه بين الأحبة و الأصداء من مواضيع شتى و خاصة تلك المرتبطة بالحضارات المختلفة و أنماط السلوك العرقية أو القومية الثابتة منها و المتحركة.
مرحلة من العمر مضت و انطوت بدون رجعة.. تعرفت فيها على وجوه كثيرة بدأب و صبر منذ صغر سني. لكن، بدافع حبي للناس، لم أكن أنتبه لتفاصيلهم التاريخية، و لمست ذلك أكثر حينما غادرنا المعتقل لنجد العديد منهم تغيرت مساراتهم ، وأصبحوا فاعلين أساسيين بل و مسؤولين في العديد من القطاعات و المنظمات!
قلت مع نفسي: لماذا يفتح اليوم أمامي هذا الصندوق الملئ بالذكريات؟ أهي لذة الماضي أم استجماع القوة للبصق على تعاليق و رسائل "النيت" و "الفايس" التي يعبر فيها مجهولون، جبناء، عما يعانونه من كبت و أمراض و عقد؟
نظرت إلى عيون طفلتي المحبوبة، و كأني احتكم لبراءتها لأقول لها بهدوء: هل يستحق هؤلاء كل هذا الاهتمام؟ هؤلاء مجرد منفذين لمن يدفع لهم أكثر، أولائك الذين يدفعون بالبلد إلى مهاوي الهوان و الهلاك.
تذكرت سفاهتهم و تفاهتهم و عجزهم عن التفكير و التخطيط كلما أتيحت لهم الفرصة لممارسة الخداع و الكيد.
استمر انقطاع التيار الكهربائي، كانت الأبواب أمامي مفتوحة على حالتها، و رغم ذلك لم ينتابني الخوف من الظلام المحيط بجانبي. قلت مستنكرا: المدينة كلها مطعونة من الخلف و من الأمام. لا ماء نظيف، و لا قوت للفقراء و لا مستشار جماعي أو برلماني يعمل أو يتظاهر بالعمل، و لا دولة تراقب ما يحصل لا من فوق و لا من تحت، و لا مسؤول في شغل شاغل بنفسه عن مسؤوليته. كنت أعرف أن رجوعي إلى "حظيرة الوطن" - كما نطقها قاضي المحكمة بفاس سنة 2007، يوم تقدمت أمامه بطلب رد الاعتبار ليتسنى لي الحق في اجتاز مباراة
الوظيفة العمومية- سيدخلني في عالم جديد، هربت منه سنوات عديدة. شكرت رغم ذلك من كان السبب، و انصرفت إلى الطرف العميق من المدينة أكتشف ما غاب عني طوال سنوات الانفراج الديمقراطي الذي عرفته بلادنا.
-3-
في اليوم الثاني، كانت الأخبار تتداول بسرعة البرق حول كارثة العفو عن المجرم "دانيال"، و من دون أن أستريح من تعب فصول روايات الماضي، قمت واقفا أبحث في رفوف مكتبتي عن كتاب الأستاذة دامية بنخويا، رئيسة الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق النساء، حول "جريمة الاغتصاب في المغرب: دراسة في ملف المحاكم"، و الذي يرجع تاريخه إلى نونبر 2000، لأتصفحه من جديد بعدما اعتمدته كمرجع أساسي لطلبة "ماستر الجريمة و المجتمع" خلال الموسم الجامعي الفارط.
فعلا، كتاب دامية بنخويا يستحق أن يكون مرجعا لكل التلاميذ و الطلبة، و للفاعلين الاجتماعيين و رجال الحق و القانون، حتى يعلم الكل بأنواع و أسباب جرائم الاغتصاب و إستراتيجية مناهضتها، و الإطلاع على الجذور المرسخة لهذا العنف و الدواليب المجتمعية المحركة له.
لقد مر أزيد من13 سنة على نشر خلاصات هذا البحث الميداني العلمي، و النتيجة هي المزيد من ممارسة العنف و الاغتصاب و هتك العرض و افتضاض البكارة، خاصة في العالم القروي، و استمرارية الفكر الذكوري القائم على النظرة الدونية للمرأة و القائم على اعتبار المرأة موضوعا جنسيا لا غير، و كل هذا تقول دامية بنخويا " ينعكس على آليات ترويج الفكر المجتمعي من إعلام و تربية و قوانين و ثقافة".
و أنا أعيد قراءة بعض فصول قصص و روايات ملفات المحاكم التي تحكي عنها دامية بنخويا، تذكرت كذالك دفاعها المستميت عن حقوق المرأة في العديد من الورشات التحسيسية و الندوات العلمية و قلت مع نفسي: المغرب في حاجة إلى مثل هذا العمل لكي لا يكون نضالنا موسميا أو انقساميا أو حتى مصلحيا.
إن الاغتصاب جرح لا يندمل، جرح منغرس حتى العظم و جارح للذكريات، يغديه الخوف من الانعتاق و تدهور المعايير الفكرية و الأخلاقية.
الاغتصاب لا يجب السكوت عنه، لكن مشروع التحرر هو المطاف الذي يجب أن نحج إليه جميعا. و المهم هو التركيز على تجاوز التشرذم و القطيعة بين الشارع ومؤسسات الدولة و فقدان الأمل، حتى نعيد الاعتبار جماعة للضحايا، و حتى نتجاوز كل أنواع المآسي المثقلة بالجراح الغائرة، و حتى نبني جميعا جبهة المستقبل من دون أن ننسى آلام الماضي الدفين طبعا.
إن المستقبل الذي نريد لن يكون سوى ثمرة إرادة جماعية، و التزام منفتح أمام الجميع. لقد تتبع المغاربة قاطبة أطوار مسلسل العفو/ الخطأـ عن المجرم "دانيال غالفان"، و لا شك أ ن مشاركة كل المغاربة في الدفاع عن القضية، من دون اعتبار لأصلهم و هوياتهم، صب في خدمة هدف واحد: كرامة المواطن.
و لئن كان تراجع الحراك يقترن دائما بالإحباط، فأن المستقبل هو الوحيد الذي يستحق العناء: رهان النضال و المقاومة و التعاون، رهان السعي إلى فهم بعضنا البعض، رهان الإنصات إلى بعضنا البعض، رهان المعرفة و الدراسة المعمقة و الواسعة للمجتمع في آن معا.
الكثير من إخواننا المناضلين رحلوا عنا، بعد إن نقلوا النضال إلى منازلنا و الفكر إلى ثقافتنا، فمن المجدي أن نستحضر أحلامهم...
لقد تقدمنا كثيرا في مسيرتنا التحررية، و من الواجب علينا أن نعطي أكثر و أفضل. عدونا و احد هو الاستبداد و الظلام، هو من يقمعنا و من يتهم البعض منا بالزنا و الخيانة الزوجية و الإلحاد و الشذوذ و السحاق و العهارة. هو من قتل عمر و أيت الجيد و المعطي وأبرياء آخرين. إذ على الرغم من إيماننا بالتعدد، ثمة حواجز من الجهل و من الأحكام المسبقة بيننا، لا زالت تنتظر إرادتنا.
لقد أتيحت لي فرصة الإطلاع على العديد من التجارب الجماعية، التي رغم ضعف إمكانياتها و تواضع مكونات أعضائها، تساهم بشكل محترم في بناء المستقبل. إننا و رثة تاريخ مغربي، إنساني طويل، و كل واحد منا يجب أن يمثل للآخر مصدر تجربة و معرفة و إبداع.
إن المستقبل سيجمعنا من دون أدنى شك في فترة من فترات التاريخ، فعلينا أن نقبل بالفوارق و الاختلافات الموجودة بيننا حتى نستطيع مواجهة أعداءنا المتربصين بالحرية و بالحداثة و الديمقراطية.
بلادنا اليوم في حاجة إلى جبهة عريضة من أجل المستقبل، لإنقاذ كل المكتسبات التي تحققت بالنضال و الصمود على كل الجبهات.
هناك مؤسسات يجب أن تتحمل مسؤوليتها كاملة في كل ما يقع. أنا لا أفهم مثلا سكوت المجلس الوطني لحقوق الإنسان على ما حدث، و على ما تعرضت له بعض الأصوات النسائية المناضلة و بعض الفاعلين السياسيين و الجمعويين و المثقفين من سب و قذف و اتهامات خطيرة من طرف عناصر تزرع الإرهاب في صفوف المواطنين؟
لا أفهم كيف يغيب المجلس الوطني لحقوق الإنسان كمؤسسة وطنية عن قضية العفو عن المجرم "دانيال"؟ و لا أفهم صمته المطبق عن القمع الذي تعرض له عشرات المحتجين تضامنا مع ضحايا المجرم "دانيال" وعائلاتهم و المطالبة بإلغاء العفو الملكي الذي تمتع به؟
لا أفهم غياب البرلمان بغرفتيه عن ما عاشه المغرب في الأيام القليلة الماضية؟ و لا أفهم، كذلك، تملص وزارة العدل من المسؤولية؟ كما لا أفهم في نهاية المطاف كيف خلد إلى الصمت رئيس الحكومة و لم يعقد حتى ندوة صحفية يشرح فيها للشعب المغربي ما حصل بالضبط؟
نعم، انه العبث..



#المريزق_المصطفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل الحقيقة كاملة
- لا دين في السياسة و لا سياسة في الدين
- دفاع عن الحرية
- الخصوصية و الضرورة التاريخية
- اغتيال شكري بلعيد...كلنا معنيون
- ايمن لم يمت...
- من قتل محمد؟
- رسالة مقتوحة الى السيد رئيس الحكومة
- بنكيران أفيون الشعب


المزيد.....




- الشرطة تعتقل متظاهرين مناهضين للحرب الإسرائيلية على غزة في ج ...
- العدد 555 من جريدة النهج الديمقراطي
- الجيش التركي -يحيد- 17 مسلحا من حزب العمال الكردستاني
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدعو إلى الاستنف ...
- اتحاد النقابات العالمي (WFTU – FSM)”، يُدين استمرار المحاكما ...
- شاهد ما قاله السيناتور ساندرز لـCNN عن تعليق أمريكا شحنات أس ...
- م.م.ن.ص// يوم 9 ماي عيد النصر على النازية.. يوم الانتصار الع ...
- آلاف المتظاهرين احتجاجا على مشاركة إسرائيل في -يوروفيجن-
- من جهينة عن خيمة طريق الشعب في مهرجان اللومانيتيه (1)
- السويد.. آلاف المتظاهرين يحتجون على مشاركة إسرائيل في مسابقة ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - المريزق المصطفى - جبهة المستقبل