أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلعت الصفدي - يلعن هيك مفاوضات.. على هيك مقاومة...!!!














المزيد.....

يلعن هيك مفاوضات.. على هيك مقاومة...!!!


طلعت الصفدي

الحوار المتمدن-العدد: 4281 - 2013 / 11 / 20 - 22:54
المحور: القضية الفلسطينية
    



يستغيث بصوته العاري المبحوح ،عبر ميني ميكرفون متقطع النفس ،كأن عزازيل يلاحقه ،يحمل ثقل كل أوزار التاريخ الفلسطيني والعربي القديم والحديث والمعاصر " سردين وسمك بلدي للشوي والقلي يا ابو العيال تعال " يرد عليه عجوز طاعن في السن ممسكا بعصا موسى " أي في أكثر من هيك شوي وقلي يتعرض له شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية والشتات ،وخصوصا في قطاع غزة " !!!!!.
سرب عربات الكارو التي يقودها الإنسان والحمار ،تتجمع حول مسجد على بن أبي طالب في انتظار خروج المصلين بعد صلاة الظهر . خضروات مكدسة برغم الحصار على غزة فالأرض بتتكلم عربي ،يطل عليك الباذنجان الاسود كسواد الليل ،والبطاطا المختبئة في جوف الارض منذ الصيف لتلحق سعرها في الخريف ،والبندورة المسخوطة المرتجفة بلونها الأصفر المائل للاحمرار بلا ماء ولا رائحة ،وسعرها في العلالي كسعر التفاح الامريكي وأغلى . تتداخل العربات في الساحة الخارجية بألوان حميرها وأعمارها المختلفة ،والشقاء والتعب بائنا على اجسادها مهدودة الحيل من كثرة عمل السخرة ،وبقيادة البائعين الشباب ،يتقاطر الخارجون من المسجد ويتجمعون حول حمير العصر الأسود ،ففي غزة من يمتلك حمارا لا يحتاج للوقوف ساعات طويلة أمام محطات الوقود للحصول على مؤن سيارته من السولار والبنزين الاسرائيلي . يتجمع حشد من المصلين حول تلك التجمعات الحيوانية يفتش عن أرخص خضروات بما يتناسب مع ما في جيبه المخروم المتواضع ،فاليد قصيرة والحاجات كبيرة ،والحمير تتشابك وتتعارك مثلما تتعارك القوى نحو اليمين أو اليسار .
فجأة ودون انتظار فقد أحد البائعين الشباب خريج احدى الجامعات الفلسطينية وعيه ،خصوصا بعد تجاهل المشترين لخضرواته الملعونة ،وكأن صلاحيتها قد انتهت ،وصرخ بأعلى صوته عبر ميكروفونه : هنا غزة ،هنا مخلفات الحصار ،هنا الناس الغلابا الي ما حدش مدور عليهم ،هنا المفاوضات ،المسئولون المتنفذون يصرحون انه مهما جار علينا الزمان والمكان من حكومة نتيناهو اليمينية وغلاة مستوطنيه ،فإننا برغم انسحاب وفدنا المفاوض ظاهريا واستعراضيا احتجاجا على تعنت حكومة الارهاب والعنصرية ،ومداهمة المسجد الاقصى ،لن ننسحب من المفاوضات ،ومصرون على استمرارها حتى تسعة أشهر ،وربما تسعة سنين ،ارضاء لعيون الولايات المتحدة الامريكية ،وحتى لا يقول المجتمع الدولي اننا نحن من يعطل المفاوضات ،ماذا يهم فالحياة مفاوضات !!! أي في أحسن من هيك استسلام ،البيض كله في السلة الامريكية مما أثار انتباه المواطنين ،فهبوا اتجاه عربة البائع وتجمهروا حولها ،وبدءوا بشراء خضرواته التي أوشكت على النفاد.

استفز هذا المشهد بائع آخر كاد أن يخرج من التجمع ،ويسحب حماره خارج الملعب ،وهو المتابع لما جرى مع رفيقه ،صاح بأعلى صوته " لماذا تتهمون المفاوضات فقط ؟؟ وهي المقاومة أفضل حال من المفاوضات ؟؟ وين هي المقاومة الحقيقية ؟؟؟ ما مغزى الاستعراضات العسكرية المكشوفة ،وهل هي لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي ،والدفاع عن الوطن والأرض والشعب وكرامة الإنسان ام هي لتخويف المواطنين وإرهابهم وإغلاق انفاسهم ؟؟ لماذا العداء بين المفاوضات وبين المقاومة ،فالمفاوضات والمقاومة هي وسائل وأدوات كفاحية تتغير مع تغير الواقع والمرحلة ،وهي ليست أهدافا ،ومعابد مقدسة ..!!!

اشتبك المواطنون بالزعيق وبالأصوات العالية ،وانقسموا على أنفسهم ،ونسوا في زحمة الجدل الدائر البائع الغليان الذي شاهد الانقسام بينهم ،ولم ينجح في الترويج لبضاعته فصرخ يلعن هيك مفاوضات وهيك مقاومة ،وبعد نهاية جولة المصارعة الكلامية وصفاء الجو ،أجمع من بقي في الساحة ،بضرورة الجمع الناجح بين العمل الدبلوماسي والسياسي والمفاوضات دون التخلي عن الثوابت الوطنية ،وبين المقاومة بكل اشكالها وفي مقدمتها المقاومة الشعبية والمسلحة حتى يدرك المحتل ثمن احتلاله للأرض الفلسطينية ،وبضرورة توجه دولة فلسطين الفوري للمنظمات الدولية وملاحقة المسئولين السياسيين والعسكريين الاسرائيليين كمجرمي حرب ،فلا مقاومة بدون مفاوضات ،ولا مفاوضات دون مقاومة !!! وكلتاهما تشكلان مدخلا لوحدة الشعب الفلسطيني وقواه السياسية ،ووضع استراتيجية سياسية وكفاحية لمواجهة الاحتلال والاستيطان والعدوان ورفع الحصار ،مستندين للبعد العربي والدولي ،وفي المقدمة منها تطبيق ما تم التوقيع عليه في القاهرة والدوحة بتشكيل حكومة التوافق الوطني ،وتحديد موعد للانتخابات الرئاسية والتشريعية ،وكفى اهدارا ومضيعة للوقت ،فالوقت من دم .



#طلعت_الصفدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الخطوة الاضطرارية الى المراجعة النقدية الخجولة!!!
- الجنرال نغوين جياب القائد الاسطوري الملهم بشعبه ، وبفكره الم ...
- الويل للعرب ، الويل للمسلمين
- حماس : ليس أمامك سوى العودة لحضن الشعب ..!!
- لن تنجح هستيريا الحرب العدوانية على سوريا الشعب والدولة!!!
- الملتحف باستراتيجية المفاوضات لوحدها عريان!!!
- ارفعوا ايديكم عن المبدعين من المفكرين والكتاب والصحافيين
- مصر للمصريين وفلسطين للفلسطينيين
- الحلقة السادسة عشية المؤتمر الخامس لحزب الشعب الفلسطيني ( ال ...
- الحلقة الخامسة عشية المؤتمر الخامس لحزب الشعب الفلسطيني
- وماذا بعد الاعتراف بدولة فلسطين؟؟
- غزة ليست مغطسا لعرابي السياسة الامريكية!!!!
- هل هو خطأ سياسي .. أو تنازل مجاني ؟؟؟!!!
- الحلقة الرابعة عشية المؤتمر الرابع لحزب الشعب الفلسطيني (الح ...
- مع تصاعد ارهاب المستوطنين ... هل تتغير اساليب المواجهة ؟؟؟
- نحو مؤتمر وطني فلسطيني لرسم استراتيجية جديدة برعاية منظمة ال ...
- الحلقة الثالثة : عشية المؤتمر الخامس لحزب الشعب الفلسطيني
- ( 2 ) عشية المؤتمر الخامس لحزب الشعب الفلسطيني (الحزب الشيوع ...
- عشية المؤتمر الخامس لحزب الشعب الفلسطيني
- الوعي الحقوقي للفلسطينيين قوة مادية للتغيير الثوري


المزيد.....




- غروزني تشهد افتتاح معرض لغنائم العملية العسكرية الروسية
- ماذا تخفي الزيارة السرية للرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد إ ...
- ألمانيا- تأييد لتشديد القانون الجنائي لتحسين حماية السياسيين ...
- -ليس وقت الاحتفالات-.. رئيس بلدية تل أبيب يعلن إلغاء مسيرة ا ...
- روسيا.. العلماء يرصدون توهجا شمسيا قويا
- برلماني روسي: الناتو سيواصل إرسال عسكريين سرا إلى أوكرانيا
- كيم يهنئ بوتين بالذكرى 79 لانتصار روسيا في الحرب العالمية ال ...
- -في يوم اللا حمية العالمي-.. عواقب الصيام المتقطع
- اتفاقية التجارة الحرة بين الصين وصربيا تدخل حيز التنفيذ في ا ...
- للمرة الـ11.. البرلمان الأوكراني يمدد -حالة الحرب- والتعبئة ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلعت الصفدي - يلعن هيك مفاوضات.. على هيك مقاومة...!!!