أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الناصري - الوضع السياسي في بلادنا والمهمة الوطنية الأولى















المزيد.....

الوضع السياسي في بلادنا والمهمة الوطنية الأولى


أحمد الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 4239 - 2013 / 10 / 8 - 14:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إيقاف قتل المدنيين الأبرياء، الجماعي والفردي، على يد الإرهاب المتنوع والمتعدد فوراً...
إيقاف النزيف الوطني الحاد...
... لا عزاء للعراق القتيل... العراق المهدد في الصميم، وهو يجوب في فصول الجحيم، يقوده أعمى بلا هداية، وضحاياه وقتلاه من غير بواكي لهم. فقد جفت الدموع!
لقد وقع كل ما حذرنا منه وأكثر... ليصمت التاريخ، وينقطع لسانه، ويتوقف الغناء والحداء، ويموت الورد، ويجف الماء، ويسقط القمر، وتتوقف الشمس عن الدوران وتترك نهاراتها للظلام، ما دامت أشلاء الجثث الطاهرة والبريئة تتطاير في بلادي، وانهار الدم الثمين تجري بعنف وصخب، دون سبب يذكر. لأن صدام الدموي أرادها أرض من دون بشر من بعده، ولأن الأمريكي يبحث عن النفط الرخيص، وأن الطوائف عميلة وتافهة ومتخلفة وغير مستقلة، وأن المالكي لا يفهم بالسياسة والأمن، وأن دول الجوار الثانوية تتدخل كما تشاء وكلما تشاء، وأن اليسار متراجع ومنهار، والوطنية ملوثة ومتعتعة، وأن السماء تمطر دماً أسوداً من شدة الغضب والخراب، وإن الثقافة محطمة وغير قادرة على الدفاع عن نفسها، وأن المجتمع سقط في الردة. فلنقدم العزاء للعراق القتيل، ونقيم السرادق، وننتظر موتنا الحتمي المؤجل أو القادم تحت عار الخراب والذل لمن قبل وروج وصمت عن صفقة الخراب قبل وبعد 2003!
لابد من العمل الجماعي الوطني الفوري من أجل وقف القتل الجماعي والفردي، الواسع، للمدنيين الأبرياء والعزل على يد الإرهابيين الفاشست، كمهمة وطنية فورية أولى وقبل كل شيء. فنحن إزاء مذبحة شاملة ومحنة تاريخية وإنسانية حقيقية وبالغة الخطورة والغرابة. فعندما ينهار الأمن بشكل كامل، كما هو عليه في حالتنا، دون حل، أو أي أفق منظور للحل، عندها ينهار المجتمع والاقتصاد والحياة اليومية بجميع تفاصيلها، ويصل الخراب الى العمق. فقد وصل الدم الى الحدود النهائية، والتي ليس بعدها أي حد ومدى، وربما تجاوز كل الحدود المتوقعة والمتخيلة، كتعبير مباشر للفشل السياسي التام والعلني في مجال الأمن وكافة المجالات الأخرى البسيطة والمعقدة. ووصل الأمر الى عمق المجتمع، في ظل غياب الدولة وتشوهها وانهيارها، وتشجيع وعودة وبروز أشكال ما قبل الدولة، وما يسمى ب(المكونات)، لتعويض فشلها وغيابها وتوقفها عن القيام بدورها الوظيفي.
هل يمكن لعملية سياسية فاشلة وفاسدة ومنعزلة عن الناس وقضاياهم، بل وتعمل ضدهم في عقلها وآلياتها، أن تساهم في حل مشكلة طوفان الدم؟ أم أنها جزء من المشكلة؟ أو على الأقل أنها فشلت في التصدي لها وحلها واستعادة الأمن للناس وحمايتهم كأول واجب لأي سلطة؟ هل يمكن لحالة ما يسمى بنظام أو شكل (المكونات) الذي سوقه وفرضه الاحتلال، وصيغه المطبقة وانقسامه وصراعه، أن يحل مشكلة المجتمع أم يساهم في تفتيته وتقسيمه على أساس طائفي وعرقي؟
بالمتابعة ودراسة طبيعة (السلطة) وتكوينها الداخلي، فقد وصلنا إلى الهدف الحقيقي والمطلوب، في الصراع السياسي الدائر في بلادنا، وهو تجاوز وإسقاط العملية السياسية (الأمريكية الطائفية) الفاشلة، وإسقاط كل مشروعها الخطير وخطواتها ورموزها وأسمائها الفاشلة، حيث لا شيء مقدس أمام قطرة من الدم العراقي المراق والمسفوح على دروب العهر السياسي، وكل من شارك وراسل وأتصل وصافح بريمر، وقبل بمخططه القاتل (هنا الأس والأساس)، مهما كانت عمالته أو سذاجته وتبريراته ومتونه وشرحه. لقد سقط الجميع، وسقط كل نبي ودين وأمام ومرجع وأيدلوجية وسكرتير ومثقف شارك في النزيف العراقي وأراقه الدم العراقي المقتول.
إن الطريق الوحيد والقصير للقضاء على الإرهاب والحرب الأهلية والصراع الطائفي والخراب العام، هو التخلص من الوضع السياسي الحالي، وعمليته السياسية الطائفية الفاشلة، التي فرضها الاحتلال على شعبنا بالقوة المسلحة!
وإن أخطر ما قام به الاحتلال في بلادنا، (مثلما حاولت الفاشية من قبل)، هو، ليس تدميره الشامل والمباشر، لكل ما هو غير مدمر أو مدمر في الأساس، من خلال غزوه واجتياحه العسكري لبلادنا واحتلالها فقط، بل فرض منهج وشروط استمرار وتعميق التدمير والتخريب الشاملين، وتغيير المعايير وطريقة التفكير، بفرض العملية السياسية المشوهة، ومنع وعرقلة الحلول والبدائل المطلوبة، من دون أي أمل أو أفق قريب وواضح للحل في القضايا الرئيسية الأمنية والسياسية والاقتصادية وإعادة البناء والخدمات.
لقد أرتبك المجتمع، لأسباب ومقدمات كثيرة معروفة، كما ارتبكت المؤسسات الثقافية والفكرية وارتبك عدد كبير من المثقفين. والمؤسسات الثقافية هي في العموم غير مستقلة. وتجسد ذلك في عجز وقصور كبيرين في فهم جوهر وحجم مشروع الاحتلال التخريبي، مما كرس ضعفها وتبعيتها. لذلك جاءت المواقف مشوشة وسطحية وخاطئة، ولم ترتق تلك المواقف والدراسات حتى الآن إلى مستوى الزلزال الكبير والهائل ومحنة الوطن، رغم النتائج الثقيلة والمتفاعلة على حياة الناس وعلى الأرض.
كان من الأسباب الرئيسية لذلك، غياب حركة وطنية جديدة، تواجه وتتصدى للاحتلال وتقود النضال الوطني ضده، مما جعل المواقف مشتتة ومتفرقة ولا تملك رؤية أو اتجاهاً محدداً. وهذا النقص لا يزال قائماً والمهمة مطروحة أيضاً، مع إعلان فشل وتوقف العملية السياسية، رغم كل محاولات الترقيع والتنفيس هنا وهناك، من اجل بقائهم ومصالحهم وحصصهم، وليس لشيء آخر يتعلق بالناس ومصالحهم وحقوقهم. من هنا ستستمر وتتكرر وتتفجر الأزمات الدورية، ويستمر الفشل العلني في مكافحة الإرهاب، حتى سقوط العملية السياسية ذاتياً، أي من داخلها أو من خارجها! كما أننا لا نغفل أو نهمل التدخل الخارجي الواسع والمتعدد، لكن كل ذلك ينتهي من خلال وضع داخلي قوي وصلب ومتماسك، وليس بدعواي أخلاقية وتوسلات فجة أو تنازلات للأطراف الخارجية المتدخلة!
لست ضد المطالب والنضال المطلبي، بكل أنواعه ودرجاته وظروفه واستحقاقاته وتطوره. ولست ضد قضية المطالبة بإلغاء تقاعد البرلمانين على سبيل المثال لا الحصر. لكن كل ذلك ليس الموضوع الرئيسي في كارثتنا الوطنية الدموية الشاملة، كارثة الإرهاب والقتل الجماعي اليومي، والذي يمارس بسهولة ومن أطراف عديدة ومتشابكة، من دون حل! المشكلة في طبيعة النظام الذي فرضه وأسسه الاحتلال، وليس في مكان آخر، لذلك يجب التوجه الى الهدف الرئيسي للتخلص من الإرهاب، مثلما كان في يوم من الأيام شعار إيقاف الحرب مع إيران هو الهدف الرئيسي والفوري. المظاهرات قد تكشف العناصر الثورية المحركة لها ويجري تشخيصها وتصفيتها من قبل أجهزة السلطة (الشهيد هادي المهدي مثالاً). وما يسمى بمنظمات المجتمع المدني، هي في العموم منظمات غير مستقلة وغير مهيأة، ولا تقوم بهكذا مهام وطنية كبيرة خطيرة. المطلوب عمل فكري وثقافي واسعين، وأشكال مناسبة من عمل سري تدريجي ومنظم (الى جانب العمل العلني والجماهيري المتنوع) لمواجهة جحيم الوضع السياسي في بلادنا، بكل عنفه وخرابه وخطورته وعمقه!
ما هي الحالة التي نمر بها الآن؟ مع هذه الردة والهوة السحيقة التي يتخبط داخلها مجتمعنا وتاريخنا ووعينا الحالي. نعود إلى طرح الأسئلة حول مشروع النهضة والتقدم وقضايا المستقبل، ومحاولة القطيعة مع التخلف العام، عبر تحطيم البنى والأسس الفكرية والقيمية التقليدية بالأساس والأصل.
فهل كان مشروع النهضة والتقدم في بلدنا ومنطقتنا مهماً وكبيراً ويسير نحو الإنجاز والانتصار؟ أم أنه كان ناقصاً وبسيطاً ويحمل عوامل وأسباب توقفه منذ البداية؟ هل الخلل في قدرة المفكرين والمثقفين والثقافة ومنه (قضية مثقف السلطة) في فهم ونقد الواقع وتغييره؟ أم الخلل في المجتمع والناس ومسألة عدم قبولهم لفكر النهضة الجديد؟ ماذا كان دور الفكر الديني ومؤسساته؟ هل كان دور الدولة والسلطة (يوجد تداخل كبير في تجاربنا) سلبياً ومعرقلاً لمشروع النهضة، حيث سيطرت السلطة على المشروع والمجتمع وفرضت توجهات وتصورات السلطة المتخلفة والمحدودة؟ أين وقف ويقف التعليم من هذه المعضلة؟ هل كان للشعر والأدب والفن أن يمهد للتقدم والنهضة والتغيير مثلما كان دور الرسم في النهضة الأوربية؟ ما هو الحل الآن للخروج من المأزق التاريخي الراهن؟ وما هو العمل الفكري والثقافي والسياسي والجماهيري المباشر والمطلوب الآن؟
هناك أسئلة كثيرة أخرى، تشكل مدخلاً وتمهيداً لكشف ونقد الواقع وتجاوزه. ورغم قتامة ورعب اللحظة الراهنة، التي يغطيها الدم. لكن الأوان لم ولن يفوت، ما دام الحياة مستمرة والبشر يفكرون!
الآن، يبدو إن المخطط وأطرافه المتناقضة والمختلفة، يستهدف، السيطرة على المجتمع ودفعه الى الحائط الأخير، وفرض حالة الخوف والذعر والقنوط والتراجع والاستسلام، لتمرير سياسة وشروط الطرف الآخر بأقسى الطرق والأساليب الوحشية والدموية، فيما التلفزيون الرسمي يواصل بث تفاهته العادية كل مساء، بأساليب قديمة وبالية، وكان الأمور طبيعية وعادية ولا تحتاج الى مواقف مختلفة وطارئة واستثنائية لوقف الخراب. كما لم تحظ كارثة القتل الجماعي وحرب الإبادة الجماعية اليومية وجريمة الحرب، على طوال عشر سنوات، من القتل والدم والدمار والتخريب والفساد والتشويه المنظم والشامل، بموقف اجتماعي وسياسي وثقافي وفكري، يرتقي الى مستوى وحجم الكارثة القائمة ومخاطرها وآثارها العميقة على حياة ووجود الناس!



#أحمد_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سعدي يوسف السياسي الوطني
- منتصر العائد من موته!
- ما تبقى من تجربة الأنصار...
- يا لروعة الأمل
- نصوص... شهيد... مقاتل
- في الذكرى الثلاثين لجريمة بشتآشان
- فكرة تأسيسية عن الوضع في بلادنا
- بطاقة إلى الشيوعيين العراقيين
- سلاماً لتلك الجبال
- لمحة عن قضايا الماركسية (القديمة والجديدة)
- ملاحظة عن خراب التعليم في ضوء رسالة خطيرة من الوطن!
- بطاقة للمرأة
- من يغسل دمنا المسفوك بين الناصرية والجبال؟... الى الشهيد علي ...
- حازم ناجي ... الناصرية والمسرح
- بطاقة تهنئة إلى سعدي يوسف في عيد ميلاده
- العمر
- عشر قضايا غير ملحة في العام الجديد
- نتائج العدوان الصهيوني العنصري على غزة
- فضيحتان مدويتان ولا أثر أو الفساد عارياً وعلنياً!
- استهدافات العدوان الصهيوني العنصري على غزة


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الناصري - الوضع السياسي في بلادنا والمهمة الوطنية الأولى