|
اوضاع المرأة العراقية في بلد الديموقراطية الاحدث
سعاد خيري
الحوار المتمدن-العدد: 1120 - 2005 / 2 / 25 - 10:41
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
يصف الرئيس بوش الديموقراطية في العراق بانها الديموقراطية الاحدث تارة والحرية الاحدث اخرى. وهو محق لانها الحرية والديموقراطية التي تعد بها الادارة الامريكية رئيسة اركان العولمة الراسمالية واداتها الامبريالية العالمية. وهو مطمئن لعدم تجرؤ أي من قادة الدول الاوربية وحلف الاطلسي على السؤال عن سمات هذه الديموقراطية والحرية الاحدث. ولكن التقارير الدولية والمنظمات العالمية بما فيها الامريكية ومنطمة العفو الدولية تصف جزء من هذه الديموقراطية والحرية الاحدث التي شملت بها شعب العراق لتجعله نموذجا لكل بلدان الشرق الاوسط بل العالم . فاليوم اذاعت اجهزة الاعلام العالمية طموح الادارة الامريكية الى قرار دولي يتيح لقواتها الخاصة (فرق الموت التي يشرف على اعدادها ونشاطها نغروبونتي، بناء على تجاربه في السلفادور والعراق) بدخول أي بلد في العالم دون اعلام حتى سفرائها به، كما جرى في العراق. ويقدم تقرير منظمة العفو الدولية الذي نشر في 22/2/2005 بعنوان "العراق ، عقود من المعاناة" وصفا لاحد اهم جوانب الديموقراطية والحرية الاحدث في العراق فيما يخص اوضاع المرأة العراقية في ظل الاحتلال جاء فيه: "ولو ان القمع المنظم الذي كان في عهد صدام قد انتهى فقد حلت محله زيادة في جرائم القتل وفي الانتهاكات الجنسية بما فيها ما يقع على ايدي القوات الامريكية... ان انعدام القانون والقتل المتزايد والاختطاف والاغتصاب الذي تبع الاطاحة بصدام حد من حرية النساء في الحركة وقدرتهن على التوجه الى المدارس او العمل .. وتتعرض النساء المعتقلات على يد القوات الامريكية لانتهاكات جنسية واغتصاب وتحدث بعضهن في مقابلات مع المنظمة عن تعرضهن للضرب والتهديد بالاغتصاب والمعاملة المهينة والحبس الانفرادي .. والنساء من نشطاء حقوق المراة والقيادات السياسية كن مستهدفات من قبل الجماعات المسلحة. وتعاني النساء من التمييز القانوني في ظل قوانين تمنح الازواج حصانة فعلية لضرب زوجاتهم ومعاملة من يقتلون "دفاعا عن الشرف " على نحو يتسم باللين. ..وتتعرض النساء الى الموت على يد الذكور من الاقارب اذا ما اتهمن بسلوك يعتقد انه جلب العار للاسرة. ويحاول المتعصبون دينيا لجعل القوانين اكثر قمعا للنساء.." ويصف مسؤول امريكي في القوات الامريكية في العراق بلد احدث الديموقراطيات بهدف استمرار احتلال العراق قائلا: "ان قواته تماما مثل القوات العراقية التي تأمل الاضطلاع بمسؤولية الامن في اخطر بلاد العالم لاتجد أي بوادر على امكانية القوات العراقية لوقف الهجمات الانتحارية وعمليات الخطف والجريمة او على انحسارها، وان القوات الامريكية التي تلقى معاضة كبيرة لن تغادر العراق قبل ان تكمل تدريب قوات الجيش والشرطة العراقية وهو ما يستغرق شهورا او سنوات " وتستخدم القوات الامريكية الشركات الخاصة لتوفير الحراس الامنين لعملائها ومستشاريها وتغدق عليهم الاموال الطائلة على حساب الشعب العراقي. فالحارس الامني الخاص لهذه الشركات الاجنبية يتقاضى الف دولار يوميا على الاقل.. واخيرا سمحت الحكومة العراقية بالتعاقد مع عدد كبير من العراقيين الذين ينضمون الى هذه القوات الخاصة بسبب المصاعب الاقتصادية براتب لا يزيد على 300 دولار شهريا.. و يجري قتل العشرات من الجنود والشرطة العراقية يوميالان الارهابيين يحصلون على معلومات عن تحرك هذه القوات فضلا عن عدم تجهيزهم بالاجهزة والمعدات الحديثة لحماية انفسهم ناهيك عن حماية الشعب العراقي . ولذلك خرج المسؤول الامريكي بقرار "ان السياسة السابقة المتعلقة بترك قوات الامن العراقية تتولى الامن وحدها في المدن والبلدات قد فشلت واصبح التركيز منصبا على امداد هذه القوات بمستشاريين عسكريين امريكيين " (تقرير مايكل جورجي) وبذلك يتضح ارتباط مصلحة قوات الاحتلال وشركات الامن الخاصة في تعطيل اعداد الجيش والامن العراقي. ويقف العراقيون طوابير طويلة عند محطات الوقود علما بان بلدهم يسبح فوق بحيرة من النفط ويشكون من قلة المياه الصالحة للشرب وهم ينعمون باغنى انهار العالم : دجلة والفرات وشط العرب، ويعانون من انقطاع الكهرباء وهم يمدون العالم بما لا يقل عن 5% من مصادر الطاقة؟ هذه اهم مزايا الديموقراطية الاحدث ، ديموقراطية بوش الناطق الرسمي للعولمة الراسمالية والامبريالية العالمية. فهل هناك شعب في العالم يتوق لمثل هذه الحرية والديموقراطية؟ انها حرية وديموقراطية الارهاب الدموي واستعباد الشعوب عامة والمرأة بشكل خاص. ان امتثال قادة اوربا وحلف الاطلسي لسياسة بوش عن الديموقراطية الاحدث هي جزء من مخطط الامبريالية العالمية للتأثير على السايكولوجيا البشرية وفرض خضوعها للامر الواقع . الامر الذي يفرض على الطلائع ولاسيما النسوة قيادة البشرية نحو تغيير هذا الواقع بالنضال الفعال بمختلف الوسائل والاساليب من اجل تحرير البشرية مرة والى الابد من جميع اشكال الاستغلال والاستعباد. سعاد خيري 24/2/2005
#سعاد_خيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
زكي خيري يرد على اسئلة اليوم
-
راهنية مواقف وكتابات زكي خيري الوطنية والاممية بعد عشر سنوات
...
-
راهنية مواقف وكتابات زكي خيري الاممية والوطنية بعد عشر سنوات
...
-
الانتخابات اول معركة سياسية كبرى خاضها الشعب العراقي ضد الاح
...
-
الثقافة العراقية في ظل الاحتلال
-
المرأة والسياسة
-
لتبقى متوهجا في سماء العراق توهج طبقتنا العاملة على ارضها اب
...
-
المقاومة العراقية والارهاب الفكري
-
مقر لحلف الاطلسي في قلب العراق نصل سام في قلب كل عراقي شريف
-
من اباح للمتحدث بأسم المفوضية العليا للانتخابات التحدث بأسم
...
-
المساواة بين الارهاب والمقاومة اخطر اسلحة الاحتلال الايديولو
...
-
وطنية الشيوعيين العراقيين سر عمق جذورهم في ارض الوطن وفي ضمي
...
-
الثورة العلمية التكنولوجية ميدان للصراع الطبقي
-
مساهمة في محاور النقاش حول الانتخابات العامة في العراق
-
الارهاب اداة العولمة الراسمالية للهيمنة على العالم
-
انقذوا الشعب العراقي من الابادة معركة الشعب العراقي ضد الاحت
...
-
صمود الحزب الشيوعي بوجه كل محاولات افنائه وسر توطيد كيانه وت
...
-
قرار مجلس الحكم في العراق رقم 137 نسف لاسس النظام الديموقراط
...
-
يعيش فهد بحيوية افكاره
-
قرار مجلس الأمن رقم 1483 هدر لحقوق الشعب العراقي وتهديد للأم
...
المزيد.....
-
كيف تحمي أطفالك من التحرش الجنسي على منصات التواصل الاجتماعي
...
-
وزارة الصحة بغزة: ارتفاع عدد ضحايا العدوان الاسرائيلي على ال
...
-
فان غوخ جمع بريشته بين العاطفة والفيزياء في لوحة ليلة النجوم
...
-
الكويت تضبط أحد أفراد الأسرة الحاكمة هرب من تنفيذ حكم قضائي
...
-
مقتل امرأة وإصابة 10 أشخاص بإطلاق نار في جنوب إسرائيل
-
المالية الجزائرية: تعديل سن التقاعد للمرأة 2024 الجزائر.. تع
...
-
” التقديم متاح الآن “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة
...
-
“إلحقي قدمي بسرعة” رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في ال
...
-
أهم المكسرات في خسارة الوزن عند النساء!
-
?على المرأة استشارة الطبيب فور ملاحظة هذه الأعراض
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|