نداء في يوم الطفل العالمي

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 1216 - 2005 / 6 / 2 - 14:01
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    

الى مجلس الامن الدولي! الى جميع منظمات العالم المدافعة عن حقوق الانسان ! الى كل من يعز عليه حاضر ومستقبل البشرية!
انقذوا الطفولة المستباحة في العراق
تستصرخ الطفولة في العراق ضمير العالم بصوتها الذي اخمدته الامراض وسؤ التغذية نتيجة الحروب والحصار الاقتصادي واعطبته اشعاعات اليورانيوم المنضب نتيجة قصف القوات الامريكية للعراق باليورانيوم المنضب وجسده الذي مزقته القنابل العنقودية وحشرجته التي لاتسمعها سوى الامهات المنكوبات بافضع دكتاتورية عرفتها البشرية فرطت بكل انجازات شعبها واعادت البلاد الى مرحلة التبعية وهيمنة قوات الاحتلال وهن يودعن الوليد بعد الرضيع والحدث، بقلوب دامية والباحثات عن بقايا فلذات اكبادهن في المقابر الجماعية!.واليوم وبعد سنتين من الاحتلال وفضلا عن ذلك، تصارع كل صباح بين ان تضمن مستقبل طفلها بارساله الى المدرسة وبين استلام اشلائه في طريق ذهابه الى المدرسة او عودته، ولاتعرف كيف تحميه من رؤية كل الجرائم التي تقترفها قوات الاحتلال مباشرة كالقصف العشوائي والاذلال المتعمد للشعب العراقي والعنجهية والغطرسة والتباهي في السلاح ، وما تتركه في سايكولوجية الطفل العراقي من خوف وجبن او حب للغطرسة والسلاح والقسوة دع عنك تأثير الاعمال الارهابية ورؤية مشاهد القتل والدماء يوميا. فاية طفولة واحلام تراودها، واي مستقبل ينتظرها؟
اين انتم مما تقدمه المنظمات الدولية ولاسيما منظمة الطفولة العالمية UNCF منذ عشرات السنين من تقارير واحصائيات مرعبة عن وضع اطفال العراق: عن مستوى سؤ التغذية بسبب الحصار الاقتصادي ، عن نسبة وفيات الاطفال قبل بلوغهم السن الخامسة ، عن تضاعف الاصابة بأمراض السرطان نتيجة قصف القوات الامريكية للعراق باليورانيوم المنضب، عن تضاعف نسبة الولادات المشوهة ، عن المدارس التي هدمت والمدارس التي سرقت حتى مقاعدها، والتسرب من الدراسة بسبب اضطرار الاطفال للعمل لاعالة عوائلهم ، عن مئات الالاف من اليتامى والمشردين، عن تفشي الجريمة والمخدرات و..الخ . وبقيت هذه التقارير والاحصائيات تمر امام انظاركم ، فلا تثير اكثر من رعشة احساس انساني لدى من بقي منكم له احساس انساني . ! لماذا لايتساءل احد منكم لماذا استمرت هذه الاحصائيات تتصاعد في ظل احتلال قوات الولايات المتحدة المدعية بتحرير العراق وبحقوق الانسان والديموقراطية ؟ الم تتطلعوا على تقارير اليونسيف الاخيرة بازدياد نسبة سوء التغذية بين الاطفال عما كانت قبل الاحتلال وكذلك عن زيادة نسبة وفيات الاطفال دون سن الخامسة؟ وعن زيادة عدد الاطفال المصابين بالسرطان والاجنة المشوهة؟ وازدياد نسبة الاطفال المصابين بالامراض النفسية والعصبية.
ورغم كل ذلك اقرمجلس الامن ليس قرارا لانقاذ اطفال العراق من نتائج الحرب غير الشرعية التي قتلت آلاف الاطفال، ولا تزال تقتل يوميا العشرات نتيجة انفجار القنابل العنقودية التي لم تنفجر اثناء الحرب فضلا عن تفاقم اضرار الاشعاعات نتيجة استخدام كميات اكثر واكبر من قنابل اليورانيوم المنضب، وتفاقم كل مخلفات النظام الدكتاتوري من مآس وحرمان ، وليس لتجريم مرتكبيها، وتحميلهم نتائج كل الجرائم التي اقترفوها بحق الشعب العراقي والانسانية عموما وبحق اطفال العراق خصوصا، وليس لتحميل قوات الاحتلال مسؤولية تحويل العراق الى ساحة لمعركتها المفتعلة ضد الارهاب وساحة الى تدريب ونشر شركات الامن الخاصة لعصابات الموت في كل انحاء العراق من اجل تشويه كل مقاومة للاحتلال ومن اجل بقاء عدم استقرار الامن مبررا لبقاء قواتها في العراق وتثبيت قواعدها العسكرية والاجتماعية فيه لدوام هيمنتها ، بل وبعد اصداره قرارا يعطي الشرعية لاحتلال العراق عن طريق حرب غير شرعية واحكام سيطرة الولايات المتحدة على ثرواته النفطية عام 2003 يصدراليوم قرار باستمرار بقاء قوات الاحتلال من اجل حماية الامن !! بطلب من الحكومة الشرعية المنتخبة في ظل الاحتلال!! فاية شرعية دولية بقيت ؟ واي مصير ينتظر البشرية ؟ فاقرار القرار الاول يمهد لشرعية احتلال الولايات المتحدة للعالم بلدا بعد آخر ولاستعباد البشرية واستباحة طفولتها عن طريق الحروب العدوانية المدمرة للبشرية، والقرار الثاني يمدها بالوقت والشرعية للاستمرار بكل ما تقترفه من جرائم بحق الشعب العراقي ولاسيما اطفاله وتقديمه مثلا لكل شعوب العالم التي تقاوم الهيمنة الامريكية حتى تحقق مخططها بشأن العراق وتحويله الى منطلقا لمد هيمنتها على بلدان اخرى.
ان البشرية اليوم تواجه خطرا داهما يتطلب في مقدمة ما يتطلبه حماية الشرعية الدولية والقيم الانسانية وانقاذ البشرية وحماية مستقبلها فالطفولة هي بهجة الحاضر وامل المستقبل. وذلك ب:
-ادانة قرار مجلس الامن رقم 1483. واقرار مشروع يجرم الحرب على العراق ومحاكمة القائمين بها كمجرمي حرب وتحميلهم نتائج تلك الحرب بحق الشعب العراقي والبشرية عموما والطفولة خصوصا. وفي مقدمتها تنظيف البيئة من اليورانيوم المنضب وازلة مخلفات كل الاسلحة المحرمة دوليا ولاسيما القنابل العنقودية والالغام غير المنفجرة واعادة بناء كل ما دمر من مرافق ومؤسسات عامة وخاصة وفي مقدمتها ما يخص اطفال العراق من مدارس ودور حضانة ومستشفيات.والغاء قرار استمرار بقاء قوات الاحتلال والمطالبة بالانسحاب الفوري لجميع قوات الاحتلال ومساعدة الشعب العراقي على اقامة العراق الدييموقراطي الموحد الذي يضمن حقوق الانسان للجميع ولاسيما حقوق الاطفال.
-تحريم استخدام الحروب كوسيلة لحل اية مشكلة بما فيها مشكلة الارهاب وادانة الحكومات التي تشن الحروب لاية سبب كان، كمجرمين بحق البشرية عموما والطفولة خصوصا وبناء عالم خال من الحروب والقهر والاستغلال ترفل فيه الطفولة بالحب والرفاه
-ادانة الخلط بين الارهاب والمقاومة الشرعية لكل شعب للاحتلال. فالارهاب هو اداة المحتلين لادامة احتلالهم وتركيع الشعوب المقاومة للاحتلال ولتشويه المقاومة وسلبها الدعم الجماهيري منبع وجودها وقوتها واستمرارها حتى ينتهي الاحتلال الذي لا ولايمكن ان ينتهي بدون المقاومة الداخلية المسندة عالميا.
-تحريم انتاج واستخدام كل اشكال اسلحة الدمار الشامل على جميع الدول بدون اسثناء واتلاف الموجود منها ومحاكمة الحكومات التي ترفض تنفيذ ذلك لحماية المجال الحيوي للبشرية عموما وللطفولة خصوصا.
-الاهتمام بوضع الطفولة في العراق واجراء الدراسات السايكولوجية والصحية والاجتماعية لحاضرها ومستقبلها والعمل بكل الجهود الانسانية لمعالجتهاوبعث الامل المشرق والثقة بمستقبل البشرية لتكون المثال المناهض للمثل الذي يريد اعداء البشرية تقديمه للبشرية بهدف لتركيعها.
-انشاء محكمة دولية لمحاكمة الانظمة والدول التي تعرض الاطفال الى المهالك وتحرمهم من حقوقهم عن طريق الحروب والارهاب المباشر لهم ولوالديهم.
سعاد خيري
1/6/2005

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل