أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فرات مهدي الحلي - الجامعات العراقية و الأحزاب الإسلامية , ذئب أم حمل ؟!














المزيد.....

الجامعات العراقية و الأحزاب الإسلامية , ذئب أم حمل ؟!


فرات مهدي الحلي

الحوار المتمدن-العدد: 2462 - 2008 / 11 / 11 - 08:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تمثل الجامعات الحكومية في كل بلدان العالم منبر الفكر و العلم و الحضارة , و هي عتاد لا ينضب للأنظمة السياسية الناجحة في البلدان التي باتت تُدرس كل العلوم بغض النظر عما تحمله في طياتها من الأهداف و الرؤى السامية , ففي بريطانيا مثلا تدرس علوم الشريعة للطلبة المسلمين رغم أن المملكة البريطانية تمثل في حد ذاتها عدوا تقليديا للفكر الإسلامي الحديث و الذي دخل في ميدان السياسية بشكل يتوافق مع ما رسمه الفكر الكافر للغرب – على حد الوصف الشرعي – فتجد حزب الله اللبناني مثلا قد هيئ لنفسه من الإسلام قاعدة تتفق بهيكلتها مع فكرة الأحزاب الغربية جاعلا لكلمة حزب أساسا قرآنيا , ومؤمنا –بعد الله طبعا- بالمشاركة الديمقراطية في الحكم , قابلا بالفكرة و مشرعا للديمقراطية الإسلامية , في الوقت الذي يبقى الجانب النفسي و التعبوي للعقيدة الإسلامية و عقيدة المقاومة و الجهاد خانة خصبة للانطلاق الحر في الساحة اللبنانية , و على نفس المستوى اللبناني سارت الأحزاب الدينية في العراق ولكن سوء طالعها هو وجود نظام حكم قومي رجعي مستبد مثل نظام صدام .

ظلت الأحزاب الإسلامية في العراق منذ نشأتها على مصطبة المعارضة الخارجية , و رسمت بأفكارها أحلام الجنان إذا ما عادت إلى العراق , وفعلا فقد صدقت أمريكا و الغرب الكافر و عادوا إلى العراق ليفوزوا بالانتخابات و ليدخلوا الشعب العراقي في مطحنة صراعهم المذهبي و الطائفي , فخلال سنتين كاد العراق أن يهوي إلى قائمة الدول المنقرضة , في جوٍ من الرعب و الخوف المستمرين في شوارع و حارات بغداد و العراق كله , فقد مارس زعماء الأحزاب سياسة جديدة أساسها "كل شيء في سبيل المال و المنصب " فكان من أوائل تشريعات المجلس النيابي ذو الغالبية الإسلامية هي المحاصصات و المستحقات المالية للنواب المناضلين في سبيل الله و الوطن و الراتب !!! , ولم تسلم حتى المؤسسات الجامعية من يد تلك الأحزاب و مليشياتها و تحت عناوين مختلفة , فلا بد لك أذا دخلت إلى جامعة بغداد أن تسمع بقسم المتابعة و الطابق 14 و الكائن في برجها , حيث يمثل هذا القسم بصورته القانونية حرسا امنيا للجامعة وفي طبيعة عمله الجارية حتى هذه الساعة "شرطة للأمر بالمعروف و النهي عن المنكر" و قاعدة لحماية طلاب الاتحاد الإسلامي و الذي يقع على عاتقه مسؤوليات جما , كتنظيم الاحتفالات- حزنا و فرحا- على طول العام و توظيف الوضع الرث للجامعات في خدمة المؤمنين وساطة و تدليسا "و اليه ترجعون" , فضلا عن حصول أعضاء ذلك التنظيم على المميزات التي تمنحها الجامعة لطلبة الاتحادات قانونا , و لا يخلو هذا الوضع الرث من الطائفية الحزبية و المذهبية فتجد مثلا أن جامعة الانبار تحت سيطرة الحزب الإسلامي و التوافق و هي اليوم قد وجدت من أفراد الصحوة منافسا جديدا في ساحتها , أما في الجامعة المستنصرية التي عانت من الارهاب على طول السنوات الخمس الماضية فلا تجد فيها سوى الصدريين و الدعوجية و البدريين, حيث أصبحت كل الجامعات العراقية ملعبا للصغار و ضعاف النفوس في الوقت الذي يلتقي فيه وزير التعليم العالي بعبد العزيز الحكيم ليؤكد الاثنان على ضرورة استقلالية الجامعات حزبيا و طائفيا , ولا أجد من ذاك الاجتماع المبارك إلا عملية حوار بين القطبين الطائفيين لتقسيم التركة الجامعية على الطريقة الإسلامية و الإصرار على وجودهما الطائفي و الحزبي في وسط النقاء العراقي , ولعل آخر ما حدث في الجامعة المستنصرية هو مظاهرة شكلية و إضرابا إجباريا عن الدوام ضد الاتفاقية الأمنية مع الاحتلال و معرضا للضحايا النظام السابق برعاية مؤسسة الشهداء مضفين على الدماء الطاهرة للضحايا الصفة الحزبية المطالبة بالثمن في الانتخابات القادمة , ففي الوقت الذي تقف فيه كل جامعات العراق في نكبة علمية حقيقية من هجرة و تقتيل علمائها كنتيجة لما فعلته الأحزاب المشؤومة في الحرم الجامعي المقدس تحاول الذئاب أن ترتدي ثياب الحمل الوديع .





#فرات_مهدي_الحلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- المقاومة الاسلامية في العراق تعلن تنفيذ هجوم على هدف حيوي جن ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تخوض اشتباكات عنيفة مع قوة إسرائ ...
- قائد القوة الجوفضائية بحرس الثورة الاسلامية العميد امير علي ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن استهداف قاعدة ميرون لادارة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن استهداف قاعدة ميرون لادارة ...
- الهند.. إلغاء حظر المدارس الإسلامية بولاية أوتار براديش
- نائب القائد العام لحرس الثورة الاسلامية الاميرال علي فدوي: ا ...
- عماد مارح يكدب أبدا.. استقبل الآن تردد طيور الجنة الجديد وسل ...
- المعاون التنسيقي لفيلق القدس بحرس الثورة الاسلامية العميد اي ...
- الهند: المحكمة العليا تلغي أمرا قضائيا بحظر المدارس الإسلامي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فرات مهدي الحلي - الجامعات العراقية و الأحزاب الإسلامية , ذئب أم حمل ؟!