أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد خليفة - مشروع الوطن السوري بين الإسلاميين والعلمانيين العرب وأنصار ال pkk في سوريا















المزيد.....

مشروع الوطن السوري بين الإسلاميين والعلمانيين العرب وأنصار ال pkk في سوريا


وليد خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4224 - 2013 / 9 / 23 - 13:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حالة الذهول التي تسببت بها الأحداث في سوريا منذ عامين، دفعتني إلى هجرة الكتابة والانشغال بأعمال أخرى ، لكن تحت إلحاح بعض الأصدقاء الأعزاء ، أعود للكتابة في موضوع شائك وهي محاولة ردم الهوة بين الأطراف السياسية الفاعلة أو تلك التي من المفترض أن تكون فاعلة على الساحة السورية ويُنتَظر منها دورا في مستقبل الخريطة الجغرافية والسياسية في المنطقة .
لا يخلو نقاش في سوريا بين معارضين أو مؤيدين أو كلاهما في مواجهة الآخر إلا بوضع تنظيم pyd حزب الاتحاد الديمقراطي ، التنظيم الكردي السوري الأقرب لحزب العمال الكردستاني pkk الذي يحتفل قريبا بذكرى تأسيسه الخامس والأربعين ، إذ تحول الحزب الذي اشتهر بصراعه الشرس مع إحدى كبريات القوى العسكرية العالمية إلى إحدى الجهات التي يُحسب حسابها في كل تفصيلة مهما كانت صغيرة في يوميات الحدث السوري الدامي ، وتترك خلفها ضجيجا لا يخلو من حدية تشبه حالة الاشتباك المستمرة منذ أكثر من عامين .
منذ تأسيسه في 27 تشرين الثاني نوفمبر 1978 من خلايا شبابية تطالب بحقوق قومية للملايين من الكرد في أجزاء كردستان الأربع ، لم يكن الحزب الكردستاني هادئا في يوم من الأيام ، فقد واجهته الحكومة التركية باعتقالات متتالية قبل المؤتمر التأسيسي وتم اغتيال وتصفية الكثير من كوادر الحركات الشبابية التي كانت نواة الفكرة " كمال بيير وحقي قرار " ، سرعان ما انتقل الحزب إلى العمل المسلح أو ما سمي في المصطلحات الثورية اليسارية " المقاومة الشعبية " ، مستثمرا كل إمكانية في المنطقة للصمود في وجه الفاشية التركية ومن ضمن تلك الإمكانيات ، الخلافات التركية السورية حول ملفات عدة ، على خلفية الصراع السوري التركي ـ، استند الحزب الكردي على دعم النظام السوري مرغما على إظهار اللامبالاة حيال الخط الكردي الأحمر وهو حرمانية الاستناد على إحدى الأنظمة الغاصبة لوطنه ، حتى إنه بالغ في جنوحه في بداية الثمانينيات من القرن الماضي في الذهاب مع النظام السوري إلى حيث لا يجوز للسياسي الكردي الاقتراب منه ، مثل تاريخانية الوجود الكردي في غرب كردستان ، يومها كان النظام بحاجة إلى أي شرعية شعبية من كل اتجاه ، وفي نفس الوقت كان يمارس موهبته في اللعبة الإقليمية وهي مسك الأوراق الصعبة والمساومة بها في سبيل بقائه ، فقد كان خارجا لتوه من هزة قوية كادت أن تقضي عليه ، الصراع المسلح بينه وبين حركة الإخوان المسلمين ، وكانت المنطقة كلها تشهد غليانا تمظهر في حربين كبيرتين ، الحرب الأهلية اللبنانية والاجتياح الإسرائيلي لبيروت ، والشرخ المستند على الحرب العراقية الإيرانية ، كان الحزب الكردستاني مرغما على التحالف مع النظام ولكنه لم يكن مرغما في الذهاب معه إلى الممنوع الكردي أخلاقيا وسياسيا ولكنه حصل حتى جاءت صبيحة 15 فبراير 1999 حيث خبر اختطاف الزعيم الكردي ، عبد الله أوجلان ، رئيس الحزب التاريخي والإله الروحي الملهم لقراراته وتوجهاته منذ التأسيس وحتى الآن ، من مطار نيروبي في كينيا على يد الاستخبارات التركية .
ردة فعل أنصاره على طريقة طرده من دمشق وانتقاله بين عواصم العالم ، أثينا ، موسكو ، روما ،أمستردام ، واختطافه من نيروبي ، كانت في غاية التراجيدية ، كانت وقفة الذهول الأولى أمام هول المصيبة التي لحقت بالقائد الأسطوري المالك للأجوبة كلها ولحلول المشاكل كلها ، القائد الذي لا ينطق عن الهوى في عين رفاقه ، عبر عنها بعضهم بحرق نفسه في ساحات عواصم العالم ، برلين وباريس واستكهولم وجنيف ، اعتراضا على المهزلة الإنسانية ، فيما اهتزت الأرض فوق رأس بعضهم فأصابه خرس أمام هول المسألة والخيارات المطروحة ، أنشطر الحزب يومها في سوريا ، كان الأنصار خليط من كرد لا يوحدهم إلا الانتماء للقائد المعلم ، جرب بدايةً أحد المحسوبين على النظام السوري وراثة أوجلان إلا إنه باء بالفشل لأن المعلم ومن معتقله في جزيرة إيمرلي لا يمكن أن يبارك متسرّع غير صالح كردياً يُسمّى ، محمد مروان الزركي ، وراثة التركة الأوجلانية سورياً ، وكان قبلها اتفاق أضنة الأمني بين النظامين السوري والتركي قد بدأ يفعل فعله بزج العشرات من كوادر الحزب الكردستاني في المعتقلات السورية وتسليم بعضهم للحكومة التركية ، وإغلاق معسكرات الحزب التدريبية في سوريا ولبنان ومن ثم التقارب السوري التركي الشديد في عهد بشار، فكان تأسيس حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يتزعمه صالح مسلم ، آخر نتيجة توصل إليها أنصار الحزب الأوجلاني في سوريا ، بعد أن افترقت الساحتين وانتهت مفاعيل لحظة الود بين النظام وأوجلان والتي دفعت بتبعية كردستان سوريا إلى القسم التركي حتى كادت أن تُحذَف من المشهد تماما ، أصبح للكرد السوريين في بداية القرن الحالي موقع في خريطة الحزب الأوجلاني ، تركوا مواقعهم كحديقة خلفية مؤجلة وغير مرئية في مناظير الحلم المستقبلي ، عادت المياه إلى مجاري السياسة بعد أن كانت في مجاري المواعيد الملغمة بأشلاء الشباب الكرد ، كان الحزب السوري الأول الذي يخوض التجربة قبل تأسيسه ، فقد عانى إلى جانب ما يعانيه الكرد في سوريا من ألم آخر ، ألم الحرمان عن التعبير عن ذاته ككائن موجود ومحقق الشروط مثله مثل الأم والأب ، كردستان وحزب العمال الكردستاني ، خرج من المرحلة الجنينية بعد أن كان الشاربين قد نبتا أعلى شفتيه ، عانى الحزب من طول الفترة الجنينية ، 1982 إلى 2002 ، خرج مذهولا ومتألما لما رآه في تلك المرحلة ، خرج ملتحفا بعباءة التجربة ومتخما بالاشتراطات التي يستوعبها ، خرج أيضا بقوة تكفيه أن يواجه رغم صعوبة الاشتراطات الموضوعة ، إحدى تلك الاشتراطات هي التوفيق في التوازن بين العلاقة مع النظام والمصلحة الكردستانية ، العلاقة مع الأب ، حزب العمال الكردستاني ، والأم كردستان ، والجيران المغتصبين ، إنها اشتراطات صعبة للغاية ، pkk استنفذ تجربته وكاد أن يتحول إلى مجرد حكاية يرويها أنصاره بين بعضهم البعض كجزء من تاريخ الألم الكردي ، ابنه الشرعي ، PYD في أولى مراحل الشباب مرحا وتطلبا ، لا يجوز للابن أن يخوض في محاسبة الأب الشرعي والحنون على عرقلته لولادة الابن لأكثر من عقدين ، كانت النوايا هي الحلم الكردي ، لا يستطيع الابن الجليل أيضا أن يخرج من الحلم وطريقة الحلم ، فقد تمرن عليه حتى أصبحت في كريات دمه ، إنها المعادلة الأصعب في تاريخ الأحزاب السياسية في سوريا ، أكثر ألما من تجربة الناصريين مع البعث بعد انقلاباته المتتالية ، ولا ألم اليسار البعثي في مواجهة انقلاب حافظ الأسد ، فهل استطاع الابن الكردي المطيع والهادئ أن يوفق في معادلة الألم حين يأتي الامتحان ؟
تعرض ال pyd للامتحان الأول في أعوامه الأولى ، كان الامتحان قاسيا وحادا ، انتفاضة الكرد في مارس آذار 2004 ، لم يكن للحزب تصور مسبق وتجربة في كيفية إدارة الصراع مع النظام في سوريا ، كان قد اعتاد على صراع أوحد ، الصراع العسكري في جبال كردستان الواقعة تحت سلطة المغتصب التركي ، أغلب كوادر حزب الاتحاد الديمقراطي يتقنون التركية أكثر من العربية وحتى أكثر من الكردية " صالح مسلم مثالا " ، لم تكن مساهمتهم في انتفاضة الكرد 2004 متواضعة ، احتازوا على درجة مقبولة وسط زحمة الأحزاب الكردية السورية التي اعتاشت في عقدي الثمانينيات والتسعينيات على هامش الوزر الأوجلاني في تهميش الكرد السوريين ، لحظة وصول أوجلان إلى سوريا في بداية الثمانينيات وإلى تسفيره منها خوفا من التهديد التركي باجتياح دمشق أواخر العام 1998 ، ملأ أوجلان الفراغ العميم الذي أحدثته الأحزاب الكردية في سوريا والأحزاب العلمانية السورية بسبب مواقفهم من القضية الكردية بعمومها ومن الحقوق القومية للكرد السوريين ، كان أنصار أوجلان يهزون الأرض بأقدامهم ، كانوا يشهرون أصابعهم في وجوه من يخالفهم الرأي ، كان التهديد بقطع الأنف والأذن سهلا كشربة ماء ، لم يستثنى أحد منها، كانت مواعيد تأسيس كردستان من أنصار أوجلان في الربيع القادم سهلة وانسيابية ، فيبتسم الكردي غير الأوجلاني ويرد إن ذلك مفيد للدعاية الحزبية ولكنه ضار بحلمه الكردي ، جاء pyd حاملا معه إرث الحلم الكردستاني والموعد المؤجل للربيع القادم وكان عليه أن يحوله إلى سياسة قابلة للحياة في المستنقع السوري الآسن بسياسييه الذين لا يجيدون السباحة في بركة ماء ، لم يحاول القفز أبدا فوق عربة العجزة ، لكنه لم يركبها ، لم يتحدث عن الحقوق الثقافية إلا كجزء صغير من الحلم ، أساسا بين الأب الأوجلاني للحزب والثقافة والمثقفين ثمة حاجز لا يمكن للابن أن يهدمه بسهولة ، تلك إحدى عيوب التأخر الجنيني الذي سيبدأ الحزب من التخلص منه مع دخول سوريا في أتون حرب أهلية ، انتبه الحزب مبكرا إن من ضمن المطلوب سورياً مع بداية الحراك السوري هو رأس الحزب الأوجلاني وبالتالي وريثه الكردي السوري بالتتابع ، انتبه إن الخيارات ضيقة أمامه مرة أخرى ، الخيارات تشبه خيارات الكردي عبر التاريخ حتى لو اختلفت مرة واحدة في حرب حرية العراق في العام 2003 ، ال pyd لم ينظر للوحة خطأً ، نظر إليها كما هي ، المطلوب رأسه من جميع الأطراف ، لا رهان له إلا ذاته ، يعرف هو إمكانياته وقدراته ، وقف جانبا ، لا يريد أن يكون طرفا في معركة دموية من ضمن النتائج المطلوب منها إزالته من الوجود ، وقف يراقب وينظم صفوفه ويهيأ نفسه للمواجهة التي لا بد لها أن تأتي ، تركيا العدوة الأولى ، تقود الجزء الأكبر من قوى المعارضة السورية ، الحزب الكردستاني له خبرة في تعامل المعارضة المسلحة مع نظام وأجهزة دولة ، يستطيع نظام مهما كان هشا وفاسدا أن يقود أقوى معارضة لنظام آخر ويجيرها لصالحه بسهولة تامة ، يعرف الحزب معنى التبعية ، يدرك أيضا أن تركيا لم تنس أبدا وحدة الأب والابن في مواجهة أطماعها السورية ، إنها علاقة جدلية ، الكرد ، تركيا ، سوريا ، مثلث متخم بمعادلات صعبة الحل ولكنها ممكنة إن توفرت الإرادة والإدارة السياسية الناقدة ، لم تصل الدولة التركية حتى الآن إلى قناعة بإمكانية حل القضية الكردية بطرق سلمية ، رغم إن سنوات الحروب العنيفة ضد الكرد تؤكد باستحالة القضاء على الحلم الكردي ، منذ تأسيس الدولة التركية لم يتوقف العنف بحق الكرد ولكن القضية تبقى ، إنها أطول الصراعات في العالم ، ما يقرب من مئة عام ، النظام في سوريا لا رأي معلن له في القضية الكردية لسبب أوحد إن النظام السوري ليس نظام دولة وإنما نظام انقلابي لا هم له سوى البقاء ولا ينظر للمسائل إلا من ذلك الباب ، يستطيع بشار الأسد أن يصدر القرار الذي يريده حين يشعر بالخطر ، يمكن أن يصدر غدا قرارا بالاعتراف بحق تقرير المصير للشعب الكردي في سوريا لو شعر بضغوط جدية على نظامه ، وقف الحزب الكردستاني ينظر إلى السياسة بعين السياسي وليس بعين المقاتل من أجل الحرية ، بين السياسة والقتال أودية وجبال لا يمكن القفز فوقها ، وقف ابنه المطيع الوقفة ذاتها ، توقف عند المشكلة ذاتها التي لم تستوعبها الأحزاب الكردية التقليدية وسلالاتهم الفاقدة لملامحها ، مشكلة فقدان الشريك السوري لحاسة الرؤية ، الشريك السوري غير قادر على رؤية الشريك الكردي ، الكردي شخص غير مرئي في نظر السوري بشكل عام .
من الكردي غير المرئي إلى الكردي الشريك رحلة شاقة للسياسي ، يتعامل بعض السياسة الكرد مع المشهد وكأنه بديهة ، يهرول فرحا لأول صيحة يطلقها الشريك غير الكردي ، يظن أنه في الطريق للتحول من شبح غائم إلى كائن يمشي على قدمين له ما للكائن الآدمي من حقوق ، يتأتأ من هول عدم الرؤية ، يدخله الشريك الفاقد للنظر في معادلات لا يستطيع الكردي إلا إعلان انسحابه منها ليترتب على ذلك انسحابا من ساحات التصوير التي يتقن الشريك الوقوف تحت أضواء كاميراتها ككومبارس يؤدي ما عليه من أدوار وحركات بدقة مبالغ فيها ، يُطلَب منه قتل جاره فيتفنن في قتله بل يصل ببعضهم إلى أكل أعضاء أخيه حيا ، انزوى الكردي إلى زاويته يترقب المشهد ، كذلك فعل الPYD ، فعل ما يفعله الكردي ، قال إنها ليست حربنا ، حاول الشريك المؤتَمَر بأمر الدول الإقليمية جر الكردي للعبة ، علق فشله في جر الكردي للمعادلة الدامية بوجود الPYD ، كان مصيبا في ذلك ، فهو الحزب الوحيد الذي يستطيع تحريك الشارع الكردي ، حاول عبر عمليات قذرة ساهم في تنفيذها بعض الساسة الكرد منها عملية اغتيال السياسي الكردي ، مشعل تمو ، في الجمعة التي أطلقوا عليها اسم " المجلس الوطني يمثلني " على أمل أن يوجهوا الشارع الكردي ليحارب بالنيابة عنهم وعن تركيا التي تقودهم لحرب على العمال الكردستاني وابنه المطيع ، لكنهم فشلوا فالكردي في سوريا ابن تجربة وحزب الPYD متخم بالتجربة وبالكردية وبالألم ، لم يسمح للحرب أن تمتد ، هنا جن جنون الطرف المتأمل لتصفية العمال الكردستاني في سوريا ، فضخ دماء في المتشددين الإسلاميين المحسوبين على تنظيم القاعدة في الهجوم على القرى والمدن الكردية التي يديرها أنصار حزب العمال الكردستاني ، حملة تطهير عرقية سبقتها زيارات لرموز معارضة علمانية سوريين لتركيا والمناطق الكردية ولقاء جماعات القاعدة والإشادة بهم " جورج صبره وميشيل كيلو و.." ، لكن مشروعهم باء بالفشل مرة أخرى أمام وحدة ومتانة الجبهة الكردية التي صاغتها المعادلة السياسية الكردية الجديدة والتي يشكل حزب العمال الكردستاني أحد أعمدته إلى جانب عوامل أخرى ومنها خبرة أمن النظام السوري في التعامل مع الأزمات العاصفة ووجود بعض السياسيين السوريين في المنافي البعيدة والضغوط التي اتقنوا ممارساتها عبر شبكة علاقات متينة مع مراكز القرار العالمي كالدكتور هيثم مناع ، لنقف عند عتبة أخرى وهي تغيير أدوات اللعبة الإقليمية في سوريا بعد استنفد العنف مهامه ووصل إلى حاجز مسدود ، تدمير البنية التحتية والقدرات العسكرية للجيش السوري وإيصال النظام لحافة الهاوية لدرجة يمكن فرض الإملاءات المطلوبة وخاصة تلك التي تخص أوراقه الإقليمية في لبنان وفلسطين وليبيا .
يتحول الكردي سورياً من ساحة اللامرئي إلى ساحة الرؤية بالتدريج ، وصل في اللحظة الحالية إلى ساحة الرؤية ولكن بدون ملامح لذلك هرع بعض الساسة الكرد إلى الاحتفاء بها كما احتفوا سابقا ب"مكرمات " الأسد الأب ، كما كان يحلو لبعض الوجوه التي انضمت للمجلس الوطني السوري وتلك التي انضمت لوريثه الائتلاف الوطني قوله ، فيما يمضي أنصار ال pyd على إصرارهم على إن ثمة ملامح للكردي يجب أن يُنظر إليها ، يشاركهم في ذلك بعض قيادات هيئة التنسيق الوطني ك هيثم مناع والمغيب في المعتقلات السورية ، عبد العزيز الخير ، ولأن عملية الانتقال من اللامرئي إلى المرئي وعرة ولا سابقة لها سوريا فهي تتعثر هنا وهناك ولكنها في طريق الولادة وستكون الخطوة الأولى لحل الأزمة السورية إذا انطلقنا من بديهة تعتبر إن عدم رؤية السوري للكردي امتدت بالعدوى إلى مرض فقدان السوري لقدرته على رؤية أي شيء سوى ما يُلقّن به ، سوى ما هو مطلوب منه ومن قبل أطراف لا يراها ، فقد أدار الأسد الأب سوريا بهذه الطريقة ، لم يكن يرى السوري كائنا واستمر الابن المتلعثم بالطريقة ذاتها حتى تحول السوري إلى كائن فاقد للنظر ، فاقد للملامح ، وقد أظهرت المعارضة السورية تلك الميزة بشكل فاضح ، فقد وقف العالم مذهولا من تحول كتاب ومفكرين إلى مأجورين لدى أطراف لا تمت للحداثة التي أطنبوا في الكتابة عنها والحديث فيها دهرا بأية صلة وتكفي نظرة واحدة لمواقف برهان غليون وعبد الرزاق عيد وميشيل كيلو وآخرون خير برهان على فقدان السوري لحاسة الرؤية وتحوله إلى كائن بلا ملامح لا يستطيع الإقدام على شيء سوى تنفيذ ما يمكن أن يأتمر به أيا كانت الجهة الآمرة فالمهم توفر جهة .



#وليد_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هيثم مناع الباب الموارب
- من مذكرات مناضل سوري خطير وعجوز
- الالتصاق بالكرسي من فضائل العمى
- فضائل العمى في سيرة السياسي الكردي
- أولمبياد البارزاني والمالكي في فقه الحقوق والواجبات
- المرحومة العاملة وأختها الطبقة
- عسكر ومبدعون في الانتفاضة السورية ؟!
- الأب والابن وروح البؤس
- القذافي بين الأكراد وتبو ليبيا
- الخوف حين يتحول نظاما في الحياة


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد خليفة - مشروع الوطن السوري بين الإسلاميين والعلمانيين العرب وأنصار ال pkk في سوريا