عاهاتك يا وطن !!

فرات مهدي الحلي

الحوار المتمدن-العدد: 4229 - 2013 / 9 / 28 - 02:46
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

عاهاتك يا وطن - حزب الدعوة و حزب البعث

لعل التغيير الذي حصل في العراق 2003 لم يكن تغييرا لنظام الحكم الدكتاتوري فحسب بل كان تغييرا في جميع المفاهيم الاجتماعية و الاخلاقية للشعب العراقي , رغم اني اعترف ان التغيير في العراق لم يكن تغييرا نحو الديمقراطية و حرية التعبير و الاعتقاد , فكل ما نراه على شاشات التلفزيون من عاهات الوطن من رجال و نساء داخل السلطة او خارجها و كل ما نسمعه من خطابات و شعارات زائفة تصدر من مشكاة واحدة هي مشكاة البعث .
ان حزب الدعوة الحاكم و شركائه او خصومه السياسيين لم يقدموا للعراق الجديد - كما يحبون ان يسموه - غير الفوضى و عدم الاستقرار و الخوف هو نفس ما قدمه البعث للشعب خلال سنوات حكمه الطويلة , ولكن الحدث الاكثر خطرا من عدم تقديم المنجزات هو نظرية الحزب القائد و القائد الاوحد . فقد بدأ المتملقين من المحسوبين على الفن و الثقافة العراقية بالتطبيل للقائد الضرورة الجديد مختار العصر ابو اسراء في اغاني باتت تبث على القنوات غير الرسمية بداعي تثبت سلطة حزب الدعوة المنحل اخلاقيا و تمكينه من رقاب الناس و البسطاء . وبعيدا عن كون الغناء محرما في عرف الاسلاميين و ان العلامة علي الاديب وزير التعليم العالي و البحث العلمي لم يتعرف على صورة الفنان كاظم الساهر في برنامج ولكم القرار الذي بثته قناة السومرية و قال ان الغناء محرم شرعا و لا بأس اذا كان دينيا !! و في نفس الوقت لم يتعرف على "فهد " المناضل الشيوعي المعروف .. فليس لمعاليه اطلاعا ولو بسيط لا على الفن و لا على السياسة و لا على تاريخ العراق ولا على حاضره !! فالغناء لنوري المالكي يمثل بادرة خطيرة من بوادر كثيرة كنت محذرا منها في خلق مجتمع دكتاتوري جديد يمجد و يخلد بطولات القائد الاوحد ابو اسراء .

عاهاتك يا وطن - الاحزاب الليبرالية و اليسارية

في العراق لا يوجد يسار حقيقي ولا ليبراليون حقيقيون وكل معارض حقيقي متنور يكون خارج الاحزاب التي تقدم نفسها كتيار مضاد للإسلاميين , فالأحزاب في العراق دور بغاء , فالغريب ان تقوم الاحزاب المعارضة للإسلاميين بنشر دعاية دينية في مناسبات تحتفل بها الاحزاب الاسلامية و تحشد انصارها لحضور المناسبات الدينية بدلا من تحشيدها ضد الظلم و التفرد بالسلطة و الاعتراض على الفساد المستشري في مؤسسات النظام ! فالدكتور اياد علاوي مثلا يظهر بين الحين و الاخر على قناة الشرقية ليقدم كلمة او خطابا بذكرى عاشوراء او مولد فلان او موت علان و داعيا الى توحيد الصفوف الاسلامية بدلا من ان يتكلم عن نظريته البعيدة عن مخاض الدين و الافكار التي لم تورث المجتمعات الا الكراهية و الجهل . علما ان السيد اياد علاوي قد سقط من نظر الكثير من المثقفين بعد ان تحالف مع بقايا جبهة التوافق في الانتخابات .
اما الاستاذ حميد مجيد موسى الذي نكن له الاحترام فلم يغير من سياسة الحزب الشيوعي خلال السنوات القليلة الماضية الا انه لم يعد يرتدي ربطة العنق الحمراء التي تكلمت عنها في مقال سابق , فقد كان اخر ظهور له قبل ايام على قناة العراقية بربطة عنق ليست حمراء متحدثا بحديث كان اجدر ان يكون اكثر صراحة .

عاهاتك يا وطن - الفريق الاول الركن

منح في السنوات القليلة الماضية المئات و بما اكثر من الموالين لحزب الدعوة رتبا عسكرية لا تتناسب مع اعمارهم لا بل تسنموا مناصب مهمة في سلك الشرطة و الجيش و صاروا يقودون الامن في العراق امثال سعد معن و عدنان الاسدي و الهارب قاسم عطا و غيرهم الكثير , فلا تتعجب عزيزي القارئ من تردي الوضع الامني و الامن في العراق مناط لمضمد و بائع سبح مع جل احترامي لكل انسان يكسب قوته من عرق جبينه .

عاتك يا وطن - ابو عمامة

من عاهات الوطن المعممين السادة و المشايخ اصحاب السماحة و القدسية و البركة الذين ملئت صورهم بغداد و المحافظات العراقية , فضلا عن صور الخميني و خامنئي و قريبا حسن روحاني كبديل لصور الهالك صدام حسين .

عاهاتك يا وطن - الفتنة على الابواب

في الاشهر القليلة الماضية نشطت المليشيات الشيعية في مناطق بغداد وبعض المحافظات العراقية الجنوبية و بات مشاهدة تجمعاتهم بزي موحد و سلاح محمول في وضح النهار امرأ طبيعيا ينذر بمزيد من القتل على الهوية و الاعتداء على حرمات الناس و تهجيرهم قسرا من مناطق سكانهم وسط سكوت غريب لقائد الملف الامني ابو اسراء .

عاهاتك يا وطن - أنا و انت

انا و انت عاهة من عاهات الوطن اذا لم نبادر بتقديم حلا يضمن سلامة هذا الوطن و رخائه و حريته و امنه عله يكون شبيها للحل الذي قدمه الشعب المصري في تمرده الذي خلص مصر من حكم الاخوان و الى الابد

#فرات_مهدي_الحلي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات