الحرية مسؤولية شخصية

اكرام نجم

الحوار المتمدن-العدد: 4282 - 2013 / 11 / 21 - 12:33
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

-4- لماذا هم مختلفون ؟؟
يتهم شعوب دول العالم الثالث العالم الغربي المتقدم بكل المقاييس بان شعوبها فاسدة ومنفلته ,اذا ما اشاروا للحرية التي يتمتع بها الفرد في تلك الدول , ولأن شعوب دول العالم الثالث وخاصة العرب لايفقهون شيئا" عن مفهوم الحرية . ولعدم استطاعتهم الوصول الى ما وصلت عليه شعوب تلك الدول من الحرية في جميع شؤون الحياة, فانهم يصفون شعوب الدول المتقدمة الغربية بانها فاسدة ومنفلته.
الا ان هذا الوصف بعيدا جملة وتفصيلا" عن الحقيقة , والدليل تهافت شعوب دول العالم الثالث ومحاولتهم بكل الوسائل للهجرة والاقامة في دول العالم الغربي.
ولعدم ادراك شعوب العالم الثالث لمعنى الحرية , ترى ان كل يفسرها حسب هواه وطريقته ونظرته, ويطبقها وفقا" لذلك, فالحرية لدى الشباب معناها فعل كل ما يريد , من ارتداء ما يرغب وتناول ما يرغب , كالالبسة الغريبة , او الضرر بالمال العامو او تخريب المرافق العامة او عمل علاقة مع اكثر من فتاة في ان واحد, وخلق قصص خيالية لاغواء الفتيات, او تناول المشروبات الكحولية او التدخين, او الاعتداء على حرمات وخصوصيات الاخرين , او قذف وسب الاخرين بما فيهم الخالق , او الانبياء , او انتهاك شرف وحرمة الاخرين في كل شيء , والتلصص على شوؤن الغير , واستغلال المنصب او الوظيفة التي يعمل بها , بحجة الحرية التي تمنحه اياها الوظيفة لعمل كل ما يريد , او معارضة كل مذهب او فكر او عقيدة او رأي فقط لانه لايحبه او لايشابه ما يؤمن به او ما يتبع , وادخاله ضمن اطار الحرية , او التمرد على العائلة وعلى المباديء والقيم والقوانين , او التسلط على الاخت والزوجة , وقمع حقهن في التعبير عن ارائهن في الحياة او شوؤن الاسرة.
اما حرية المجتمع الغربي المتطور , فهو التعبير عن الرأي , والاعتراض على القوانين اذا ماكانت تمس حرية الفرد ومصالحه الانسانية من اجل تغييرها والعمل على مطابقتها لكرامة الفرد والحياة المثلى له , حريته باختيار الدراسة التي يريدها , واختيار العمل الذي يريد, السيارة التي يريد ان يستخدمها, في اختيار شريكة الحياة , في الماكل والملبس , والسكن والسفر , في انتقاد السياسات الخاطئة, انتقاد التزوير في الانتخابات, الحرية في التعبير عن الرأي في اية قضية تهم مصلحة الانسان وراحته, الحرية في اختيار المعتقد والديانه , ولكن في نفس الوقت احترام مطلق لحريات الاخرين وخصوصياتهم وللقوانين , والتعليمات التي تنظم شوؤن المجتمعات.
الحرية في المجتنع الغربي هي المسؤولية الشخصية , تجاه نفسك وتجاه الاخرين الذين يمثلون المجتمع , ان تمارس حريتك في اي شيء دون ان تلحق الضرر بذوق الاخر او بكرامتهم , او ان تتعرض لفكر او عقيدة او دين او مبدأ الاخر, وان لاتقمع الاخرين في اي شيء يريدون فعله, ولكن بشرط ان لايتسببون في تخريب او الضرر بالدولة ومؤوسساتها ومرافقها الخاصة والعامة, حرية الغرب تعني ان تحترم رأي الاخر وتسمح له بالتعبير عن نفسه حتى لو لم يكن يوافق رأيك او مفاهيمك, وهي نفس الحرية التي تعطي الحق للمواطن ان يمتلك كلبا او قطة او افعى او جرذا في بيته, طالما يحترم حقوق هذا الكائن الحي ويعتني بهولا يتسبب في ازعاج وضرر غيره من المواطنين.
حرية الغرب لاتنطبق على الفرد الغربي ومواطن تلك الدولة حسب , بل على كل فرد يقيم في تلك الدولة لان تلك الشعوب والمجتمعات تحترم الانسان وتعتني جدا بحقوقه, فهي لاتميز بين حق المواطن الاصلي والمهاجر , لان الحرية مكفولة للجميع, اذ ما كان يمتلك هذا المهاجر الشروط اللازمة التي تؤهله للاقامة في هذا البلد.
اذا الحرية هي مسوؤلية شخصية قبل كل شيء ,, فهل تعرف شعوب العالم الثالث ماهي الحرية المسوؤلة؟؟
وللحديث بقية....
لاهاي

#اكرام_نجم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل