أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ثامر ابراهيم الجهماني - ماذا يعلمنا القرآن في تيه بني اسرائيل :















المزيد.....

ماذا يعلمنا القرآن في تيه بني اسرائيل :


ثامر ابراهيم الجهماني

الحوار المتمدن-العدد: 4252 - 2013 / 10 / 21 - 00:23
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


تقديم لابد منه :
لا أزعم على الاطلاق أن هذه الكلمات هي شروح او تفسيرات بل فكرة طرأت ، احاول أن استفيد منها واياكم للفهم والاسقاط والمقاربة مع وضعنا في الثورة السورية المباركة .
التيه :
حُكِمَ على بني إسرائيل بالتيه 40 عاماً و يرجع هذا المسمى بسبب التيه الذي كتبه الله على بنى إسرائيل بعد رفضهم لقتال القبائل الكنعانية التي كانت تسكن المدينه المقدسه في فلسطين ، ((﴿-;---;--يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ)) .
جاء رفضهم لخوفهم من العماليق ولتشبع ذواتهم بالعبودية التي اعتادوا عليها ((قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ)) ارادوا معجزة من السماء لتخلصهم وتحرر الارض التي وعدوا بها ..تواكلوا ولم يتكلوا على الله فكان منطقهم : (( قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ )) ،
تشجع نفر منهم لخوض التجربة ، استجابة لامر الهي ولثقتهم بالنصر ان عزموا واخلصوا النية وكانو من المتوكلين وليس المتواكلين ((قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)) ، شكى موسى عليه السلام ربه قومه وحكم الله عليهم بالتيه وحرّم عليهم دخول الارض المقدسة ((قالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ۝-;---;--25قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ )) .

ما هي حكمة التيه ؟:
هي عقوبة و شيء آخر ، فقد اعتاد العبرانيون العبودية عند اسيادهم المصريين ، لم يتعودوا الحرية لم يتمرسوا عليها ولم يناضلوا من أجلها ، فوجئوا بشخص يدعي النبوة وأنه نبيهم المرسل المخلّص ..هو من جائهم وبحث عنهم ..وليس هم من بحثوا عنه وعن الحرية ، فروا لوعود بالنعيم بلا تعب ..بعد أن استمرئوا العبودية والذل . قلوبهم خانعة مرتجفة دب فيها الرعب ...أراد الله عقابهم ..ومن الحكمة أن يبقى الوعد في عقولهم ومكنونات قلوبهم ..لابد اذاً من جيل لم يعش خوفهم وجبنهم ، جيل ولد بالصحراء حرا ً كريماً لا عبداً ذليلاً ...فالاوطان لاتتحرر بالعبيد بل الاحرار هم من يحرر الاوطان .

خرج جيل من الشباب والرجال تعود جلافة الصحراء وقوامة اللسان وكابد الجر والقر وراح يحلم وتجدد الحلم والوعد ... وفنى المرجفون العبيد وزال تأثيرهم ..وكان ما كان ..
نعم الاحرار هم من يحررون الاوطان لا العبيد ...عندما أحرق نيرون عاصمة روما ..هرع عبيد روما الى إطفاء النار ...نعم ..ليس في روما أولاً ولا بيوتهم ثانياً بل بيت نيرون ...لانهم عبيد وعقلهم مكبل بترهات العبودية المغروسة في بواطنهم ...فلمن تقرع الاجراس اليوم ..نعم انه بروتوس الذي افتقدناه في هذه الايام ...

الاسقاط والمقاربة :

هل كان الشعب السوري الذي عاش ذل العبودية لعقود طويلة الى تيه جديد ، هل نحيا التيه بكل تفاصيله الموحشة والمفجعة ...أعتقد أن اختلاف التفاصيل والازمان وترتيباتها المرحلية بين الحدثين ينفي التشابه بينهما لا ختلاف المشبه والمشبه به الغاية هي مسألة التيه كوسيلة للتحلص من العبودية ..لاسيما وأن أن هذا النظام الآسدي المافيوي قد عمل حثيثا لزرع الخوف وفكرة الرعب التي عششت في عقول الاغلبية أنه قدر لا مفر منه ..وعمل على افساد المجتمع وتغيير القيم عبر منظومة فساد مؤسس لها بعناية ..قبل سنوات كان المواطن السوري يخشى ان يحلم وإن فعل يخشى تذكر حلمه ..فخلق كل باب مخبر وتحت المخدة مخير حتى الحيطان لها أذن تسمع وتشي بما تسمع ....زرع بيننا كل عهر العالم وانحطاطه واستبعد وحارب كل جماليات الاخلاق ..ففسد المجتمع الا قلة قليلة ظلت تناضل وتصرخ حتى احتوتها السجون والاقبية والقبور والبقية الباقية حوصرت بكل سبل الحياة .

فجر الثورة واغترابها :

الثورة في سوريا الحبيبة كانت ناراً تتقد تحت رماد كثيف ،تحتاج الى محراك يخرج لهيبها ولان الظلم طال الجميع الصغير قبل الكبير ...الهم الله اطفالنا فخطّوا على جدران قلوبنا أن كفا رقاد ..قوموا من رقادكم حان وقت العمل والتضحيات هب الشباب بلا تيه جديد ..ليرسموا لنا ملامح ذلك الوهج ..كانت الارادة الالهية حاضرة بكل التفاصيل وهيّئة الاسباب وثارت النفوس لتنزع عن عيونها الغمامة السوداء والقهر الجاثم على الصدور ...فتقلبت القلوب وتجمعت وصرخت (( من حوران هلّت البشاير لعيونك يا شعب يا ثاير )) جاوب الصدى كل البقاع المقدسة في الوطن الطهور ....وصنعوا المعجزة أن قالوا كفا للظلم والقهر والاعتراب ...
طال أمد الصراع عندما ابتعد البعض عن تلك الارادة . وتفرق الصوت الواحد الى أصوات واختلفت النوايا ...ودخلنا أتون التيه ....هل هو التيه الذي نستحق ؟ هل نحتاج الى عفوبة وجيل جديد ؟
ليست نظرة تشاؤمية بقدر ما هي قراءة واقعية لحجم الاستنزاف والتعب والارهاق والفجيعة التي طالت الجميع ..ان طول الامد في الصراع بين الحق والباطل بين الخير والشر بين الحرية والاستعباد صراع أبدي مستمر ، ولا يوجد حرب حتى أخر طلقة ولا ثورة حتى أخر ثائر لا بد من نهاية ، فمن يرسم ملامح تلك النهاية ؟ لو عدنا الى ألق ذلك النزق الثوري الاول حتى نتلمس ملامح أخطائنا ، ونرسم بالوجع الحاصل خطوط التيه الذي سنحترق في أتونه ...استطعنا وقتها تلمس بقعة الألق والتوق للحرية والانعتاق ..هي دعوة الى التأكيد أننا لا نحتاج تيه جديد كتيه بني اسرائيل ولا نحتاج الى نبي جديد ولا الى معجزة فعصر المعجزات أفل المعجزة هي ما نصنعه بأيدينا لا ما يهدى إلينا ...الذاهب الى جنان الخلد عليه الاتصاف بصفات أهل الجنة ... والمؤمن الحق هو الذي يمارس ايمانه بسلوكياته لا بملامبسه واقواله ..والباجث عن الحرية يجب أن يمارسها في بيته وعمله وثورته ...كل من يؤمن بمعتقده عليه أن يحترم ما يعتقد حتى يحترمه الاخرون . وليكن هدفنا هو ما خرجنا اليه في اليوم الاول ..لا ما طرأ في عقول البعض ...كل الاحلام حلال لكنها مؤجلة الا الحرية ...فإن فقدناها ..سنبكي عليها ابد الدهر وستلنا الاجيال القادمة ..ودمتم .



#ثامر_ابراهيم_الجهماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذاهبون الى جنيف 2
- الإرهاب والدين .
- التمييز بين العنف والإرهاب :
- شبيحة الاسد تذبح مواطن اعزل بالسكين :// دراسة تحليلية .
- مَن يحدد خيارات الشعب السوري ...
- متابعات حول المجزرة :
- المسكوت عنه في الثورة السورية (2)
- قصص قصيرة عن الثورة وللثورة المعراج الاول
- عن القضاء والفساد ومشروعية النظام ومصيره
- الديموقراطية و صندوق الاقتراع :
- نحن رواد حضارة عنوانها الاسلام
- المسكوت عنه في الثورة السورية (1) لماذا هي حرب استنزاف ؟
- قراءة تحليلية للقاء بشار الاسد على الاخبارية السورية في 17/4 ...
- بطل رغم أنفه
- الاسلام السياسي وتجربة الدولة في الجزائر : الفرصة الضائعة .
- البوطي ...ومصيره ...دراسة تحليلية :
- كتاب مفهوم الارهاب في القانون الدولي دراسة قانونية ناقدة (( ...
- وثيقة للتاريخ ......دعوة للتوقيع
- المرتزقة وحكم من يقاتل الى جانب النظام الاسدي من وجهة نظر ال ...
- مفهوم الارهاب في القانون الدولي دراسة قانونية ناقدة ((6))


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ثامر ابراهيم الجهماني - ماذا يعلمنا القرآن في تيه بني اسرائيل :