أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيد القمني - ! حرب الجواسيس















المزيد.....

! حرب الجواسيس


سيد القمني

الحوار المتمدن-العدد: 4257 - 2013 / 10 / 26 - 12:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لو طالعت أخبار العالم على مدى شهر مضى ستكتشف بسهولة صدق مقولة العنوان: إن مصر تخوض حربًا عالمية، حرب تشنها الولايات المتحدة الأمريكية بمساندة الاتحاد الأوروبي وبتحالف مع تركيا وقطر وغزة وإسرائيل والتنظيم الدولي للإخوان المسلمين والسلفيين والجهاديين، على توزعهم في العالم كل حسب تخصصه وكل حسب قدراته.

أكثر من ستين جماعة مسلحة داخل مصر وسيناء، مع نهر البترودولار القطري والتدريب الحمساوي وطرق الجهاديين في الذبح الحلال على الطريقة الإسلامية وخبراء الإعلام والتوجيه المعنوي، وقنوات الجزيرة الناطقة بالعربية والإنجليزية، حلف يقود حربًا منسقة مرتبة بين الخارج والداخل، لوضع الوطن في حال تهديد أمني مستمر وترويع المواطنين وقطع الطرق لإيقاف أي مشروع تنموي، مع تدمير المنشآت وزرع المتفجرات، وحرب بالمدارس والجامعات وإدارات الدولة، ويعلن ياسر برهامي السلفي الأخرق، أنها حرب بين الإسلام وأعداء الإسلام، هي حرب تكفير للمجتمع تدعمها إدارات وشئون معنوية وخبراء حرب الأعصاب وخبراء الحروب الدينية بالفتاوى من قرضاوي إلى محمد حسان إلى حويني إلى حسين يعقوب وكل مرتزقة الدين، والخارجية الأمريكية بخطوة عقابية توقف المعونة، هل هناك مشهد لحرب عالمية أوقع من هذا؟ حرب من نوع جديد تخوضها مصر ضد حلف دولي يهدف لإخضاع إرادتها فتكون جزءًا ضمن المخطط الأمريكي لمصر والمنطقة في خريطة الشرق الأوسط الجديد.

ومع المشهد يلح السؤال المستغرب والمندهش طالبًا إجابة عن السر وراء تحالف أمريكا مع الإخوان والتيارات الإسلامية، ومغامرتها بوضع بيضها كله في سلتهم، رغم تجاربها المُرَّة مع الجماعات الإسلامية، ورغم ضربة سبتمبر2001، ورغم النظريات الأمريكية عن الخطر الإسلامي الأخضر وعن الإسلامو فوبيا، السؤال المستغرب يجد جوابه في برودة الأعصاب الأمريكية شديدة العملية التي لا يشغلها لا الثأر ولا الحب ولا الكراهية بقدر ما تشغلها مصالحها الراهنة، فبرجماتيتها السياسية تملي لها أن مصالحها الآن تتجاوز مجرد الثأر للحادي عشر من سبتمبر 2001، لينتهي الحديث عن الخطر الأخضر ليبدأ الحديث عن شرق أوسط جديد ينبثق عن فوضى خلاقة تنتهي بتحييد وإبعاد هذا الخطر الأكبر.. فكيف كان ذلك؟.

وضع هانتنجتون وفوكوياما، وأفصحت عنهما كوندوليزارايس، ليس فقط لتحييد هذا الخطر بخطط مبكرة، ولكن للسيطرة عليه، بل وتشغيله لحساب المصالح الأمريكية، وجرى التنفيذ عندما بدأت موجة الفوضى الخلاقة أو ما تم الاتفاق على تسميته بالربيع العربي، وتمهيد الأرض لوصول الإسلاميين والإخوان تحديدًا كقائد لكل الجماعات إلى سدة الحكم في بلادنا، بغض النظر عن انتهاك حقوق الإنسان وحصار الحريات، وبغض النظر عن مصير شعوبنا تحت هذا اللون من الحكم.

عمود الخطة التأسيسي هو تصعيد هذه الجماعات من العمل السري تحت الأرض في بلاد المسلمين، وخاصة الشرق الأوسط، ليصبحوا هم حكام هذه البلاد، تلبية لرغبة شعبوية جارفة تحكم النفس في الشارع المسلم بغرض تحكيم الشريعة التي يرونها حلًا لمشكلاتهم يتفوقون به على تخلفهم وعلى العالم.

كما أن تصعيدهم للعمل العلني كحكام لبلادهم يجعلهم مكشوفين، حتى لا يكون الصدام بين جيوش نظامية متطورة وعصابات سرية يصعب التعامل معها، لتصبح هذه العصابات حُكامًا لدولها فتكون دولًا أمام دول، وجيوش أمام جيوش واضحة.

والحلف الإسلامريكي يمكنه أن يضع الحكومات الإسلامية لبلادنا تحت الهيمنة الأمريكية، لأن الإرهابي عندما يحكم يكون قد وصل إلى هدفه وغايته الأقصى، ولن ينسى أن تمكنه من الوصول إلى الحكم قد تم بمساندة أمريكية قطرية تركية أوروبية، ولن يكون إرهابيًا مع أرباب النعم، بل سيقوم بحماية أمريكا من أي تنظيم يظهر مُعاد للمصالح الأمريكية، فقد أصبحت المصلحة واحدة، وستتكفل الحكومات الإسلامية بالقضاء على أي خطر على المصالح الأمريكية، حرصًا على مصالحها، وهكذا بالإرهابيين يمكن القضاء على الإرهاب، بغض النظر عن مصير بلادنا وحقوق شعوبنا في حياة كريمة، لذلك هي القسمة الأجدر بالوصف القرآني (إنها قسمة ضيزى).

نعيد ترتيب المشهد لنفهم: الإخوان وأذرعهم السياسية والسرية النائمة والجهادية الضاربة، هي جماعة سرية ظهرت سنة ألف وتسعمائة وثمانية وعشرين ميلادية بعد سقوط الخلافة العثمانية بسنوات خمس، وتمكنت عبر نقلات نوعية من الوصول إلى تكوين الاتحاد العالمي للإخوان الذي يملك ويشرف ويدير في عمل حركي على الأرض لا يتوقف في أكثر من ثمانين دولة في العالم، مضافًا إلى هذا غير المعلن من مراكز وإدارات تأخذ شكلًا اقتصاديًا في الغالب في شركات وفنادق وبنوك وخلايا نائمة تعمل في مختلف بلاد العالم، لا يعرف أحد قياداتها السرية ولا حجم مجموعاتها القتالية لأن الحجم الأشمل من الأصل غير معروف، ولا يعرف أحد مصادر تمويلها ولا مجموع أفرادها وعناصرها التنظيمية، جماعة تماهت بعقيدتها وهي أن الإخوان يد الله على الأرض، وأن الله أوكل لهم مهمة أستاذية العالم وسيادته، وهو هدف هائل لجماعة لا تملك قوة اقتصادية تتناسب مع هذا الهدف العالمي، فلا هي تملك الجيوش المتطورة والغواصة والطائرة حتى تتمكن من سيادة العالم، ولا هي تملك اقتصادًا يتناسب مع هذا الهدف الهائل، ودون القوة العسكرية ودون قوة اقتصادية فإنه لا وجود حقيقي للجماعة، فهي لا تستطيع أن تثبت هذا الوجود في مفاوضات دولية ولا تمتلك حق الفيتو والاعتراض الدولي.

وصل الإخوان إلى هذه المعاني وكيف يجدون البدائل لها، في الوقت الذي كانت فيه أمريكا تبحث عن حل لمشكلة الإرهاب الإسلامي الدولي، والذي انتهت فيه إلى وضع يعيد تقسيم خريطة الشرق الأوسط إلى هلال شيعي وهلال سني بإقامة منظومة دول إسلامية يحكمها الإسلاميون، لينشغل الهلال السني بالهلال الشيعي برعاية أمريكية للطرفين.

الإخوان يبحثون عن مصدر قوة يوظفونه، والأمريكان يبحثون عن قيادة سنية تلتزم بأوامر الأمريكان، ويلتقي الشريدان بعناية قطرية تركية، وتغطي قطر الجانب الاقتصادي المطلوب، وتغطي أمريكا الثقل العالمي الداعم الذي هو خير غطاء عسكري للجماعة، وبهذا الحلف يمتلك الإخوان أكبر وأقوى جيش في العالم مقابل أن تكون الجماعة هي الطابور الخامس لأمريكا في أكثر من ثمانين دولة، وبالحلف الإسلامريكي أصبح للإخوان حضورهم العالمي، وأمكنهم امتلاك حق الفيتو في الأمم المتحدة عبر أمريكا أو لنقل أن كلًا منهم يرى أنه قد امتلك الآخر.

العنصر الأكثر أهمية في قبول أمريكا الحلف مع الإخوان في اختيار تاريخي بين المُجبر و البطل، هو أن الجماعة وكل الفرق الإسلامية التابعة لها لا تعرف شيئًا اسمه الوطن ولا تاريخ الوطن ولا ترضى بالوطن هوية ولا تدين له بالولاء، فما نراه وطنًا عظيمًا يرونه ميراثهم الشرعي، يحق لهم التصرف فيه كيفما شاءوا؛ لأنهم بوصولهم للحكم يستعيدون الميراث ويتملكون على الأرض، هم يعودون إلى قرار الخليفة عمر بن الخطاب عندما أرسل له رؤساء الجند الفاتحون لبلاد الحضارات القديمة في العراق والشام ومصر، أن يقسّم بين الجنود البلاد المفتوحة كغنيمة حرب بحلال الغزو المشروع بكتاب الله وسنة رسوله، وأخذها واستعباد أهلها وسبي نسائها ونكاحهن بحلال ملك اليمين، وتحكي كتب السير والأخبار أن الله قد وفق الخليفة عُمر إلى قرار صائب برعاية إلهية، بترك البلاد المحتلة على حالها كما كانت طوال تاريخها، لكن باعتبارها ملكًا للجند، فتكون بدلا لذلك ميراثًا موقوفًا يعود خراجه وجزاه وفيوئه على العرب المسلمين الفاتحين، وعلى أبنائهم وأحفادهم من بعدهم بضمان ورعاية إلهية إلى أبد الآبدين.

ويظل الشعب المفتوح أسير هزيمته فلا يكون سيدًا أبدًا، فهو إما من أهل الذمة الذين يجب امتهانهم وإشعارهم بحقارتهم وهوانهم، أو مصريين أسلموا ليكونوا موالي للفاتح العربي، الأول يدفع الجزية والثاني يؤدي الخراج وكليهما عبد بدرجات في سلم العبودية .

واستمر حال الخلافة في نقلاتها على ذلك حتى جاء الغزو التركي العثماني لبلاد الخلافة، وإعلان نفسه خليفة بالقوة العسكرية، وأنه صاحب الميراث والوقف العمري، وظل الحال كما هو عليه حتى سقطت الخلافة العثمانية وقامت الجماعة الإخوانية التي اعتبرت نفسها الوريث الشرعي وصاحبة الوقف الموروث الذي كان يبحث عن أصحابه.

لا وطن إذن ولا هم يحزنون، قرضاوي في كتابه الإسلام والعلمانية ص 98، 99، ويكررها في كتابه الإخوان المسلمون ص 19،20، ويكررها في كتابه ملامح المجتمع المسلم الذي ننشده ص 24، 75، 80، يقول: "المواطنة هي رابطة التراب والطين لا تعلو على رابطة الدين، وليس بمجتمع مسلم ذلك الذي تتقدم فيه العصبية الوطنية على الأخوة الإسلامية، ودار الإسلام ليس لها رقعة محددة، وقد شجع المستعمرون النعرة الوطنية كي يحل الوطن محل الدين ويكون الولاء للوطن وليس لله، وأن يموتوا في سبيل الوطن لا في سبيل الله، والصحيح أن الإنسان يضحى بوطنه من أجل دينه "، ومحمد مهدي عاكف المرشد السابق، طزز في مصر وأبو مصر واللي في مصر، ورجى أن يحكم مصر ماليزي أو تركي على أن يحكمها مسيحي مصري، ومحمد بديع المرشد الأخير، رهين جرائمه بالسجن الآن، قال للشروق في 5/5/2011: "إننا لا نقبل أن ترتفع أصوات المواطنة والديمقراطية على صوت الدين والشريعة" وفي رسالته الأسبوعية التي توضح معنى الوطن والمواطنة عند الجماعة ومرشدها يقول: "إن هزيمة مصر في 1956 وفي 1967 هو انتقام إلهي لاعتقال ناصر للإخوان"، وبالأمس خرجت مصر من كأس العالم، فخرجت أغاني الشماتة من ألم المصريين، وعلى مستوى الداخل وكيفية تعامل الإخوان مع أهل الوطن يشرحه محمود الصباغ في كتابه حقيقة التنظيم الخاص ص 429 بقوله: "إن أعضاء التنظيم الخاص يمتلكون الحق ودون إذن من أحد في اغتيال من يشاءون من خصومهم السياسيين، فكلهم قارئ للسنة في إباحة اغتيال أعداء الله"، إنهم يرون أنفسهم والله شيئًا واحدًا، ذاتًا عليا واحدة، لأن اغتيال خصومهم السياسيين هو اغتيال لأعداء الله، الله والإخوان أكبر.

هل يمكن للولايات المتحدة أن تجد حليفًا خيرًا لها من هؤلاء؟ حليف لا يشكل خطورة فلا ولاء عنده لوطن ولا ولاء عنده للأرض (التراب والطين عند قرضاوي)، وليس عندهم نزاع على أرض أو حدود، تأخذ السودان حلايب وشلاتين لا توجد مشكلة، تأخذ حماس سيناء لا توجد مشكلة، وهي قضايا الحروب الكبرى عند بني البشر، وهي ليست شاغلًا للإخوان، فديار الإسلام كلها واحد، نزاعهم فكري لا وطني، وكل من الطرفين الأمريكي والإخواني يريد استخدام الآخر لأغراض ومصالح لا علاقة لها بدين من الأديان، الإخوان أمة فضائية بلا أرض، ترى الله ملكية خاصة لها وحدها، تُشغله عندها كيفما تشاء، ومن ليس ضمن جماعتها فهو لم يعد على دين محمد وكافر برب الإخوان، هم شيء متفرد في غرابته واغترابه عن الواقع لا علاقة لهم بالإسلام المعروف للدنيا.

وبحرب الجواسيس وعلاقات الإخوان المستمرة بالأجهزة الأمنية والمخابراتية في مواطنها وعلى المستوى الدولي أكسبها خبرة التجسس، وتمكنت أن تكون أمة عالمية في ثمانين دولة، لكنها أمة بلا أرض، فقط أمة من الجواسيس، لا تملك النووي ولا البوارج ولا الصواريخ، ولا تستطيع عمل فيتو على قرار أممي، وأمكنها الوصول إلى الأهداف المستحيلة بالاستيلاء على عقل صانع معدات القتال، العقل الأمريكي، بينما تجد أمريكا في هذا الحلف إحكامًا لسيطرتها على منطقتنا بحكام إسلاميين يخضعون لتنفيذ مشيئتها، ويكشف التحالف الشرير لأول مرة عن وجه قبيح للحريات الأمريكية، فبعد أن كنا نذهب إلى الإعلام الغربي والأمريكي للحصول على الخبر الصحيح، وجدنا هذا الإعلام في سقطة أخلاقية مروعة يزيف الحقائق ويسوق الباطل لاستكمال شرق أوسطه الجديد، حتى تكون مصر هدفًا سهلًا بتحييد الضمير الأممي وحشد الرأي العام الدولي ضد مصر، بإعلام ما تصورنا يومًا أن يصل إلى هذا الدرك من التسفل.

مثل هذا الاحتشاد الإعلامي المعادي كان كافيًا لي لأصدق أن الإخوان قد تمكنوا من العقل الأمريكي الذي تحوّل عن قيمه ومبادئه العُليا إلى مستوى خطاب الإخوان، تمكن الإخوان إذن ليس فقط من العقل ولكن أيضًا من الضمير الذي يستطيب التزييف، وبالبيت الأبيض وفي إدارة أوباما أكثر من عضو مسلم، رجال ونساء بارزون تربطهم جميعًا صلات قرابة ونسب بزعامات الجماعات الإرهابية الإسلامية في العالم، وأضع فوق هذا حادث بوسطن الإرهابي الذي نفذه انتحاريان مسلمان أمريكيان تربيا في مدارس أمريكا وتشربا بثقافتها، قرر الإرهابي الأمريكي أن يقول لأمريكا ما قاله عاكف لمصر بطريقة عملية، عاكف قال طز في مصر، وإرهابي بوسطن قال طز في أمريكا، فتحوا بالمسلمين الأمريكان عقل أمريكا، غزو للدماغ، غزو نزع من الشاب الأمريكي فضيلة المواطنة وحب الوطن، وزرع بدلا عنه الولاء لأمة بلا أرض تدفعه لتدمير وطنه الأم، وما يدرينا حجم وعدد العقول التي تم الاستيلاء عليها ووضعها في حالة كمون مؤقت تتوثب للخراب وتسعد بالدمار، وما يدرينا أو يدري أمريكا لو ظهر فجأة ألف شاب في مختلف الولايات بأعمال إرهابية في لحظة واحدة لتنهار الولايات المتحدة الأمريكية في لحظة، وفهمت الإدارة الأمريكية ذلك ووعته واختارت بعد بحث ودرس ألا بديل عن حل إرغامي بالتحالف مع الإرهابيين وإيصالهم لحكم بلادهم .

إبان اعتصام رابعة كان الغرض شديد الوضوح في جر الجيش المصري إلى مجزرة مفتعلة تنتهي بتدخل دولي، فيتم استفزاز الجيش عند الحرس الجمهوري ثم محاولة اقتحامه بغرض إسالة أكبر قدر من الدماء، مع اصطفاف عسكري للأسطول الأمريكي السادس قبالة الشواطئ المصرية بالمتوسط، وما تم العثور عليه بمصر من عربات نقل ثقيل تحمل زي الجيش المصري، وبطاقات الرقم القومي المسروقة، والاستعراضات العسكرية المسلحة تطوف شوارع غزة، تحت شعار رابعة المصرية داخل غزة الفلسطينية أو الإسرائيلية، لا فرق عندي، في غزة المسلحون الذين سيشكلون جيش مصر الحر والذي سيحمل بطاقات رقم قومي مصري ويلبس الزي العسكري المصري لتكرار السيناريو السوري المعلن عنه دون خفاء، هنا يأتي دور أمريكا للقيام بعمل أممي يعاقب مصر في حال لجوئها لفض الاعتصامات بالقوة ووضع مصر تحت البند السابع ومحاكمة السيسي أمميًا، الخارج سيمهد لتمكين جيش مصر الحر في غزة من الانتشار السريع في سيناء لينقسم الوطن، ويخوض الجيش معارك في الداخل ومعارك في سيناء مع الجيش الحر الغزاوي ويمكن لبارجة أمريكية حسم الجغرافيا على خط قناة السويس وربما تدويلها بعد ذلك.

استمر استفزاز "رابعة" للمواطنين وللجيش مع مجازر تتم بالداخل بين المعتصمين تتسرب عنها فيديوهات مرعبة ومذابح الإخوان لأهالي المنيل وبين السرايات وحديقة الأورمان في اعتصام النهضة، وإلقاء الأطفال من أسطح المنازل في الإسكندرية، شكل عبئًا ضاغطًا على أعصاب الشارع المصري يستفحل في تذمر وانفلات سلوكي معاند، مع برودة أعصاب الجيش بشكل مستفز إزاء أحداث جلل تجري في شوارع مصر، ودون مقدمات فاجأ الفريق السيسي المصريين بطلبه تفويضًا منهم لمقاومة الإرهاب، لم يكن الجيش باردًا غافلًا إذن، كان يعلم ويدرس الخطة الدولية الشيطانية على مختلف الاحتمالات وقراءة المقدمات لمحاولة الهروب إلى الأمام من النتائج المتوقعة والمرتقبة.

كان لابد من فض الاعتصامين دون إعطاء المبرر للخطة الدولية لتتفعل، كان طلب التفويض هو التعطيل للخطة الكبرى، فكان خروج أربعين مليون مصري تفويضًا بقانون سنه الخروج الشعبي باتخاذ كافة الإجراءات المناسبة لفض الاعتصامين ومحاربة الإرهاب.

كان موقف الجيش شديد الحساسية فإما أن يخضع ويضيع الوطن للأبد، وإما أن يتخذ قرارًا بالمقاومة المحسوبة والمضمونة ببصمة حب الشعب المصري وإصراره على تحرير إرادته، كان الحل موافقة شعبية علنية عالمية يراها العالم بأسره في حفل تأييد كرنفالي شعبي لم تعرفه أعرق ديمقراطيات العالم، وعرس مصري فرحًا بقرب فض الاعتصامات، لم يكن الأمر ميدان رابعة والنهضة، إنما كان خطة دولية مرسومة لمصر ضمن مخطط الشرق الأوسط الجديد، وبالحركة المدروسة وبالعبقرية المصرية أمكن إيقاف ماكينة الحرب الأمريكية، لكن مع ازدياد وتيرة الحرب الداخلية من الإخوان ضد الوطن، وترقب حذر لأي متغير أو مستجدات.

أسقط شعبنا وجيشنا حجرًا خرسانيًا مؤسسيًا في خطة عالمية احتاجت زمنًا وإنفاقًا هائلًا، بتحديه وتمسكه بإرادته الحرة، فلك المجد يا جيش ولك الإجلال يا شعب، هذا بينما يستذكر قرضاوي الفقيه الإخواني نبوءته القديمة في قوله: "لقد ورث الغرب القيادة العالمية، وها هو ذا الغرب يظلم ويجور ويطغى ويحار ويتخبط، ولم يبق له إلا أن تمتد إليه يد شرقية قوية يظللها لواء الله وتخفق على رأسها راية القرآن، ويمد جندها الإيمان القوي المتين، فإذا الدنيا مسلمة هانئة، وإذا بالعوالم هاتفة الله أكبر، الحمد لله الذي هدانا لهذا وماكنا لنهتدى لولا أن هدانا الله / كتابه الإخوان المسلمون / ص / 141 ".



#سيد_القمني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دراسة واقتراح مقدم للجنة الخمسين بشأن المواد الدينية بالدستو ...
- مصر تخوض حربًا عالمية ( 2) تمرد عبقرية مصرية
- مصر تخوض حربًا عالمية (1 من 4)
- لغم المادة الدينية بالدستور
- المعركة الوهمية ضد العلمانية
- من الدين إلى العلمانية
- العلمانية كضرورة زمانية
- تفويض للقوات المسلحة المصرية
- نداء.. نداء.. نداء
- حزب الظلام/ النور سابقاً/ وأمور أخرى
- قلق مشروع
- من دفتر على الرصيف
- صراع بين زمنين
- هدم الدولة (2) ..تدمير الأخلاق
- هدم الدولة (1)..الماعت
- فصل المقال فيما بين القانون والشريعة من انفصال(3)
- فصل المقال فيما بين القانون والشريعة من انفصال (2)
- فصل المقال فيما بين القانون والشريعة من انفصال
- واقع ومستقبل الأقليات في الفقه الإخواني
- شهادة زمن ما قبل التمكين (2-2)


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيد القمني - ! حرب الجواسيس