|
|
الماركسية سلاح البشرية من اجل التحرر والتطور الدائم
سعاد خيري
الحوار المتمدن-العدد: 1163 - 2005 / 4 / 10 - 12:44
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
ظهرت الماركسية في مرحلة متقدمة من تطور علاقات الانتاج الراسمالية ، مرحلة المنافسة الحرة ، كضرورة موضوعية لتحليل جوهر هذه العلاقات بعد تطور الفكر الانساني في مجال الفلسفة والاقتصاد والسياسة. وتاه عن وسائل واساليب تحقيق احلام البشرية بالتحرر من جميع اشكال الاستغلال والاضطهاد وبناء المجتمع الاشتراكي، بين التعمق في تحليل الواقع الموضوعي والاستسلام له. لعجزه عن اكتشاف النهج العلمي في تحليل هذا الواقع وسبل تغييره . وعلى اساس هذا الصرح الفكري استطاع ماركس وانجلس ليس فقط اكتشاف النهج العلمي في تحليل المجتمع القائم، على اساس المادية الديالكتيكية، بل وسبل تغييره على اساس المادية التاريخية . واستطاعا من خلال ذلك تحديد جوهر علاقات الانتاج الراسمالية بالكشف عن نظرية القيمة الزائدة ، وقوانينها الاساسية مثل الركض وراء الربح وتناقضاتها الاساسية بين قوى الانتاج وعلاقات الانتاج وبين الملكية الخاصة لوسائل الانتاج وطابع العمل الاجتماعي الذي ينعكس في الصراع التناحري بين العمل والراسمال. واكدا على الدور الطليعي والرسالة التاريخية للطبقة العاملة في تحرير البشرية من علاقات الانتاج الراسمالية وبناء علاقات الانتاج الاشتراكية القائمة على اساس من كل حسب طاقته ولكل حسب عمله، ومن ثم الى علاقات الانتاج الشيوعية القائمة على اساس من كل حسب طاقته ولكل حسب حاجته. وعلى اساس المادية التاريخية وانتقال المجتمع البشري عبر مراحله التاريخية السابقة، اكدا على الحتمية التاريخية في تحقيق هذا التحول. واكد كل من ماركس وانجلس بان الماركسية ليست نظرية جامدة او تخص مرحلة معينة من تاريخ البشرية، بل نهج يكشف عن تناقضات واتجاهات الواقع الموضوعي لكل مرحلة من مراحل تطور المجتمع، وتتطور باستمرار وفقا لمتطلبات الحياة وتطورها . وما تتوصل اليه من نظريات لمرحلة معينة من تطور المجتمع تؤسس لنظريات اكثر تطورا لمرحلة مقبلة . ومن خلال دراسة هذا التراث النظري والعملي للحركة الشيوعية تتوصل البشرية الى السبل والوسائل الصحيحة لتحقيق اهدافها، وتطور الماركسية وتطور نفسها ومجتمعها على الدوام. ولذلك مع تطور علاقات الانتاج الراسمالية وبلوغها مرحلة الاحتكار الامبريالية، طور لينين الاقتصاد السياسي الماركسي والفلسفة الماركسية و الاشتراكية العلمية بما يتلاءم مع هذه المرحلة. و انطلاقا من نظريات ماركس وانجلس في تحليل اسس النظام الراسمالي القائم على الملكية الخاصة لوسائل الانتاج وعلى ابتزاز فائض القيمة والركض وراء الارباح وتشديد التناقض بين العمل وراس المال واشتداد الصراع الطبقي ،توصل الى الربط بين الصراع الطبقي وصراع شعوب المستعمرات ضد الامبريالية . فطور شعار ماركس "ياعمال العالم اتحدوا" الى "يا عمال العالم وشعوب المستعمرات اتحدوا" . وحلل كنه وافاق الراسمالية في تلك المرحلة في كتابه القييم "الامبريالية اعلى مراحل الراسمالية وعشية الثورة الاشتراكية". وعمل على تحقيق ذلك ، دون ان يهمل تأكيدات ماركس بان الاشتراكية لا تبنى الا على الاساس المادي الذي يمكن ان يوفر من كل حسب طاقته ولكل حسب عمله تمهيدا الى علاقات الانتاج الشيوعية "من كل حسب طاقته ولكل حسب حاجته". وهذا يفرض تطور قوى الانتاج الى درجة عالية . وهذا ما لم تبلغه البشرية آنذاك. ولاسيما وان البون كان شاسعا بين مستوى قوى الانتاج في روسيا انذاك والمستوى المطلوب، الامر الذي تطلب وقتا لم يستطع من خلفه في قيادة المسيرة السير على النهج الماركسي في تطوير الماركسية في جميع المجالات وفقا لتطور الحياة في الاتحاد السوفيتي. فانهار النظام تحت ثقل الجمود العقائدي والتحريفية وشدة الصراع الطبقي على الصعيد الداخلي والخارجي. واذ عرقل انهيار التجربة الاشتراكية الثانية الكبرى بعد انهيار كومونة باريس تطور المجتمع البشري وصراعه من اجل التحرر الا انه لم يوقفه. فالقانون الاساسي للراسمالية "الركض وراء الارباح" ادى الى تطور القوى المنتجة من خلال الثورة العلمية التكنولوجية الامر الذي اعطى من ناحية الراسمالية القدرة على التطور وبلوغ مرحلة العولمة الراسمالية ، في ظروف غياب القطب الاخر على الصعيد الدولي وضعف القطب الاخر على صعيد المجتمع البشري لانهيار الحركة الشيوعية، ومن الناحية الاخرى خلقت الثورة العلمية التكنولوجية الاساس المادي لبناء الاشتراكية بل والشيوعية كما طورت الطبقة العاملة ووسعت قاعدتها الاجتماعية بجموع العلماء والمفكرين والمهندسين والخبراء وحولتهم العولمة الراسمالية الى شغيلة يخضعون الى الاستغلال الطبقي اسوة بشغيلة اليد . ولكن هذه الثورة ايضا سلحت العولمة الراسمالية واداتها الامبريالية الامريكية بمختلف اسلحة الدمار الشامل ومكنتها من وضع العالم امام خيارين اما الفناء او الخضوع للهيمنة الامريكية فنشأت وتطورت حركة عالمية مناهضة للراسمالية. وهي اليوم في امس الحاجة الى القيادة الماركسية لمواجهة جميع وسائل العولمة الراسمالية لتضليلها وتبديد طاقاتها الكفاحية باجراءات تجميلية على جرائمها. فقد اطلقت الراسمالية اليوم جملة من التيارات الاصلاحية والتحريفية وجملة من المنظمات والهيئات لقيادتها مثل الاممية الرابعة وشبكة الاتحاد الدولي الذي يضم العديد من النقابات العمالية والمنظمات الاجتماعية، لقيادة النضالات العمالية والنسوية والشعوب الفقيرة من اجل اصلاحات معينة مفيدة وقتيا دون ربطها بالهدف الاستراتيجي للبشرية وهو التحرر مرة والى الابد من جميع اشكال الاستغلال وبناء المجتمع الاشتراكي فالشيوعي. بحجة عدم وجود بديل للراسمالية . في حين تؤكد الماركسية على حتمية انتصار البشرية وبناء الاشتراكية فعلى الحركة الشيوعية المستنيرة بالماركسية التصدي لقيادة العولمة الانسانية ودحض كل الافكار التضليلية وربط كل النضالات الجماهيرية على النطاق الوطني والعالمي بالنضال من اجل حلم البشرية بالتحرر، استنادا على الاسس المادية والفلسفية والتجربة التاريخية التي تملكها البشرية في عصرنا.. سعاد خيري في 9/4/2005
#سعاد_خيري (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النضال الجماهيري سبيلنا للتحرر والديموقراطية
-
هل اصبح الشعب العراق خارج التاريخ
-
ديموقراطية الاحتلال تعلن للعاطلين العراقيين رأس العراقي بمائ
...
-
اليوم العالمي للمرأة احد اللبنات الاساسية في بناء العولمة ال
...
-
اوضاع المرأة العراقية في بلد الديموقراطية الاحدث
-
زكي خيري يرد على اسئلة اليوم
-
راهنية مواقف وكتابات زكي خيري الوطنية والاممية بعد عشر سنوات
...
-
راهنية مواقف وكتابات زكي خيري الاممية والوطنية بعد عشر سنوات
...
-
الانتخابات اول معركة سياسية كبرى خاضها الشعب العراقي ضد الاح
...
-
الثقافة العراقية في ظل الاحتلال
-
المرأة والسياسة
-
لتبقى متوهجا في سماء العراق توهج طبقتنا العاملة على ارضها اب
...
-
المقاومة العراقية والارهاب الفكري
-
مقر لحلف الاطلسي في قلب العراق نصل سام في قلب كل عراقي شريف
-
من اباح للمتحدث بأسم المفوضية العليا للانتخابات التحدث بأسم
...
-
المساواة بين الارهاب والمقاومة اخطر اسلحة الاحتلال الايديولو
...
-
وطنية الشيوعيين العراقيين سر عمق جذورهم في ارض الوطن وفي ضمي
...
-
الثورة العلمية التكنولوجية ميدان للصراع الطبقي
-
مساهمة في محاور النقاش حول الانتخابات العامة في العراق
-
الارهاب اداة العولمة الراسمالية للهيمنة على العالم
المزيد.....
-
اليمينُ الصاعدُ مجدّدًا في أميركا اللاتينية والتحدّي أمام ال
...
-
بلاغ صحفـــــي لـــــفريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب صـ
...
-
Self-Determination, Not Goodwill, Will Decide the Global Sou
...
-
The False Stability of the “Right” in Italy
-
Missile Defense Fraud Goes Ballistic: Needless, Unworkable,
...
-
“من له مصلحة في استمرار الاحتقان بالمديرية الجهوية للاستشارة
...
-
الشيوعي العراقي: بعزم لا يلين نواصل نضالنا رغم كثافة التحديا
...
-
Polishing Genocide: Israel’s Desperate War to Erase History
...
-
سبع أطروحات حول انتفاضات جيل Z في الجنوب العالمي
-
في اليوم الثاني من الإحتجاجات عمال “مياه الشرب” يجبرون رئيس
...
المزيد.....
-
الأسس المادية للحكم الذاتي بسوس جنوب المغرب
/ امال الحسين
-
كراسات شيوعية(نظرية -النفايات المنظمة- نيقولاي إيڤانو&
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
قضية الصحراء الغربية بين تقرير المصير والحكم الذاتي
/ امال الحسين
-
كراسات شيوعية(الفرد والنظرة الماركسية للتاريخ) بقلم آدم بوث2
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كراسات شيوعية (العالم إنقلب رأسًا على عقب – النظام في أزمة)ق
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
الرؤية الرأسمالية للذكاء الاصطناعي: الربح، السلطة، والسيطرة
/ رزكار عقراوي
-
كتاب الإقتصاد السياسي الماويّ
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(النمو السلبي: مبدأ يزعم أنه يحرك المجتمع إلى ا
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كراسات شيوعية (من مايوت إلى كاليدونيا الجديدة، الإمبريالية ا
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كراسات شيوعية (المغرب العربي: الشعوب هى من تواجه الإمبريالية
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
المزيد.....
|