أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد خليفة - هيثم مناع الباب الموارب














المزيد.....

هيثم مناع الباب الموارب


وليد خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4075 - 2013 / 4 / 27 - 10:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" البيت أجمل من طريق البيت ، رغم خيانة الأزهار ، لكن النوافذ لا تطلّ على سماء القلب ..... " بهذه البادئة للراحل محمود درويش من الممكن أن تكون أبواب السوري ، هيثم مناع ، مفتوحة للأسئلة الموجعة ، الأسئلة التي لا تبحث عن أجوبة وإنما تكتفي بذاتها لتكون شاهدة وشهادة على زمن مطعون في توازنه ، مطعونٌ في قوامه ، أسئلة تاريخ ومستقبل الكائن الإنساني ، حكاية الذات التي ألتصق بها هيثم أو يراها بعضهم أقنعة أختارها لوجهه على مرّ السنوات ، ولأنني بعيد عن دهاليز السياسة ودهاء ومكر الساسة ، سأدعو الأسئلة الأكثر حرجا للقدوم ، أسئلة تخرج للمرة الأولى من اللقاءات المحبة الهادئة التي أصبحت من ماضٍ سحيق بحكم سرعة السنة الأخيرة بمكارثيتها إلى الهواء المشاع للباحثين عن فكرة وآخرون يلهثون وراء تصيّد الخطيئة في عالمه كما يبحث الملحد العربي عن خطيئة في وجود الإله ليبرر لنفسه مكانا لا يمنحه الطمأنينة .
نستطيع للوهلة الأولى القول إن هيثم بدون أسرار ، كل شيء فيه يقول ذلك ، نظرته ، حميميته ، تساؤلاته المحبة القادمة من عالم الآباء الطيبين والأخوة الملهوفين لمعرفة الجيد من أخبارك وجموحه لإطفاء حرائق الحياة ومصائبتها ، أثاث شقته الصغيرة في مالاكوف الباريسية ، التي هي عبارة عن غرفة صغيرة وصالون لا يوجد فيه مكان ، المكتبة المليئة بالكتب ومكتبه الصغير وكرسيه الذي يشبه كرسي سكرتيرات رؤساء تحرير الجرائد السورية في سنوات السبعينيات ، الشقة كانت عيادته في زمن ما كما يقول هو ويؤكد على ذلك جدران الشقة وأبوابها وغرفة النوم ومكتب السكرتيرة ، هيثم فيه من الطبيب النفسي أكثر مما فيه من أي شيء آخر ، تشعر منذ الوهلة للقاء إنه يخاطب عينيك ويستطيع أن يخترق دواخلك من خلالهما ، لا تستطيع أن تقول له أخبارك المفرحة فيما أنت في الحقيقة حزين وبائس ، لأنه سيكتشفك بالتأكيد وسيجعلك تشكي له أسباب كآبتك ، يزيل الحرج عنك ، حين تكون غاضبا منه ، يرغمك على تفريغ غضبك في وجهه بطريقة رومانسية ، لا نستطيع إلا أن نرى أمامنا إلا شخص يشعّ بالطاقة والصفاء والبساطة ، حدة الذكاء بالتأكيد متوفرة وسط كل هذا ، لم ألمح فيه أي خبث منذ لقائنا الأول ، وحتى آخر لقاء لي به في صيف العام 2012 ، بعد مؤتمر هيئة التنسيق في باريس الذي دعيت إليه ولم أحضر، لأسباب سأذكرها في مناسبة لاحقة .
الطبيب النفسي الذي يسكن هيثم مناع ، المسافة التي يضعها الطبيب بينه وبين الجميع ، المسافة التي تعرفها جيدا حبيبته وزوجته ، المسافة التي تحجب الخلاف معه في حضوره ، المسافة التي تمنع الصدام ، طاقة المعالج النفسي في جعل المسافة لزجة وعذبة وثقيلة ومحبة وكارهة تعرقل كل وصول إلى صدام هي من طبيعة العلاقات بين البشر الطبيعيين ، أظن أن الرسول العربي كان بالمواصفات ذاتها التي تمنع العاديين وأنصاف الموهوبين من رؤية أخطائه ، الخطأ الذي هو سمة وفضيلة من سمات وفضائل الفعل الإنساني ، حين يتجرد الكائن من الخطأ ، أو من سماع الآخرين وهم يبصرون أخطائه أو يختلفون معه يتجرد من شيء مهم في إنسانيته ، هيثم من ذلك الصنف دونما قصد ، هذه هي شخصيته ، لا يوجد على مقربة منه أي شخص مغاير له ، ما حوله ظلالٌ يتظللون بظله ، ينظرون إليه كإله ، حتى المختلفون معه يصمتون بحضوره ، يستطيع صناعة مسافة الديكتاتور المحب ، أساسا لا تستطيع أن تمسك أخطائه ، ارتكاباته عصية على الإمساك ، إلا إن أراد هو نفسه ، كل الروايات التي سمعتها عنه لا تملك من المصداقية إلا ما تملكه أساطير الأولين .
هيثم السياسي هو نفسه الحقوقي صاحب التاريخ في الدفاع عن حقوق الإنسان ، لم يكن إلا متفردا ومنفردا على طول الخط ، لا شاهد على عيوبه إلا هو ، لا يتذكر أحد انتكاساته ، أحزانه ، سقطاته ، فيما تعج صفحات الآخرين برواية صعوده وتألقه ، حتى في هجائهم له تأكيد على عذوبته ، كأنه لم يكن إلا طائرا يحلّق على الدوام ، كأنه طيف إنسان لم يأخذ من صفات الإنساني إلا أكملها وأعذبها ، لا يمكن لأحد أن يرفق أسمه بمؤامرة طالما أغرقت سير أنداده من المناضلين والساسة السوريين في المستنقعات ، تخلو كتب التاريخ القريب والبعيد عن طعون موثوقة بسيرته التي ترتقي إلى سير الرُّسل والقديسين والنبلاء ، تتحول الطعون الكثيرة إلى ثرثرات لا تصمد أمام إلحاحه على العذوبة وهي تُجَرّ إليه بحميمية لا تُشترى ، كلما دعى الوهن أنداده إلى السقوط في الحفر المعدة لأبناء الجغرافيات المدمنة للكوارث تسامى حتى تحول إلى إشارات استفهام لا تنتهي ، واثقٌ حين يتحول التلكؤ والتردد إلى ظاهرة عامة ، سبّاح ماهر حين يغمر الطوفان دروب الصحاري الممتدة على أطراف الأرض ، يُقال إن نوح أورثه سرّ النجاة .
أمام هيثم طاولة أسئلة يتجنبها في انشغاله اللهوف باتجاه الأعاصير وبناء السدود ، ليس أولها من يبلع من في هذه اللحظات ؟ ، الإمارة المسعوفة بقناة فضائية وأنبوب غاز ورضا اليانكي أم التنظيم الدولي ، مفرخة الانتحاريين الجهاديين ، المدفوعين بشهوة السلطة على عماء عميم ؟ ما سر العلاقة التي شدته بوثاق لإمارة الأمير وحظوة شيوخ الجهاد وسدنتها طوال سنوات التحضير لحفلات الدم ؟ ما سرّ السكوت في لحظات الضرورة ؟ هل ترك الباب مواربا من صفات الأنبياء والقديسين والنبلاء ؟ هل يكفي نصف الموقف أو ثلاث أرباعه ؟ ألا يحتاج النبلاء والقديسين والأنبياء إلى مستشارين في هذا الزمن ؟ أم إن سر النبوة والقداسة والنبل ينتهي حين يخرج من السريرة إلى فضاء آخر ؟ هل السياسة عشق آخر خبأه الحقوقي في صندوق محكم الإغلاق وحين فتح عليها كان قد أصابها القِدمْ؟ هل التدخل الخارجي هو ذاته في كل الأزمنة أم إن ما يسمى العولمة قد أخل بالحدود والسيادة والمصائر ؟ هل يبقى الصدق دائما أنبل وأكرم خلق ثوري ؟ إن كان الأمر كذلك ، لماذا إذن لا تكشف المستور كله ؟ ألم يحن أوانه يا رفيق ؟ متى هذا الأوان .........؟



#وليد_خليفة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من مذكرات مناضل سوري خطير وعجوز
- الالتصاق بالكرسي من فضائل العمى
- فضائل العمى في سيرة السياسي الكردي
- أولمبياد البارزاني والمالكي في فقه الحقوق والواجبات
- المرحومة العاملة وأختها الطبقة
- عسكر ومبدعون في الانتفاضة السورية ؟!
- الأب والابن وروح البؤس
- القذافي بين الأكراد وتبو ليبيا
- الخوف حين يتحول نظاما في الحياة


المزيد.....




- ممثلة أميركية تتألق في البندقية بفستان من إيلي صعب عمره أكثر ...
- إيران تكشف تفاصيل عن ضربة إسرائيل على سجن إيفين
- لماذا ترغب بريطانيا في شراء مقاتلات F-35A؟
- قاعدة العديد في قطر والإنذار الأخير.. خفايا الليلة التي عبرت ...
- هجوم روسيا الصيفي في أوكرانيا يترنّح: زخم ميداني دون مكاسب ا ...
- ترامب: -لن نتسامح- مع مواصلة محاكمة نتنياهو بتهم فساد
- لماذا تشعر بالتعب وقد نمت 8 ساعات؟
- ضحيتها السائقون والمستخدمون.. -أوبر- اعتمدت على سياسة مشبوهة ...
- مستوطنون يقتحمون الأقصى وشرطة الاحتلال تقتحم سلوان
- مصدر قضائي: 71 قتيلا في الهجوم الإسرائيلي على سجن إيفين بطهر ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد خليفة - هيثم مناع الباب الموارب