أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - وجيه أبو ظريفة - مصر التي في خاطري (صورة قلمية)














المزيد.....

مصر التي في خاطري (صورة قلمية)


وجيه أبو ظريفة

الحوار المتمدن-العدد: 3265 - 2011 / 2 / 2 - 02:16
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


في مصر لا تكاد العين تغفو إلا بصعوبة بالغة عندما تكون هناك لا يمكنك أن تقاوم جمال البلاد وسحرها تسلبك الإرادة بكل ما فيها ومن فيها
في مصر تجد منابع الفكر والثقافة، تنهل أروع القيم وارق التعابير وأثمن الحكم، تنغمر بمزيج من العراقة والحداثة، فيها مشارب الفكر وعناوين التنوع، فيها امتداد بلا أفق لسيل متدفق من الإبداع الفني والأدبي يستمر بلا توقف، وعلي ضفاف هذا السيل المتواصل يرتوي كل من يحتاج إلي شراب فكري طهور، يروي الظمأ ويتغلغل إلي شرايين النفس والروح، ليحملها علي اكف مخملية من السمو الوجداني، تستمع إلي صوت أم كلثوم في المقاهي، ويتسرب إلي إذنيك عود الاصابجي، والحان السنباطي ودندنات عبد الوهاب والشيخ إمام، وتصلك كلمات احمد رامي واحمد فؤاد نجم، ويأسرك اروكيسترا القاهرة السيمفوني وأوبرا عايدة، يواجهك محمود مختار واحمد زويل ويوسف شاهين وهيكل ونجيب محفوظ، تقرا لاحسان عبد القدوس وتستمع لعبد الحليم حافظ وتستمتع بمحمد صبحي وعادل إمام، تقف مشدوها إمام جامعة القاهرة العظيمة ودار الأوبرا المصرية وقصر البارون وقلعة محمد علي .
من أعماق أعماق التاريخ تفوح علي أعتاب الحضارة الحالية عراقة الحضارة الأولي، لتخاطبك الآثار المنتشرة علي سطح مصر، لتخبرك عن قصص المبدعين الاوئل الذين تحدو كل مقاييس القدرة البشرية علي الانتصار علي الطبيعة، اكتشفوا إسرار ما زلنا عاجزين عن اكتشافها، وأبدعوا أسرار لا يمكننا حتى ألآن من سبر غورها فبنوا الأهرامات العملاقة ونصبوا أبو الهول وشيدوا معبد الكرنك وحفروا قناة السويس بأيديهم وحنطوا الجاثمين بترياق البقاء الأبدي وابتدعوا الزراعة والتخطيط والتنظيم والفنون الحرفية والعسكرية وأسسوا حياة اجتماعية مثالية في التعاون من اجل استمرار البقاء كانوا أول البناة وأول الفلاحين وأول العلماء وأول الموحدين وأول الحكام وأول الجيوش هزموا الهكسوس والتتار وأنقذوا البشرية من الفناء
في مصر تتهافت قدميك علي شوارع مكتظة بالوجوه الباسمة والقلوب الطيبة وبساطة البشر بطبيعتهم الأولى السمحاء وملامح تجذبك بلا سبب مفهوم، تحيط بها أضواء لا حصر لها لتشع بريقا كبريق عيون الملايين التي تتأمل كل جوانب الشوارع والطرقات، تخشي إن تفوتها جملة إبداعية علي غلاف كتاب في مكتبات سور الأزبكية أو اسم طريق أو ممر يحمل اسم شخصية حفظ التاريخ لها اسمها، أو تتجاوز ميدان يحتله تمثال يحمل قائد أو مفكر سطع كبرق في زمانه ليبقي مشعا علي دوام التاريخ، يحييك طلعت حرب ومصطفي كامل وإبراهيم باشا وطه حسين ونجيب محفوظ، تتهادى قدميك بدون كلل أو تعب تتسابق لتصل الأسرع منها أولا إلي مسجد من مساجد القاهرة الفاطمية، تصلي في الأزهر وتتنسك في الحسين وتتأمل في السيدة زينب تقابلك عظمة الكنيسة القبطية والكنيسة المرقصية فهذا مرقد القديس مرقص أو كنيسة مار جرجس وما بينهما من مقام ناسك أو صالح أو ولي من أولياء الله الصالحين لتمر بين كل ذلك علي المعبد اليهودي لتقفز بعيدا لتغوص في أعماق الفكر المعاصر من كل معتقدات وأفكار البشر لا حكر علي الأفكار ولا حظر علي التفكير ولا سقف للأحلام
في مصر دائما تحاول إن تبدأ من جديد مياه النيل المنسابة منذ الأزل تذيب داخلك أفكار الثبات والسكون لتنساب الأفكار معها برفق كتيار النهر الخالد وعلي شواطئها يتكسر اليأس في أعماق قلبك كانكسار الموج علي صخور الإسكندرية وتتوالي الدمعات في مخاطبة أعماق البحر الأحمر في شرم الشيخ وتكتشف أعماق نفسك كشفافية مياه مرسى مطروح وتشرق شمس حياتك من جديد كبزوغ الشمس من خلف جبل الطور أو سانت كاترين لتحييك في كل يوم بامتزاج خيوط الشمس الذهبية مع عصير القصب السكري لتقول لك في كل يوم صباحك سكر لتبدأ نهارا سعيدا يدخلك إلي حيز الإبداع بلا مقدمات
في مصر لا تستطيع إن توصف كل شيء في مصر فقط تستطيع أن تحس بكل شيء فكتاب في وصف مصر الذي سجل وصف مصر يقع في ألاف الصفحات في مصر تستطيع فقط إن تتلمس كل شيء بإحساسك أن تتذوق كل شيء
في مصر كل شيء ممكن إلا الفوضى والخراب لا يمكن أن تكون هذه الشوارع المدمرة شوارع مصر أو هذه الميادين التي تحتلها الدبابات ميادين مصر أو هذه المتاجر المحطمة المنهوبة متاجر مصر ولا يمكن أن تكون هذه الوجوه الواجمة والخائفة وجوه شعب مصر ولا يمكن أن يكون الظلام مستقبل مصر
هذه ليست مصر التي في خاطري
1-2-2011



#وجيه_أبو_ظريفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في كل مبادرات السلام المطروحه اين مبادرة السلام الفلسطينية
- المفاوضات مع اسرائيل بين سباق الامل وسباق العمل
- لقاءات القمة اعلى جلسات التفاوض .... وليس مجرد لقاءات مجاملة
- لضمان دور أمريكي ايجابي في المنطقه نحتاج الي دور عربي فاعل ف ...
- خطة اوباما للسلام خطة لادارة الصراع لا للتسوية
- حركة فتح علي الطريق السليم ...........ولكن الي اين
- خطة نتنياهو للتسوية خطة للسلام ام تخطيط للحرب
- الحوار الفلسطيني بلا ارادة حقيقية لن يؤدي الي مصالحة
- الحوارالفلسطيني الداخلي وسيلة للمصالحة وليس مناورة لإهدار ال ...
- غزة- بيروت أولا... والمنطقة علي شفا الهاوية
- التهدئة مع إسرائيل بالعصا أم بالجزرة؟
- عزيزي فضل لن تدفن الحقيقة وبالدم سنكتب لفلسطين
- اسرائيل تبحث عن مفاوضات دائمه لا حل دائم
- الاستيطان ومعركة ما بعد الخطابة
- وحدة اليسار ضرورة موضوعية ومطلب شعبي


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - وجيه أبو ظريفة - مصر التي في خاطري (صورة قلمية)