أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نجاح محمد علي - إني أعترض.. الفتنة الطائفية حريق يلتهم الجميع















المزيد.....

إني أعترض.. الفتنة الطائفية حريق يلتهم الجميع


نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 1206 - 2005 / 5 / 23 - 08:31
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قبل كل شيء ، يجب أن نضع حدا لكل التصريحات والكتابات التي تُساهم في تفجير فتنة طائفية من العيار الثقيل ، في عراق يبحث عن هوية جديدة بعد انهيار نظام صدام.

هذه الفتنة لن يشعلها الشيخ حارث الضاري، ولن تفتعلها منظمة بدر ، ولا أي من العراقيين المخلصين لأنها ببساطة، فتنة يخطط لها بدقة خارج الحدود، ليلتهم حريقُها العراق والمنطقة وقد تعم لتشمل الجميع .



في اللطيفية ومناطق أخرى من العاصمة بغداد، ومدن أخرى، جرت وتجري حملات تطهير طائفية ودينية منظمة تستهدف "الشيعة"، وبعضها المسيحيين، وفي البصرة وأماكن أخرى ، يستهدف "السنة" بين تعرضهم لاغتيالات منظمة، واعتقالات والى ضغوط مختلفة، لاجبارهم على ترك مناطقهم ..كل ذلك بذرائع واهية.


وقد حصلت منذ سقوط النظام السابق،حوادثُ اغتيال مريبة استهدفت أطباء وصيادلة من سنة وشيعة، ومن بين الصابئة المندائيين والمسيحيين ، أدت الى هجرة قسم كبير الى اقليم كوردستان، والى الخارج خصوصا المسيحيين الى سوريا واميركا ودول أخرى.



في" السُّنة " رجال يروجون لنهج غريب يعتبر الشيعة كفارا يجب قتلهم. وفي الشيعة أناس جهلة أو مشبوهون ينادون هذه الأيام بطرد السُّنة من العراق كما كان عدي صدام حسين يفعل في تلك الأيام الغابرة.



وقد تأكد في الحوادث الموثقة التي راح ضحيتها أبرياء ، أن محسوبين على السُّنة باتوا «ينتعشون» بقتلهم الشيعة، فيما يمارس بعضٌ من الشيعة المشكوك بولائهم، وبـ«هدوء» القتل السري لسنة بذريعة أنهم بعثيون أو متعاونون مع النظام السابق، أو للانتقام.



كما تنتشر هذه الأيام في بعضُ المواقع الأنترنيتية العراقية كتاباتٌ صفراء تحث على القتل والكراهية بين العراقيين. وكتب البعض ممن وضع نفسه قسرا في خانة الكتّاب،يدعو علنا الى قتل الشيخ الضاري، ووصفه بكلمات قاسية،فيما طالب آخرون باقامة جدار عازل بين السنة العراقيين واخوانهم الشيعة في المناطق التي تكثر فيها عمليات قتل الشيعة، وهم بذلك يمضون على خطى شارون العنصري.



لنرسم المشهد الذي سيكون عليه العراق، إذا اندلعت الحرب الطائفية، وهل ستنحصر هذه الحرب داخل حدود العراق الجغرافية، أم انها ستنفجر في عموم المنطقة لتوقظ بركانا سيُـلقي بحممه بعنف في كل اتجاه ولن يوفر أحدا ، مسببا خسائر واسعة ،وربما يصل الى السلم العالمي، من واقع أن السٌّنة والشيعة منتشرون في البقاع؟.


وإذا كان البعض من الشيعة، يزعم أنه يرفض الفكر التكفيري القادم من وراء الحدود ،ويدعّي أن من يمارس القتل العشوائي اليومي الذي تختلط فيه دماء الشيعي بالسني، يصطف مع " الارهابيين" ،فكيف يسوغ له استمرار أعمال الارهاب التي لا تفرق بين عراقي وآخر، وبين دولة وآخرى، العمل على جر البلاد الى حرب طائفية ستلد بالتأكيد حروبا أخرى ليس في العراق وحسب ، وانما في كل المنطقة والعالم؟.



لنعترف أن الكثير من القضايا القابلة للتفجير كل لحظة، تسيطر الآن على العراق، ومنها الفيدرالية ، وكركوك والنفط، ويعرف العراقيون انه من المستحيل وضع حلول سريعة لكل هذه القضايا إذا استمر التفجير الأمني بما يؤدي الى الحرب الأهلية،وعليهم إذن أن يحلوا مشاكلهم بوعي وبصيرة ورؤية مستقبلية تستفيد من تجارب الآخرين، مستذكرين فخ اللبننة أو الأفغنة أو البلقنة.
ويمكن القول في ضوء التصعيد الخطير الذي يشارك فيه الكثير عمدا أو جهلا، إن الشكوك بدأت تتكاثر عن الجهات التي تريد الاحتراب بين العراقيين من سُّنة وشيعة واكراد وغيرهم لدفعهم الى تدمير العراق ونقل حممه البركانية الى الآخرين.

ومايزيد في اشعال نار الفتنة ولايساهم في تهدئتها، دخول الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى على الخط بطريقة خاطئة عندما أعرب عن "قلقه البالغ" ازاء عمليات القتل التي حدد أنها استهدفت رجال دين سُّنة في العراق، ما يجعله في موقع لانستطيع أن نصفه بالحيادي، أو أنه على الأقل فقد هذه الحيادية وهي صفة لازمة لكل من يريد أن يقوم بدور الوسيط.

وكان الأحرى بموسى أن لايتدخل الآن خصوصا وأنه صمت طويلا أمام قتل الشيعة، لكي لاتعطي تصريحاته، الذريعة لتدخل مرجعيات من خارج العراق بحجة الدفاع عن الشيعة.

يجب القول أيضا إن الشيخ حارث الضاري قد يكون أخطا في إعلان اتهامه الصريح لبدر بالوقف وراء قتل أئمة مساجد وحراسهم من السنة، بدلا من أن يضغط سرا وبوسائل أخرى على الفاعليات الدينية والسياسية للتدخل وكشف ملابسات تلك الحوادث الغريبة. وفي المقابل يجب التحذير من جهات معينة تريد توريط بدر في الفتنة وهي التي تعرض عدد من قادتها ورموزها الى الاغتيال، مع العلم أن في منظمة بدر التابعة للمجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق ، رجالا وطنيين، قاتلوا نظام صدام حسين على مدى عقود وقدموا التضحيات الجسام، ولايكفي أنهم كانوا في ايران ردحا من الزمن، لاتهامهم بالعمل لصالحها،وملاحظة أن ايران أخفقت عبر ممارسات خاطئة، في خطب ود معظم العراقين الذين لجأوا اليها(ومنهم معظم عناصر بدر)، وحولتهم عبر ممارسات خاطئة الى سفراء كراهية لها، وهذا ما يجب أن يدفع الى احتوائهم بدلا من الاستمرار في ربطهم قسرا بايران ولو معنويا.

ومهما يكن ، فإنَّ على الذين ينظرون بعين الشك الى ولاء منظمة بدر، وعموم الشيعة العراقيين، أن يلحظوا الفروقات الكبيرة ضمن الطوائف الشيعية المختلفة. فالشيعة العراقيون قريبون ثقافياً من السنّة العراقيين أكثر من قربهم من شيعة إيران وهم أبعد الناس رغبة باندلاع العنف الطائفي، ولاتجيز أدبياتهم الفقهية قتل الآخرين لمجرد أنهم لاينتمون الى طائفتهم لأن الفكر التكفيري غريب عن منهجهم.

والسنّة الذين لم يكن نظام صدام يمثلهم يوما، لن يفكروا أبدا باشعال الحرب الطائفية التي لاتنسجم مع رغبتهم في البحث عن هوية جديدة خارج نسخة النظام السابق و نموذج طالبان .

صحيح أن الشيعة في العراق الذين عاشوا فترات طويلة من القهر والاقصاء،يعيشون اليوم حالة زهو وانتعاش ديني بعد فوزهم في الانتخابات التي جرت بغياب متعمد من السّنة، لكنهم يجب أن يبتعدوا وهم يعملون على كتابة الدستور، عن دمج الدين في الهوية والسياسة للنظام الجديد، لكي لايخلق هذا بينهم وبين الفئات الأخرى فضاءات شاسعة ،لا تملأها سوى الصراعات المفتعلة.

وبكلمة : إن أولئك الذين يعتقدون أن فكرة تقسيم العراق، على أسس عرقية – طائفية ، سيجنب البلاد الدخول في مأزق الحرب الأهلية، لايمكنهم الا أن يكونوا مخطئين، على الأقل في مايشهده العراق اليوم من اصطفافات خطيرة.



إن تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات، شيعية، وكردية، وسنيّة، قد يؤدّي إلى فوضى هائلة خاصة وان التركمان يفتشون لهم على مقعد حول الطاولة، وهذا مايغري بتدخل القوى الإقليمية، مثل إيران وتركيا ودول أخرى.



واما الحل فهو أن يضع الجميع مصالحهم في بوتقة العراق الموحد، ويبدأوا بحل أزمة المحاصصة على أساس من التفاهم والتوافق بعيدا عن تحديد سقف مسبق للمطالب، والتعاطي بواقعية لاتطرد السنّـة إلى خارج المعادلة، وبادخال الشيعة والأكراد إليها،بعد أن كانوا خارجها في عهد صدام.



#نجاح_محمد_علي (هاشتاغ)       Najah_Mohammed_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إني أعترض..لماذا قتلوا الرئيس عز الدين سليم ونائبه.؟
- إنّي أعترض ......... فيدرالية للجنوب ..ولكن!
- نصب تذكاري لشهداء الكورد الفيليين
- هل سيتمكن رفسنجاني من الامساك بعصا الرئاسة من وسطها ....من ج ...
- إني أعترض البصرة والنفط ...طموحات مشروعة!
- أزمة سكانية في الأهواز أم رسالة انتخابية؟
- مقتل 25 جندي ايراني في مصادمات جديدة في الأهواز
- بين المحاصصة و الإنتخابات
- جدل تشكيل الحكومة العراقية
- هل نجح الأكراد في خطف لذة الانتصار من الشيعة ؟؟؟
- القائمة الشيعية في العراق ائتلاف انتخابي أم تحالف سياسي عابر
- لماذا تستعدي ايران العراقيين؟!
- المطلوب حوار ودي في العراق
- المجلس الوطني للاداب في الكويت يرفض اجازة مسرحية - براءة الح ...
- إني أعترض ..لماذا الحكيم؟؟
- وهم الديمقراطية الأمريكية في العراق
- عراق جديد ومعارضة
- إلغاء الآخر والحراك السياسي في العراق
- ألوان القائمة الشيعيةالانتخابية
- لن أشارك في الانتخابات


المزيد.....




- مشتبه به في إطلاق نار يهرب من موقع الحادث.. ونظام جديد ساهم ...
- الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟
- بشار الأسد يستقبل وزير خارجية البحرين لبحث تحضيرات القمة الع ...
- ماكرون يدعو إلى إنشاء دفاع أوروبي موثوق يشمل النووي الفرنسي ...
- بعد 7 أشهر من الحرب على غزة.. عباس من الرياض: من حق إسرائيل ...
- المطبخ المركزي العالمي يعلن استئناف عملياته في غزة بعد نحو ش ...
- أوكرانيا تحذر من تدهور الجبهة وروسيا تحذر من المساس بأصولها ...
- ضباط وجنود من لواء المظليين الإسرائيلي يرفضون أوامر الاستعدا ...
- مصر.. الداخلية تكشف ملابسات مقطع فيديو أثار غضبا كبيرا في ال ...
- مصر.. الداخلية تكشف حقيقة فيديو -الطفل يوسف العائد من الموت- ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نجاح محمد علي - إني أعترض.. الفتنة الطائفية حريق يلتهم الجميع