أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عبد الأمير الربيعي - الشاعر محمد كاظم .....ذوق وخيال لعالم الطفولة الجميل















المزيد.....


الشاعر محمد كاظم .....ذوق وخيال لعالم الطفولة الجميل


نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)


الحوار المتمدن-العدد: 4286 - 2013 / 11 / 25 - 21:02
المحور: الادب والفن
    


الشاعر محمد كاظم .....ذوق وخيال لعالم الطفولة الجميل

نبيل عبد الأمير الربيعي

كتب الكثير من الأدباء في مجال ثقافة أدب الأطفال , من خلال الخيال العصري والتاريخي عن الشعر والحكاية الشعبية ,متخذاً شكل الكتب المصورة بالرسوم الجميلة المحببة للطفل , كالنصوص البصرية واللفظية , وقد اتخذت المؤسسات الثقافية التابعة للحكومة منها تابوات تربوية نتيجة التقاليد والأعراف البالية ,كثيراً ما يتم كبح جماح الطفولة ضمن المؤسسة التعليمية ومن خلال بعض الداخلين لعالم أدب الأطفال , ممن خلقوا مشكلة لهذا العالم وأساءوا إليه .
لقد شهدت ثقافة أدب الأطفال في العراق تراجعاً كبيراً ولعل من المفاجأة القول إن أول مجلة للأطفال ظهرت في بغداد في تشرين الثاني عام 1922 هي مجلة (التلميذ العراقي ) ثم عقبتها مجلات اهتمت بأدب الأطفال منها ( الكشاف العراقي , المدرسة , الطلبة , الفتوة , دنيا الأطفال , الجيل الجديد , الأم والطفل , مجلتي والمزمار ) إضافة لملحق جريدة الجمهورية (تموز ) وملحق جريدة طريق الشعب (مرحباً يا أطفال) , في الآونة الأخيرة نلاحظ انحسار وإهمال لثقافة أدب الأطفال من جانب المؤسسات الثقافية والحكومية إضافة للشاعر والقاص , إلا إن الشعراء ناهض الخياط وطارق حسين ومحمد كاظم استمروا بالاهتمام بهذا الجانب رغم هذا الانحسار .
الشاعر محمد كاظم جواد كانَ محلقاً في سماء الإبداع والخيال والحياة والفرح منطلقاً من أرض بابل الحضارة , حيث ولد فيها عام 1957 ونشأ في كنف عائلة طيبة همها كان توفير العيش لأبنائها مثل باقي العوائل الحُلية في ذلك الزمان , اطلع أول مرة على ديوان (الجواهري ) وهو في مرحلة المتوسطة , فأطفأ بمطالعته ظمأهُ , فحفظ منهُ بعض الأبيات الشعرية , كان يلاحقه هاجس الشعر حتى كتب أول قصيدة (الوردة والحديقة) تزينها رسوم الفنان رضا حسن وهو لا يتجاوز التاسعة عشر ونشرت في ملحق تموز ,كانت فترة ذهبية للاهتمام بأدب الأطفال , ومن خلال اهتمامه بهذا المجال نشر الكثير من قصائده من خلال الصحف والمجلات واصدر الدواوين الشعرية الخاصة بأدب الأطفال , كان لنا معهُ هذا اللقاء :

• متى بدأت اهتماماتك الأدبية بأدب الأطفال ؟
• كانت أول قراءاتي في مرحلة المتوسطة من خلال وجود ديواني الشاعر الكبير محمد مهدي الجواري في مكتبة البيت , إضافة لتبادل الكتب بين الأصدقاء واطلاعي على دواوين الشعر لشعراء عرب وعراقيين , كان له تأثير كبير في مجال هاجس الشعر , في تلك الفترة لم أفكر بأدب الطفل في كتاباتي الشعرية , لمحاولات كتابة الشعر مبكرة لي , بدون معرفة الوزن والقافية, مع العلم الدخول في عالم الشعر صعب جداً لأن فيه مستحقات وقوانين خاصة , سواء الشعر العمودي أم الحر ,وبهذه الحالة قد تحكم القصيدة بالفشل إن لم يعرف الشاعر هذه القوانين والمستحقات .

• هل للمطالعة الدور في خلق أديب أو شاعر يتمتع بمؤهلات أدبية ؟
• المطالعة لها الدور الكبير لتحسن واقع الشاعر الأدبي , من خلال حفظ القصائد لعمالقة الشعر , وأذكر قد حفظت ديوان ( آخر الليل) للشاعر محمود درويش كاملاً , إضافة إلى حفظ بعض قصائد المتنبي , فأصبحَ خزين لي في مجال الشعر , حتى تعرفت على أدوات الشعر , فقد نشرت أو قصيدة هي ( الوردة والحديقة) في ملحق تموز فترة السبعينات ولكن كانت قصيدة أخرى هي الأولى (أزهار الوطن) أرسلت لملحق جريدة طريق الشعب (مرحباً يا أطفال) إلا إن تأخر نشرها فكانت القصيدة الأولى في مجال أدب الأطفال ( الوردة والحديقة ) مع العلم أني أكتب الشعر في مجال أدب الكبار وهو مجال اهتمامي , ولا أنسى الفضل للناقد الأدبي الحُلي الراحل عبد الجبار عباس وهو من أعز أصدقائي , فكان يساهم في نشر قصائدي في جريدة الراصد العراقية منتصف السبعينات , حيث كان الوضع السياسي جيد في ظل تحالف جبهوي بين الحزب الحاكم والقوى السياسية الأخرى ومنها الحزب الشيوعي العراقي , لكن بعد تردي الوضع السياسي بسبب انفراط عقد التحالف الجبهوي عام 1978ومطاردة أعضاء القوى اليسارية فقد أثر ذلك تأثير سيء على مسيرتي الشعرية , وقد دفعت ثمن ذلك , بعدَ هذا الحدث المهم زامن حدث الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت لثمان سنوات .

• ما هي فترة بداية اهتماماتك الأدبية بثقافة أدب الأطفال ؟
• كشاعر لي رؤيا وتطلعات واهتمامات لأدب الأطفال منذُ منتصف السبعينات , لكن الذين كتبوا في هذا المجال قبلي لم يعرفوا قوانين الكتابة في أدب الطفل , كانوا يفهمون بأن الكتابة للطفل مجرد وعظ وإرشاد ونصائح ليس إلا , مثل ( لا تفعل) وهذه العبارات لا يرغب لها الطفل , يتصورون إن الطفل صفحة مليئة بالأخطاء , مع العلم إن النصائح بهذه الطريقة خطأ من ناحية تربية الطفل وهذا ما يؤكده علماء النفس والاجتماع , الطفل صفحة بيضاء فعلى الأديب الكتابة للطفل وفق المرحلة العمرية والواقع الثقافي الذي يعيشهُ المجتمع إضافة للواقع النفسي , فقد كتب الكثير من الأدباء بحق الطفولة منهم ( الرصافي والزهاوي والحلي), لكن أفضل من كتب في أدب الأطفال هو الراحل ( باقر سماكة ) حيث كتبَ بحدود تسعة قصائد للطفل من خلال طلب مديرية المناهج التعليمة للمرحلة الابتدائية .

• أول قصيدة نشرت للشاعر محمد كاظم خاصة بأدب الأطفال؟
• مثل ما ذكرت كانت أول قصيدة بعنوان (أزهار الوطن) أرسلت لملحق جريدة طريق الشعب (مرحباً يا أطفال) إلا إنها تأخر نشرها وكان إحباط لي , ولكن كتبت قصيدة أخرى بعنوان (الوردة والحديقة) أرسلتها لملحق جريدة الجمهورية (تموز) فتم نشرها من خلال الملحق الذي كانت تشرف عليه الأديبة أمل الشرقي, وهنالك موقف لا أنساه من خلال مراجعتي لملحق تموز الخاص بأدب الأطفال وجدت الأديبة أمل الشرقي في نقاش حاد مع الأدباء المعروفين لعدم نشر نصوصهم الخاصة بمجال أدب الأطفال وعند السؤال عن النص المقدم من قبلي أخذت تبحث في اضبارة خاصة للنصوص المرفوضة ثم بحثت في أخرى للنصوص الجيدة فلم تجد النص ,ثم سألتني ما عنوان النص كان جوابي ( الوردة والحديقة ) فكانت تردد النص الشعري وهي معجبة به وتمنت لي مستقبل زاهر في مجال الأدب ,وقد أثنت على يدي باعتباري شاعر لي مستقبل , فتم نشر أغلب قصائدي في ملحق تموز, كانت هنالك أسرار للعاملين في هذا الملحق , أغلب العاملين في الملحق ذات الفكر الشيوعي,كتب بهذا الملحق كل من ( عدنان حسين, شريف الجميلي, خيون ديوان الفهد,) إضافة لنشرنصوصهم في ملحق جريدة طريق الشعب , لكن هذا الأمر لم يستمر بسبب الوشاة والمتابعات والمراقبات لهم , حتى رفضت الجريدة نشر قصائدهم في ملحق تموز , واعتبر بعض المقربين للسلطة إن ملحق تموز هو ملحق تابع لجريدة طريق الشعب , فمنعنا من النشر عام 1978 .
بعد فترة نشر ملحق (مرحباً يا أطفال) قصيدتي الأولى , فأول قصيدة كتبتها هي بعنوان ( أزهار الوطن) , لجريدة طريق الشعب الدور في تخرج أجيال من الكتاب والأدباء والشعراء أمثال( نبيل ياسين وغازي الفهد وإبراهيم البهرزي وناهض الخياط وفاضل الربيعي وناجح المعموري وباسم عبد أسود ) وقد خلقت جيل من المثقفين.
تم الاهتمام بأدب الأطفال بعد اطلاعي على ثقافة أدب الطفل ومستحقات الكاتب والشاعر في هذا المجال من مراجعة علم نفس الطفل وقاموس الطفل الواسع من المصطلحات والمعلومات وماذا يحب وماذا يكره , إضافة إلى دراسة المراحل العمرية للطفل , وقد استمرت الحكاية والموروث الشعبي في الكتابة في أدب الطفل , الشاعر الذي يكتب في هذا المجال يلاقي صعوبة بسبب غياب الخلفية الثقافية للتعامل مع أدب الطفل , فقد كتب الشاعر ( أحمد شوقي) في هذا المجال , إضافة إلى الكاتب الفرنسي ( لافونتين) الذي كانت كتاباته ليس للطفل وإنما كتب على خرافات كل ليلة ودمنة , بطلها الحيوان ولكن هدفها الكبار, أي لبس أشخاص قصته القناع , ولكن عند ذكر هذا الأديب يعتبره البعض قد كتب بمجال ثقافة أدب الأطفال وهذا غير صحيح.

• ما هي الأسباب الحقيقية لتراجع أدب الأطفال في العراق للفترة الأخيرة ؟
• العراق البلد الذي سبق العديد من الأقطار العربية في خوض الغمار في ثقافة أدب الأطفال , لكن نجد اليوم تراجعاً ملحوظاً في هذا الميدان الإبداعي, ولعل من المفاجأة القول إن أول مجلة للأطفال ظهرت في بغداد في تشرين الثاني عام 1922 هي مجلة ( التلميذ العراقي) ثم تعاقبتها مجلات أخرى اهتمت بأ دب الأطفال منها ( الكشاف العراقي, المدرسة, الطلبة , الفتوة, دنيا الأطفال , الجيل الجديد, الأم والطفل , ثم مجلتي والمزمار ) هذا إضافة لملحق جريدة طريق الشعب ( مرحباً يا أطفال) وملحق الجمهورية ( تموز ) , لكن في الآونة الأخيرة نلاحظ انحسار وإهمال واضح في ميدان أدب الطفل من جانب الأديب والمؤسسة الثقافية .
فترة السبعينات اهتمت الدولة من خلال مؤسساتها الثقافية بأدب الأطفال من خلال مجلة ( مجلتي والمزمار) , هذه المرحلة كانت تمر بالعصر الذهبي من خلال التمويل الحكومي , لكن هذا التمويل سيّس لأهداف الدولة من خلال استخدام مبادئ البعث والحرب مع إيران, كانت ثقافة تعبوية بما تمثل ثقافة العنف والسلطة , مما أدت إلى فساد هذه الثقافة ,فتحولت (مجلتي والمزمار) ومطبوعات الأطفال لهذه الثقافة التعبوية .

• ما هي السمات الأساسية للشخصية , وهل تبدأ من الطفولة ؟
• شخصية الفرد تبنى من خلال بناء شخصية الطفل وبثقافة علمية وطرق حديثة , هنالك مفاهيم محببة وقريبة للطفل , ومن الممكن استغلالها من قبل الأديب الذي اختص بثقافة أدب الأطفال , منها مملكة الحيوان , الطفل يعطيها مدخل محبب , أي أن يلبس الشعر المقدم للطفل قناع مملكة الحيوان , مع العلم إن هنالك ثوابت للطفل من خلال تربيته البيتية , منها إن الذئب معروف بالغدر والثعلب مكار والأسد يمتلك القوة والحمار يتصف بالغباء , هذه المفاهيم قد استهلكت بمجال أدب الطفل , المفروض على الشاعر أن يتخذ آفاق أخرى , وهذا ما لمستهُ من خلال زيارتي الأخيرة لبيروت , فكانت هنالك آفاق جديدة مختلفة عما يحصل الآن مثل استخدام مواضيع ما يخص ( الجنس, الموت , التوحد , الطلاق , العوق) هذه الأفاق غير موجودة الآن وعلى الشاعر أن يستغل هذه الآفاق للكتابة بمجال أدب الطفل , مع العلم انها تحتاج للجرأة من قبل الشاعر , فقد كتب بعض أدباء الطفل في بيروت في هذا المجال , علينا أن نعلم الطفل من خلال الأدب حُب الحياة والأخلاق الفضيلة ومساعدة الآخرين , ولكن ليس بطريقة النصح والأمر , أي من خلال القصيدة التي تحتوي على الموسيقى واللغة , الطفل يحب الإيقاع منذ الولادة , إي الإيقاع بالفطرة .
• نلاحظ أغلب الأدباء ومن يكتب بأدب الأطفال يستخدم الحكاية الشعبية التي تشوه الواقع العربي من خلال قصص (علي بابا والأربعين حرامي), البعض انتقد ذلك باعتبار إن العربي يمثل السارق؟
• من الممكن للأديب أن يوظف الحكاية الشعبية بالشكل الجيد , أي الخروج من النص الذي يمثل الشرير وتشذيب ذلك , مثال ذلك شخصية ( كلكامش) , بإمكاني الكتابة في هذا المجال, لأن كلكامش قد بحث عن الخلود وهو يمتلك هدف سامي, فنفهم الطفل من خلال القصة أو القصيدة عن هذا الهدف .

• هنالك إهمال من قبل المؤسسات الحكومية الراعية لثقافة الطفل, فقد أهملت مكتبة الطفل سواء كانت عامة أم المكتبة المدرسية , إضافة لإهمال جانب أدب الأطفال؟
• من الصعب وضع مكتبة خاصة للطفل بسبب عصر التكنلوجيا و المعلوماتية , إذ وفرت هذه التقنية كل ما يحتاجه الطفل ,من خلال زيارتي لبيروت لاحظت إن هنالك طريقة تستخدمها دور النشر الخاصة بثقافة الأطفال, من خلال إقامة المعارض تدعوا دور النشر الخاصة بالأطفال المدارس لزيارتها على شكل دفعات , لكن إذا أصدرت دور النشر كتب ومجلات الأطفال وطرحت ذلك في الأسواق من غير الممكن اطلاع الأطفال عليها , فمن خلال تعاون وزارة التربية مع دور النشر واطلاع التلاميذ على معارض الأطفال , يكون من الأفضل لاقتناء الأطفال قصص وأدب الأطفال , إضافة لوجود كُتاب حكواتي في معارض دور النشر, فالتلاميذ ينجذبون لشراء واقتناء القصة من خلال هذه المعارض .

• التعليم الابتدائي في العراق قد أهمل جانب أدب الأطفال, وقد تم الاهتمام بالكتب والمناهج الرسمية, ولم يدعوا التلاميذ لمطالعة أدب الأطفال؟
• السبب الحقيقي وراء ذلك عدم توجيه المعلم للاهتمام بثقافة أدب الأطفال فمن الضروري دخول معلمي المراحل الأولى دورات تخص التعامل مع الطفل وكيفية توصيل المعلومة من خلال أدب الأطفال , والاهتمام بالمكتبة المدرسة وتزويدها بالكتب الضرورية والمحببة للطفل , إضافة إلى ذلك أن تهتم وزارة التربية بثقافة المعلم , فهو القدوة أمام التلاميذ , فمن الضروري الاهتمام بمتابعة الطفل من خلال المطالعة وتوفير القصص والمجلات لهُ وتعليمه كيفية الاستعارة من المكتبة المدرسية وزيارتها المتواصلة ,من الأسباب الأخرى لتراجع ثقافة أدب الأطفال بسبب عدم توفر دور نشر في العراق تهتم بثقافة أدب الطفل , وهنالك ضعف في المطبوع من قبل دار ثقافة الأطفال , وحتى لو تم الطبع فلم يصل للمحافظات , مع العلم إن مجلتي والمزمار كانت تطبع فترة السبعينات بـ(250000) نسخة والآن تطبع أقل من (7500) نسخة , كانت تطبع أكثر من مئة عنوان سنوياً والآن لا يطبع إلا عشرة عناوين خلال العام , رغم إن الكتب والمجلات مدعومة من قبل الدولة ,إضافة إلى أن آلية التوزيع غير صحيحة, ولو قارنا ذلك مع الدول الأوروبية نلاحظ إن كتاب الطفل والمجلة تصل لجميع المدن وحتى إلى الخطوط الجوية التي توزع من خلالها .
الطفل العراقي لا يعرف كيف يختار القصة, لأن الأب هو الذي يختار له القصة أو المجلة, لكن في بيروت لاحظت أن الطفل هو من يختار الكتاب من خلال إقامة معرض الكتاب الخاصة بأدب الأطفال, وقد ينجذب للكتاب من خلال العنوان أو الرسم أو الغلاف , والطفل هو من يدفع المبلغ لا ذويه.

• كيف يتم إزالة ما أصاب الطفل من مخلفات الحروب والعنف الذي أصاب البلد , وهل للأديب دور في ذلك؟
• للكاتب والشاعر الدور الكبير في تكوين شخصية الطفل وإزالة ما علق بذهن الطفل من مخلقات هذه الكوارث التي إصابة العراق , شعراء الأطفال في الوقت الحالي قلة ويعدون على أصابع اليد , مع العلم البعض كتب في مجال أدب الأطفال ولكن أما هاجر من البلد أو ترك الكتابة في هذا المجال , لأن أدب الطفل غير ذات مردود مادي جيد , وحتى من خلال الشهرة البعض ينظرون لشاعر أدب الأطفال غير ذات أهمية , أي البعض يصف أديب الأطفال بـ( أطفال الأدب) بسبب الثقافة التي يحملها في واقعنا الاجتماعي , إضافة إلى قلة التخصيصات المالية السبب الآخر في ضعف الإصدار في أدب الأطفال ,دار ثقافة أدب الأطفال كادرها جيد وكبير والعدد مهول كباقي مؤسسات الدولة , من الرسامين والكتاب ولكن ضعف التخصيص المالي أدى إلى في توقف مجلة مجلتي لمدة ستة أشهر عن الصدور .

• هل لثقافة أدب الأطفال مسؤولية وليست متعة كما يفهما البعض ؟
• ثقافة أدب الأطفال مسؤولية تقع على عاتق المؤسسات المختصة بهذا الشأن وكذلك الكاتب والرسام ,فالبحث عن الاهتمام بهذا الجانب الجميل والانتقال بالطفل لعالم مملوء بالأخلاق الفضيلة و بطريقة جمالية تتمكن من نقلها للطفل من خلال القصة والشعر ووفق تطورات العصر الحديثة , وقد تعمقت بدراستي في هذا المجال وقراءتي لأدب الطفل ,من خلال دراستي للمراحل العمرية , والاهتمام بكيفية استخدام الرسم والصورة , ومن ثم تعلم الطفل القراءة , وهذه تبدأ من خلال إدراك الطفل , فهنالك مواصفات خاصة لكتاب الطفل منها الغلاف والشكل الهندسي واللون ونوعية الورق.

• هل التراجع بثقافة أدب الطفل يؤثر بشكل كبير على ذهنية الفرد العامل في المجتمع العراقي ؟
• إذا لم تكن هنالك أكثر من نافذة للنشر في مجال ثقافة أدب الطفل , فيؤدي بالأديب إلى العزوف للكتابة في هذا المجال , وإصابتهُ بالإحباط , عكس أدب الكبار , وقد غادر الكثير من أدباء ثقافة الأطفال بسبب عدم توفر دور النشر وعدم إمكانية نشر منتوجاتهم القصصية والشعرية في هذا المجال , فقد كتبت في هذا المجال أسماء لامعة خلال فترة السبعينات , لكن الأغلبية هاجروا من الكتاب والشعراء والرسامين, مع العلم إن الرسام في مجال ثقافة أدب الأطفال أهم من الكاتب , ويكلف الرسم في الوقت الحالي الجهد الكبير , لكن بتطور التكنلوجيا أصبح الرسم الآن بجهاز الكمبيوتر وهو أمر سهل , وهنالك يوجد مصمم خاص لأدب الأطفال من خلال استخدام جهاز الكمبيوتر , و يختار الألوان والعناوين المحببة للأطفال .

• هل توجد مؤسسة مهنية أهلية خاصة بثقافة أدب الأطفال ؟
• توجد مؤسسة أهلية تهتم بثقافة أدب الأطفال في مدينة النجف الأشرف هي ( دار البراق ) إضافة إلى دار ثقافة الأطفال الحكومية والتابعة لوزارة الثقافة .

• ما هو تعليقك على إلغاء جريدة طريق الشعب الغراء لملحق ( مرحباً يا أطفال) في الفترة الأخيرة؟
• عمل الكثير من الأدباء والرسامين في هذا الملحق ,وقد اهتم بهذا الملحق الشاعر كفاح عباس , فهو شاعر مبدع وإنسان حريص في عمله وتتوفر فيه مقومات الإنسان الكفوء , كان الملحق فترة السبعينات صفحة كاملة ثم تحول إلى ملحق لثمان صفحات , لكن تفاجئنا في الفترة الأخير بإلغاء هذا الملحق الرائع الذي أهتم بثقافة أدب الأطفال, لا يمكن إلغاء تأريخ الملحق الذي بدأ الصدور منذ السبعينات وقد رفدت الملحق بالكثير من القصائد الخاصة بالأطفال , مهما كان العذر فإلغاء الملحق أمر صعب وهو يخص ثقافة الطفل العراقي المتابع , للملحق تأريخ عريق بمجال ثقافة الطفل ومن الضروري أن يعود إصدار الملحق ولي استعداد لدعمه بالقصائد الخاصة بمجال الطفولة , وهي نافذة جيدة .
• أثناء الندوة التي أقامها البيت الثقافي في بابل يوم 13-3-2013 , كان للشاعر محمد كاظم تعليق من خلال الحوار "إن أدب الأطفال تراجع ولي شعور بخيبة أمل بأدب الأطفال وصعوبة ولادة شاعر بهذا المجال" .... ما تعليقك ؟
• هناك أسماء غادرت الميدان , ولو قارنا بين فترة السبعينات وهذه الفترة فبإمكان أي شاعر لو توفرت لديه الظروف أن يكتب بأدب الطفل , هنالك الكثير من الشعراء كتبوا بأدب الأطفال منهم( عبد الزهرة زكي , حميد قاسم , سعد جاسم , صلاح حسن , عبد الرزاق الربيعي , حاتم الصكر, محمد جبار حسن , جليل خزعل , محمد مهدي حبيب , فاضل الكعبي ) والكثير الكثير , الآن غابت هذه الأسماء للكتابة في مجال ثقافة الطفل , لأسباب منها ترك هذا المجال على سبيل المحاولة , والبعض هاجر للخارج , والآخر تخصصوا كشعراء للأطفال منهم " محمد كاظم وناهض الخياط وطارق حسين ", مع العلم إن أدب الأطفال ارتبط بالشاعر محمد كاظم والسبب , لأني في فترة معينة كتبت الكثير في أدب الأطفال مع العلم إني أكتب شعر للكبار ولي ديوان (الطائر الذي ابتل بماء الشمس) وقد حاز على إعجاب الشعراء والنقاد ,, شكلَّت تلك المجموعة الضاجة بقلق السؤآل، بالسخرية، بالهموم ، بالشهوات المكبوتة ، والنزوات الغائرة، سيتلمسها القاريء حالما يستنطق هذا الدفق الشعري، الذي يمثل كل المراحل، والمحطات التي مرت بها تجربتي الشعرية , لكن أدب الأطفال لم أهملهُ وأنا اعتز للكتابة للأطفال , مع العلم إن شعراء العراق أفضل من كتب بأدب الأطفال .

النصوص الأدبية للشاعر :
ياعَمّي الطَيب
ياعَمّي الطَيب
خُذ هذي الورده
من قلب طيّب
يمنح ما عنده
خذها.. خذها للعمال
لتغني أغنية المعمل
خذها.. خذها للأطفال
كي تحكي قصتها الأجمل


الوردة والحديقة
قد جاءنا المعلم
قال لنا: هيا ارسموا
فقلت ماذا نرسم؟
قال ارسموا افراحكم
ببهجة وابتسموا
في وطن النخيل
أنا رسمت وردة
حمراء كالأصيل
........
يا طير
قالَ الطير
صباح الخير
قلنا أهلاً
بكَ يا طير



#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)       Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قاعة دار الود في بابل تستضيف الدكتور جواد بشارة في حوار (الص ...
- جماعة الجندول في بابل و أمسية الاحتفال بالروائي حامد الهيتيي
- العولمة ..تعريفها..أنواعها..نشأتها..نقدها (الجزء الثالث)
- العولمة ..تعريفها..أنواعها..نشأتها..نقدها (الجزء الثاني)
- العولمة ..تعريفها..أنواعها..نشأتها..نقدها-1-3 (الجزء الأول)
- الباحث عامر جابر تاج الدين يؤرخ لمدينة الحلة الفيحاء من النا ...
- التحولات الدستورية في العراق بين الأمس واليوم
- محطات من حياة وفكر هادي العلوي للباحث مازن لطيف
- أحد أهم قضاة العهد الملكي العراقي...القاضي داود سمرة
- بلقيس حميد حسن وهروب الموناليزا
- شاعر العرب الكبير الجواهري و ثورة 14 تموز 1958 وزعيمها عبد ا ...
- مملكة أومّا... حضارة وادي الرافدين الموغلة في القدم
- الفنان التشكيلي حزام عطية النصار...ودورة في الحركة الوطنية و ...
- العالم العراقي (جليل كريم أحمد )...أحد أهم خمسة علماء في الك ...
- يعقوب بلبول ...الأديب الذي وقف في طليعة الأدباء العراقيين ال ...
- دافيد صيمح.....الشاعر العراقي المتمسك بنظم ودراسة الشعر العر ...
- مراد ميخائيل ...الشاعر الذي أول من كتب قصائد النثر
- اسحق بار موشيه... الروائي الذي نتطلع إلى عبق التراث والشخوص ...
- إيلي عمير ...الروائي الذي عرّف الآخرين بالحضارة العربية من خ ...
- مجلة نهرايا ...وذاكرة العراق التراثية والثقافية


المزيد.....




- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عبد الأمير الربيعي - الشاعر محمد كاظم .....ذوق وخيال لعالم الطفولة الجميل