أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وجيه أبو ظريفة - خروج آمن لحماس من معضلة سقوط الاخوان المسلمين















المزيد.....

خروج آمن لحماس من معضلة سقوط الاخوان المسلمين


وجيه أبو ظريفة

الحوار المتمدن-العدد: 4223 - 2013 / 9 / 22 - 05:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


خروج آمن لحماس من معضلة سقوط حكم الاخوان المسلمين

أزمة عميقة تواجهها حركة حماس ورفيقاتها من الحركات الاسلامية القطرية المرتبطة سياسيا وتنظيميا مع حركة الاخوان المسلمين في مصر التي سقط حكمها لمصر بصفتها الحركة القائدة للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين في العالم وأيضا بصفتها المرجعية التنظيمية والسياسية لهذه الحركات القطرية من حركات الاسلام السياسي.
سقوط حكم الاخوان لم يكن بسبب انقلابا عسكريا او مؤامرة خارجية كما يحلو للبعض من اتباع ومؤيدي الاخوان ان يصفونه ,بل جاء بثورة شعبيه حققيه خرج فيها عشرات الملايين من الشعب المصري وناصرت هذه الثورة القوات المسلحة المصرية لرفض استمرار هذا الحكم الذي استمر لمده عام كامل دون ان يحرز اي تقدم للشعب المصري بل بالعكس ساهم بكل الوسائل في عزل الشعب عن الدولة ، ومحاولة اقامه امارة خاصة بالإخوان ومن والاهم، وبالتالي كان خروج الشعب المصري لعزل الرئيس محمد مرسي وإنهاء سياسة الاقصاء التي مارسها الاخوان ضد الجميع بإقصائهم عن الحكم ان لم يكن اقصائهم عن العمل السياسي بأكمله.
ان ارتباط حركة حماس مع حركة الاخوان المسلمين في مصر اوثق من اي ارتباط لحركه من حركات الاسلام السياسي بها لاعتبارات الجغرافيا والتاريخ اضافة لارتباطات الفكر والتنظيم ، فتاريخيا حركه الاخوان المسلمين في فلسطين هي الابن الاول لحركه الاخوان المسلمين عندما اسسها حسن البنا قبل ما يقرب من ثمانين عاما ، وفي فلسطين التأم المقاتلين من الاخوان مصريين وفلسطينيين في مواجهة الحركة الصهيونيه وباسم فلسطين ثار الاخوان على الملك فاروق وبإسم فلسطين ثاروا ايضا في مواجه جمال عبد الناصر والسادات ومبارك وبإسم فلسطين اكتسبوا قلوب ملايين العرب والمسلمين.
حماس لا توجد فقط في فلسطين -الحدود الشمالية الشرقية لمصر - بل تسيطر على قطاع غزه وهذه السيطرة تعني ايضا ان مصر هي البوابة الوحيدة لها على العالم الخارجي وإغلاقها يعني خنق غزه بكل ما فيها من شعب وحكومة ، كما ان هذه المنطقه يمكن ان تكون شوكه مؤلمه في الخاصرة المصرية في حاله استخدامها من قبل اي طرف كان لمهاجمه مصر لما في غزه من مقومات المواجهه من سلاح ومقاتلين وأفكار متطرفة اضافة لتأييد قوي من حماس للإخوان ولمحمد مرسي.
ان حركة حماس تحاول ومنذ سقوط حكم الاخوان ان تجد طريقة للتعامل مع الوقائع التي صنعها هذا السقوط في الواقع الجيوسياسي المحيط بها، ولكن يبدو ان حالة الارباك التي تعيشها الحركة من جهة وانعدام الخيارات الناجعة امامها من جهة اخري تجعلها تتخبط بين مواقف متشددة تحمل راية الاخوان المسلمين ومواقفها المتصلبة في مواجهة الحكم الجديد في مصر ، معتبرة ان هذا الخيار هو الخط الاخير للدفاع عن وجودها في مواجهة قوي تتهمها بالتآمر والكفر حتى لو وصل الامر الى وضع حماس في سلة الاخوان مهما كلف ذلك من ثمن، وبين مواقف اقل تشددا تعتبر ان هناك وقائع جديدة على الارض تفرض على حماس ايجاد الوسيلة الانسب للتعامل معها دون تفريط بقيم ومواقف الحركة باعتبارها جزء من حركة الاخوان المسلمين العالمية.
ان الموقفين السابقين في حركة حماس لن يؤديا الى مخرج لحركة حماس يجنبها دفع الثمن في معركة ليست معركتها على الاطلاق وليس من مهمتها او حتى واجبها خوضها نيابة عن او الى جانب حركة الاخوان المسلمين في مصر، فالتحديات الموضوعة امام حركة حماس سواء كونها حركة مقاومة للاحتلال الاسرائيلي الذي لم ينتهي بعد عن فلسطين بما فيها قطاع غزه التي تسيطر عليه حماس او لكونها حكومة تدير حياة ما يقارب 2 مليون فلسطيني في قطاع غزه يتوجب عليها إيجاد الحلول المناسبة لحياتهم اليومية وعدم الزج بهم في معركة ليست معركتهم وتعريضهم لمخاطر اقلها اغلاق معبر رفح وبقائهم في سجن كبير.
ان الخروج الآمن لحركة حماس من معضلة سقوط الاخوان له معالم واضحة وخارطة طريق ربما تكون الوحيدة امامها للتخلص من اخطاء الماضي والحاضر والتكفير عن الخطايا التي ارتكبتها على مدار السنوات الماضية بحق الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية بسبب الانقسام التي تسببت به في 2007 وما تلاه من سياسات خاطئة في الحكم والإدارة والمواقف وحتى في وسائل المقاومه وإبرام الهدنه مرتين مع اسرائيل حيدت بموجبها قطاع غزة عن الصراع مع الاحتلال.
على حماس ان تتخذ خطوات اساسية علنية وواضحة امام الشعب الفلسطيني لتجنيبه اي معاناة جديدة ولتدعيم سبل صموده ، وقبل ذلك كله حماية المشروع الوطني الفلسطيني من الانهيار اكثر وحماية النظام السياسي الفلسطيني والوحدة الجغرافية والسياسية للأراضي الفلسطينية المحتلة وهذه الخطوات برأيي هي:
اولا : تعلن حركة حماس بوضوح انها لا تتدخل في الشأن الداخلي المصري ولا في اي شأن داخلي لأي من الدول العربية وتتوقف كل وسائل التماهي مع مواقف الاخوان المسلمين في مصر مثل اطلاق المسيرات او الخطب في المساجد او الاستعراضات العسكرية المؤيده للإخوان او رفع الشعارات والحملات الكبيره في وسائل الاعلام الخاصة بها والتي بالتأكيد ستفسر انها تدخل في الشأن الداخلي المصري.
ثانيا : تعلن حماس انها حركة وطنية فلسطينية خالصة وليست جزأً من حركة الاخوان المسلمين تنظيميا ولا تتلقي اوامر او توجيهاتها منها وان الرابط فقط معها هو المرجعية الفكرية دون اي التزامات سياسية وتنظيمية اواجرائية.
ثالثا : تعلن حماس انها جزء من النظام السياسي الفلسطيني الموحد في الاراضي المحتلة عام 1967 وان الانفصال الحالي نتيجة سيطرة حماس بالقوة على قطاع غزه امر مؤقت ينتهي بإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية.
رابعا : تعلن حماس عن الاستعداد لتنفيذ اتفاق المصالحة الموقع في القاهره والبدء في مشاورات تشكيل الحكومة الفلسطينية الواحدة وتحديد موعد اجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية وانتخابات المجلس الوطني حيثما امكن والتوافق على المعايير السياسية التي تؤهل الحكومة بالقيام بمهامها دون تعرضها لأي حصار.
ان حركة حماس مطالبة وأكثر من اي وقت مضي لتغليب مسؤوليتها الوطنية على معتقداتها الحزبية وحتى على ارائها السياسية فلا مجال الان لأنصاف الحلول او للمراوغة مطلوب منها مره جديدة ان تحافظ على فلسطينيتها وتساهم في بناء فلسطين التي تحمل اسمها وتحافظ على بقائها حركة مقاومه اسلامية فلسطينية بعيدا عن اي خوف فالشعب الفلسطيني يدرك متى يحمي نفسه وكيف يحميها.

دكتور وجيه ابو ظريفة
الكاتب والمحلل السياسي



#وجيه_أبو_ظريفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة الوحدة في اسرائيل حكومة الخائفين لا المخيفين
- النفط وليس الديمقراطية هدف الغرب في ليبيا
- عودة الي المربع الأول المصالحة شأن وطني فلسطيني داخلي أولا
- الشعوب صانعة التاريخ والشباب الفاعل الاساسي للتغيير
- مصر التي في خاطري (صورة قلمية)
- في كل مبادرات السلام المطروحه اين مبادرة السلام الفلسطينية
- المفاوضات مع اسرائيل بين سباق الامل وسباق العمل
- لقاءات القمة اعلى جلسات التفاوض .... وليس مجرد لقاءات مجاملة
- لضمان دور أمريكي ايجابي في المنطقه نحتاج الي دور عربي فاعل ف ...
- خطة اوباما للسلام خطة لادارة الصراع لا للتسوية
- حركة فتح علي الطريق السليم ...........ولكن الي اين
- خطة نتنياهو للتسوية خطة للسلام ام تخطيط للحرب
- الحوار الفلسطيني بلا ارادة حقيقية لن يؤدي الي مصالحة
- الحوارالفلسطيني الداخلي وسيلة للمصالحة وليس مناورة لإهدار ال ...
- غزة- بيروت أولا... والمنطقة علي شفا الهاوية
- التهدئة مع إسرائيل بالعصا أم بالجزرة؟
- عزيزي فضل لن تدفن الحقيقة وبالدم سنكتب لفلسطين
- اسرائيل تبحث عن مفاوضات دائمه لا حل دائم
- الاستيطان ومعركة ما بعد الخطابة
- وحدة اليسار ضرورة موضوعية ومطلب شعبي


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وجيه أبو ظريفة - خروج آمن لحماس من معضلة سقوط الاخوان المسلمين