أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بودريس درهمان - العوامل الاربعة للانفراج المقبل














المزيد.....

العوامل الاربعة للانفراج المقبل


بودريس درهمان

الحوار المتمدن-العدد: 4231 - 2013 / 9 / 30 - 16:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الى حدود فصل ربيع 2014 ستعرف المنطقة المغاربية انفراجا سياسيا جراء انخفاض الضغوطات الدولية عليها و هذا الانفراج سيسمح لحكومات المنطقة و دولها الانصراف الى تنفيذ برامجها الوطنية خارج الضغوطات و خارج التدخلات المجحفة. انخفاض حدة التدخلات الدولية في المنطقة سببه يعود الى عدة عوامل اقليمية و دولية نلخص اهمها في العوامل الاربعة التالية:
العامل الاول هو دخول الولايات المتحدة الامريكية في شبه حالة انحلال فدرالي انطلاقا من يوم السابع عشر من اكتوبر القادم و ذلك جراء الاختلاف الايديولوجي القوي الحاصل ما بين الرئيس أوباما و الحزب الجمهوري حول السياسة المالية للولايات المتحدة الامريكية. بسبب هذا الاختلاف الايديولوجي القوي رفضت الغرفة السفلى للبرلمان الامريكي التي يسيطر عليها الجمهوريون التصويت على الرفع من سقف المديونية و المصادقة على برنامج الرئيس أوباما في القطاع الصحي. الاختلاف الايديولوجي الحاصل حول السياسة المالية للولايات المتحدة الامريكية بين الحزب الجمهوري و الرئيس اوباما يتلخص في اعطاء الحزب الجمهوري الاولوية للعرض( الانتاج و المقاولات و ارباب الشركات) على حساب الطلب(الاستهلاك، العمال و الموظفون). الرئيس أوباما يرى بأنه من الضروري الرفع من الاجور و من التغطية الصحية للأمريكيين حتى يستطيع هؤلاء الاقبال على شراء المنتوجات و مواكبة عروض الاسواق. في احدى تدخلاته أكد بان شريحة واحدة من المجتمع تشكل اقل من واحد في المئة من المجتمع الامريكي هي التي ارتفعت عائداتها اربع مرات ما بين سنتي 1979 و 2007 في حين عائدات العائلات الامريكية المتوسطة بالكاد تململت خلال نفس الفترة. وجهة نظر الرئيس اوباما المستلهمة من افكار الاقتصادي ستيكليتز الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد يدعمها كاتب الدولة في الخزينة الامريكية جاك لو الذي وجه رسالة الى الكونغريس الامريكي خلال الاسبوع الجاري بالضبط يوم السبت 28 شتنبر أكد فيها انه في حالة عدم الرفع من سقف المديونية فان مدخرات الخزينة التي هي في حدود ثلاثون مليار دولار سيتم صرفها فقط خلال المدة الفاصلة بين يومي 22 اكتوبر و الثلاثون منه. دخول الولايات المتحدة الامريكية في ازمة سياسية و اقتصادية حادة سيجعلها تعرف انكماشا سياسيا و ديبلوماسيا على الاقل الى حدود فصل الربيع المقبل.
العامل الثاني هو دخول الجمهورية المصرية مع مبتدآ فصل الربيع المقبل نهاية المرحلة الاولى لانتقالها الديموقراطي المتمثل في تهييئ دستور ديمقراطي توافقي يحدد صلاحيات مختلف السلط بما فيها سلطة الجيش بداخل النظام السياسي المصري. هذا الدستور الجديد يتم تهييئه من طرف لجنة الخمسين التي تشكلت بداخلها لجنة ثانية مصغرة مكلفة بتحديد صلاحيات الجيش المصري بداخل هياكل الدولة. منهجية عملية تهييئ الدستور المصري الجديد عرفت استحسانا قويا من طرف معظم الحساسيات السياسية و الفكرية و الثقافية و هذه المنهجية هي عكس تجربة الاخوان المسلمين في تهييئ الدستور المصري لأنها اعتمدت على الاستعلاء و الاقصاء بالإضافة الى التركيز على التمرير الايديولوجي الغير مراع لقناعات و تصورات كل المصريين.
العامل الثالث هو تراجع امكانيات تنظيم القاعدة في الغرب الاسلامي جراء امتناع قوى محلية كثيرة الاستثمار في الفكر الجهادي الغير منتج لا اقتصاديا و لا حضاريا. هذا الامتناع ترتب عنه تحول تنظيم القاعدة من تنظيم عالمي يقوم بأجرأة اهداف و قيم العولمة الى تنظيم تقليدي يعتمد فقط على الامكانيات المحلية المتمثلة في الدعاية و التشهير بالشخصيات العمومية بالإضافة الى استعمال الاحزمة الناسفة و تفخيخ العربات التقليدية كما حدث في منطقة كيدال بمالي يوم السبت الماضي (28 شتنبر).
العامل الرابع هو التعديلات الدستورية للجمهورية الجزائرية التي اقتفت اثار المملكة المغربية و صممت العزم ضدا على قناعاتها السابقة الاعتراف باللغة الأمازيغية كلغة وطنية جزائرية. هذا التعديل الدستوري سيساهم في قطع الطريق على تنظيم القاعدة الذي ركز منذ سنة 2010 على استغلال غضب منطقة القبائل و عمل على استقطاب ابنائها من الشباب العاطل.
هذه العوامل الاربعة ستساهم في خفض حدة تدخل القوى الاجنبية في المنطقة المغاربية، على الاقل الى حدود فصل الربيع القادم، و هذا الانخفاض في حدة التدخل سيسمح لدول المنطقة التحكم في توازناتها السياسية و اتباع برامجها التنموية التي عرقلتها اللوبيات الضاغطة المستعينة بالقوى الاجنبية و المتحالفة مع السماسرة المحليين.
هذا الانفراج المرتقب لا محالة استشعرته اللوبيات المحلية الضاغطة و استشعرته كذلك القوى المستفيدة من حالات الضغط الرهيب الممارس على الدول فعملت على خلق ظروف استمرار الوضع كما هو عن طريق تأزيم الحياة السياسية و الاقتصادية اكثر مما هي متأزمة و ذلك حتى لا تستطيع الفئات المنتجة و العاملة بداخل المجتمع المطالبة بتوازنات جديدة ما بين مردوديتها في العمل و حقوقها في الاجور عن طريق الرفع منها و الرفع من نوعية و جودة التغطية الصحية المصينة للكرامة الانسانية.



#بودريس_درهمان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى كان للإخوان تصور للدولة؟
- موسم الفرار من السجون
- لماذا يصلح رئيس الحكومة ؟
- حكومة بنكيران هي حكومة دستورانية فقط
- هذا ما جناه دستور الاخوان
- مطلب الانفصال عن الوطن الام غير متضمن في تشريعات الدول الديم ...
- نظام سياسي مندمج أفضل من نظام سياسي لا هو بالفدرالية، ولا هو ...
- أزواض الثانية النائمة في الصحراء من اجل صياغة وثيقة اطار لحم ...
- النصوص التشريعية الغير ممعيرة دوليا و دخول العقل المعرفي للم ...
- الحكم الذاتي خيار اوروبي بالقانون مرة أخرى
- الرهانات الحقيقية هي الرهانات العلمية
- المملكة المغربية و مسلسلات الاستنبات السياسي
- زحزحة القارات في العلاقات الدولية الجديدة
- آليات الخطاب في المجتمعات الغير ديمقراطية و كيفية تحويل اليس ...
- التعليم العمومي بين الورثة و الممنوحين
- المجتمع التاريخي و السوسيولوجيا الأمريكية
- زيارة ثغر تلمسان و الحدود المغاربية مغلقة!
- المغاربيون و الدولة المارقة
- فشل كريستوفر روس هو فشل العقيدة الصلبة للأمم المتحدة.
- لماذا سحب الثقة من كرستوفر روس؟


المزيد.....




- أكثر من 420 ألف رطل من الذخائر وقرابة 30 صاروخ -توماهوك-.. إ ...
- بيانات دول عربية على الضربة الأمريكية بإيران فجر الأحد
- الأردن.. جدل حول مدى تأثر المملكة باحتمال ضرب مفاعل ديمونا ب ...
- سلاح إيراني برسائل عقائدية وتكتيكية.. ماذا نعرف عن صاروخ خيب ...
- إسرائيل ستعيد رفات ثلاث رهائن من غزة والرئيس هرتسوغ يطالب بـ ...
- هل انتهى البرنامج النووي الإيراني بعد الضربة الأميركية؟
- الدويري: طهران تخطط لحرب طويلة الأمد وواشنطن وتل أبيب تخططان ...
- كيف يستغل المحتالون تطبيق تيك توك لإصابة المستخدمين بالبرامج ...
- واشنطن تقلّص بعثتها بالعراق وتحذر من السفر إليه بعد استهدافه ...
- شاهد.. شرطة الاحتلال تستبعد الصحفيين الأجانب وتبحث عن الجزير ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بودريس درهمان - العوامل الاربعة للانفراج المقبل