أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نايف عبوش - مجالس الدواوين..موروث اجتماعي رمزي بحاجة تفعيل














المزيد.....

مجالس الدواوين..موروث اجتماعي رمزي بحاجة تفعيل


نايف عبوش

الحوار المتمدن-العدد: 4282 - 2013 / 11 / 21 - 21:34
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


مجالس الدواوين..موروث اجتماعي رمزي بحاجة تفعيل
نايف عبوش
المضايف،والدواوين في الريف ظاهرة اجتماعية متوارثة جيلا بعد جيل،وهي مفتوحة للجميع من المرتادين من الربع،والضيوف،وعابري السبيل،وهي بالإضافة الى ذلك، بمثابة منتدى عام للتسامر،والمطارحات الشعرية،وفض النزاعات وتقاليد الفصل العشائري،التي تسدل الستار،على الكثير من النزاعات العشائرية المعقدة، التي يعجز أحيانا عن حلها القضاء التقليدي في المحاكم. وتبقى الدواوين،بهذه المكانة من الرمزية، كنزا ثريا في مجال الموروث التراثي، بدءا بطريقة إعداد القهوة العربية الأصيلة، مرورا بالمنسف العربي، وانتهاء بثقافة العرافة، والأنساب، والقصيد،وبهذا المعنى يمكن ان يصح وصفها بان (المجالس مدارس)، كما اعتاد الناس ان يقولوا عنها في هذا المجال.
وبالرغم من تداعيات موجة التمدن المتواصلة بوسائلها المتعددة،فقد ظلت المجالس الريفية قائمة،ومفتوحة،بل وتضاعفت الدواوين في اعدادها اليوم، فلم تعد حكرا على بيوتات اعمدة القوم من شيوخ القبيلة وحسب،بل انشاها البعض من الأسر الميسورة، وأعيان القوم.
وكانت مجالس الدواوين حتى الامس القريب تمتاز بالمطارحات الشيقة،الى جانب تركيزها على قضايا المجتمع، ومع ما يثور فيها من جدل، ونقاش، الا ان كل ذلك كان يجري في اجواء يسودها الاحترام، ويتخللها أجواء ممتعة من النكات،والحزورات، والطرائف التي تلطف الاجواء، وتدخل البهجة في نفوس روادها.
وكانت الجلسات تمتد في العادة الى ساعة متأخرة من الليل،ويلاحظ ان موضوعاتها على عفويتها تركز على العادات، والتقاليد، و دورها في ترسيخ منظومة القيم للفرد، والمجتمع.
والملاحظ أن معظم تقاليد الريف ظلت صامدة، برغم زحف رياح العصرنة عليها،مع ان تحديات الحداثة تجاوزت على الكثير من معالم موروثها التراثي، واتت على الكثير من تقاليدها، فبقت بعض مجالس السمر قائمة،في حين لا تزال بعض كبريات الدواوين عامرة بالربع،والأهل، حيث لازال يطاف على روادها من الضيوف، والمارة، وعابري السبيل، بالقهوة العربية، التي لم تتجرأ العصرنة، حتى الآن، على المساس بقدسيتها، وتنحيتها عن الوجود،وإخراجها من فضاءات الدواوين، رغم كل المغريات البديلة، وسهولة تداولها.
ان المطلوب من الأدباء بما هم الابناء البررة لريفهم، أن ينشطوا في تفعيل طاقاتهم الابداعية في ربوع ديرتهم،ويتواصلوا مع مضايف الأهل، والدواوين لكي ينهضوا بدور الديوان بروح جمعية حتى يعوضوا بجدارة غياب فطاحل أعلام العتابة، والزهيري، والكصيد، الذي اشتهر بها ألريف ردحا من الزمن.
ولعل الاهتمام بمثل هذا الموروث الشعبي، صار اليوم، ضرورة اجتماعية، تفرضها بإلحاح، تحديات المعاصرة، التي تهدد الموروث الشعبي، بالكنس، والمسخ، بالعولمة الجامحة بفضائها المفتوح،ووسائلها التقنية المتقدمة، من جهة، وحاجتنا لرفاهية ذهنية،وتنشيط لذاكرة تبلدت، بعد أن أصبح الريف حاضرة حضرية رتيبة، ومملة،وأوشكت مجالس السمر أن تنقرض في الريف، من جهة أخرى،الامر الذي يسوغ الدعوة للنهوض بثقافة التراث، كيما تستعيد مجالس دواوين اليوم نبضها،وتحتضن روادها من السمار والأدباء من جديد،وتؤكد حضورها الفاعل، بعد ان كادت العصرنة أن تطيح بها، وتمحوها من الوجود.



#نايف_عبوش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجليات الصبر في مرثية (الصبر هو الملاذ) للشاعر ابو يعرب
- التواصل الوجداني بين المبدع والمتلقي
- التوظيف الابداعي للمفردة الشعبية في نظم الازهيري
- الهجرة النبوية.. تجربة البطولة والتطلع المؤمن
- نظم الزهيري والعتابة بالفصحى
- تجليات مستنبطة من تدبر فريضة الحج
- الكتابة مزاج...وليس مجرد اختصاص
- الربيع العربي..اختلاط المفاهيم واضطراب الرؤى
- الاديب الدكتور حسين اليوسف الزويد..تواشج متواصل مع تراث الأج ...
- الشاعر احمد علي السالم..ابداع التوظيف..وشجن تخاطر المتلقين
- لحظة تأمل عند حافة الشاطيء
- النهوض العربي المعاصر.. تطلعات الانبثاق وأحباطات الأجهاض
- العِنَّة في التراث الشعبي
- انتفاضات الربيع العربي..بين شتاء العرب القارص وصيفهم الساخن
- التكامل العمودي في الصناعة النفطية
- طاكة العمام
- تجليات العجة في قصيدة (ذات الجود).. للشاعر ابو يعرب
- في ادب الحديث بالمجالس الشعبية
- الشهادات العليا.. من الرصانة الاكاديمية
- متمشيخو الفضائيات.. والمتاجرة بتعبير الرؤى


المزيد.....




- حادثة غريبة.. سرب من النحل يهاجم قطيعًا من الدجاجات ليسقطها ...
- لحظات مرعبة.. نيران تلتهم منطاد هواء ساخن يحمل أشخاصًا فتسقط ...
- خاص يورونيوز: بيلاروسيا تفرج عن سجناء سياسيين من بينهم زعيم ...
- من الملاجئ إلى قبرص: شبان يروون لحظات الخوف في إسرائيل
- المؤرخ جوني منصور: كيف يُكتب -تاريخ واحد- للفلسطينيين؟ وهل م ...
- تونس: الحكم على الرئيس السابق منصف المرزوقي بالسحن لـ22 عاما ...
- الاحتلال يحاصر الرُضّع.. منع إدخال الحليب يهدد حياة آلاف الأ ...
- كارينثيا.. جوهرة النمسا الجنوبية وأرض البحيرات والجبال
- ماكرون: سنسرّع المفاوضات مع إيران لتفادي تفاقم الحرب
- أميركا تحرك الشبح -B-2-.. هل بدأ التحضير لقصف -فوردو-؟


المزيد.....

- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نايف عبوش - مجالس الدواوين..موروث اجتماعي رمزي بحاجة تفعيل