أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - اكرام نجم - -2- القهر والقسر الاجتماعي .. التعليم نموذجا-















المزيد.....

-2- القهر والقسر الاجتماعي .. التعليم نموذجا-


اكرام نجم

الحوار المتمدن-العدد: 4275 - 2013 / 11 / 14 - 14:54
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


في المجتمعات النامية والتي ما زالت نامية منذ اكثر من قرن , يتمتع الفرد فيها باعلى نسبة قهر اجتماعي وانساني في العالم , وباوجه متعددة , ففي مجال التعليم مثلا, تجد ان ما يسمى بالتعليم المجاني متاح للجميع , وبالتاكيد فان هذا من اهم عناصر تقدم الشعوب ونهضة الدول , فالتعليم هو مقياس للمعرفة والتطور والتقدم , ولكن لو القينا نظرة على التعليم المجاني المتاح في تلك الدول لرأينا , ان التعليم لايتعدى تلقي الطلبة معلومات عامة عن كل شي , وبطريقة مازالت منذ اكثر من عقد بدائية , ربما يكون ما اختلف فيها هو انحدار التعليم الى مستوى اكثر من سيء, والدليل على ذلك فمازالت تلك الدول والمجتمعات تلجأ الى دول العالم المتقدم للحصول على احدث التقنيات في العالم , ومازالت تلك المجتمعات ومن يقودها لاتمنح الفرص لشعوبها للتطور والتفكير المنطقي والابداع .
الاساس يكمن في السنوات العشر الاولى من حياة الانسان في اي بقعة في العالم , فاذا ما قارننا الانسان في تلك الدول والمجتمعات بالانسان في الدول المتقدمة , نجد ان الانسان في السنوات العشر الاولى من حياته يتعلم معظم اساسيات المعرفة في الحياة , بالاضافة الى القيم والمباديء الاساسية للتعامل مع الاخرين وكيفية تاسيس مجتمع قائم على احترام الاخر والممتلكات والمتقنيات العامة, وتتاح فرصة كاملة للانسان في تلك السنوات المهمة من بنائه للتعبير عن رأية في مختلف مجالات الحياة, لينشأ على التفكير السليم وايجاد اجابات لك تساؤلاته التي يبحث عنها , كما يتعلم عدم التمييز بين انواع الجنس البشري و لان الله خلق الانسان متساويا, بدون تمييز بين انثى وذكر , لذا ينشا الانسان في تلك المجتمعات على احترام الانثى والنظر اليها ككائن مساو له في العقل والتفكير والحقوق والواجبات والتعبير عن الرأي.
كما ان اسس التعليم في تلك الدول تخاطب العقل البشري وتحفزه على التفكير والاستنتاج لكل ما يتلقاه , ومن هنا ينشأ جيل يفهم دوره في المجتمع وبالتالي يساهم في بناء مجتمع صحي ومتقدم .
اما في مجتمعات العالم الثالث , فالانسان يتلقى تعليمه , بطرق غريبة جدا , حيث عليه ان يحفظ كل ما في الكتب عن ظهر قلب كي يحصل على درجات جيدة وكي لايتعرض لعصا المعلم, او عقابه القاسي , الامر الذي يجعله يكره التعليم و ينسى كل ما تعلمه بعد سنة او سنتين من المرحلة التي درسها ( باستثناء ) نسبة محدودة جدا , اصبحت بعد عناء وجهد طويل من اعلام تلك المجتمعات , ولكن بدون اي دور يذكر لرعاية المجتمع لهؤلاء.
اما الحرية الفكرية , فتتعلم الشعوب في تلك المرحلة المهمة من حياتها وحياة دولها , على القمع الفكري , اذ لا يسمح للطلاب التعبير عن رأيهم باي موقف شحصى او عام يلاحظونه او يتعرضون له, ويربون على ثقافة الحرام والعيب التي لحقت الخراب والتفسخ في تلك المجتمعات خلال القرن الاخير , اما المساواة بين الذكر والانثى فانها احدى اكبر المحرمات والعيوب في تلك المجتمعات , لذا فقلما ما ترى مدارس تجمع بين الاناث والذكور في تلك الدول , الامر الذي يجعل الانثى بالنسبة للذكر حالة خطرة ومخيفة ومريعة الامر الذي يؤدي الى معاملة المراة في تلك المجتمعات من قبل الذكور معاملة غريبة تجمع بين القسوة والاضطهاد والخوف والازدواجية , وبالتالي تؤدي الى عواقب وخيمة عانت ومازالت تعاني منها تلك المجتمعات منذ عقود .
اما الاحترام للانسان فنادرا ماتجده في تلك المجتمعات , واعني في تلك السنوات العشر الاولي من حياة الانسان, فتجد ان الاطفال الذين هم في المرحلة الدراسية الاساسة الاولى والمهمة من حياتهم وحياة مجتمعاتهم , فيتعرضون لشتى انواع القهر والقسر النفسي والجسدي, ويبدأ الامر من نوعية الملابس التي يرتديها الاطفال الى شكل المقعد الذي يجلسون عليها الى المواد المستخدمة في تعليمهم, نزولا" الى نوعية الطعام الذي يتناولوه في تلك المرحلة , فكل تلك الاسباب المذكورة سابقا" لاتمت باية صلة باحترام هذه الفئة , او الى التعامل الانساني معها ,
اما التعامل المباشر من قبل المدرسة او ذويهم او من يحيط بهم, فحدث ولاحرج, اذ يبدأ الامر من البيت فذوي تلك الفئة , اما ان تكون جاهلة لاتفقه شيئا, ولم تتح لها الفرص لقدر حتى ولو بسيط من المعرفة او التعليم, او انها تعاني من مشاكل اقتصادية او نفسية , يكون لها تأثير خطير على حياة هؤلاء, فكل ما تحصل عليه تلك الفئة من ذويها هو ملابس مدرسية نظيفة ومهندمة , وحقيبة مدرسية وبعض المحبة , التي غالبا ماتكون مشروطة,
فتلك الفئة المهمة لاتتمتع بادنى درجات الاحترام او الفرص للتعبير عن رأيها او احتجاجها على بعض المعاملات القاسية التي تتعرض لها, فنادرا ما يمنح الامهات او الاباء وقتا لمعرفة مشاعر ابنائهم او يشعرون بهم , وينعتون دائما باسواء الالفاظ النابية اذا ما ارتكبوا خطأ غير مقصود او ارادوا التعبير عن انفسهم ببراءة, فضلا" عن العقاب الجسدي , كما انهم لايجدون المساحة الكافية لممارسة العابهم او الظروف الصحية او الاجتماعية المناسبة لممارسة هواياتهم او اكتشاف مواهبهم وقدراتهم, كما يتعرضون لتمييز كبير عن اشقائهم او اقرانهم , وخاصة الاناث فانهن يحصلن على اهتمام واحترام اقل بكثير مما للذكور فيما لو افترضنا ان الذكور يحضون بالاحترام الاهتمام المناسبين والمطلوبين.
اما المدرسة فما تنتظر من من يقود هذا الجيل وتلك الفئة اذا كان من يقودهم قد تعرض لتلك الظروف او ربما اقسى واسواء, فترى ان المعلمين يعاملون التلاميذ وكانهم , عبيد لديهم يصبون جل غضبهم فيهم ويمارسون انكساراتهم وعقدهم فيهم , اما بالالفاظ النابية او بالعصا, اعتقادا منهم وكما توارثوا ذلك من ابائهم واجدادهم بان العصا لمن عصا حتى ولو كان من عصى على حق , اما تنفيذ الواجبات المدرسية او تنفيذ اوامر المعلمين , فيتم بالقهر وبطريقة لاتمت باية صلة للحب والرغبة الى المعرفة والتقدم والتطور, لذا فننا نجد ان معظم شعوب العالم الثالث يكاد يكونوا من اكثر شعوب الارض حملة للشهادات ولكن كيف بهذا الاسلوب والطريقة , لذا فان سبب تأخر وتخلف وانحدار تلك الدول والمجتمعات هي تلك الاسباب , فالطالب لايحظى بوقت اضافي او اهتمام خاص او علاقة حميمة مع معلميه ولا تربطه صلة قوية وحميمة بالمدرسة لانها بالنسبة له هي فرض عليه ان يؤدية مرغم لامخير.
وما تشهده دول العالم الثالث والدول العربية بشكل خاص هي نتيجة لسياسة واسس هشة وخاطئة لبناء تلك المجتمعات والتي تبدأ في كل دول العالم المتقدم , بالسنوات العشر الاولى من حياة الانسان, وفي مجتمعاتنا العربية , تعد تلك المرحلة من اكثر المراحل اهمالا" وسوءا" , خاصة خلال السنوات العشر الاخيرة التي تشهد فيها المنطقة العربية فوضى وخرابا" لم تشهده منذ قرون طويلة .
وللحديث بقية
لاهاي



#اكرام_نجم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا هم مختلفون
- الفرق بين الانسان العربي والحيوان؟؟
- امسية شعرية لادونيس في لاهاي
- الم يحن الوقت بعد لمحاربة الشرذمة؟؟
- عشر سنوت من الديقراطية الدموية
- واعراقاه
- لا تنتظر العون من احد ابدأ بنفسك!!
- لاتنتظر العون من احد ابدأ بنفسك!!


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - اكرام نجم - -2- القهر والقسر الاجتماعي .. التعليم نموذجا-