الحلقة المئة من ثورة 14 تموز

وصفي أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4254 - 2013 / 10 / 23 - 22:33
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

الحزب الوطني الديمقراطي يعلن التزامه بـ (( الاشتراكية الديمقراطية ))
لم يعلن الحزب التزامه بـ (( الاشتراكية الديمقراطية )) حتى سنة 1950 , ولكن هذا الالتزام بقي شفهياً إلى حد كبير ولم يؤّد إلى أي تغير في برنامج الحزب إلا فيما يتعلق بالتعديلات الزراعية التي أُدخلت سنة 1951 واستهدفت (( تقليص الملكيات الكبيرة إلى حد معقول وتوزيع الأراضي الزائدة على الفلاحين المنظّمين في جمعيات تعاونية ..... )) . وبحلول ذلك الوقت كان الحزب قد أصبح أكثر انسجاماً وأكثر تلاؤماً مع أغراض قيادته , ولكنه صغر حجماً بشكل ملحوظ . وفي ما عدا ذلك فقد استمر بالتوجه جزئياً نحو طبقة أصحاب المصانع الجديدة , أو بكلمات مختلفة , استمرت هذه الطبقة في الحفاظ على موطيء قدم لها في الحزب . وفي الحقيقة أنه منذ أواخر سنة 1946 وحتى بداية زوال الوطنيين الديمقراطيين سنة 1960 , كان هنالك عضوان من الصناعيين في اللجنة المركزية للحزب , هما محمد حديد ورجب على الصفار . وعندما أسس اتحاد الصناعات العراقي سنة 1956 , أصبح كل منهما عضواً في مجلس ادارته , وكان أحد الوطنيين الديمقراطيين البارزين , وهو خدوري خدوري , صاحب (( شركة منتجات بذور القطن )) عضو احتياط في المجلس , وأكثر من ذلك , فقد عمل اليساري طلعت الشيباني سكرتيراً في مكتب الاتحاد . ولهذا كله أن يفسر تحسس الحزب باحتياجات أصحاب المصانع وقلقهم , وتحسسه بشكل خاص بشعورهم بعدم توفر حماية ملائمة لهم في العقد الأخير من العهد الملكي ضد تدفق السلع الأجنبية المصنعة , وتلمسهم لضرورة إعادة توزيع معينة للدخل في الريف لخلق سوق محلية أوسع لمنتجات مصانعهم .
ومما له مغزى أن أصحاب المصانع لم يعرفوا ازدهاراً كالذي عرفوه في عهد عبد الكريم قاسم ( 1958 ـ 1963 ) , الذي كانت سياسته الاقتصادية والمالية موحى بها ـ إلى درجة غير قليلة ـ من الوطنيين الديمقراطيين أو , وبدقة أكبر , من محمد حديد الذي كان له في تلك السنوات نفوذ في الحكومة حتى عندما كان خارجها .
وفي سنة 1960 انفصل محمد حديد عن الجادرجي ليؤسس حزباً لنفسه (( الحزب الوطني التقدمي )) . يتبع
وصفي السامرائي

#وصفي_أحمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات