عبدالله صقر
الحوار المتمدن-العدد: 4227 - 2013 / 9 / 26 - 20:14
المحور:
الادب والفن
دائما وعلى مر الآزمنة , كانت الكلمة الحرة مضطهدة ومحجور عليها عند حاكم ظالم , متفرد برأيه , يروع فى شعبه , ودائما كانت لعبته هى السياط التى تلهب ظهور الشعب المقهور والمغلوب على أمره , الكلمة الحرة لا يمكنها أن تتحرر إلا بأراقة الدماء , أو بفتح السجون , فهى دائما رهن الظروف , وأيضا رهن الآعتقال أو الآغتيال , ومستحيل أن تعلو فى زمن يعلو فيه سوت الحاكم على صوت الشعب , فصوت الباطل يمحو دائما الكلمة الحرة , لآنها تحجب الحق , ومستحيل أن توقظ الآذهان والعقول النائمة والهمم فى زمن يعلو فيه صوت حاكم ظالم على صوت شعبه .
هذه الكلمة الحرة دائما ما يكون ثمنها غالى وليس رخيصا , فثمنها الدم , لآنها تكشف ظلم هذا الحاكم , فيهيأ له أنه قد حان خلعه من حكمه , ولذا تثور ثائرته , ويكون كالثور الهائج , إنها إذا ما عاشت فى طى الكتمان , فلا أمل ولا رجاء فى وطن حر , الذى ينشده كل من فئات الشعب , فى وطن يسوده عدالة أجتماعية بين أفراده , وفى مستقبل مشرق لآجيال قادمة يشرق عليها شمس الحرية , هذا ما يرجوه كل الآحرار .
والكلمة الحرة هى التى تخرج من باطن الحاكم الظالم لقمة سرقها من قوت شعبه , أو أرض نهبها وأستقطعها له أو لآولاده وأهله ومعارفه وحاشيته .
الكلمة الحرة هى التى تحى الشعوب , وتسيرها على الطريق القويم وتعمل على تقدم هذه الشعوب , وهى حرة كى تعيش إلى أبد الآبدين , ولا تستمر فى مجتمعات مقيدة , أو حبيسة , أو مهددة من أحد أو معددة بقطع رزق أو سجن أو بنصب مشانق أو بالمقاصل لقطع رؤوس الآبرياء , فصاحب الكلمة الآوحد من الحكام , دائما ما يسعى إلى الآرهاب الفكرى , وكثيرا ما نرى أن أصحاب الرأى الحر , قد أضطهدوا وزجوا فى السجون , أو نفوا خارج البلاد , أو هاجروا أوطانهم كى يأمنوا على حياتهم من بطش الحكام , وغدر الغادرين , ولذا تحملوا غربتهم , ونها نجد أن الساحة خالية من أصجاب الفكر النير والمستنير , ويسود التسطح الفكرى ويكون سمة من سمات المجتمع , ونجد أن الجهل يموج فى أرجاء الوطن لغياب أصحاب الرأى والفكر .
#عبدالله_صقر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟