أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - المريزق المصطفى - ايمن لم يمت...














المزيد.....

ايمن لم يمت...


المريزق المصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 4007 - 2013 / 2 / 18 - 08:50
المحور: الادب والفن
    


أيمن لم يمت...



المريزق المصطفى، كلية الاداب و العلوم الانسانية/مكناس



كان على عبد الكريم ان يخاف عليك و أنت تحرص الصوت العميق الجارح في الوطن، يوم كان عبور الارض العذراء لا يحتاج الى بطاقة الهوية أو جواز السفر.

كنت تسمع ساعتها أصوات العشب و تتذوق قطرات الندى الممتزج بخيوط الصبح المرافق لطفلات بني زروال يعبرن الجبل بحثا عن حب الوطن.

كنت تصعد الجبل، و عبد الكريم يراقب الطريق المنعرجة أمامك و يسألك عن مغزى الانعطاف الجديد لتوجهك و عن حلمك باقامة سلطة العمال و الفلاحين.

لم تكن من دعات الشعائر و العبادات، كنت عاشقا للجسور في أحضان المرأة البيضاء. تندفع الى الامام بحثا عن ملائكة الانس بدون أجنحة لتثبت لعبد الكريم

ان بزوغ الفجر طويل المدى.

دخلت الساحة من أزقة ملونة دون استئذان، مددت يدك لصعاليك التاريخ و الجغرافية، ووقفت كالطفل المذلل تبتسم لحنان العشاق الجدد. و عندما قررت مصارحة عبد الكريم وجدته كالصخرة يراقب فصول الله على مدار السنة.

منجذبا بقوة العقل و مناصرا لشهوة النساء من بني زروال الى الأندلس و من غابات افريقيا الى ادغال بوليفيا.

قاومت لتحرر الموسيقى من الايقاعات الوهمية، من أجل بقاء الاحياء خوفا من الفاجعة. و قبل ان تصرخ من دون تدريبات أو طقوس، لوحت بيدك لعبد الكريم و زوجته بعدما اطمأنت عليهما في سرير الحب الملتهب.

كانت الجرائد تنقل أحوال فصائل الصدام، و الجماهير تصنع ملاحمها و أنت متهم بالمس بأمن الدولة. يدخلونك و رفاقك الى ثكنة المكافآت تقديرا لنجاحك في مباراة رفض الظلم و التشهير بجرائم الألغام و تستمر في اختطاف عيون الحسنوات لتثبت لعبد الكريم ان العتاد و العباد لو تجمعوا لأقامت الحمامة البيضاء جسرا مع كل الخيالات و الاوهام.

لقد ادركت منذ العنفوان ان الانتماء ليس سفرا و لا نزهة، و ان الفردوس المفقود يغري الفنانين و الشعراء لابتكار قاموس جديد لامتلاك شروط انسانية افضل.

كانت ريتا تخاطب القاعة المظلمة، و تمسك بمكبر الصوت لأول مرة، و كنت تحدق في شفتيها البرئتين و تحثها على حب الجمهور، حتى و لو جاء يبحث

عن صوفي التي كنت تعشقها و تتقن لغتها.

من مربع الاسمنت، بعثت الأضواء ليقرأ عبد الكريم نسخ الاحكام/المهزلة، معلنا خارطة للحلم و قاموسا للورد و أشعارا للياسمين.

فهل استراح النبض فيك؟

لا، لم تغادر حقول الروح حتى و لو اعياك التاريخ الزائف، و لن تسكنك ايات الشياطين مهما ركب طيفك قوس قزح.

لقد عشت حرا طليقا مليئا بالأحلام، وسط اوضاع التردي و النسيان، باحثا عن عوالم أخرى اكثر دفئا... بعيدا عن فتنة الاساطير.
لا داعي اذا للاستعجال... فمهما تلوت الموت على سريرك، و مهما سافرت ف
عروش التيه الابدي،سيصان عشبك... كما صنت العشب الأخضر فوق قبور أسلافك.



#المريزق_المصطفى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من قتل محمد؟
- رسالة مقتوحة الى السيد رئيس الحكومة
- بنكيران أفيون الشعب


المزيد.....




- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟
- روبرت ريدفورد وهوليوود.. بَين سِحر الأداء وصِدق الرِسالة
- تجربة الشاعر الراحل عقيل علي على طاولة إتحاد أدباء ذي قار
- عزف الموسيقى في سن متأخرة يعزز صحة الدماغ
- درويش والشعر العربي ما بعد الرحيل


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - المريزق المصطفى - ايمن لم يمت...