أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - المريزق المصطفى - رسالة مفتوحة















المزيد.....

رسالة مفتوحة


المريزق المصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 4190 - 2013 / 8 / 20 - 13:33
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    



رسالة مفتوحة إلى كل السادة المشرفين على تدبير قضايا المهاجرين المغاربة بالخارج بالمملكة المغربية

تحية احترام و تقدير و بعد،

السادة المشرفين المحترمين،

نكاتبكم في نفس اليوم الذي كاتبنا فيه السنة الماضية السيد رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران ، عبر رسالة مفتوحة نشرتها أغلب و سائل الإعلام في الداخل و الخارج، قصد التأكيد من جديد على نفس الاهتمامات التي تشغلنا و تقلقنا، و على نفس المطالب التي ظل مغاربة العالم يناضلون من أجلها منذ زمن بعيد، رغم ما جاء به الدستور من اعتراف واضح بهذه الحقوق، و رغم ما جاء في خطاب الملك محمد السادس السنة الماضية بمناسبة ثورة الملك و الشعب - 20 غشت - و قبل ذلك بكثير، من تأكيد على مشروعية مطالب مغاربة العالم.
السادة المشرفين المحترمين،
مرة أخرى، نذكركم بالتضامن الذي أعلنه المئات من المغاربة، بتعدد انتماءاتهم و اختصاصاتهم و توجاهتهم بمناسبة عريضة التضامن مع مغاربة العالم التي و قعها المئات من المواطنين المغاربة من كل صوب و حدب السنة الماضية، و التي لم تحرك أي ساكن لدى الحكومة المغربية بكل أجهزتها و مؤسساتها، كما نذكركم بأن الموقعين على هذه العريضة اعتبروا قضية الهجرة قضية وطنية تهم كل المغاربة أجمعين، خصوصا و أن مغاربة العالم سار عددهم اليوم ما يقارب 4 ملايين، يوجدون في مختلف بقاع العالم، و أن تحويلاتهم تغدي بشكل ملموس الاحتياطي الوطني من العملة الصعبة. كما يعتبرون اليوم، بشكل أو بآخر، جزأ لا يتجزأ من حركة المهاجرين العابرة للقارات و في قلب التحولات السياسية و الاقتصادية التي يشهدها العالم، و الدليل على ذلك هو الاهتمام البالغ و المنقطع النظير الذي باتت تحظى به قضية الهجرة و المهاجرين في المنتديات الاجتماعية الدولية، و في لقاءات رؤساء الدول العظمى و في ندوات دولية مختصة، ناهيك عن تبني هذه القضية من طرف جمعيات المجتمع المدني الحقوقية منها و التنموية، و من طرف الأحزاب السياسية، و مجموعات البحث الجامعية و الأكاديمية، و من طرف مؤسسات الدولة. لكن، تعامل الدولة المغربية مع ملف الهجرة، لا زال لم يرق بعد إلى التعامل المطلوب، و لا زال الاعتراف العملي و الفعلي بحق المواطنة الكاملة للمهاجرين أينما حلوا و ارتحلوا، يراوح مكانه، و لا زال الرأي الاستشاري المتعلق بنقطة المشاركة السياسية و حق مغاربة العالم في الترشيح و التصويت معلقا.
السادة المشرفين المحترمين،
هنا و هناك تجارب متنورة، تستحق الالتفاف حولها و تشجيعها، حتى تكون الهجرة المغربية في مستوى التحديات الكبرى في زمن أصبحت فيه قضية كونية تهم أزيد من 230 مليون مهاجر عبر العالم. فمن دون أن نذكركم بتاريخ الهجرة و المهاجرين المغاربة، و بمسارات تاريخ نشوئها و خصائصها و مشاركتها الفعالة في مسار الديمقراطية و حقوق الإنسان، و مقاومة نسائها و رجالها لسنوات الجمر و الرصاص، و نضالها و مواقفها اتجاه أحداث ووقائع وطنية و عالمية ، و مساهمة نخبة من مثقفيها في الثقافة و الفن بكل تلاوينه؛ و من دون استحضار معانات المهاجرين و جراحهم الدفينة و مأساة البعض منهم جراء العنصرية و الكراهية و الحكرة، و بسبب الاستبعاد الاجتماعي و الهشاشة، لا بد من استحضار ما كان قد أقدم عليه الراحل إدريس بنزكري، الرئيس السابق للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، أياما معدودة قبل رحيله، من برنامج عمل متكامل أعطى انطلاقته يوم 14 فبراير 2007، بهدف تنظيم أوراش عمل و زيارات المهاجرين في مواقع هجرتهم، قصد الاستجابة لمطالبهم.
و سار مطلب الحق في المواطنة الكاملة محور العديد من اللقاءات و المشاورات و المنتديات و الحوارات، و أصبح هذا المطلب حيويا، و خلق دينامية جدية و جديدة غير مسبوقة في كل بلدان الهجرة، استكمل مشوارها الرئيس السابق للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان السيد أحمد حرزني، إلى أن تم تعيين السيد إدريس اليزمي، ارئيس الحالي للمجلس الوطني لحقوق الانسان، رئيسا لمجلس الجالية المغربية بالخارج.
السادة المشرفين المحترمين،
الكل يعلم أن التحولات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية التي بات يعيشها العالم، زادت من تعقيد حل القضايا المرتبطة بالهجرة. لكن، إلى متى ستبقى المقاربة الأمنية و تقارير المصالح المختصة بهذه المقاربة، و نظرية المآمرة، صالحة لكل زمان و مكان؟
إن جزء من المهاجرين ، بدأ اليوم يبحث عن هويات أخرى و عن معنى آخر لحياته الهجروية، بل هناك من ذهب بعيدا و اختار "الجهاد" في العديد من البلدان التي تشهد اليوم صراعات عنيفة و حروب دموية، و للأسف لا يعرف الرأي العام عنها إلا ما تفضحه الصحافة الوطنية و الدولية.
إن إبعاد العديد من الجمعيات التاريخية، و جمعيات الجيل الجديد من الهجرة المغربية إلى الخارج، و عدد لا يستهان به من الأطر المختصة في العديد من مجالات الهجرة، جعل مؤسسات الدولة المرتبطة بالهجرة تضع - من حيث لا تشعر- صورا من الاسمنت بينها و بين جزء من الذاكرة الجماعية للهجرة.
و أنتم تعلمون جيدا، السادة المشرفين المحترمين، ما تشكله الذاكرة الجماعية بالنسبة لكل الشعوب و الحضارات و التجارب.. فكيف نقبل الحديث عن المتاحف و عن بقايا الصور و التحف و المخطوطات و الرسوم، و لا نستحضر من كان وراءها؟ كيف نعجب بما فعله الآخرون بتاريخ الهجرة و المهاجرين و لا نعجب بمغاربة العالم؟ إن التاريخ الكفاحي و النضالي للمغاربة المهاجرين بات إرثا لكل المغاربة، يعترف به الجميع داخل المغرب و خارجه، و لا يمكن أن يمحيه أي كان، فهو يستحق اهتماما خاصا و ينتظر من يصونه من الضياع.
إن من هندس الانتخابات الماضية، و عمل على حرمان و اقصىاء مغاربة العالم من الحق في المشاركة السياسية، و من تنكر لتطبيق ما جاء به خطاب الملك في هذا الشأن، و من لم يحترم بنود الدستور، و من لم يحترم هؤلاء المغاربة، بات عليه اليوم أن يطلع الرأي العام الوطني عن أسباب نزول هذا القرار. إن العقل المتحرر من الحسابات الضيقة و الهادف إلى جعل مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، لا يقبل اليوم أي إهانة للمهاجرين، و أي استهتار بحقوقهم، و لا يمكن ترك اليأس يتسرب إلى حياتهم.

السادة المشرفين المحترمين،
آن الأوان أن يجمع مجلس الجالية أعضاءه ليناقش بشكل شفاف و ديمقراطي واقعه وآفاقه؛ آن الأوان أن يدعو مجلس الجالية إلى مناظرة وطنية من أجل إعادة النظر في الاستراتيجيات المعمول بها حتى الآن في المؤسسات المسؤولة عن ملف الهجرة و المهاجرين؛ آن الأوان لإعلان المصالحة مع كل الأطراف المكونة للهجرة، و التعامل معها بكل إنصاف و تكافؤ من دون تمييز و لا تحقير أو زبونية؛ آن الأوان لتوحيد كل المصالح المتعددة في مؤسسة و احدة/ مؤسسة متعددة الاختصاصات؛ و أخيرا، آن الأوان لفتح علاقات جدية و مسؤولة مع كل الأحزاب السياسية المغربية و الجمعيات الحقوقية و الفاعلين في حقل الهجرة من أجل إطلاق حملة مشتركة للتضامن مع المهاجرين، ضد ما يتعرضون له من تمييز و عنصرية و كراهة و عنف، و التعريف بكل قضاياهم والبحث جماعة عن السبل الكفيلة لدعم مطالبهم هنا و هناك، و العمل على خلق إستراتيجية وطنية للنهوض بحقوقهم في ارتباط منصف و ديمقراطي مع مشاريع المغرب التنموية، لأن المغرب كان و لا زال في حاجة لكل أبنائه.
السادة المشرفين المحترمين،
اعترف مؤخرا السيد عبد اللطيف معزوز، الوزير المستقيل، المكلف بالجالية المغربية بالخارج أن المغرب استقبل في الثلاث سنوات الأخيرة ما يقارب 30 ألف مواطن من المهجر، و ذلك جراء الأزمات السياسية التي عرفتها العديد من البلدان العربية الإفريقية، ناهيك عن عدد من الأسر التي عادت للإستقرار بأرض الوطن بسبب الأزمة الاقتصادية و المالية في بعض بلدان الاستقبال، خاصة من اسبانيا و ايطاليا. هذا الموضوع يستحق من كل المؤسسات التي تشرفون على تسييرها كل الاهتمام و التقدير، خاصة بعدما امتصت بلدان الاستقبال عرق المهاجرين و استغلت قوتهم و يدهم العاملة، و استغلت غياب اتفاقيات حمائية، واضحة و منصفة للمغاربة العائدين إلى أرض الوطن.
نعم، إن عودة هؤلاء المغاربة إلى وطنهم، هو مصدر ربح على مستوى التكوين المهني و طاقة فاعلة، و أهلية حرفية في سبيل تنمية اقتصاد البلاد، لكن لا نعرف هل هي عودة نهائية أم مؤقتة، و لا نعرف هل هي عودة قسرية أم اختيارية، و لا نعرف ما هي أفق و مستقبل هؤلاء العائدين و ما ذا وفرت الدولة لهم و لأسرهم و لأبنائهم؟
السادة المشرفين المحترمين،
و في الأخير، نؤكد مرة أخرى على مسألة دعم تمثيلية مغاربة العالم و تكريس مساهمتهم في الحياة السياسية العامة، و هي القضية التي لم تعد تقبل الانتظار. كما أن العديد من القضايا ذات الصبغة المستعجلة كإعادة النظر في الاتفاقيات بين المغرب و بلدان الاستقبال و قضية التقاعد و المعاشات و الامتيازات الضريبية و توفير الخدمات الاجتماعية، و توفير الشروط اللائقة للعائدين و ذويهم، من أولى الأولويات.
إننا نتذكر جميعا آثار الخطاب الملكي ليوم 20 غشت من السنة الماضية و ما فتحه من أمال، و كيف أعاد النقاش من جديد حول مسألة المشاركة السياسية و تمثيلتها داخل المؤسسات، و هو الخطاب الذي اعتبر فيه ملك البلاد أن المواطنين المقيمين في الخارج يوجدون دوما في صلب الانشغالات و المخططات المستقبلية، و أكد على التفعيل الكامل لمقتضيات الدستور التي تكفل لهم المشاركة في بناء مغرب المستقبل، و التي سوف تخول لهم الحضور في الهيآت المسيرة لمؤسسات جديدة، و ها هي سنة كاملة مرت على هذا الخطاب و لا حياة لمن تنادي.
كما أن التقرير الملزم بتقديمه مجلس الجالية للملك ينتظره الجميع منذ مدة و بفارغ الصبر، لأنه سيفتح لا محالة آفاقا جديدة لنقاشات علمية و ديمقراطية "عبر وطنية". كما أن الإطلاع عليه، و الذي من المفروض أن تكون ساهمت في انجازه كفاءات علمية من داخل المغرب و من خارجه، سيزيد الجميع حماسة و رغبة في تطوير ما يمكن تطويره، و نقد ما يمكن نقده و تجاوز كل ما يعرقل المصالحة التاريخية للمهاجرين.
السادة المشرفين المحترمين،
إن المغرب لنا جميعا/ لكل المغاربة، و لن يكون قويا إلا بالمصالحة العاجلة مع أبنائه، و بحبه و احترامه لهم، و لن يكون ديمقراطيا إلا إذا فتح أبوابه لكل المناصرين للقضايا العادلة، و على رأسها الحق في المواطنة كاملة من دون قيد أو شرط.
و في انتظار تحقيق ما يصبو له المهاجرون و المغاربة عامة، سنظل نشاكس، نناضل، نسائل، نكتب، و نقاوم ... ما استطعنا إليه سبيلا، و السلام عليكم.
المريزق المصطفى، أستاذ، جامعي و فاعل جمعوي
مكناس، 20 غشت 2013



#المريزق_المصطفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان الى الرأي العام الوطني
- جبهة المستقبل
- من أجل الحقيقة كاملة
- لا دين في السياسة و لا سياسة في الدين
- دفاع عن الحرية
- الخصوصية و الضرورة التاريخية
- اغتيال شكري بلعيد...كلنا معنيون
- ايمن لم يمت...
- من قتل محمد؟
- رسالة مقتوحة الى السيد رئيس الحكومة
- بنكيران أفيون الشعب


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - المريزق المصطفى - رسالة مفتوحة