أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - هشام حتاته - فى ممالك البترودولار : الامير وهاب نهاب















المزيد.....

فى ممالك البترودولار : الامير وهاب نهاب


هشام حتاته

الحوار المتمدن-العدد: 4263 - 2013 / 11 / 2 - 01:28
المحور: سيرة ذاتية
    


كان لنا نسبا مع احدى العائلات الكبيرة فى مكه وجده ( عائلة قطان )، كانوا اقرب الى الهوية المصرية منهم الى السعودية وكانوا ومازالوا يعانون من التعصب القبلى ضدهم من اهالى نجد حيت يتهمونهم بالمخلطين بمعنى انهم ليسوا اصلاء فى القبلية البدوية ويطلقون عليهم ( طرح بحر وبقايا حجاج ) .
اثناء عملى فى وزارة المعارف قبل نقلى الى رعاية الشباب عملت عاما مشرفا داخليا فى معهد بالرياض والعام التالى فى معهد بجده وهناك فارق كبير بين الرياض وجده ، الرياض بجهامتها وتعصبها وانغلاقها ، وجده بابتسامتها ورقيها النسبى وانفتاحها النسبى ايضا ، واذا سألت عن السر فهو ( البحر والاختلاط بمصر )
اثناء هذه الفترة كنت ازور افراد من هذه العائلة الذين يجتمعون سويا مساء كل خميس - الذى يصادف ايضا اجازتى من المعهد – يلعبون القمار الذى كان تسليتهم الوحيدة . كان بينهم الطيار الخاص للملك واحد كبار تجار الموبيليا الفاخرة المستوردة من معظم بقاع الارض وله فروع فى معظم مناطق المملكة ، خسر ذات ليله مبلغا كبيرا فقلت له ضاحكا : ياسيدى ولايهمك ... تتعوض من بيع غرفة نوم لاحد الامراء .
فقال لى بجدية : تتصور يا إستاذ ( ينطقونها بكسر الالف ) ان البيع للامراء مثل لعب القمار ، واستطرد موضحا : تأتى زوجة الامير منهم الى المعرض وتنتقى ماتشاء وتطلب ارسالهم الى القصر مع الفاتورة ، ثم ابتسم بسخرية قائلا : وانت وحظك ياإستاذ فاما ان يرسل لك المبلغ او يرسله وفوقة الاكرامية اللازمة حسب مزاجه فى تلك اللحظة واما لايرسل ابدا .
اندهشت لقولة ( وذلك قبل ان اعمل فى رعاية الشباب مع احد كبار امراء الجيل الثانى واعرف قصصهم وارى كيف يتعامل كوال العمر من اصحاب السمو مع الرعية ) وسالته : واذا لم يرسل المبلغ المستحق لماذا لاتطالبه مرة اخرى ؟ فقال : الامير لايراجع ابدا فى قراراته الا لمن هو اعلى منه ... وطبعا لا استطيع اللجوء الى الاعلى منه لانه يتعامل بنفس الطريقة ونفس المنطق ..... فهم اصحاب البلد ... الامير هنا وهاب نهاب ... انها فى النهاية لعبه قمار مرة خسرانه ومره كسبانه .
ذكرنى ذلك بقولة معاوية : المال مال الله وانا خليفة الله ، فما اخذته فحقى وما اعطيته فكرم منى ، والتى اصبحت منذ عثمان بن عفان وحتى نهاية الخلافة الاسلامية خى شعارهم ، والتى مازالت بقاياها موجوده وحتى الان فى امارات وممالك البترودولار اصحاب الحق الدينى فى الولاية والملك هى شعارهم ايضا حيث يقول شيوخ الوهابية السعودية وحتى الان ان الله فجر الارض بالبترول من تحت اقدام الملك عبدالعزيز لانه اقام شرع الله فى المملكة ، وهذا يعنى فى المضمر ان البترول كان للملك عبدالعزيز ، فهو مال الله الذى وهبه اياه وينطبق عليه ما انطبق على التاريخ الاسلامى كله وهذغ مارأيته بنقسى وكنت شاهد عيان عليه فى مملكة آل سعود عندما انتقلت الى رعاية الشباب بالرياض التى كان يرأسها الامير فيصل بن فهد .
كنا فى العادة اثناء اجازتى عيد الفطر والتى كانت حوالى اسبوع وعيد الاضحى ( الحج ) التى كانت لاتقل عن اثنى عشر يوما لاتاحة الفرصة لم يريد الحج ان يكلف بعض العاملين فى بعض ادارات رعاية الشباب ان يكلفوا بالعمل ( حسب رغبتهم ) فى هاتين الاجازتين الوحيدتين .
وفى احد اعياد عيد الاضحى ( العام الوحيد الذى لم اقوم فيه بالحج ) من ضمن المكلفين بالعمل فى الاجازة ، وكانت العادة ان يتم تقديم كشف باسماء كل المكلفين فى مختلف الادارات الى الامير ليتم الموافقة على صرف البدل النقدى نظير العمل فى الاجازة .
عند تقديم الطلب من مدير ادارة الموظفين قال الامير انه اثناء الاجازه طلب مكتبه فى امر هام فلم يجد سكرتير المكتب واتصل بالسويتش العمومى فلم يجد احدا . الا ان مدير الموظفين قال له : طال عمرك وماذنب الباقين الذين حضروا ؟ فأشر الامير على الكشف : يعرض مرة اخرى .
يعرض مرة اخرى معناها انك معلق بين السماء والارض بكلمة تخرج من فم الامير او تكتب بقلمه ، وعرض الموضوع مرتين وفى النهاية كتب سموه الكريم : غير موافق .
دخلت لمدير مكتب الامير ( ابن السلاطين ) وهو بدرجة وكيل وزارة وكان رجلا محترما لايتحدث الا كلمة ونصف لانه الوحيد الذى يتعامل مع سموه واكتسب منه بعض القداسة ، قال لى : ياإستاذ طال عمره قال :لا اوافق ، وفى هذه الحالة انتهى الموضوع .. قرارات الامراء لاتناقش . فقلت فى نقسى : ولا راد لقضاءه . وضاعت علينا اثنى او خمسه عشره يوما من العمل لان الامير غضبان .
والى الآن ايها الساده نجد فى ادبيات ممالك وامارت البترودولار القول الشائع ( الامير وهاب نهاب ) واذا لم يكن هاكذا فهو ليس بأمير
والحديث بالحديث يذكر انه فى احدى المرات دخل الامير الى مكتبه فوجد ان المكلف بتنظيف مكتبه لم ينتهى منه حتى وصول سموه ، الرجل كان كبير السن مصريا من اهل النوبة وقد تم اختياره خصيصا نظرا للامانه التى يتميز بها اهل النوبه فى مصر ، وكان الامير يحبة ويعطف عليه وكان دائما من اول الحاضرين الى عمله ، ولكن المشكلة ان سكرتير المكتب اعطاه المفتاح متاخرا وا الامير جاء مبكرا على غير عادته .
حاول ان يقول ذلك لسموه ولكن ثوره سموه الكريم العارمة اخرسته عن الكلام ، فلم يكن من المسموح لاحد ان يقاطع الامير ، كانت ثورةعارمة سمعها كل من بخارج المكتب ، وقذف الرجل الطيب بعبارات مهينه حتى ترك المكتب والدموع فى عينيه .
بعدها ارسل الامير فى طلبه واعطاه مظروف بمبلغ من المال ، وبالقطع واليقين بدون كلمة اعتذار واحده ، فالآلهه لايعتذرون .
وقد قرانا الكثير من ذلك مع الامير تركى بن عبد العزيز وزجته اثناء اقامتهم فى مصر عندما ارادوا ان يطبقوا هذا المبدا على المصريين وكيف تم رفع القضايا عليهم بداية اجر الفندق الذى يقيمون فيه بعدد من الاجنجة وتاجر المجوهرات وحتى مورد اللحوم والفاكهه والخضروات الذين لجأوا الى المحاكم للمطالبه بحقهم من الامير النهاب ... ، ولكن فى ممالك البترول لايجرؤ ان يفعلها احد مواطنيها ضد اى من طوال العمراصحاب السمو الملكى او السمو الاميرى .
وفى نفس الوقت كنا نسمع عن العطايا النقديه والذهبية من الامير والاميرة زوجته وبعدها الاميرة ابنتهم للفنانين والفنانات التى كانوا يحيون سهراتهم الماجنة ،فهو تعبير حقيقى عن ( الوهاب النهاب )
وحتى لانذهب بعيدا ونتهم بالعنصرية ضد قبائل بدو البترودولار نستحضر المقدس ذاته لنجد انه رسخ هذا المبدا بين دفتيه عندما اباح الغنائم التى لم تباح لاحد من قبل النبى وقرر العطاء للمؤلفة قلوبهم ، ليعترف ان البدوى عبر التاريخ : وهاب نهاب .
الكثير من هذا سيروى بين دفتى الكتاب والذى ساحاول ان انشر بعضه لقرائى الاعزاء على هذا الموقع بين الحين والاخر .
والى لقاء قريب لاستكمال دراستنا حول دور الامويين فى الاسلام .



#هشام_حتاته (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تزوير التاريخ : دور الامويين فى الاسلام (2)
- تزوير التاريخ : دور الامويين فى الاسلام (1)
- فى ممالك البترودولار : قهوة الامير ب 2 مليون ريال
- التاريخ النائم : مقتل عثمان وعزل مرسى
- التاريخ النائم : من سقيفة ابوبكر الى لجنة انتخاب مرسى
- الى لجنة الدستور : حذار من شريعة السلفيين
- الدين بين الحوريات والافيون
- حزب الظلام الوهابى ولجنة الدستور
- الاسطورة واللاوعى الجمعى : السيسى نموذجا
- الضلالات الدينية وخطأ وخطيئة البرادعى
- حقوق الانسان وحقوق البشر
- خواطر رمضانية ( الحلف الثلاثى واللواء صلاح حتاته والاخوان )
- ردا على مقالة خير اجناد الارض للزميل يونس : نعم .. مصر خير ا ...
- كيميت تنهض من جديد وحورس يحلق فى سمائها
- العودة للقرابين البشرية فى أبو النمرس
- ردا على مقالة خير اجناد الارض للزميل يونس : نعم .. مصر خير ا ...
- ( حور محب - السيسى ) هل يتكرر التاريخ ؟
- مرسى بين ايزيس المصرية والبعولة العربية
- القول الاخير فى سباق الاسلمة والتنصير
- الاخوان بين السندان الامريكى والمطرقة السلفية


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - هشام حتاته - فى ممالك البترودولار : الامير وهاب نهاب