أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - وجيه أبو ظريفة - الشعوب صانعة التاريخ والشباب الفاعل الاساسي للتغيير














المزيد.....

الشعوب صانعة التاريخ والشباب الفاعل الاساسي للتغيير


وجيه أبو ظريفة

الحوار المتمدن-العدد: 3275 - 2011 / 2 / 12 - 14:50
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


لم يكن لأكثر الثوريين ثوريه ولا لأكثر الرومانسيين رومانسية أن يتوقع ما جري في المنطقة العربية منذ مطلع العام الجديد الذي لم يمضي علي بدايته أكثر من ستة أسابيع تغيرت فيها صورة المنطقة العربية بأكملها وربما صورة العالم، ليس فقط بسبب انهيار نظامين حديديين في تونس ومصر ولكن بفعل القوة الجديدة التي أدت إلى انهيار هذين النظامين، الذي يعتبر احدهما وهو النظام المصري من اقوي الأنظمة الشمولية وأكثرها اعتمادا على جهاز امن يفوق عدد أفراده سكان دولة أو حتى مجموعه دول ممثلة في الأمم المتحدة، ويتمتع بقدر كبير من الدعم الدولي والشرعية السياسية وحتى الدستورية والقانونية ويرعاه حزب كبير يمسك بمقاليد الحكم والسياسة اغلب المتنفذين فيه رجال أعمال يملكون مليارات الدولارات ويتحكمون ليس فقط بعجلة الاقتصاد ولكن برأس مال الدولة بكاملة وبعجلة الإنتاج في المنطقة .
إن سقوط النظام التونسي وهروب الرئيس زين العابدين بن علي وانهيار النظام المصري وتنحي الرئيس حسني مبارك أمام إصرار الشعب على مطالبه العادلة والتي صبر عليها كثيرا لتعبر ليس فقط عن ضعف وفساد وهشاشة هذين النظامين بقدر ما تعبر عن قوة إرادة الشعوب إن توحدت وعرفت كيف تدافع عن حقوقها ومطالبها في وجه البطش والقمع والفساد، لتؤكد هاتين التجربتين الرائدتين مدى القدرات الكامنة عند الشعوب البسيطة والفقيرة والمسحوقة التي تتجاوز في أحيان كثيرة حركة التاريخ ومعايير القوه والضعف وكل عوامل الحساب الساذجة في حسابات الحركات الثورية التي تحدد ماذا تريد لتنطلق شرارات الثورة من رحم المعاناة التي وان صبر الناس عليها فلا تعني بالمطلق انتهائها، بل تبقي كامنة في وجدان الشعوب كأفراد وكجماعة اجتماعية منظمة تنتظر الفرصة السانحة لتنقض على ظلامها دون أي خشية أو خوف، مستعدة لدفع تكاليف الثورة التي وان بدت فادحة خاصة ما تدفعه من ثمن من أرواح ودماء الثوار إلا أنها ثمن لمستقبل أفضل للأجيال القادمة والتي إن لم تحقق ما تريده بأكمله إلا أنها لن تدفع معاناة متواصلة دفعتها أجيال وأجيال لعقود طويلة، ولتؤكد أن حتمية انتصار الشعوب في أي معركة تخوضها سواء في معركتها للتحرر من الاستعمار أو معاركها للتحرر من الاستبداد والظلم .
إن الجديد وربما المفاجئ في الثورتين التونسية والمصرية أنها ثورات اعتمدت على الشباب، هذا الشباب الذي لفظته أنظمة الحكم الظالمة والفاسدة ليس في مصر وتونس فقط ولكن في كل البلدان العربية، واعتبرته جيشا من العاطلين عن العمل تزج به عبر الضغط إلى بوابات الهجرة والهروب من بلادة للتخلص من مطالبهم الدائمة في تحسين شروط العيش، وان بقي في البلاد فعلية أن ينشغل بملهاة الحياة مرة بالرياضة وأخري بالفن وتارة بالانحلال والرذيلة، ونسيت أو تناست هذه الفئات الحاكمة المتحجرة في المراحل الأولي لتاريخ توليها الحكم أن مطالب الشباب وحاجاته السياسية تجاوزت المطالب بالوظيفة أو العمل أو لقمة العيش أيا كان مصدرها، لقد أوقدت ثوره التكنولوجيا والاتصالات والتواصل أمام الشباب شموع الأمل ومنحتهم الثقة في قدراتهم كطاقات جديدة للإبداع ومنحتهم الإرادة الجديدة الصلبة في رغبتهم في التغيير، وأعطتهم رؤية جديدة في إعادة كتابة التاريخ ورؤيتهم لتطور مجتمعاتهم مما أعطاهم الثقة في مقدرتهم على اخذ زمام المبادرة واستخدام أدوات العصر ووسائله في مواجهة بيروقراطية الأنظمة وتحجر أفكارها وتخلف إعلامها وفساد مؤسساتها وزيف قوتها القمعية، ليزداد وعيهم عمقا مستفيدين من تجارب العالم وخبراته لتتطور مطالبهم من مجرد العمل والغذاء والدواء إلى مطالب اكبر، حيث باتوا يبحثون عن كرامتهم الإنسانية وحاجتهم لتطوير إبداعاتهم الريادية ومصرون على حقهم في المشاركة في صياغة تاريخ ومستقبل أوطانهم والشراكة الكاملة في مقدرات بلدانهم، لتختلف مطالبهم من المطالب الوظيفية الإجرائية إلى مطالب اكبر قيمة تعبر عن منظومة فكرية جديدة لا يستطيع التاريخ تجاهلها حتى ولو أرادت القوي الرجعية ذلك وعملت كل ما تستطيع لوقفهم والقضاء على أحلامهم.
لقد أثبتت تجربة الثورة في مصر وتونس تكلس الأنظمة وتخلفها عن ركب الحضارة والتطور، ليس هذا فقط بل أثبتت أيضا عجز القوي السياسية القائمة بكل مشاربها السياسية والفكرية عن استيعاب حركة الناس وبقيت حكومات وأحزاب في أبراجها العالية تدعي تمثيلها للناس رغما عنهم، لتنهار جميعا أمام عظمه الشعوب الثائرة وطاقات الشباب الرائدة ليتأكد من جديد أن الشعوب قادرة على انتزاع حقوقها، وان الشباب محركا أساسيا في عمليه النهوض والتغيير والبحث عن مستقبل أكثر إشراقا وأمانا لها ولمن سيأتي من أجيال قادمة.
إن على الجميع أن أراد الاستفادة من هاتين التجربتين أن يستخلص العبر لإعادة تشكيل منظومة الحكم القائمة ليس بهدف منع الثورة بل بهدف التغيير الحقيقي استباقا للثورات الحتمية على أي ظلم أو اضطهاد، وعلى القوي السياسية والأحزاب القديمة أن تدرك أن التمثيل للناس هو عبر التعبير عنهم والدفاع عن حقوقهم بشكل فعلي ليس مجرد ادعاء بتمثيل مصالحهم، وعلى الجميع أن يعمل الآن على إعادة الاصطفاف السياسي لإيجاد تمثيل حقيقي عن رغبات فئات المجتمع وعلي رأسهم الشباب الفاعل الأساسي ليس في الحاضر فقط بل في المستقبل أيضا.
لقد انتصرت الثورة في مصر وتونس على طريق انتصارات جديدة سواء بنفس الشكل أو على الأقل بنفس المضمون فلا يبدو في الأفق تراجعا عن حركة الشعوب لنيل حريتها، وعلينا جميعا أن ننحني أمام تضحيات الشهداء في هذه الثورات وان نرفع القبعة لتحية شباب العصر المتمترسين خلف خنادق كرامتهم لا يبرحونها إلا بنيل الحرية وتحقيق مطالبهم مهما بدا سقف هذه المطالب مرتفعا، فلا يدرك السقوف العالية إلا القامات العالية والهامات المرتفعة وأصحاب الإرادات التي لا تنكسر.
د . وجيه أبو ظريفة
الكاتب والمحلل السياسي



#وجيه_أبو_ظريفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر التي في خاطري (صورة قلمية)
- في كل مبادرات السلام المطروحه اين مبادرة السلام الفلسطينية
- المفاوضات مع اسرائيل بين سباق الامل وسباق العمل
- لقاءات القمة اعلى جلسات التفاوض .... وليس مجرد لقاءات مجاملة
- لضمان دور أمريكي ايجابي في المنطقه نحتاج الي دور عربي فاعل ف ...
- خطة اوباما للسلام خطة لادارة الصراع لا للتسوية
- حركة فتح علي الطريق السليم ...........ولكن الي اين
- خطة نتنياهو للتسوية خطة للسلام ام تخطيط للحرب
- الحوار الفلسطيني بلا ارادة حقيقية لن يؤدي الي مصالحة
- الحوارالفلسطيني الداخلي وسيلة للمصالحة وليس مناورة لإهدار ال ...
- غزة- بيروت أولا... والمنطقة علي شفا الهاوية
- التهدئة مع إسرائيل بالعصا أم بالجزرة؟
- عزيزي فضل لن تدفن الحقيقة وبالدم سنكتب لفلسطين
- اسرائيل تبحث عن مفاوضات دائمه لا حل دائم
- الاستيطان ومعركة ما بعد الخطابة
- وحدة اليسار ضرورة موضوعية ومطلب شعبي


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - وجيه أبو ظريفة - الشعوب صانعة التاريخ والشباب الفاعل الاساسي للتغيير