أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلعت الصفدي - هل هو خطأ سياسي .. أو تنازل مجاني ؟؟؟!!!















المزيد.....

هل هو خطأ سياسي .. أو تنازل مجاني ؟؟؟!!!


طلعت الصفدي

الحوار المتمدن-العدد: 3903 - 2012 / 11 / 6 - 20:56
المحور: القضية الفلسطينية
    


هل هو خطأ سياسي أم تنازل مجاني ؟؟؟!!!

في الصراع الدامي الذي تخوضه حركة التحرر الفلسطينية ضد الاحتلال الاسرائيلي ،يحاول كل طرف أن يؤثر على الطرف الآخر سياسيا واقتصاديا وأمنيا. وهنا تحاول اسرائيل اعتماد فرض سياسة الأمر الواقع على الشعب الفلسطيني ،والإمساك بخناق القيادة الفلسطينية لإجبارها التراجع خطوة خطوة عن أهدافها التي من أجلها لا زال الشعب الفلسطيني يقدم الضحايا من الشهداء والمعتقلين والجرحى ،ويتحمل المعاناة وإرهاب الاحتلال والمستوطنين اليومية ،ويدفع ثمن مرارة الغربة خارج الوطن . ان أى تراجع عن الثوابت الوطنية ،واستمرار حالة التشرذم والتفكك والانقسام في محصلته انجاز للطرف الاسرائيلي الذي يجيد استخدام وسائل الإعلام المختلفة والعلاقات العامة والدعاية والحرب النفسية لتشويه الحقائق وتزويرها ،ونشر حالة من الاحباط واليأس بين الجماهير الفلسطينية ،وإجبارها الرضوخ لمتطلبات الحياة المعيشية والعزوف عن العمل السياسي .

صحيح أن المعركة الوطنية تتطلب العمل على كل الجبهات ذات التأثير المباشر وغير المباشر على القضية الفلسطينية ،ولكن دون اعطاء وهم للقوى المعادية بإمكانية التنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني. يقول المواطنون أن غلطة الكبير كبيرة ،فهل أخطأ الرئيس ابو مازن سياسيا وانحرف عن قرارات المجلس الوطني الفلسطيني ومؤسساته الشرعية ،المجلس المركزي واللجنة التنفيذية للمنظمة ؟؟ لقد أشاعت تصريحاته غير المبررة للقناة الثانية للتليفزيون الاسرائيلي حالة من القلق والتوتر في أوساط الجمهور الفلسطيني وقواه السياسية ،باعتباره مساسا بأحد ثوابت الاجماع الفلسطيني ،وبحق العودة للاجئين الفلسطينيين الى ديارهم طبقا للقرار 194 مع أن حق العودة فردي وجماعي ووطني وقانوني ،وسلاح قوي بيد الشعب الفلسطيني لا ينتفي بالتقادم ،ومعه باقي قرارات الشرعية الدولية الاخرى التي نطالب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية بما فيها مجلس الأمن لتطبيقها ،وأي تصريح خارج عن هذا الاجماع الفلسطيني من أى مسئول او شخصية اعتبارية يلحق ضررا بوحدة الشعب الفلسطيني ،ويوفر أرضية خصبة للصراعات والنزاعات الداخلية لا مبرر لها.

ان تصريح الرئيس ابو مازن للقناة الثانية للتليفزيون الاسرائيلي ،أولا ليس في زمانه ولا في مكانه ،خصوصا تزامنه مع حلول الذكرى 95 لوعد بلفور المشئوم الذي وعد بإقامة الدولة اليهودية في فلسطين على أنقاض الوجود الفلسطيني على أرضه ،وبثه من خلال وسيلة اعلامية صهيونية غير موثوق بصدقيتها المهنية ،تملك امكانية التشويه والتزوير واقتطاع اية جملة من سياقها ،لتخلق حالة من البلبلة ،والتشكيك وعدم الثقة بالقيادة الفلسطينية ،وثانيا مدينة صفد مسقط رأسه والآلاف من شعبنا هي مدينة عربية وجزء من فلسطين لا يمكن خلعها ومحوها من الذاكرة الفلسطينية ،خصوصا في غياب عودة الحقوق لأصحابها الشرعيين ،ولطالما الصراع مستمرا ،وبدون عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم لن يكون هناك سلام واستقرار في المنطقة ،وفي رأيي الشخصي فان حل هذه المشكلة في المنظور القريب شبه مستحيل وبعيد المنال أمام تعنت الحكومات الاسرائيلية ،ورفضها تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ،ولن يكون الرئيس وجيله وجيلي على قيد الحياة ،فلماذا الاستعجال وإبداء التساهل والمرونة غير المبررة وتقديم رشاوى ...!!!! خصوصا مع ارتفاع وتيرة التهديدات الهائلة التي يتعرض لها الرئيس ابو مازن ،وإذا كان الهدف من التصريح رسالة للتأثير على الجمهور الاسرائيلي قبل الانتخابات البرلمانية الاسرائيلية يوم 22/1/2013 لصالح قوى السلام الاسرائيلية ،فأن كل استطلاعات الرأي داخل المجتمع الاسرائيلي تؤكد أن الجمهور الاسرائيلي يجنح للتطرف والاستيطان ،مما يسمح بفوز تحالف نيتنياهو – ليبرمان المعادي للشعب الفلسطيني .

وإذا كانت رسالته الثانية ،حث دول العالم للتصويت لدولة فلسطين دولة غير كاملة العضوية في الجمعية العامة للأمم المتحدة ،فإن الدول المترددة تتعرض للضغوط من الولايات المتحدة الامريكية لإجبارها على تبني المواقف الاسرائيلية والأمريكية ،ولم تعد الاخلاق وصحوة الضمير هي معيار التعامل مع الدول ،بل مجموعة المصالح هي التي تحكم سياساتها ،وربما تكون الرسالة الثالثة موجهة الى الجمهور الامريكي قبل الانتخابات في 6/11/2012 لصالح أحد المرشحين فان باراك حسين اوباما مرشح الحزب الديمقراطي للرئاسة الامريكية ،ليس أقل خطرا على القضية الفلسطينية من ميت رومني مرشح الحزب الجمهوري ،فكلاهما متفقان في السياسة الخارجية للولايات المتحدة الامريكية ،ويتعهدان بضمان أمن اسرائيل ووجودها في المنطقة ،وبتقديم كل الدعم لها سياسية وعسكريا واقتصاديا ،على حساب الحقوق الفلسطينية والعربية ،ويشجعانها على العدوان ويعيقان تطبيق قرارات الشرعية الدولية ،ويمارسان ضغوطا غير محدودة على منظمة التحرير الفلسطينية لإجبارها على سحب طلب العضوية .

لقد غابت الرسالة الاساسية للشعب الفلسطيني ،البالغ أكثر من 11 مليون نسمة في الداخل والخارج ،وأكثر من 6 مليون نسمة من اللاجئين الذين يتطلعون لعودتهم لديارهم التي هجروا منها ،وأنا بالتأكيد أحدهم ،فلماذا الغياب عن الجماهير الفلسطينية وتجاهل المعاناة اليومية لها ،خصوصا أن الحقوق الاجتماعية والديمقراطية ضمانة للحقوق الوطنية. ولماذا السعي لإرهاق الساحة الفلسطينية بالخلافات والصراعات بدلا من البحث عن وسائل وأدوات لإنهاء حالة الانقسام الذي طال ،والعمل على استعادة الوحدة الوطنية ،وتوحيد ،الجبهة الداخلية ورص الصفوف ووضع استراتيجية لمواجهة العدوان على الحقوق الوطنية الفلسطينية وتعزيز صمود البقاء والوجود للشعب الفلسطيني على أرضه ؟؟ .

تعهد الرئيس ابو مازن بأن لا تكون انتفاضة ثالثة ما دام في السلطة ،فهل هو من يضع قوانين الثورات الوطنية والاجتماعية ؟؟ وهل لا يدرك ان تلك القوانين هي موضوعية وليست على هوى البعض ،ألا يكفي الادعاءات السابقة بأن فلانا وفلانا هم من فجروا الانتفاضة الاولى عام 1987، فولعت جباليا وغزة والضفة والخط الأخضر الى هذا الحد وصل الاستهتار بالشعب الفلسطيني وبقواه السياسية ؟؟؟!!! وهل شاور الشعب الفلسطيني أحدا في انتفاضته التي هزت القيادة الفلسطينية في برجها العاجي في لبنان ،وهل بإرادة ذاتية لفلان قد اشتعلت الانتفاضة الثانية عام 2000 ،أليست سياسة المحتل وعدوانه المتواصل على شعبنا وأرضنا وسرقتها وإقامة المستوطنات عليها ،وتهويد القدس وتدمير المقدسات الاسلامية والمسيحية وفقدان الكرامة ... الخ مبررا كافيا لاندلاع المواجهات والثورات والانتفاضات والمظاهرات الاحتجاجية وممارسة كافة اشكال المقاومة... الخ وهل المقاومة الشعبية التي تتراجع ولا يوجد حامل حقيقي لها تشكل الاسلوب الوحيد ،وهل نسي الرئيس ابو مازن بأن المقاومة بكل أشكالها قد أقرتها الشرعية الدولية ضد المحتل بعيدا عن قتل الابرياء والأطفال وفي حدود الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 ،وماذا أنتجت الدبلوماسية والمفاوضات حتى الآن سوى النهب والتغول ،وفلتان المستوطنين وجنود الاحتلال ضد شعبنا ؟؟

ومع ذلك ،هل يمكن معالجة خطأ الرئيس بالسب والشتم والتخوين بديلا عن مسائلته عبر أطر منظمة التحرير الفلسطينية الشرعية ؟؟؟ لقد امتلك الجرأة وتراجع عن موقفه الشخصي ،وصرح بأنه لا يتنازل عن حق العودة ولن يفرط به . ان هذا يتطلب من كل القوى الوطنية ومكونات المجتمع المدني تحمل المسؤولية التاريخية والوطنية ،والبدء بتنفيذ اتفاق القاهرة والدوحة ،والسماح للجنة الانتخابات المركزية بتحديث السجل الانتخابي في غزة كمقدمة لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس وطني ،على طريق استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام العار ،وتعزيز صمود الناس ،ووضع استراتيجية سياسية وكفاحية لمواجهة العدوان المتواصل على شعبنا .



#طلعت_الصفدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلقة الرابعة عشية المؤتمر الرابع لحزب الشعب الفلسطيني (الح ...
- مع تصاعد ارهاب المستوطنين ... هل تتغير اساليب المواجهة ؟؟؟
- نحو مؤتمر وطني فلسطيني لرسم استراتيجية جديدة برعاية منظمة ال ...
- الحلقة الثالثة : عشية المؤتمر الخامس لحزب الشعب الفلسطيني
- ( 2 ) عشية المؤتمر الخامس لحزب الشعب الفلسطيني (الحزب الشيوع ...
- عشية المؤتمر الخامس لحزب الشعب الفلسطيني
- الوعي الحقوقي للفلسطينيين قوة مادية للتغيير الثوري
- حفل تأبين الشهداء المصريين ، شهداء الوطن ، شهداء الواجب
- أيها الفلسطينيون : احذروا الديناصور القادم من رفح ؟؟؟ !!!
- لا تترددوا ، قدموا المتورطين من الأجهزة الأمنية للمحاكمة !!! ...
- فلتقطع الأيدي التي تمتد على شعبنا الفلسطيني
- الشيطان العنصري الأكبر في إسرائيل يعظ !!!!!
- الصحافيون الذين خدعوا نقابتهم...!!1
- أزمة الكهرباء في غزة بين الشكوى والسرقة!!!!
- أخي جاوز المحتلون المدى ....... فحقنا في المقاومة والفدا
- قرع الطناجر ولا ... ولا حكم القهر فينا!
- القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي!!!!
- الثورات الشعبية في العالم العربي... لكنس النظم الاستبدادية، ...
- بريطانيا وسياسة الخداع والحرب.. من لورنس العرب الى توني بلير ...
- الصفقة الشاليطَية دفع كل الشعب الفلسطيني مقدما فاتورتها الدم ...


المزيد.....




- رحلة -ملك العملات المشفرة-، من -الملياردير الأسطورة- إلى مئة ...
- قتلى في هجوم إسرائيلي على حلب
- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلعت الصفدي - هل هو خطأ سياسي .. أو تنازل مجاني ؟؟؟!!!