أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حزب الكادحين في تونس - عامان من الانقلاب على انتفاضة 17 ديسمبر














المزيد.....

عامان من الانقلاب على انتفاضة 17 ديسمبر


حزب الكادحين في تونس

الحوار المتمدن-العدد: 4256 - 2013 / 10 / 25 - 02:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في 23 أكتوبر 2011 تولت الرجعية الدينية و حلفاؤها السلطة في تونس على اثر انتخابات صورية تحكم فيها المال السياسي و الإعلام الفاسد و رعتها الامبريالية و قاطعها نصف عدد الناخبين ، و هو ما شكل انقلابا فعليا على انتفاضة 17 ديسمبر، و على امتداد عامين ساءت أوضاع الكادحين ، فعلى المستوين الاقتصادي و الاجتماعي توثق ارتباط البلاد بالامبريالية وتردي مستوى معيشة الشعب بشكل فاق ما كان عليه الوضع أيام سلطة بن على الرجعية ، جراء ارتفاع الأسعار والتضخم المالي و انخفاض قيمة الدينار وتعمق الاستغلال الطبقي و انعدام التنمية الجهوية و تزايد أعداد المعطلين عن العمل و انتشار الدعارة واستهلاك المخدرات و ترويجها ، و قد أدى هذا الوضع إلى بروز حفنة من الأغنياء الجدد الذين دخلوا نادي كبار الأثرياء بينما ازداد الكادحون فقرا و بؤسا .
و على الصعيد السياسي سعت الرجعية الدينية إلى تأبيد حكمها حتى تتمكن من السيطرة نهائيا على الشعب ، و عندما واجهتها المقاومة الشعبية بالإضرابات و المظاهرات و الاعتصامات لجأت إلى الاغتيالات و القمع ومحاكمة معارضيها من سياسيين ونقابيين و صحفيين ومثقفين و فنانين وغبرهم من المناضلين ، في نفس الوقت الذي فتحت فيه أبواب البلاد على مصراعيها أمام التدخل الامبريالي بأشكاله المختلفة بما فيها العسكرية ، و رفضت علنا تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني بعد طول مزايدة بالقضية العربية الفلسطينية و ذلك لضمان دعم الرجعية العالمية لحكمها .
كما تنكرت لتضحيات شهداء الانتفاضة و اعتدت أجهزتها القمعية مرارا على جرحاها و ظل القتلة و المجرمون في حق الشعب و الوطن يسرحون دون محاسبة ، و بقى التعويض المادي و المعنوي للضحايا دون تنفيذ ، بينما أغدقت على منتسبيها أموالا طائلة و مكنتهم من الوظائف في قطاعات مختلفة تحت مسمى العفو التشريعي العام .
وبالرغم من استمرار المقاومة و الرفض الشعبي المتنامي لحكام 23 أكتوبر الذي عكسه شعار " الشعب فد فد من الطرابلسية الجدد " و تردد صداه في طول تونس و عرضها لا تزال الرجعية الدينية و حلفاؤها متمسكين بمواقعهم في السلطة بقوة الحديد و النار ، و ما حديثهم عن الدفاع عن الشرعية الانتخابية إلا ذرا للرماد في العيون فتلك الشرعية تفتقر للصلاحيتين القانونية و الشعبية .
و فضلا عن هذا لجأت الرجعية إلى توتير الأوضاع الأمنية فتشكلت الميليشيات و انتشر العنف الرجعي بمختلف أشكاله و بلغ ذروته في الاغتيالات السياسية ، وفسح المجال أمام المجموعات الإرهابية للتمركز و الانتشار في مختلف أنحاء البلاد لبث الرعب و الخوف في صفوف الشعب ، كما تم إرسال الشبان للمشاركة في الحرب الرجعية في سوريا لاكتساب الخبرة القتالية الكافية استعدادا لإشعال لهيب حرب رجعية مماثلة في تونس .
و لم يقف الأمر عند هذا الحد فعلى المستوى الصحي عادت إلى الظهور أمراض الجرب و الملاريا و الكوليرا و الكلب في بلد تكدست الأوساخ في شتى مدنه و قراه ، و أصبح الكادحون فيه يعانون من تلوث الماء الصالح للشراب و سوء التغذية ، و لا يختلف الأمر كثيرا بالنسبة للأوضاع التربوية و التعليمية و القضائية و غيرها فالأزمة اليوم معممة .
و ما كان لهذا الوضع الذي تعيشه تونس أن يسود لولا توفر جملة من العوامل ، من أبرزها ضعف قوى الثورة بفعل تشتتها و خيانة الانتهازية و تدخل الامبريالية و توظيفها لعملائها ، سواء كانوا من اليمين الديني أو اليمين الليبرالي مما فسح المجال للالتفاف على الانتفاضة و قطع الطريق أمام انتصار الشعب
و رغم العداء الظاهري بين الرجعيتين الدينية و الليبرالية و في مقدمتهما النهضة و نداء تونس فإنهما تتحدان عندما يتعلق الأمر بتنفيذ مشاريع الأسياد الامبرياليين لذلك يبحث الطرفان اليوم عن التوافق من خلال ما سمى بمؤتمر الحوار الوطني و هما مستعدان لاقتسام السلطة فيما بينهما تحقيقا للتوازن المنشود ، و لا تفعل الانتهازية الملتحفة باليسار غير صب الماء في طاحونتهما .
إن الأزمة التي تردت فيها البلاد تحتم اليوم على القوى الوطنية و الديمقراطية الثورية الاتحاد من أجل الثورة ففي وحدتها قوة للشعب و ضمانة لانتصار كفاحه بما يمكن من جعل 23 أكتوبر 2013 محطة نضالية أخرى على طريق تحقيق الشعار الذي رفعته الانتفاضة : الشعب يريد إسقاط النظام بعيدا عن أوهام التوافق مع الرجعية و الركوع تحت أقدامها .

حزب الكادحين
تونس 23 أكتوبر 2013



#حزب_الكادحين_في_تونس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقتصاد منهار في تونس
- الإسلام السياسي بين الانحسار والانتشار/ النص الكامل
- الإسلام السياسي بين الانحسار والانتشار
- أبناء الكادحين ضحايا دائمون للسياسة التعليمية الرجعية
- وداعا فون غوين جياب
- بيان حول - مؤتمر الحوار الوطني - في تونس
- اضراب الاعلاميين في تونس
- من قضايا الفلاحين الفقراء في تونس
- افتتاحية العدد الجديد من جريدة طريق الثورة / سبتمبر 2013
- عربدة أمريكية في المتوسط استعدادا لغزو سوريا
- هل ماتت الجبهة الشعبية التونسية ؟
- الامبرياليون يستعدون للعدوان على سوريا فليستعد العرب للمقاوم ...
- مصر : تصدعات في بيت الإخوان المسلمين
- شرعية السلطة و شرعية الشعب
- الوضع في تونس الآن و بعض متطلباته .
- بيان حول الوضع في تونس
- بيان حول اغتيال محمد البراهمى
- دروس متبادلة بين تونس و مصر / افتتاحية العدد الجديد من جريدة ...
- تونس : أحداث و دلالات
- هل يعود حزب ابن على الى السلطة في تونس ؟


المزيد.....




- واشنطن بوست: الاستخبارات اخترقت اتصالات بين مسؤولين إيرانيين ...
- مخاوف دولية حول مصير السجناء الأجانب.. إيران تعترف بمقتل 71 ...
- القضاء التركي على موعد مع قرار حاسم: هل يطيح بزعيم المعارضة؟ ...
- نتنياهو: -النصر- على إيران يوفر -فرصا- للإفراج عن الرهائن في ...
- من أجل سوسيولوجيا معادية للصهوينة
- مستشار كوفي أنان: إدارة ترامب تفكك الحكومة الفدرالية وتقوض ا ...
- رئيس صربيا يرفض الرضوخ لمظاهرات المعارضة
- غسان سلامة: الشعوب العربية تخاذلت عن نصرة غزة
- التحقيق بتحطم الطائرة الهندية يطرح جميع الفرضيات
- تسريب جديد يقلل من أضرار البرنامج النووي الإيراني


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حزب الكادحين في تونس - عامان من الانقلاب على انتفاضة 17 ديسمبر