أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - نبيل عبد الأمير الربيعي - أحد أهم قضاة العهد الملكي العراقي...القاضي داود سمرة















المزيد.....

أحد أهم قضاة العهد الملكي العراقي...القاضي داود سمرة


نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)


الحوار المتمدن-العدد: 4176 - 2013 / 8 / 6 - 14:52
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    



اهتم أبناء الطائفة اليهودية في العراق بالتعليم ونشر الوعي الفكري والثقافي من خلال بناء المدارس و توفير المناهج التعليمية وفق الطراز الأوربي الحديث , فقد "أسست الطائفة أول مدرسة عام 1830 لتعليم التوراة وأصول الدين ومبادئ القراءة والكتابة والحساب وفي عام 1864 أسست جمعية الإليانس الإسرائيلية الفرنسية مدرسة عصرية ابتدائية ومتوسطة للبنين, وأخذت تدرّس العلوم واللغات بالإضافة إلى اللغتين العبرية والعربية والديانة الموسوية ...ثم أسست الجمعية الفرنسية سنة 1893 مدرسة للبنات لعلها كانت أول مدرسة للبنات في العراق"(1), كان الاهتمام بالجانب التعليمي من قبل الطائفة كي ينالوا أبنائهم الشهادات العليا والعمل في الوظائف الحكومية , ففي مطلع القرن العشرين أخذ أبناء الطائفة بالتطلع لدراسة الحقوق في استنبول وفي طليعتهم " نعيم زلخة وداود سمرة ويوسف إلياس" الذين نالوا إجازة الحقوق عام 1905 من مدرسة الحقوق في استانبول وعادوا إلى بغداد للعمل وفق اختصاصهم , لكن في بغداد افتتحت مدرسة الحقوق عام 1908 فانتمى إليها عدد غير قليل من الشباب ومنهم " صالح قحطان وإبراهيم الكبير وروبين بطاط وعبودي سيتي وإبراهيم خزوّم وسليم اسحق وغيرهم "(2).
ساهم أغلب هؤلاء الحقوقيين في نشر مقالاتهم في المجلات , وقد عرف بذلك صالح قحطان الذي ولد في بغداد عام 1893 وعمل مستشاراَ حقوقياً لدى وزارة المالية عام 1922 وانتخب نائباَ عن بغداد عام 1939, كما عمل القاضي داود سمرة في مجال القضاء في الحقبة الملكية وكان من أبرز قضاة العهد وقتذاك , حيث اختارته محكمة التمييز في سنة تأسيسها نائباَ للرئيس وهو أول عراقي يشغل هذا المنصب , أما رئيس محكمة التمييز فكان بريطاني الجنسية, استمر سمرة بهذا المنصب لمدة ثلاثين عاماَ ولم يتركه إلا باختياره.
ولد القاضي داود سمرة في بغداد في " 2 طبيث5638 عبرية المصادف في أوائل كانون الثاني سنة 1878 ميلادية من أبوين عثمانيين هما حسقيل وكحيلة"(3), أكمل داود سمرة دراسته الابتدائية في مدرسة الأليانس (school) ببغداد, فدرس اللغات كل من العبرية والعربية والانكليزية والفرنسية وبعض العلوم, وقد كان من الطلبة المتفوقين على دفعته في الدراسة الابتدائية , ثم أكمل الدراسة الإعدادية في الإعدادية الملكية عام 1894, ويذكر القاضي سمرة في مذكراته" كانت المدرسة مؤلفة من سبعة صفوف , ثلاثة ابتدائية وصفان للمتوسطة وصفان للإعدادية, لكن التلاميذ المتفوقين على الدفعة في الإعدادية وعدهم مديرهم سليم سامي بأن يسعى لإرسال الطالبين الأولين من الصف المنتهي إلى استانبول للالتحاق بالمدارس العالية على نفقة الحكومة"(4), لكن صديقه الحميم نعيم زلخة قد طلب منهً أن يترك وعد المدير ويسافر سويتاً لغرض الدراسة , وقد لجأ نعيم إلى أحد معارفه وطلب منه أن يواجه كبير الحاخاميين في بغداد(يوسف حييم) لكتابة رسالة إلى رئيس الطائفة الإسرائيلية في الإستانة لغرض تأمين معيشة الطالبين على نفقة الطائفة طيلة أيام دراستهم في تحقيق ذلك , فسافروا من بغداد في أوائل أيام آب عام 1899 فكانت سفرة شاقة على البغال من بغداد إلى حلب حسب ما يذكره سمرة في مذكراته ص22 مروراَ بالفلوجة ودير الزور ثم حلب فالاسكندرية عن طريق البحر الأبيض المتوسط بواسطة باخرة حتى وصولهم استنبول في 14 أيلول عام 1899.
كان هم داود سمرة ونعيم زلخة تحقيق أمانيهم واعتمادهم على رسالة الحاخام (يوسف حاييم) لرئيس الطائفة الاسرائيلية في الاستانة, إلا أن أمانيهم باءت بالفشل لأن كان رد رئيس الطائفة في الاستانة (إن المبالغ تصرف على المحتاجين ولا يمكن صرفه على طلاب المدارس) , وبجهود ومعاناة يومية قد تحقق هدفهم لتوفير وسائل العيش والراحة والدراسة من خلال اتصال داود سمرة بأحد أقاربه لأمه وهو رجل ثري معروف كان يسكن بغداد ورحل لغرض العمل في استنبول لغرض التجارة, فخصص لداود سمر نصف ليرة تركية شهرياً مقابل تحريره المكاتبات من الفرنسية إلى التركية والعربية والعبرية في أوقات الفراغ حتى يوم تخرجه وقد نال إجازة مدرسة الحقوق وعاد إلى بغداد في نيسان عام 1905.
مارس داود سمرة" المحاماة في بادئ الأمر, ثم عين حاكماَ في محكمة استئناف الموصل (تشرين الأول 1909) فمحكمة استئناف بغداد( كانون الثاني 1910) ونقل في آيار 1914 م إلى الشام فآثر الاستقالة واستئناف مزاولة المحاماة"(5).
شغل سمرة وظائف هامة في القضاء العراقي بدءاَ من عضوية استئناف محكمة الموصل ثم محكمة بغداد فمحكمة تمييز بغداد , حيث شغل المنصب زهاء خمسة عشر عاماَ ليصبح نائب رئيسها حتى تاريخ اعتزاله عام 1946 , لكن في نفس الوقت كان سمرة يقوم" بالتدريس في كلية الحقوق(1919-1951) ووضع كتاباَ في أصول المرافعات الحقوقية وقانون محاكم الصلح والإفلاس والتنفيذ ,أعيد طبعها مراراَ"(6).
عمل سمرة في ديوان التدوين القانوني , فكان له دوراَ في كتابة قانون الحكام والقضاة رقم(31)لسنة1929 والقانون الذي حل محلهً رقم(27)لسنة1945 وقانون الخدمة القضائية رقم(58)لسنة 1956 والقانون المدني رقم(41) لسنة 1951 وقانون المرافعات المدنية والتجارية رقم(88) لسنة 1956 , كان له دور في كتابة أول دستور عراقي لسنة 1925.
من المعروف عن القاضي داود سمرة انه يمتلك القدرة في أحكام الشريعة والفقه الإسلامي بحكم دراسته لها وتوليه القضاء على وفق أحكامها الفقهية في النزاعات و الخصومات حتى عام 1955 , ويعرف عن سمرة إن له مجلس ثقافي عام يعقده في داره ببغداد تناقش مختلف المواضيع من لغة وتأريخ وثقافة وأدب وفلسفة وموروث شعبي وفقه إسلامي , كما إنه يتميز بفلسفته القانونية والقضائية التي برع فيها أكثر من غيرها.
حصل القاضي داود سمرة أبان العهد الملكي على وسام الرافدين من الدرجة الرابعة ومن النوع المدني عام 1932 , وقد منحهً الوسام جلالة الملك فيصل الأول تقديراً لخدمته في القضاء والتدريس.
رحل داود سمرة عن الحياة عام 1960 وقد تجاوز من العمر (82) عاماَ , وقد قدم للمكتبة القانونية مصنفات ومؤلفات في القانون منها :
1)شرح قانون الجزاء
2) شرح قانون الإجراء
3)شرح قانون أصول المحاكمات الحقوقية
4)شرح قانون المحاكم العلمية
5)قانون أحكام الصلح المؤقت وما يتعلق به من الأنظمة والبيانات
6)مذكرات داود سمرة نائب رئيس محكمة تمييز العراق عن دار ميزوبوتامبيا
عرفت الأوساط الثقافية العراقية داود سمرة "فقيهاَ ضليعاَ وحاكماَ صلباَ نزيهاَ لا تأخذهَ في الحق لومة لائم, معتزاَ بحرمة القضاء, معتزلاَ للمجتمع خشية التأثر في أحكامه القانونية "(7). غادرت عائلة داود سمرة العراق عام 1971 بعد مضايقات رجال الأمن أبان حكم البعث , وكان من ضمن أبناءه فريد داود سمرة الذي عمل مهندساَ في مديرية البريد والبرق العامة , فقد انتخب نائباَ عن البصرة ثم بغداد, وقد مارس الأعمال التجارية المختلفة حتى رحيله من الحياة عام 1982.

المصادر
(1) يوسف غنيمة – نزهة المشتاق في تاريخ يهود العراق ص305
(2) نفس المصدر السابق ص227
(3) مذكرات داود سمرة ص9 عن دار ميزوبوتاميا
(4) مذكرات داود سمرة ص15
(5) مير بصري-اعلام اليهود في العراق الحديثص73
(6) مير بصري- اعلام اليهود في العراق الحديثص74
(7) يوسف غنيمة- نزهة المشتاق في تأريخ يهود العراق ص278



#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)       Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلقيس حميد حسن وهروب الموناليزا
- شاعر العرب الكبير الجواهري و ثورة 14 تموز 1958 وزعيمها عبد ا ...
- مملكة أومّا... حضارة وادي الرافدين الموغلة في القدم
- الفنان التشكيلي حزام عطية النصار...ودورة في الحركة الوطنية و ...
- العالم العراقي (جليل كريم أحمد )...أحد أهم خمسة علماء في الك ...
- يعقوب بلبول ...الأديب الذي وقف في طليعة الأدباء العراقيين ال ...
- دافيد صيمح.....الشاعر العراقي المتمسك بنظم ودراسة الشعر العر ...
- مراد ميخائيل ...الشاعر الذي أول من كتب قصائد النثر
- اسحق بار موشيه... الروائي الذي نتطلع إلى عبق التراث والشخوص ...
- إيلي عمير ...الروائي الذي عرّف الآخرين بالحضارة العربية من خ ...
- مجلة نهرايا ...وذاكرة العراق التراثية والثقافية
- قصر اليهودي العراقي شاؤول شعشوع ....في بغداد العاصمة
- مذكرات سجان ..بعد خراب البصرة للكاتب جاسم المطير
- دار ثقافة الأطفال في بابل والحوار في قصيدة الطفل
- قراءة في كتاب (مبغى المعبد) للكاتب عبد الرزاق الجبران
- البزوغ والأفول في تأريخ يهود العراق الحديث للكاتب والباحث ما ...
- رينيه دنكور ملكة جمال العراق لعام 1947
- إلى الشَهيد سَلام عادِل .. يا رَفيقي .....أخَذوك إلى اللَيل ...
- مدينة البصرة واسمها الآرامي
- شذرات وطنية مشرقة من ذكرى وثبة كانون الثاني عام 1948


المزيد.....




- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...
- جامعات أميركية تواصل التظاهرات دعماً لفلسطين: اعتقالات وتحري ...
- العفو الدولية تدين قمع احتجاجات داعمة لفلسطين في جامعات أمري ...
- اعتقالات بالجامعات الأميركية ونعمت شفيق تعترف بتأجيجها المشك ...
- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - نبيل عبد الأمير الربيعي - أحد أهم قضاة العهد الملكي العراقي...القاضي داود سمرة