أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فرات مهدي الحلي - عراقي شريف














المزيد.....

عراقي شريف


فرات مهدي الحلي

الحوار المتمدن-العدد: 2508 - 2008 / 12 / 27 - 09:23
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كثيرا ما نقرأ و نسمع في وسائل الإعلام المختلفة عبارة "عراقي شريف" كلما أرد المتحدث - سياسيا كان أم مواطنا عاديا - إضفاء الشرعية و التأكيد على صواب رأيه و قوة حجته قال أن رأيه يعبر عن كل عراقي شريف في هذا الوطن , وليس غريبا على مجتمعنا مثل هذه المصطلحات التي تصادر أراء الآخرين و تشرع لقانونية الرأي الواحد بل الأوحد و إلغاء الاخر , فلا بد لكل من عاش و يعيش في العراق إن صودر يوما حق من حقوقه العامة كإنسان أولا و كمواطن ثانيا .
أن هذه العبارة رغم قصرها و انسيابها على لسان العراقيين في كل محفل و مهرجان لتحمل في طيات قصرها مخاطر عظيمة على مستقبل حرية الرأي و التعبير في إطار المجتمع المدني العراقي , فضلا عما فيها من تجاوز على الآخرين و اتهامهم بالخيانة او اللا وطنية على اقل تقدير , ورغم هذه المخاطر نجد من الفضاء الإعلامي العراقي الساذج الذي صار يفهم الحرية بطريقة غريبة - حتى على البداوة و عاداتها- يتبارى ببثها على لسان ضيوف برامجه , و الحجة هنا أنها حرية التعبير التي صار يتمتع بها العراق , و لعني لا أبالغ حين أقول أن هذه العبارة تجرد في كل محفل ثلثي الشعب العراقي من الوطنية , و تغلي حقهم كمواطنين مؤمنين بفكرة وان كانت برأي آخرين لا تمثل الصواب المنشود .
و في جانب الحرية نقف هنا لنعرج على ازدواجية البعض في فهم مبادئها , فالحرية لا تخول الجندي الهروب من الخدمة العسكرية- أن عادت يوما لتصبح إلزامية - او عدم طاعة أوامر الضابط , و الحرية لا تعني أن يتغيب العامل عن عمله او يقصر في أداء ما أوكل له من أعمال بحكم وظيفته و مهنته , و الحرية أيضا لا تعني الاعتداء الجسدي على الآخرين , فحريتي تقف عندما تبدأ حريتك أنت , ولا داعي أن اعرف من تكون وما هو لونك او جنسك او حتى انتمائك او جنسيتك , فكلٌ منا له حرية اعتقاده و له حرية التعبير عنها شرط إلا تتعدى حريتنا تلك على حريات الآخرين او توجه لهم و لو بشكل غير مباشر انتقاصا او تجاوزا على حرياتهم او تقييدا لهم , وفي الوقت نفسه ومع هذا الفهم الخاطئ لمبادئ الحرية و التجاوز على القانون كأعلى مصدر للتشريع في البلاد نجد من يرى أن هذه الحرية هي وليدة سقوط النظام و التحولات التي تبعت ذلك ليطلب من المحتلين تفعيل مبادئ الحرية , التي صار المواطن العراقي يراها في صورة الغيب وهو لا يستطيع أن ينتقد حارسا من حراس أي نائب عراقي في البرلمان العراقي بل انه لا يستطيع أن ينتقد حتى كلب السيد النائب الذي لو عض احد العراقيين يوما لقيل له مثلما قيل من قبل لمواطن مصري اسمه إسماعيل كان قد عضه كلب السيدة أم كلثوم كما يصور احمد فواد نجم - وهو شاعر شعبي مصري – الموقف ليقول في مقطع من قصيدته على لسان ضابط الشرطة :
انت فين و الكلب فين
انت كده يا اسماعين
طب دا كلب الست يا ابني
و انت تطلع ابن مين !
و العجب كيف يُطلبُ تفعيل الحرية كمبدأ من مبادئ الحياة المدنية مع اللسان السليط و بالأساليب المتهورة التي لا تزال تؤمن بالثورات و الانقلابات و التصفية كطريق معبد إلى الحكم في العراق رغم ما تدعيه تلك الجهات من إيمان بصناديق الاقتراع المعبرة عن آراء كل أبناء الشعب , فما معنى الانتخابات و الطريق سائر لا محالة إلى تشكيل حكومة وحدة طائفية و عرقية و توافقات حزبية و مذهبية ؟! , فلن يغيب عن ذاكرتي شكل جبهة التوافق بعد إعلان نتائج الانتخابات و المظاهرة التي اجتاحت منطقتا اليرموك و القادسية بكرخ بغداد و تشكيل ما يسمى حركة مرام مع القوى الخاسرة في الانتخابات و إقناع المفوضية العليا للانتخابات الجبهة فيما بعد بمقعد او اثنين إضافيين قيل أنها أصوات لم تحسب بالشكل الصحيح ! وكيف تغيرت أخلاقيات الجبهة بعد دفعات من الرواتب و المخصصات التي منحت إلى أعضائها , فلم تقبل الجبهة بآراء العراقي الشريف ولم يسمع رائيه عند المفوضية العليا حين منحت تلك المقاعد , و لا اعني جبهة التوافق بالحصر او الانتقاد فالائتلاف على الجانب الاخر قد مارس كل ما من شأنه اغتصاب حق العراقي الشريف في الاختيار ,و من بين ما قاموا به هو إرسال رسائل عبر الهاتف النقال في الجنوب لتحرض الناس البسطاء على انتخابهم بأسلوب طائفي للغاية , مستغلين الشعارات الدينية و الفتاوى التي تبين فيما بعد أنها مجرد أكاذيب و ادعاءات باطلة .
هكذا تفهم أحزابنا الحرية , طائفية تقودك إلى الحكم او انقلاب و عصيان و تهديد بحمل السلاح لتستطيع من خلال هذه الابتزاز الرخيص أن تحصل على بعض المكاسب التي عولت على الحصول عليها بالانتخابات التي لم تدخل إليها أصلا إلا تحت رعب البندقية الأمريكية , فكم يطربني سماع النواب الأكراد وهم يطرحون مطالبهم على الحكومة العراقية ليتبعوها بـ " و إلا " مستغلين ضعف الحكومة في اتخاذ القرارات وما يقع عليها من مسؤوليات جما في ضمان وحدة العراق و سلامة شعبه بعد كل تلك النزوات و الحروب , فكلما صار الحديث عن كركوك مثلا قال إخوتنا الأكراد نحن مستعدون لصعود الجبال ثانية ً !! .
و تتسع دائرة الازدواجية خارج حدود الفهم الخاطئ و التطبيق المشوب بالتهديد و الابتزاز إلى ابعد من ذلك حين يُطلبُ من أمريكا توزيع الحقوق على أبناء الوطن رغم إيمان تلك الجهات بان أمريكا لا تمثل ألا احتلال , و على القناة الأخرى نرى نفس المتحدث يتكلم عن المقاومة الوطنية ! و إجلاء الاحتلال و حق المواطن الشريف بحياة أمنة يطوف في أفلاكها السلام و الطمأنينة , وكان صحبنا احد الداعين إلى غزو العراق في مؤتمر لندن المشؤوم إبان سنوات الحصار الذي كسر ظهر المواطن الشريف وهو يعيش بين مطرقة الفقر و سندان بوليسية النظام الحاكم , و من كل هذه المعطيات و بحكم معرفتي أبناء وطني استطيع أن أتنبأ بمزيد من الثورات و الانقلابات في العراق بعد انسحاب القوات الأجنبية منه في السنوات القادمة فليس للحاكمين هنا في العراق نفسٌ لقبول الاخر و هم يصفون دائما أتباعهم بالعراقي الشريف و خصومهم بالتشكيك في وطنيتهم و ولائهم للعراق .







#فرات_مهدي_الحلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام و العلوم الحديثة ... هل كان لأدم خصية قبل خلق حواء ؟ ...
- بغداد مدينة الفقراء
- الجامعات العراقية و الأحزاب الإسلامية , ذئب أم حمل ؟!


المزيد.....




- الدوما يصوت لميشوستين رئيسا للوزراء
- تضاعف معدل سرقة الأسلحة من السيارات ثلاث مرات في الولايات ال ...
- حديقة حيوانات صينية تُواجه انتقادات واسعة بعد عرض كلاب مصبوغ ...
- شرق سوريا.. -أيادٍ إيرانية- تحرك -عباءة العشائر- على ضفتي ال ...
- تكالة في بلا قيود: اعتراف عقيلة بحكومة حمّاد مناكفة سياسية
- الجزائر وفرنسا: سيوف الأمير عبد القادر تعيد جدل الذاكرة من ...
- هل يمكن تخيل السكين السويسرية من دون شفرة؟
- هل تتأثر إسرائيل بسبب وقف نقل صواريخ أمريكية؟
- ألمانيا - الشرطة تغلق طريقا رئيسياً مرتين لمرور عائلة إوز
- إثر الخلاف بينه وبين وزير المالية.. وزير الدفاع الإسرائيلي ي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فرات مهدي الحلي - عراقي شريف