أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد خليفة - فضائل العمى في سيرة السياسي الكردي















المزيد.....

فضائل العمى في سيرة السياسي الكردي


وليد خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4043 - 2013 / 3 / 26 - 23:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بتثاقل يروي الطُرَفْ ، تتحول على لسانه إلى مآس بأقدام حديدية ، يتجنب سير فضائح الرفاق والأخوة الأعداء من الأحزاب " المعادية المنافسة على الخواء " ، رغم الطرافة المتخمة على حوافها ، ثمة عدمية في حكاية الأمين العام والسكرتير العام والرفيق الأعلى وعضو المكتب السياسي والمناضل الذي وجد نفسه في الصفوف الأولى منذ لحظات فطامه ، ثمة خواء في الفضاء العام الذي أسس للراوي الرديء للنكت أو الراوي الثقيل للطرف الرديئة .
أسعفه العمى دهرا ، العمى الممتد على مرمى البصر ، العمى الذي غطى بفضائله حقول القمح وشوارع قامشلو وديريكا حمكو وحسكة وديرباسية وسري كانيه وعفرين وكوباني وعامودا ، عامودا سقف العماء المتأصل بالإنشغال بطرفة الدجاجة التي لا تتقن رقص الروك ، ظل يجري وتجري خلفه دجاجات الحجي لعل الحظ يسعفه بلقاء مع أحلامه الممتدة من عتبات محمد منصورة لتتضخم وصولا إلى أبواب علي دوبا وجميل ورفعت الأسد وياسر عرفات والقذافي وصدام حسين وعبد الحليم خدام وحمد بن جاسم وخدم وحشم المذكورين ومخبريهم وجواسيسهم ، لم يكن قد سمع تماما باسم الرئيس الجزائري ، خليفة هواري بومدين ، فيقول هوار هواري ، يستتبعه بطرفة ثقيلة على وفاة بومدين في حريق سينما عامودا ، هكذا أنتج العقل الحالم صور لقاء سيجمعه بجميل الأسد ، صورة كبيرة لهما في صدر مكتبٍ يقيه شر الأحداث المأساوية في سيرة وطن مأساوي ، صور أخرى تجمعه بطه ياسين رمضان وياسر عرفات ومحمود عباس ورفعت الأسد وعبد الحليم خدام وآخرون .
لم يتأخر أبدا عن وليمة أيا كان عبورها مريعا، مواعيده دقيقة في تلك الأحوال ، يعرف الطريق إلى المائدة ، موهبته اليتيمة ومنتج فضائل العمى ، غادر إلى أربيل أيام الصبا، حدثته الجوارح وهي تنهش بجثث قومه إن الطريق إلى الغنيمة لم تبدع بعد طريقها إلى جبال كردستان ، لم ينتم أبدا إلى فصيلة النسور الحالمة هناك بفضاء شاسع من الحرية ، شم رائحة اللحم الآدمي فظنه شواء ، كانت البداية فأنضم إلى معشر المدافعين عن " قضية العرب المركزية " لينهش بلحم فلسطين كما فعل أنداده من الجنرالات العرب وأمرائهم ومدمني تلميع الأحذية ، غادر إلى بيروت ليبدأ سيرة مقلوبة لن تنته بعد، لم تكن آخر الانقلابات في سيرة أول العميان ، لن تكن الأخيرة هذه الأيام .
في بيروت حيث البحر ومدائحه وحصاراته ولفظه للجثث المتعفنة ، بحر لا يهدأ أبدا في عواصفه المميتة ، وجد نفسه على حين غرة مرميا في صحراء بلاد الأمازيغ المصادرة من أهلها بفضيلة عماء مماثل ، هناك حيث الجدران الممتدة على مد النظر لا تستر عورة قادم لا يتقن إلا فن القنص من أهله ، غادرها إلى أوروبا على طائرة كانت تقلّ أبطال من ورق تقنعوا بأسماء تشي بنقيض ما يحملونها من نعوت خائبات " أبو البواسل ، أبو شجاع ، أبو القائد ، أبو غنضفر " ، كان الدم الكردي يسفح حين كان يهز خصره كراقصة شمطاء في سهرات مخصصة لمديح جزار قومه صاحب الأنفال والقادسية وأم المعارك .
تجول في العواصم الأوروبية دون أن يستطيع احتياز لفتة نظر ولو عطفا على كلام يسيل لعابه لأجله ، قضية " العرب المركزية " وضرورة الالتفاف القومي العربي لأحياء رميمٍ لا يحي ، حدثني بعض الأمازيغ عن قرفهم من كردي متخم بقسمات الغدر والاستعداد للأجار ، مدجج بالخناجر المستلة لطعن أهله ، حدثني بعض الذين شهدوا مروره الباهت كتعويذة إفريقية على أبوابهم يستجدي اعترافا ولو من وهم ، رأيته مرة واحدة من بعيد يتقلب كلاعب سيرك فاشل بين أحضان مخبرين وجواسيس من الدرجة ما بعد الرابعة ، ربما يثير المشهد مشاعر قرفٍ وغثيان إلا إن الشفقة ستبقى بعيدة في هكذا أحوال.
الخيانة تتحول إلى وجهة نظر ، لا بل أخف من ذلك بكثير ، كما لو إنه يعبر السوق لشراء احتياجاته ، يحدث ذلك يوميا أحيانا وإن تأخر الأمر يكون المرور أسبوعيا ، بفطنته وهو ينظر إلى انهيار جدار برلين وتداعي أجهزة المخابرات التي ساندت وخلقت أبطال أفلام باهتة كفيلم قضية العرب المركزية ، التي لا تقترب من الحرية ولا التنمية ولا بحقوق الإنسان في بلاد العرب ، حولوها إلى مزارعَ ، حَلَم السياسي الكردي أن يكون بوابا على إحداها ، سعى لأجل ذلك وفشل ، بدأ بالتمرينات على القفز إلى الضفة الأخرى ، حيث الأهل متمترسون فيها منذ أن المسيح ابن مريم وقبل أن يأتيهم أيام الصبا بخناجره الصدئة المسمومة ، أصدر أوراق لا تعني أكثر من تهيئة الملاعب الجديدة لرقصاته السمجة ، نقل كلمات تعود في أصولها لأبي عمار وأبو عدي وأبو جهاد إلى حقول الأهل ، يقال في الأثر إن الجاني يعود إلى مكان الجريمة الأولى كنوع من الحنين المازوشي اللاإرادي ، يقال أيضا إنه لا يحمل معه سوى رغبة لا تنتهي في الانتقام ، تخفي خلفها سعي محموم تقوم به الذاكرة لأجل كشف التاريخ ، تاريخ الجاني الشخصي ، عاد إلى هولير من أجل كل ذلك .
من فضائل العمى أيضا ، أن يمتنع دافع الضرائب الكردي عن البوح بفضيحة السياسي المخضرم ، بعضهم الأكثر نقاء وتوقدا يمتنع تساميا عن الخوض في موبقات السياسي الأعمى ، يغضّ النظر عن المنكر لعل صرخة ألمه تذكر السياسي بسمو الألم الكردي وجلاله ، بطاقته الكامنة في القدرة على تحمل الألم وتجاوزه ، لم يسبق أن تعرضت أمةٌ في التاريخ لما تعرض له الكرد وظلوا أحياء ، ألم يتحول الهندي الأحمر إلى ذكرى أليمة في ماكينة الأفلام الأمريكية وسوقها التي لا تتوقف لحظةً عن اختراع أساليب لتجديد وتقوية وسائل السيطرة على العالم ؟ ألم تصبح قضية فلسطين شماعة يعلق عليها أمراء المال والجنرالات وخدمهم جل ارتكاباتهم ؟ يحلم الكردي النبيل الحالم بصحوة ضمير السياسي وعودة الرؤيا ، لا يفقد أمله متمسكا بجدائل التاريخ القاسي بأثقاله على الذاكرة ، لكن سياسينا يصر على فضائل العمى والتعامي ، يصر على الذهاب إلى الأقصى دون أن ينتبه بإن سطوة الإمبراطور لم تمنع الناس من رؤية عريه ولم تكن براءة الطفل وهو ينادي : "الإمبراطور عاري وعار " إلا نتيجة بديهية لرحلة التعامي والعماء ، دروس التاريخ قاسية لمن لا يريد أخذ العبر منها ، الخروج من التاريخ أسهل بما لا يقارن مع لمس عتباته .
السياسي المخضرم في لغة الإعلام ، لا يستطيع تجديد مفرداته ، فقد بلغ العمى منه مبلغا ، لا يحتمل مفرداتا جديدة ولا دماء جديدة ، مخنوق بالهواء الذي استنشقه بتاريخ يخفيه عبثا بأوراق توت مثقوبة ، عاجز عن الالتفات إلى الوراء خشية أن يلمحه أحدا فيرى ما لا يريد صاحب السيرة غير الحميدة من رؤيته ، عاجز عن رؤية الأمام أيضا ، فأثقال الماضي تعيق الالتفات حين تكون ثمة حاجة اضطرارية لذلك ، فيدور كبهلوان عجوز غادرته اللياقة منذ أمد بعيد ، تخرج الكلمات منه أثقل من وقع المدافع على بيوت الفقراء .
أسمع همسا يسائلني : وماذا بعد ؟ صوت آخر يتداخل مدفوعا بألم الهوى : أهذا أوان الكلام في فضائح السياسي المخضرم ؟ يستتبعه آخر : أليس من الأجدر أن تتعب نفسك في البحث عن حل للكوارث بدل إشغالنا بمن نتمرن على نسيانه ؟ آخرون يصرخون : وأيهم أفضل منه ؟
إنها كلمات تتعلق بالمخضرم وأشباهه من أشباه بشر ما زالوا يمارسون هواياتهم القاتلة بحق شعب كتب له أن يخرج من الأقدار واثق الخطوة ، طريق الحرية لا يحتمل شركاء القتل في التواريخ القريبة ، شركاء القتلة الذين حتى إن اعتذروا لن يقبل اعتذارهم فما بالك إنهم لم يعتذروا ويملكون من الوقاحة أن يبنوا سدودا أخرى في طريق إنسانية الإنسان ، إنها البداية وما سيتبع الكلام كلامٌ أيضا ، حتى يبلغهم التعب أو يعبرون من دوننا ، في البدء كانت الكلمة .............. يتبع أيضا



#وليد_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أولمبياد البارزاني والمالكي في فقه الحقوق والواجبات
- المرحومة العاملة وأختها الطبقة
- عسكر ومبدعون في الانتفاضة السورية ؟!
- الأب والابن وروح البؤس
- القذافي بين الأكراد وتبو ليبيا
- الخوف حين يتحول نظاما في الحياة


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد خليفة - فضائل العمى في سيرة السياسي الكردي